تراوحت بين 39 و60 ألف دينار

كبش 2014.. بأسعار نارية

كبش 2014.. بأسعار نارية
  • القراءات: 1993
 استطلاع: حنان. س استطلاع: حنان. س
كشف مربو الماشية من ولاية بومرداس، عن أن أسعار الأضاحي لهذه السنة تعرف بعض الاستقرار، كما اعترفوا بأنها مرتفعة بعض الشيء، فأعطوا تبريرات لذلك، وقالوا بأن الحمى القلاعية التي أصابت رؤوس البقر مؤخرا كان لها بالغ الأثر على ارتفاع أسعار الغنم، فيما أبدى العديد من المواطنين سخطهم الكبير من الأسعار التي تعرض بها الكباش قبيل عيد الأضحى المبارك.
كشفت جولة استطلاعية قادت "المساء" إلى أسواق بن يونس وصفصاف نابي بزموري، ولاية بومرداس، شرق العاصمة، عن أن الأسعار التي تعرض بها الأضاحي هذه السنة لا تقل عن 35 ألف دينار بالنسبة للخروف و’الثنّيْ’ ، فيما وصلت أسعار الكباش حدود الـ60 ألف دينار.. وبين البائع والشاري دارت عدة أسئلة واستفهامات حملنا بعضها.
ففي بن يونس بزموري، سألنا السيد محمد الذي كان بصدد تهيئة زريبة على قارعة الطريق الرئيسية لعرض الكباش للبيع، قال المتحدث بأنه يربيها منذ سنوات طويلة، واعترف بارتفاع أسعارها هذه السنة، لكنه أرجع ذلك عموما إلى غلاء المعيشة. وقال البائع بأن المواطن هو السبب في تضارب الأسعار، "حيث تطبع اللهفة سلوك الناس فيتطابعون مع آخر اللحظات لشراء الأضاحي، مما يجعل بعض البائعين يستغلون الفرصة لرفع الأسعار، وبما أن الغلاء مس كل جوانب الحياة، فلماذا التعليق على سعر كبش العيد إذن؟"، يتساءل المتحدث مؤكدا من جانب آخر أن الأسعار تنهار مع آخر يوم "لكن هذا يبقى نسبيا لأن الأغلبية تشتري من قبل ولا تنتظر إلى آخر يوم".
كما تحدث البائع عن أسعار أعلاف الماشية التي قال عنها بأنها مكلفة، أضف إلى ذلك الاهتمام الصحي بها المكلف هو الآخر: "أنا أبيع وفق النظام المحدد من الجهات المختصة، لأنني أحوز  شهادات بيطرية لكل القطيع الذي أعرضه، فكله سليم"، وأضاف أنه يعرض الأضاحي "بأسعار مدروسة، بحيث نسمح للمواطنين من كل المداخيل بشراء أضحية العيد"، وتتراوح هذه الأخيرة من 38 ألف، 43 ألف و47 ألف و55 ألف إلى 63 ألف دينار، حسب نفس البائع".
وغير بعيد عن نقطة البيع هذه، كان هناك شاب آخر يعرض بعض الكباش التي لا يتعدى عددها العشرة، ولما استفسرنا منه إن كان قد عرض عددا أكبر وتم شراؤها وكان ذلك كل ما تبقى لديه، نفى هذا الأمر وقال بأن الناس يقدمون إلى الزريبة فقط للسؤال عن الأسعار، ثم يتراجعون، مقرا بغلاء الكبش هذه السنة فمثلا ‘الثنّي’ (أي خروف من سنتين) حدد سعره بـ39 ألف دينار والكبش يتراوح سعره بين 60 و70 ألف دينار، واعترف بارتفاع الأسعار، لكنه قدم مبررات لذلك على نحو أسعار أكل الماشية؛ 700 دينار لحزمة " البولطة" الواحدة، وقطيع من 10 خرفان يحتاج إلى حوالي 20 وحدة في الشهر، وهو ما اعتبره المتحدث كثيرا، خاصة أن مربي الكباش لديه مواسم معدودة في السنة للبيع، بالتالي انتعاش تجارته والتعويض عن بعض الخسائر. واعترف المتحدث بأنه عمد إلى شراء تلك الأضاحي من الجلفة، لأنه تاجر موسمي يحاول كسب قوته حسب المواسم، مشيرا إلى أن الأسعار مرتفعة بعض الشيء وأنه يربح في كل رأس حوالي 2000 دينار.
من جهته، اعترف بائع آخر كان يعرض في الزريبة كباشا بقرية صفصاف نابي في زموري، بغلاء أسعار الأضاحي، موضحا أن الحمى القلاعية التي ضربت رؤوس البقر مؤخرا، كان لها تأثيرا مباشرا على أسعار الكباش "فأصبح الناس  يتخوفون من لحم البقر وعوضوه بلحم الغنم، وهو السبب في ارتفاع أسعار الكباش، ولا أرى أن هذا استغلالا للموقف أو لجيوب الناس، بل قانون العرض والطلب في الأسواق، كما أن الطلب يفوق العرض بكثير، لذلك فإن الأسعار غالية".
وقال بائع آخر كان يعرض الكباش على قارعة الطريق الوطني رقم 24، بأن "البائع مثل المواطن تماما"، وشرح قوله ذاك بأن المربي يتعب ويشقى على قطيعه خلال سنة كاملة وهو يحضر الرؤوس لعيد الأضحى، بالتالي يحضر أحسن الرؤوس "لذلك نتكبد نحن خسائر كبيرة لفترات طويلة لعل أكبرها نفوق بعض الرؤوس أو موتها وهي خسائر تضاف إلى الغذاء الحيواني، مما يجعلنا ننتظر مواسم المناسبات والأفراح، وكذا عيد الأضحى لنعوض بعض الخسائر، أما المواطن من جهته، فهو أيضا ‘ياحْليلو’، فكل شيء غالي الثمن حاليا ليضاف إليه مصروف كبش العيد، لكننا نعرض عليه أسعارا حسب المداخيل، فهناك خرفان بسعر 35 ألف دينار، وننصحه بألا يترك أمر شراء الأضحية لآخر يوم".
من جهتهم، قال بعض المواطنين ممن تحدثوا إلى "المساء"، بأن أسعار الأضاحي هذه السنة تجاوزت المعقول، "لا يعقل أن يعرض كبش بـ 50 ألف دينار في الوقت الذي لا يتجاوز أجرنا الشهري الأربعين ألفا؟" يقول مواطن من ‘بن يونس’ معتبرا أن الجشع عمى قلوب الباعة الذين أعتبرهم يستغلون المواطن وعيد الأضحى للتعويض عن خسائر لا دخل للمواطن فيها. فيما أكد مواطن آخر أنه سينتظر آخر يوم لشراء الأضحية، فحسب تجربته ستتراجع الأسعار بكثير.