ضمن خطة أعدتها بلدية بودواو (بومرداس)

مشاريع تنموية موزعة على أربعة أقطاب

مشاريع تنموية موزعة على أربعة أقطاب
  • القراءات: 3716
حنان سالمي حنان سالمي

تسجّل بلدية بودواو بولاية بومرداس، خلال العهدة الانتخابية الجديدة، عدة مشاريع تنموية، من شأنها تحسين الحياة اليومية لمواطني هذه البلدية التي تُعد من أكبر المناطق الحضرية بالولاية، فبالإضافة إلى استكمال مشاريع موروثة عن العهدة السابقة، باشر المجلس الحالي تنفيذ استراتيجية تنموية جديدة، تقوم على تقسيم البلدية إلى أربع مقاطعات؛ من أجل تحقيق توازن تنموي عادل بين الجهات الأربع للبلدية، ناهيك عن تسجيل مشاريع بأغلفة مالية هامة يُرتقب انتهاؤها وتسليم أجزاء منها في غضون السنوات القليلة القادمة، ومشاريع أخرى رُفع عنها التجميد بما يزيد في ترقية الواقع المعيشي اليومي.

أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبودواو مدني مداغ، في لقاء خص به "المساء"، اعتماد استراتيجية تنموية جديدة خلال العهدة الانتخابية الجديدة الجارية، تقوم على تقسيم بلدية بودواو إلى أربعة أقسام أو مقاطعات، يقوم على كل مقاطعة منتخب محلي وتقني، للوقوف على أهم النقائص التنموية المسجلة بكل مقاطعة، والعمل على تجاوزها، بتسطير الأولويات ضمن نفس المشاريع. وأشار إلى أن هذه الجهات تتمثل في الجهة الشرقية، وتشمل أحياء بن مرزوقة، بن يمينة، النشيط وسيدي سالم، في الحدود مع بلدية بوزقزة قدارة، وكلا من حي بن شطاح وبن توشونت في الحدود مع بلدية الخروبة. وتشمل الجهة الغربية كلا من حي الحلايمية في حدود بلدية أولاد موسى، وحي البدر في حدود بلدية أولاد هداج. أما الجهة الغربية فتشمل حي الهضبة، الذي يُعتبر أكبر تجمع سكاني ببودواو، ويمتد إلى الحدود مع بلدية الرغاية، إلى جانب مركز المدينة الذي يمتد إلى الحدود الشمالية مع بلدية بودواو البحري، وكل مقاطعة تتواجد بها ملحقة بلدية مربوطة بالألياف البصرية بكل من الحلايمية، النشيط، بن مرزوقة والصومام، فيما تجري أشغال إنجاز الملحقة الإدارية الخامسة في حي بن عجال، ويُرتقب تسلمها في غضون السداسي الثاني للعام الجاري.

أغلفة مالية هامة لتحقيق التنمية المحلية

وصلت الميزانية الأولية لبلدية بودواو لـ 2018 والتي تخص التجهيز، إلى 14 مليار سنتيم مقسمة إلى 3.5 ملايير سنتيم لكل مقاطعة، حسب تأكيد "المير"، الذي أشار إلى أن هذا الغلاف المالي يتم تقسيمه حسب المشاريع ذات الأولوية، وعلى رأسها الصرف الصحي وماء الشرب، حيث تم تسجيل في هذا الإطار 30 مشروعا، منها 5 مشاريع تخص إنجاز وتهيئة قنوات الصرف الصحي بكل من أحياء النشيط، الشهيد علال بوصور، طرابلس، الغوالم شمال وحي الحلايمية، بينما تخص المشاريع المتبقية تجديد شبكات ماء الشرب وتهيئة الموجود منها؛ "تم الوصول إلى نسبة 80% في مشروع تجديد شبكات ماء الشرب والصرف الصحي بكل من أحياء النشيط، بن يمينة، الصحاروة وسيدي سالم"، يقول "المير"، مؤكدا أمر القضاء كلية على مشكل انقطاع الماء بالتفعيل النهائي لهذه الشبكة بالأحياء المذكورة بنهاية السنة الجارية. وقد وصل الغلاف المالي لتفعيل الشبكة إلى 900 مليون سنتيم من المخطط التنموي البلدي، إضافة إلى 500 مليون سنتيم ضمن البرنامج القطاعي لتغطية ثلاث عمليات من نفس المشروع.

في نفس السياق، يشير رئيس البلدية السيد مدني مداغ، إلى كون حي بن مرزوقة الذي يضم قطبا حضاريا نموذجيا، سيتم تسليمه قريبا، إذ تمت تغطيته بشبكة المياه كلية، بينما تم تسجيل عملية لتهيئة الشبكة بكل من حيدوس بحي حلايمية والحي المحاذي لمشروع السكن التساهمي ضمن الميزانية البلدية، وآخر ضمن المخطط البلدي التنموي، خُصّص للشطر الأول منه مبلغ مليار سنتيم، ويُنتظر استكمال الأشغال نهاية السنة الجارية، ومن ثم الانطلاق في عمليات موسعة لتهيئة الطرق.

نسبة التغطية بالغاز الطبيعي ببودواو لم تتجاوز 60%، والنقص مسجل بأحياء بن يمينة والنشيط. وحسب المسؤول فإن المشاريع المسجلة مسّها التجميد. وقال في هذا الصدد: "لإعادة بعثها لا بد من إيجاد جيوب تمويلية أخرى. ونشير إلى كوننا سجلنا لفتة مواطنة من طرف سكان حي بن يمينة، بتسجيل 364 مواطنا أبدوا رغبتهم في المساهمة في أشغال تزويد حيهم بغاز المدينة. ونتدارس هذا المشروع مع رئيس الدائرة يوسف سي بشير بالتنسيق مع مديرية الطاقة للتجسيد". وأوضح المتحدث أن الغلاف المالي الإجمالي لربط المنطقة الريفية لبودواو بخدمة غاز المدينة، يصل إلى 12 مليار سنتيم.

رفع الضغط عن مركز البلدية وتحسين وجهه الحضري

يشمل مشروع التهيئة الحضرية لبلدية بودواو رفع الضغط عن مركز البلدية العريقة من جهة، والشروع في تجسيد مشاريع ذات أولوية تخص تهيئة الطرقات ومد الإنارة بكل من أحياء الشهيد علال بوصور، بن عجال المفتي موح الشاوش، الحلايمية ومركز البلدية من جهة أخرى.

وخُصص لتهيئة الأحياء الثلاثة الأولى غلاف مالي يقدّر بـ 2 مليار سنتيم، بينما خصّص لتهيئة مركز البلدية 3 ملايير سنتيم، وتشمل أساسا تهيئة الشوارع الرئيسة والممرات، وتهيئة الأرصفة والإنارة العمومية باللاد، إلى جانب تسجيل مشاريع أخرى لإقامة حظيرة سيارات بطوابق وحظيرة أخرى لسيارات الأجرة ما بين الولايات، وتهيئة محطة برية ترقى إلى وجه البلدية العريقة.

وببودواو سوق شعبي ذائع الصيت يحمل تسمية "الرحمة"، يتربع على مساحة 6500 متر مربع، سجل مؤخرا احتجاجات أزيد من 200 تاجر ينشطون بها على خلفية استفحال التجارة الموازية بحظيرة السيارات المجاورة.

وأكد "المير" في هذا الشأن، أنه تم إلغاء حقوق الكراء بالنسبة لمُسيّر السوق ولمُسيّر الحظيرة، "وسيتم إسناد الكراء لمسير واحد وفق دفتر شروط جديد، بعد الانتهاء من تسوية الأمور مع المسيرين الحاليين". ويوضح أن السوق من ضمن النقاط السوداء المسجلة ببودواو من حيث الفوضى، ولكونها لم تساهم ولو بسنتيم في مداخيل البلدية منذ 2013، ويُنتظر بعد تهيئتها در مداخيل تفوق 3 ملايير سنتيم سنويا، حسب تأكيد رئيس بلدية بودواو.

كما يسجل المجلس الشعبي ضمن العهدة الجديدة، مشاريع أخرى تدخل في سياق تثمين الممتلكات بغرض الرفع من مداخيل البلدية، وبالتالي تحقيق توازن ما بين النفقات والإيرادات. ومن بين أهم تلك المشاريع إنجاز حظيرة سيارات بطوابق بمركز البلدية، هي حاليا قيد الدراسة، ثم إسناد الإنجاز في سياق الاستثمار الخاص، ومنه التخفيف من الضغط المسجل على مركز المدينة والفوضى المسجلة بسبب غياب حظيرة تستوعب السيارات المتوافدة على المدينة، إضافة إلى تسجيل مشروع آخر يخص إنجاز محطة برية للنقل العمومي، وتحويلها من المحطة الحالية (بالقرب من السوق الشعبية اليومية) إلى منطقة المرجة، "وهذا المشروع من مجهود رئيس الدائرة، وخصّص له غلاف مالي يقدّر بأربعة ملايير سنتيم"، يقول المسؤول، مؤكدا أن الوعاء العقاري للحظيرة الحالية سيتم استغلاله ضمن مشروع آخر للنقل تحسينا لهذا القطاع، لاسيما أنّ بودواو تُعتبر نقطة عبور باتجاه عدة ولايات، حيث يتم التفكير في إنجاز محطة سيارات أجرة ما بين الولايات؛ ما يزيد من ترقية خدمات النقل عموما.

قطب حضريٌّ نموذجيٌّ وهياكل رياضية في الأفق

مشاريع السكن هي الأخرى مسجلة، ومن بين أهم الملفات التي توجد حاليا قيد النظر تماشيا مع العمل الولائي المنسق للقضاء على الشاليهات ومن ثم دراسة الحالات الاجتماعية، إذ تحصي بودواو قطبا حضاريا نموذجيا بكل المرافق والملاحق الإدارية ببن مرزوقة يشمل 2200 وحدة سكنية مخصصة لقاطني الشاليهات المتبقية وعددها 1100 شاليه، فبعد القضاء على 300 شاليه بموقع النشيط بقيت مواقع بكل من طريق خروبة، الهضبة والحلايمية، ورزنامة الترحيل يتم ضبطها بالتنسيق مع السلطات الولائية، علما أنه سيتم استرجاع حوالي 20 هكتارا بعد القضاء على المواقع التسعة المتبقية للشاليهات، ومنه توطين برامج سكنية أخرى بمختلف الصيغ ومشاريع أخرى، بعدها يتم دراسة الحالات الاجتماعية؛ حيث سجلت البلدية 4700 ملف تدرس على مستوى الدائرة، بينما وصلت طلبات الحصول على إعانات البناء الريفي إلى 1157، "يتم حاليا دراستها حالة بحالة بالتنسيق مع الجهات المختصة"، يقول "المير".

ولئن ذاع صيت بودواو بفضل سوقها الشعبي اليومي، فإنها معروفة كذلك بفضل النتائج الرياضية المحققة وطنيا، لاسيما في الملاكمة، وعليه فإن المجلس الشعبي البلدي أقر برنامجا خاصا يولي عناية بالجانب الرياضي والترفيهي بالبلدية، خاصة أنها تعاني نقصا في المنشآت الرياضية، والمتوفّر منها ـ يقول المير ـ تعود إلى العهد الاستعماري، وعددها ثلاث قاعات، وهي قاعتان للجيدو وقاعة للملاكمة إضافة إلى وجود قاعة متعددة الرياضات ومركب رياضي جواري، "وهي هياكل لا تكفي وتوجد بمركز البلدية".

ومن جملة الاقتراحات إنشاء أربع قاعات رياضية على مستوى التجمعات السكانية الكبرى؛ أي بالمقاطعات الأربع السالف ذكرها"، يضيف المتحدّث، مؤكدا وجود مشروع إقامة مسبح أولمبي بطريق الدائرة، خُصّص له مبلغ 80 مليار سنتيم، حيث إن الصفقة مبرمة ولكن الوعاء العقاري محتل من طرف مؤسسة عمومية "رغم أن البلدية اقترحت أرضية أخرى على المؤسسة لتحويل مقرها والانطلاق في تجسيد المشروع الرياضي، لكن المؤسسة بقيت متعنتة، ونحن حاليا في مفاوضات معها للوصول إلى اتفاق"، يؤكد "المير" مداني مداغ في لقاء خص به "المساء".

❊❊ ربورتاج: حنان سالمي ❊❊