"المساء" ترصد نشاط جمعيات العاصمة بخصوص الفعل الانتخابي

محليات 27نوفمبر .. موعد جديد لاتمام التغيير

محليات 27نوفمبر .. موعد جديد لاتمام التغيير
  • القراءات: 5445
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تواصل جمعيات المجتمع المدني هذه الأيام، عملها في تحسيس المواطنين بمدى أهمية الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية المقررة يوم 27 نوفمبر الجاري، فيما يبقى المواطن في انتظار هذا الموعد السياسي الهام، ليعبّر عن رأيه، ويعطي صوته لمن يمثله في المجالس المحلية المنتخبة، التي ستفرزها هذه الاستحقاقات، التي تبقى في نظر الكثيرين؛ أملا جديدا في التغيير المنشود نحو الأفضل.

لاحظت "المساء" خلال جولة ميدانية قادتها إلى مختلف بلديات العاصمة على غرار بلدية باش جراح، وبوروبة، وحسين داي، التجنّد الكبير لجمعيات المجتمع المدني، التي سخّرت كل طاقتها لتحسيس المواطنين، لا سيما من فئتي النساء والشباب؛ بتسجيل أنفسهم في القوائم الانتخابية، وتنظيم لقاءات تحسيسية مع المواطنين؛ لتوعيتهم بضرورة المشاركة في الاستحقاقات المحلية القادمة، والتوجه إلى صناديق الاقتراع، والإدلاء بأصواتهم لاختيار الأشخاص المناسبين لتسيير بلدياتهم بكل حرية وديمقراطية.

التغيير حلم المواطن في كل موعد انتخابيّ

ونحن نتجول بأحياء بلدية باش جراح، استهدفنا فئة الشباب في أول خطوة؛ بصفتهم العنصر الفعال في المجتمع؛ حيث تحدثنا مع أحدهم، وسألناه إن كان سينتخب أم لا، فأجابنا بأن الأمر يهمه؛ شأنه في ذلك شأن كل مواطن جزائري، معتبرا أن الانتخابات حق من حقوق أي مواطن غيور على وطنه. وأكد أنه سيدلي بصوته من أجل التغيير؛ لأن بلديته لم تعرف أي تجديد رغم أنها منطقة تجارية بامتياز، إلى جانب كون أغلب الشباب يعانون البطالة. وأوضح محدث "المساء" أن المنتخبين المحليين لم يبذلوا مجهودا كبيرا خلال العهدة الماضية، ولم يكونوا في المستوى المنشود، معلقا في نفس الوقت، آمالا كبيرة على التجديد، وإعطاء الراية لمن يستحق المنصب، "ويكون من اختيار الشعب بطبيعة الحال".

وشاطره شاب آخر الرأي؛ حيث قال إنه لا ينوي الإدلاء بصوته إلا بعد معرفة قائمة المترشحين للانتخابات المحلية. ولا ينوي الانتخاب على أعضاء المجلس المنتهية عهدته. واعتبره غير مناسب، ولم يقم بواجبه، مستدلا في ذلك بالنقائص التي يواجهها الشباب في غياب العمل والسكن، في وقت تحولت دار البلدية إلى مصلحة مخصصة فقط لاستخراج وثائق الحالة المدنية، على غرار شهادات الميلاد وغيرها. ثم انتقلنا إلى بلدية بوروبة، وتحدثنا مع أحد الشبان، وهو طالب حقوق بجامعة الجزائر، كان ينوي تأدية واجبه الانتخابي، فأوضح لنا أن فئة الطلبة مازالت تعيش مشاكل اجتماعية عديدة؛ كالبطالة، وعدم إيجاد عمل عقب الانتهاء من الدراسة، ويبقى مستقبلها مجهولا، حسبه، مضيفا: "لكن رغم ذلك، فنحن على أتم الاستعداد للتصويت على المترشحين لبلديتنا، على أمل أن يكونوا معروفين لدى المواطن، ويلتفتوا إلى فئة الطلبة الجامعيين؛ باعتبارهم نخبة ورجال المستقبل".

فئة المسنّين في الموعد كالعادة

لم يختلف الأمر كثيرا ببلدية بورروبة، التي التقت فيها "المساء" بمجموعة من المسنين؛ إذ لم يتردد أحدهم في التأكيد على أهمية الانتخاب كواجب، مؤكدا: "على الجزائريين المساهمة في هذا الموعد السياسي الهام بغض النظر عن المشاكل التي يواجهها المواطن في غياب بعض الأساسيات والضروريات عن البلديات". وقال أحدهم: "في نظري، الامتناع عن التصويت لا يُعد حلا للقضاء على مشاكلنا الاجتماعية، وعلينا أن ندلي برأينا في هذا الموعد، الذي قد يكون بداية تغيير، وخطوة تصالح بين المواطن والمنتخب المحلي، وهذا ما نتمناه". كما أوضح نفس المتحدث ـ وهو من السكان الأصليين لبلدية بوروبة ـ أنه لم يترك واجبه الانتخابي أبدا؛ سواء تعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية أو التشريعية أو المحلية، مؤكدا أن صوته مهم في بلده الذي يحبه كثيرا.

كما لمسنا استعدادا كبيرا من سكان البلدية، للخروج بكثافة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية القادمة، التي تُعد في نظرهم موعدا هاما لتقرير المصير. وأجمعوا كلهم على أن نجاح الانتخابات مرتبط بتغيير المجالس السابقة، وإعطاء الفرصة لأسماء أخرى شابة، قادرة على فك عقدة التنافر بين المواطن والبلدية؛ حيث قال أحد سكان البلدية لـ "المساء": "المواطن هو الممثل الأول لهذه الانتخابات المحلية؛ لأنها تخصه بالدرجة الأولى، وصوت المواطن هو أمانة". وشاطره آخر في الرأي قائلا: "لا بد أن ننسى الماضي، ونفتح صفحة جديدة مع المستقبل، ونبلّغ رسالتنا من خلال المساهمة في الانتخابات القادمة، واختيار الشخص المناسب، الذي سيمثل البلدية، ويتكفل بانشغالات المواطنين".

جمعيات تحسس بدون انحياز لأي حزب

«تلعب جمعيات المجتمع المدني دورا فعالا في عمليات التحسيس للمشاركة في الانتخابات المحلية، في نوفمبر القادم، بطريقة نزيهة وبدون انحياز إلى أي حزب سياسي؛ لضمان المصداقية والشفافية"، يقول رئيس جمعية "الأمل" محمد. م من بلدية باش جراح.

وأوضح رئيس الجمعية أن هيئته تستهدف مختلف الفئات، منها الشباب، وكبار السن والنساء. وتعمل على ترسيخ فكرة الانتخاب لديهم، وتحفيزهم على أداء واجبهم السياسي؛ من خلال توفير بطاقة الناخب، ودعوتهم إلى الإدلاء بأصواتهم ولو بوضع ورقة بيضاء يوم الاقتراع؛ لأن صوت المواطن أمانة، و«صورته" مطلوبة؛ لذا لا بد من مشاركة المواطن سواء كان فلاحا، أو تاجرا، أو طالبا، أو مثقفا، أو مواطنا عاديا. وأشار محدثنا إلى أن الجمعية قامت بالتحاور مع شباب البلدية، ولمست منهم رغبة كبيرة في المشاركة في الانتخابات على أمل تحقيق الوعود المقدمة، ومحو الصفحة الماضية التي لم تعمر في نظر السكان، فبقيت الوعود مجرد حبر على ورق في العهدة الماضية؛ إذ "لم يأت المجلس الشعبي السابق بالجديد، ولم يكن هناك تغيير واضح"، قائلا: "نحن كجمعية، نطلب من المترشحين والأحزاب السياسية، أن يكونوا مهيكلين، من أجل تجديد الثقة مع المواطن، وتمكينه من الإدلاء بصوته".

التحسيس في الشوارع، والمقاهي، والفضاءات العمومية

نظمت جمعيات المجتمع المدني بمختلف بلديات الجزائر العاصمة، لقاءات مع الشباب والمواطنين في الشوارع، والمقاهي والقاعات، والساحات والفضاءات العمومية، سجلت استجابة كبيرة، حسبما لاحظناه ببلدية حسين داي، على سبيل الذكر لا الحصر؛ إذ أوضح ممثل عن جمعية "شباب الحي"، أن نسبة المشاركة في المحليات القادمة ستكون أكبر من الانتخابات التشريعية الماضية، حسب الإحصائيات، الخاصة بمراجعة القوائم الانتخابية بالمنطقة؛ لأن علاقة المواطن مباشرة مع البلدية التي تتكفل بكل انشغالاته.

ومن خلال هذه اللقاءات اكتشفت الجمعية أن المجتمع المدني يطالب بتغيير المجالس السابقة، وفرض التحاور مع جمعيات الأحياء؛ لأنها أدرى بحال المواطن وانشغالاته. وتُعد الجمعية همزة وصل بين المواطن والبلدية. ولا بد من العمل مع الجمعيات، وعدم استغلالها فقط في المواعيد الانتخابية؛ نظرا لدورها الفعال في ذلك. كما يجب التنسيق بينها وبين البلدية وفق هدف محدد. وتبقى الرسالة التي تبلّغها الجمعية - يقول نفس المتحدث - هي "مشاركة كل مواطن في بلدية حسين داي بقوة في المحليات القادمة، والإدلاء بصوته، والابتعاد عن فكرة المقاطعة، التي لا تخدم أي طرف مهما كان انتماؤه السياسي، أو وزنه في المجتمع".