”المساء” ترصد الظاهرة داخل المحيط العمراني
كلاب ضالة تزرع الرعب.. من المسؤول؟

- 2849

❊ البياطرة والمختصون: التطعيم ضرورة والإبادة حتمية
انتشرت ظاهرة تربية الكلاب في المحيط العمراني، خلال السنوات الأخيرة، لدى الشباب بشكل كبير، ليس لأجل الحراسة، بل للاستعراض في الشوارع وأمام المؤسسات، وبعدما كانت تُستخدم في الحراسة، أصبحت موضة للاستعراض، حيث تلجأ شريحة من الشباب لتربية الكلاب من النوع الشرس، الذي يشكل تهديدا حقيقيا على حياة الإنسان في الأحياء والتجمعات السكانية، وباتت تخلف هذه الظاهرة في الكثير من الأحيان، رعبا وخوفا لدى المارة والسكان. فتحت "المساء" هذا الموضوع مع بعض المختصين خلال تظاهرة إحياء اليوم العالمي لداء الكلب، حيث أجمعوا على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة، واتباع الإجراءات الطبية في تربية هذه الحيوانات، التي كثيرا ما تخرج عن طابعها الأليف.
رئيس جمعية البياطرة الخواص يحي الطاهر: من حق المواطن تربية الكلاب.. لكن يجب تطعيمها
أكد الطبيب البيطري الممارس الخاص، ورئيس جمعية الأطباء البياطرة الخواص لولاية قالمة، يحي الطاهر، أن موضوع ظاهرة انتشار الكلاب داخل المحيط العمراني في السنوات الأخيرة، أصبح لافتا للانتباه بشكل كبير، موضحا أن معظم مالكي الكلاب يقومون بتربية هذا الحيوان من أجل الزينة فقط، دون القيام بتلقيحه ضد مختلف الأمراض والفيروسات، إلا القلة منهم الذين لديهم ثقافة التطعيم، خاصة بعدما ظهرت أنواع عديدة من الكلاب وبأسماء مختلفة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "بيتبول" و"دوبرمان"، وقال: "يجب أن يملك المربي ثقافة واسعة في كيفية تربية الكلاب وجعلها محصنة، لأن تطعيم الحيوان الموجود في المنزل، ينجر عنه حماية أفراد الأسرة من داء الكلب، بالتالي، المواطن الذي له رغبة في تربية الحيوان الأليف، كالقط أو الكلب الذي له إيجابيات داخل المنزل، يجب عليه أن يقوم بتطعيمه"، وهي عملية سنوية، وأشار المتحدث عن بروتوكول تطعيم محدد، خاصة فيما يتعلق بعمر الحيوان، من خلال توفر دفتر صحي يبين تاريخ التطعيم وشهادة صحية تبين تاريخ إعادة عملية التلقيح، لمعرفة عدد عمليات التلقيح التي خضع لها الحيوان الذي يكون عادة ابتداء من 3 أشهر، وأضاف يحي الطاهر موضحا: "لا بد أن يكون الحيوان مطعما ضد الأمراض المعدية، وضد الديدان، لأن بعض الديدان تشكل خطورة على أفراد الأسرة، كالمرض الذي يشكل الإجهاض عند المرأة الحامل داخل المنزل، بالتالي، ضرورة إزالة الديدان الموجودة داخل الحيوان".
الطبيب المنسق بمصلحة الطب الوقائي والأمراض الوبائية جوامع السعيد: المشكل مطروح بقوة في الأرياف
أشار الطبيب المنسق بمصلحة الطب الوقائي والأمراض الوبائية، بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية في قالمة، جوامع السعيد في حديثه، إلى ظاهرة انتشار الكلاب المتشردة، وقال: "نحن في اتصال دائم مع الجماعات المحلية للبلديات للقيام بحملات إبادة هذه الحيوانات بصيغة منتظمة ومستمرة، لأنها خطر على صحة الإنسان، و95 بالمائة من الإصابات التي تخلفها تمثل عضة الكلاب، خاصة الكلاب المتشردة، مضيفا: "نحن كأطباء لا يمكننا منع المواطنين من تربية الكلاب في المنازل، لكن من الناحية الصحية ندعو مربي الحيوان، التوجه إلى البيطري للتلقيح ضد داء الكلب على الأقل"، وأكد المتحدث أن مربي الكلاب داخل النسيج الحضري يقومون بعملية التلقيح، لكن المشكل يُطرح على مستوى الأرياف والمناطق النائية، التي تنعدم فيها هذه الثقافة.
الطبيبة البيطرية بمديرية المصالح الفلاحية لولاية قالمة، هبة سحري: نحرص بشدة على تلقيح مختلف الكلاب
تدعو الطبيبة البيطرية بمديرية المصالح الفلاحية بقالمة، هبة سحري، مربي الكلاب إلى التقرب من البياطرة، من أجل تلقيح حيواناتهم ضد داء الكلب الذي يكون عادة دوريا كل سنة، باعتباره مرضا فيروسيا خطيرا، كما تدعو إلى ضرورة التحسيس من هذا الداء والقيام بعملية التلقيح، وربط الكلب لتفادي الحوادث مع الناس. أكدت المتحدثة في هذا الصدد، أن 13 بؤرة لداء الكلب تم تسجيلها خلال السنة الجارية، على مستوى بلديات بوعاتي محمود، وعين العربي، وبوشقوف، والفجوج، وبن جراح، وتمثلت الحالات في عضات وخدشات خفيفة، موضحة أن الجهات المختصة اتخذت الإجراءات اللازمة، خاصة فيما يتعلق بالكلب غير الملقح أو غير معرف أو كلب شارد، حيث يتم قتله ودفنه باستعمال الجير الحي، كما يتوجب على الشخص الذي يتعرض لعضة الكلب، التوجه إلى المركز الصحي بسرعة لأخذ الفحوصات اللازمة، وأخذ اللقاح ضد داء الكلب، كما يمكن أن يتعرض صاحب الحيوان لمتابعات قضائية في حالة عدم تلقيح كلبه، لهذا نحرص على عملية التطعيم، وبعد عملية التلقيح، يجب أن يُسجل على مستوى مكتب حفظ الصحة، وهو مؤشر عليه.
رئيسة مكتب بمحافظة الغابات راقدي أمينة: نحو تنظيم حملة لإبادة الكلاب المتشردة
أكدت رئيسة مكتب الأصناف المحمية الصيدية والنشاطات الصيدية بمحافظة الغابات في ولاية قالمة، راقدي أمينة، أن معظم الأصناف الحيوانية المتواجدة على مستوى الولاية، محمية ومهددة بالانقراض، وقالت: "نحن كعضو أساسي في شبكة مراقبة الحيوانات البرية، لمحافظة الغابات، دورنا مزدوج، يتمثل في الحماية من الانقراض والمحافظة على الصحة العمومية، أي حماية الأصناف من الأمراض والمتابعة الدورية على مستوى نقاط الماء بالنسيبة للطيور المهاجرة، التي تنقل الأمراض والكتل الغابية كالأيل البربري، وظاهرة انتشار الكلاب داخل المحيط العمراني، التي تعود إلى وعي المواطنين، وتبقى أيضا مسؤولية الأولياء في تربية الأبناء، وما يلاحظ في السنوات الأخيرة، غياب الوعي تماما"، مذكرة أنه من حق المواطن تربية الكلاب مع توفر الشروط اللازمة، على غرار التلقيح، كاشفة عن تنظيم حملة لقتل الكلاب المتشردة داخل مدينة قالمة في القريب العاجل.