"المساء" تلتقي بنماذج ناجحة في صالون التكوين المهني ببومرداس

لا وجود للفشل.. بل هناك إرادة للتفوق

لا وجود للفشل.. بل هناك إرادة للتفوق
  • القراءات: 914
استطلاع: حنان.س استطلاع: حنان.س

كانت ساحة 5 جويلية ببلدية بومرداس، نهاية الأسبوع الماضي، على موعد مع تنظيم الصالون الولائي الـ13 للتكوين المهني، الذي عرض خلاله أزيد من 50 تخصصا، بهدف استقطاب الشباب ومنحهم فرصة الاطلاع عن قرب، على مختلف التخصصات وأنماط التكوين. كما كان الصالون فرصة لعرض مشاريع ناجحة لخريجي القطاع في مختلف المجالات. "المساء" زارت الصالون وتحدثت إلى شباب متخرجين من القطاع، ممن أصبحوا أصحاب مؤسسات ناجحة..

يتجدد الموعد السنوي مع صالون التكوين المهني ببومرداس، بعرض جل التخصصات التي تشملها مراكز ومعاهد التعليم والتكوين المهنيين بالولاية، حيث اختيرت ساحة 5 جويلية وسط المدينة، لنصب أجنحة قدمت من خلالها نظرة شاملة عن التخصصات، مع تقريب فكرة التكوين لدى الشباب ومختلف الفئات، بما فيهم النساء الماكثات في البيت، بالنظر إلى فرص التأهيل المقدمة. كما شكل الصالون فرصة لتزويد الزوار بكافة المعلومات عن أنماط التكوين والتخصصات الجديدة، ناهيك عن عرض 17 مشروعا ناجحا لخريجي القطاع في مختلف المجالات، حيث وجه بعضهم رسالة للشباب، بعد أن تمكنوا من فتح مؤسسات مصغرة، مفادها "الاستثمار في مهنة أو حرفة تجعلهم أصحاب شأن".

التكوين المهني جعلهم أصحاب مؤسسات خاصة

هذا ما اتفق عليه كل من سيد علي شماعلة (22 سنة)، واوهيب فايز (24 سنة) من خريجي مركز التكوين المهني "الشهيد سي طاهر شماعلة" ببلدية الناصرية، تخصص تركيب وصيانة أجهزة التبريد والتكييف، حيث تمكنا من فتح مؤسسة مصغرة مع زميل ثالث لهما، برأس مال خاص. الشابان اتفقا على القول بأن عدم نجاحها في مشوارهما الدراسي، لم يشكل أمامهما نهاية العالم، إنما مجرد كبوة مكنتهما في الاستثمار في مهنة جعلتهما مستقلين ماليا. يقول سيد علي في هذا الشأن، بأن توجهه نحو تخصص تركيب وصيانة أجهزة التبريد والتكييف، كان بفضل توجيه أساتذة مركز الناصرية، وبالمثل كان الشأن بالنسبة لزميله فايز. هذا التخصص يدرس في 18 شهرا، وهو تطبيقي 100 بالمائة، حيث أوضح أستاذ هذا التخصص غزال رشيد، في معرض حديثه، أن نسبة التغيب وسط المتربصين في هذا التخصص، تصل إلى صفر، مما يعني نجاح التوجيه والتطبيق على السواء.

وعن التكوين المهني، يوجه كل من سيد علي وفايز رسالة للشباب، بأن يتوجهوا إلى مراكز التكوين المهني لاختيار أي تخصص، والحصول على دبلوم يؤهلهم لفتح مؤسسات خاصة، أو حتى الظفر بمنصب عمل يجعلهم ذوي مكانة في المجتمع، وهو ما أكده سيد علي بقوله، إن أول مبلغ مالي تحصل عليه جراء عمله بمؤسسته الخاصة، أكسبه عزة نفس كبيرة، وهو نفس ما يؤكده زميله فايز، الذي قال من جهته، بأن أول مبلغ عقب عمله جعله يحس أخيرا أنه مسؤول، ولئن كان لا يتجاوز 3 آلاف دينار، إلا أنه تمكن من إعطاء بعضه لوالديه، وهو ما أكسبه احتراما لنفسه كذلك.

كما تمكن الشاب فارس دموش، خريج مركز التكوين المهني "الشهيد محمد بوزيدي" ببرج منايل 2، من الاتكال على نفسه والاستثمار في مهنة فلاحية يحبها كثرا، وهي تربية النحل، يقول بأنه تعلم أبجدياتها بصفة عصامية، ثم وبفضل التوجيه، قصد مركز التكوين المهني لتلقي تكوين يؤهله للعمل ميدانيا بصفة أكثر جدية، أو حتى الاستفادة من آليات دعم الدولة. ووجه فارس أيضا رسالة للشباب سواء الذي تسرب من مدرسته، أو الذي مازال يواصل تعليمه، لاسيما الطلبة، للتقدم إلى إحدى مراكز التكوين المهني من أجل تلقي تكوين في أي مهنة أو حرفة قريبة إليهم، فالدبلوم يشكل فرصة مضاعفة للحصول على وظيفة، أو حتى تعزيز فرص فتح مؤسسات خاصة.

لا وجود لتلميذ فاشل... إنما النجاح بالإرادة

بهذه الجملة، حدثنا عفرة مجيد، أستاذ التبريد والتكييف بمركز التكوين المهني ببلدية الناصرية، موجها نداءه للوالدين تحديدا، بعدم اعتبار الابن الذي لم ينجح في دراسته بأنه فاشل، بل عليهما البحث عن بديل لاستثمار وقته وجهده، عوض اعتباره عالة عليهم، حيث يؤكد محدثنا في معرض حديثه لـ"المساء"، على هامش نفس الصالون، أن المجتمع يخطئ أحيانا في حق أبنائه ممن لم يسعفهم الحظ في النجاح في مشوارهم الدراسي، على اعتبار أن قيمة النجاح كثيرا ما تكون محسوبة على من أدرك ونال شهادة البكالوريا أو شهادات عليا، نحن نقول بأن هذا خطأ، فالتلميذ إن تم تسريحه من مدرسته لا يعني أنه فاشل وأصبح منبوذا، بل على العكس، هذه فرصة للاستثمار في تطوير مهاراته.. وبمراكز التكوين المهني تخصصات كثيرة يمكنه اختيار واحد منها، للنجاح في حياته، ويصبح صاحب مؤسسة ورب عمل". بينما يشير يوسف بن محجوب أستاذ متخصص درجة 2 فلاحة، بمركز التكوين المهني "الشهيد محمد بوزيدي" في برج منايل 2، إلى أن المستقبل لا يكون أبدا لصالح العاطلين، إنما كل النجاح لمن يملك إرادة النجاح. مضيفا أن شعبة الفلاحة تطورت كثيرا، حيث أصبحت اليوم تقترح تخصصات كثيرة كلاسيكية أو عصرية، بما فيها الصناعات الغذائية والتحويلية، وحتى تخصص الطب البديل، معتبرا أن الإقبال على تخصص استخلاص الزيوت العطرية، بدأ يستقطب الكثير من المهتمين بهذا المجال من كل الفئات العمرية، لما يمنحه من إمكانية فتح شبه صيدلية، بالتالي الاستقلال المادي وحتى المعنوي الذي يمكن الفرد أن يصبح راضيا عن نفسه..

الجدير بالإشارة، إلى أن القائمين على تنظيم الصالون الولائي للتكوين المهني، وضعوا تحت تصرف الزائرين، لاسيما الشباب، جناحا للإعلام نشطه مستشارو التوجيه لجميع مؤسسات التكوين المهني، للتمكن من التسجيل الأولي من أجل الالتحاق بالتكوين في أحد التخصصات المدرجة لدورة سبتمبر 2022 المرتقبة، إضافة إلى تسجيل مشاركة أجهزة الدعم والتشغيل.

كما نشير أيضا، إلى تنظيم مديرية التعليم والتكوين المهنيين، لقافلة تحسيسية جابت مؤخرا، كل إقليم الولاية من 4 إلى 10 سبتمبر الجاري، تلتها أبواب مفتوحة على مستوى كل مؤسسات التكوين المهني أيام 12، 13 و14 سبتمبر الجاري، حيث يكمن الهدف من ورائها في استقطاب الشباب، للاستفادة من إحدى فرص التكوين المتاحة، حيث تشير المعطيات إلى أن أزيد من 80 بالمائة من خريجي قطاع التكوين، يلتحقون بعالم الشغل خلال 6 أشهر الأولى من تخرجهم..