”المساء" تدخل “بورصة" الهواتف النقالة بحي بلفور

قبلة الباحثين عن جديد التكنولوجيا

قبلة الباحثين عن جديد التكنولوجيا
  • القراءات: 692
 رشيد كعبوب رشيد كعبوب

يستقطب سوق الجملة للهواتف النقالة بحي بلفور، ببلدية الحراش، آلاف الزبائن يوميا، سواء تجار التجزئة الذين يتدفقون من عدة ولايات، للتبضع من هذا المكان المشهور، حسبما لاحظناه، أو قاصدي السوق من المواطنين لشراء ما يلزمهم من هذه السلع التي أصبحت تلقى رواجا كبيرا، فرضتها التطورات التكنولوجية والتغيرات الاجتماعية. 

الزائر لسوق بلفور للهواتف النقالة ببلفور، يلاحظ تلك الحركية الكبيرة والزحام الدائم، رغم وجود مشروع الميترو القريب من المكان، الذي زاد من تعقيد وضعية التنقل، فأرصفة الطرقات بشارع بوعمامة ببلدية الحراش دائما مملوءة، لأن زوار المكان كثيرون ويأتون من مختلف ولايات الوطن للتبضع، وإذا قصدت المكان على متن سيارتك، يصعب عليك أن تجد مكانا لركنها لأن الشوارع المحيطة بالسوق ممتلئة منذ الساعة التاسعة والنصف، حسبما أكده لنا أحد حراس الحظائر العشوائية، الذي ذكر لنا أن حراسة المركبات صارت أيضا مصدر رزق لعشرات الشبان، الذين يقومون بتوجيه الزوار ومساعدتهم على ركن سياراتهم وتأمينها من كل اعتداء أو سرقة. 

بيع الهواتف النقالة المستعملة تجارة موازية مربحة

ولا يخلو المكان من باعة الهواتف المستعملة، الذين ينتشرون بأطراف الشوارع يعرضون سلعهم على مرتادي المكان، وقال لنا أحدهم - كان جالسا على مقعد خشبي وأمامه علبة كرتون وضع عليها مجموعة من الهواتف النقالة المستعلمة من مختلف الماركات، إنه يسترزق من هذه المهنة منذ سنوات وأن له زبائن كسبهم على مر السنوات، مختصين أيضا في شراء الهواتف النقالة وإعادة بيعها بأثمان معقولة. وما ساعد هؤلاء التجار، الذين لا ينافسون التجار الرسميين، أنهم ينسقون مع أصحاب محلات إصلاح الهواتف، الذين يزكون هذه السلع، التي يقومون بإصلاح بعضها.

وقال الشاب "عماد. ن" إنه يعمل في هذه المهنة لأكثر من خمس سنوات، وأنه وجد في البداية صعوبة كبيرة في خوض غمار هذه التجارة الموازية، لكن مع مرور الأيام تعلم من أصدقائه كيف يشتري الهواتف المستعملة ويعيد تجديد بعضها وإصلاح الأخرى، وعرضها للبيع بأثمان تنافسية، مشيرا إلى أن هذه المهنة صارت مصدر رزقه، وكسب بها ثقة العديد من الزبائن القادمين من عدة ولايات.

حركة دؤوبة والبيع بالتجزئة يستقطب زبائن كثر

الزائر لسوق بلفور يلاحظ تلك الحركة الدؤوبة، التي تبدأ في الصباح الباكر ولا تغيب إلا في آخر النهار، يفتح التجار محلاتهم، وكلهم أمل في استقبال مئات الزبائن يوميا، خاصة تجار التجزئة القادمين من الولايات البعيدة، الذين يقدمون طلبياتهم مسبقا بالتواصل مع باعة الجملة، حسبما أكده لنا (خالد .ف) صاحب محل لبيع الهواتف النقالة، مؤكدا أن تجار التجزئة صاروا يستعملون التكنولوجيات الحديثة في قضاء حاجياتهم، ويختصرون الوقت والجهد في الحصول بسهولة، إذ يقوم الباعة بتحضير سلع الزبائن مسبقا وعندما يحضرون يسددون المستحقات، بينما يفضل آخرون - يقول محدثنا- اختيار سلعهم وعدها ورزمها بأنفسهم.

خدمات تصليح الهواتف.. تجارة رائجة

لا يجد الزائر بسوق بلفور خدمات بيع الهواتف النقالة وقطع غيارها وملحقاتها فحسب، بل يجد خدمات أخرى، تعد أكثر أهمية بالنسبة للبعض ويتعلق الأمر بتصليح الأعطاب، التي تشهد هي الأخرى إقبالا كبيرا من طرف مرتادي المكان، حسبما لاحظنا ببازار "طيبة" الذي تنتشر بطوابقه الثلاثة محلات تصليح الهواتف، الذين يعلق معظمهم لافتات مكتوب عليها "تصليح فوري للهواتف لاستقطاب الزبائن.

وقد صارت خدمات تغيير شاشات الهواتف المحمولة والألواح الإلكترونية والحواسيب النقالة، تجارة رائجة، تستقطب العديد من الزبائن، حيث يوفر أصحاب المحلات تجهيزات إلكترونية متطورة، تقوم بإصلاح الشاشات المكسرة بتقنية جديدة وفي وقت قصير. وما ساعد على ازدهار خدمات التصليح، وفرة قطع الغيار وملحقات مختلف الأجهزة الإلكترونية، فلا يتعب أصحاب المحلات في البحث عن قطع الغيار، يؤكد "الطاهر. غ" تقني سام في إصلاح الهواتف الذكية والألواح الإلكترونية والحواسيب المحمولة، قائلا إن هذه الخدمات المكملة بسوق بلفور، بدأت تنتعش بشكل كبير، لاسميا أن مدارس ومراكز التكوين المهني في ميدان إصلاح الهواتف المحمولة تدفع آلاف الخريجين إلى فتح محلاتهم لتقديم هذه الخدمات الأساسية.

تجار متسوقون من كل حدب وصوب

أكد بعض المتسوقين الذين التقيناهم بسوق بلفور أن هذا المكان أصبح يشكل البورصة الحقيقية لسوق الهواتف النقالة واللحوحات الإلكترونية، بالخصوص وقد تعود هواة الهواتف الذكية على تتبع مسار العصرنة والموضة في هذا المجال الحيوي، فلا يظهر نوع جديد من الهواتف إلا وقصد المهتمون السوق بحثا عنه، وكذلك الأمر بالنسبة لتجار الجملة، الذين يجدون في هواتف الموجة الجديدة ضالتهم الربحية، حيث يستقدمون السلع وهم متأكدون أن لها زبائنها الذين يقتنونها.