مختصون يفندون الإشاعات ويجمعون:

لا بديل عن التلقيح ضد "كورونا".. والوباء أصبح شرسا

لا بديل عن التلقيح ضد "كورونا".. والوباء أصبح شرسا
  • القراءات: 1064
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

شدد البروفيسور بمصلحة طب الأشعة في مستشفى "نفيسة حمودي"، بن علاق مراد لـ"المساء"، على وجوب التقيد بالإجراءات الوقائية والتلقيح ضد "كورونا"، بعد حالة التراخي العامة التي طبعت تصرفات المواطنين في الفترة الأخيرة، لاسيما في ظل الارتفاع المسجل في عدد الإصابات، مشيرا إلى أن "الموجة الثالثة" تحمل العديد من المخاطر الوبائية، في المقابل عبر بعض المواطنين عن تخوفهم من عملية التلقيح، وانقسموا بين مؤيد ومعارض.

استطلعت "المساء"، آراء العديد من الموطنين، حول عملية التلقيح التي أطلقتها مختلف بلديات العاصمة، حيث تباينت آراؤهم بين مرحب بانطلاق الحملة، ومتردد من فعالية اللقاح.

عمليات التحسيس للتلقيح "غير كافية"

أطلقت بلديات العاصمة حملات تحسيسية لتلقيح المواطنين ضد وباء "كورونا"، حيث وضعت خيما بالساحات العمومية ومختلف الهياكل، حسبما لاحظته "المساء" في زيارة استطلاعية للرغاية والرويبة وسيدي عبد الله، وأكد البعض، أن جهود السلطات العمومية إيجابية لتوفير هذا اللقاح، في حين عبر آخرون عن تخوفهم من طريقة سير عملية التلقيح، واختبارات التأكد من سلامته، متسائلين إذا كان باستطاعته إعادة الحياة إلى حالتها الطبيعية، لتُطوى بذلك تلك الصفحة القاتمة.

عند اقترابنا من بعض المواطنين، أكد لنا البعض أنهم غير مستعدين لأخذ اللقاح، خوفا من الأعراض الجانبية التي من الممكن أن تصاحبه، شأنها شأن مواطنة أخرى أكدت أنها غير مستعدة لأخذ اللقاح، بسبب الإشاعات -حسب قولها-.

في المقابل، دعت السلطات المعنية التي أطلقت الحملات التحسيسية، البعض، إلى التخلي عن الأفكار المسبقة والخاطئة،  مؤكدة أن الظروف الحالية تستدعي منا الثقة، حيث أكد أحد المواطنين، أن اللقاح لا يمكن أن يصل إلينا، إلا بعد إخضاعه لتجارب عديدة، وهو ما يطمئن الأفراد وأخذه بكل أريحية..

من جانبه، أبدى المتحدث استعداده لأخذ اللقاح قائلا: "نريد أن نتخلص من مشكلة كورونا، لقد أتعبتنا الكمامات والخوف من الإنفلونزا العادية، والشكوك التي تصاحبها".

ولاة يدعون إلى التلقيح ويفتحون فضاءات جوارية

تواصل المقاطعة الإدارية لسيدي عبد الله، حملة التلقيح ضد هذه الجائحة، التي تستهدف موظفي المقاطعة الإدارية وبلديتي المعالمة، والرحمانية، والمؤسسات العمومية الولائية التابعة  للمقاطعة،  بالتنسيق مع المديرية المنتدبة للصحة بالمقاطعة الإدارية، حيث تجري العملية في ظروف ملائمة، من خلال تجنيد أطقم طبية متخصصة، مع توفير جميع الوسائل المادية.

في هذا الإطار، تدعو الوالي المنتدب للمقاطعة، جميع مواطني ومواطنات المقاطعة إلى المبادرة بحماية أنفسهم وصحتهم، عبر القيام بعملية التلقيح ضد فيروس "كوفيد 19"، بالتقرب إلى الموقع المخصص للعملية بسيدي عبد الله، وعيادة متعددة الخدمات ببلدية المعالمة، وقاعة العلاج ببلدية الرحمانية، كما تدعوهم إلى الالتزام بالتدابير الوقائية عبر ارتداء الكمامات، والتباعد الجسدي، للحد من انتشار الفيروس.

كما دعا الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية ببراقي، فتحي بوزايد،  إلى إجراء عمليات التلقيح ضد فيروس "كورونا" لفائدة المواطنين، على مستوى متوسطة المجاهد "جمعة بشير"، الكائنة بحي بن طلحة في بلدية براقي، في إطار التدابير الوقائية التي تسهر المصالح المعنية على توفيرها لفائدة المواطنين، بتقريب أماكن التلقيح قدر الإمكان من أحيائهم السكنية مباشرة، لتفادي التنقل لمسافات أبعد.

في نفس المسعى، يجدد الوالي المنتدب تذكير المواطنين، بضرورة التحلي بروح المسؤولية والمواطنة لوقاية أنفسهم وأهاليهم وذويهم من انتشار فيروس "كورونا"، لاسيما بارتداء الكمامات واحترام مسافة التباعد الاجتماعي، واستعمال محاليل التعقيم، وتجنب الأماكن العامة قدر المستطاع.

كما أشرف الوالي المنتدب للدار البيضاء، على إطلاق حملة تلقيح ضد فيروس "كوفيد19" بحي عبان رمضان (5000 مسكن عدل) في بلدية رغاية.

تأتي هذه العملية، في إطار تعزيز نقاط التلقيح ضد الفيروس، خاصة بعد تسجيل إقبال المواطنين الكبير من أجل تلقي اللقاح، لتشمل أحياء وتجمعات سكنية أخرى لاحقا.

حملة تلقيح داخل خيام "صحية"

تضع السلطات المحلية ببلديات العاصمة، خيما "صحية" مخصصة للتلقيح ضد "كورونا"، حسبما لاحظناه، حيث تشهد إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، بعد الارتفاع المحسوس والمتواصل في الحصيلة اليومية للوباء وعدد الوفيات.

أكد أحد المواطنين، عزمه على التوجه لإحدى نقاط التلقيح ضد فيروس "كورونا" لأخذ اللقاح، وتشجع بعدما كاد يفقد زوجته التي أصيبت بفيروس "كورونا" قائلا: "أصيبت زوجتي بفيروس كورونا، ووصل بها الأمر إلى حد الموت، ولم نصدق أنها عادت للحياة مجددا".

أمام هذا الوضع، وجد المواطن نفسه في حيرة من أمره، بسبب الأخبار التي تصله بطرق مختلفة حول التلقيح، وأعراضه الجانبية وجدوى لقاح مقارنة بآخر، مما جعله يقترح القيام بحملة تحسيس وتوعية، بمشاركة جميع الفاعلين لإقناع المواطنين بأهمية التلقيح، وفي مقدمتهم الفئات الهشة والمصابين بأمراض مزمنة، الذين يكونون ضحية هذا الفيروس الفتاك، شريطة أن يكون ذلك بشكل يومي ودوري، حتى تخرج الجزائر من دائرة الخطر وتتفادى الموجة الثالثة.