هاجس اختطاف الأطفال يلقي بضلاله على سعيدة

مختصون وقانونيون يطالبون بتفعيل عقوبة الإعدام

مختصون وقانونيون يطالبون بتفعيل عقوبة الإعدام
  • 1388
 ح.بوبكر ح.بوبكر

شهد مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة، العديد من الظواهر التي انعكست سلبا على سلم القيم، على غرار التسول والعنف الذي طال جميع فئات المجتمع، لتضاف إليها ظاهرة الاختطاف والتعدي على الأطفال، هذا الشبح الذي بات يهدد البراءة، على غرار باقي ولايات الوطن التي لبست ثياب الحزن وتحسرت ألما على فراق هارون وإبراهيم، شيماء، سناء، سندس، ياسر والطفل أنيس ابن ولاية ميلة والبرعمة نهال وأخيرا الطفل ياسين درياح ابن ولاية بشار، الذين تم التنكيل بجثثهم، هاهي ولاية سعيدة تعلن صفارة الإنذار والحذر، حيث أضحت العائلات ترافق أطفالها يوميا نحو مدارسهم خوفا عليهم من الاختطاف والقتل.

تحدثنا إلى مالك عكاشة، محامي لدى مجلس قضاء سعيدة، الذي دق بدوره ناقوس الخطر بسبب استفحال الظاهرة التي وصفها بالغريبة عن مجتمعنا، والتي أخذت ـ حسبه ـ أبعادا خطيرة، فمن الاختطاف وطلب الفدية إلى الاعتداء الجنسي، ثم القتل العمدي بكل برودة دم. مشيرا إلى ضرورة تطبيق الجزاء والعقاب ضد هؤلاء من خلال إعادة تفعيل عقوبة الإعدام في حق المختطفين والقتلة، لردع كل من تسول له نفسه التفكير في الاعتداء على هذه البراءة التي تطالب بالقصاص لنفسها.

من جهتها، ترى فوزية قاضي، أخصائية نفسانية بمديرية الشباب والرياضة لولاية سعيدة، أن استفحال الظاهرة يعود إلى انهيار القيم الاجتماعية والأخلاقية، لاسيما بعد العشرية السوداء التي ولدت الكثير من المظاهر السلبية، خاصة عند الشباب، ناهيك عن اختلال المنظومة التربوية التي طالبت بضرورة مراجعتها أمام تحديات العولمة والغزو الثقافي من جهة، في غياب الوازع الديني والأخلاق. كما أشارت المختصة إلى ظواهر مرافقة لظاهرة الاختطاف وهي زنا المحارم التي تعرف هي الأخرى أرقاما مخيفة، على الرغم من أنها ضمن الطابوهات. وقد أشارت أيضا إلى انعكاسات الكبت والضغوط النفسية وانتشار القنوات الإعلامية التي تعرض أفلام العنف وانحطاط الأخلاق، وهو ما من شأنه إثارة الغرائز الجنسية التي تطفو من خلال الحالات المسجلة عبر مختلف ولايات الوطن دون الحديث ـ حسبها ـ على حالات الاعتداء والاغتصاب التي تتعرض لها يوميا العديد من الفتيات والنساء.

ومن خلال استقصائنا لآراء فئات المجتمع السعيدي حول الظاهرة، فقد كان ردهم كالتالي:

1- ثابتي فكري: مربي الشباب ورئيس جمعية نشاطات الشباب: لابد من كبح المخاطر 

يقول السيد ثابتي فكري؛ لابد من التصدي للظاهرة من خلال تطبيق قوانين حماية الطفولة، وتطبيق العقوبات الصارمة ضد المجرمين الذين يلهثون وراء إشباع نزوات انعزالية وانتقامية بسبب الانحلال الخلقي. كما نسعى من جهتنا كجمعية نشاطات الشباب خلال هذه الأيام، إلى تنظيم أيام تحسيسية لفائدة الشباب، لاسيما المراهقين، وتنظيم وخلق ورشات تربوية وترفيهية في إطار وقائي  موجهة لأطفال المدارس قصد حثهم على توخي الحيطة والحذر، سواء في المدارس أو الشوراع. كما أطالب من جهتي بضرورة تطبيق عقوبة الإعدام ضد هؤلاء الوحوش البشرية.

2- مالك بوعزة، مدير دار الشباب:  لابد من نشر الوعي والحس الاجتماعي

يقول السيد بوعزة في حديثه لـ«المساء»؛ قبل كل شيء، أوجه خالص التعازي لعائلات الأطفال المغدورين. كما أشير إلى أن الأرقام المسجلة في حالات الاختطاف تدفع إلى ضرورة دق ناقوس الخطر ومحاولة تكاثف جهود المختصين في المجال التربوي والاجتماعي وحتى القانوني، من خلال التأكيد على تفعيل عقوبة الإعدام لكبح جموح هؤلاء المختطفين وغيرهم. كما أؤكد على ضرورة نشر الوعي والحس الاجتماعي من طرف كل المعنيين، وبصفتي مدير دار الشباب، فقد سطرنا الكثير من البرامج والحملات التحسيسة بهدف نشر الوعي والوازع الديني من خلال  عرض أفلام وأشرطة تحارب هذه الظواهر التي تهدد شبابنا وأطفالنا وكذا ورشات لفائدة أطفال المدراس، خاصة خلال العطل بهدف امتصاص فراغ الشارع الذي يبقى فضاء ومسرحا لهذه الظاهرة الخطيرة.