"المساء" تتجول في منتزهات وحدائق العاصمة

فضاءات للترويح والتخلص من مخلفات كورونا

فضاءات للترويح والتخلص من مخلفات كورونا
  • القراءات: 881
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

يبدو أن تعليمة والي العاصمة أحمد معبد في ما يخص تهيئة الغابات وإطلاق حملات التشجير والاهتمام بالمساحات الخضراء، لقيت استجابة من طرف رؤساء البلديات ومؤسسة تنمية المساحات الخضراء "أوديفال"، حيث شُرع، بشكل جدي، في الاهتمام بالمساحات الخضراء، وتشجير مختلف الأماكن العمومية، بما فيها حواف الطرق، ومحاور الدوران.

لاحظت "المساء" خلال جولة استطلاعية إلى بعض بلديات العاصمة، أن ثمة اهتماما كبيرا بالمساحات الخضراء، حيث تم استغلال العديد من الأوعية العقارية المسترجعة من عمليات إعادة الإسكان، لتحويلها إلى حدائق ومتنفس لسكان ولاية الجزائر، فيما تبقى العديد من الجيوب العقارية والمساحات الشاغرة والحدائق على مستوى السكنات الجماعية، عرضة للإهمال، وهو الإشكال المطروح في العديد من البلديات، الأمر الذي يتطلب قرارات تفرض المحافظة على المحيط، وردع المخالفين، وتغريم المعتدين على البيئة، وتحدد مسؤولية الجماعات المحلية، والمؤسسات المكلفة بتسيير حظيرة السكنات الجماعية، ودور مصالح البيئة بالبلدية. 

البساط الأخضر يكتسح بلديتي براقي ووادي السمار

زيارة المساء إلى بلدية براقي كشفت الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات المحلية للمساحات الخضراء، حيث صارت الحديقة العمومية الكائنة بحي "محمودي" على ضفة الطريق المؤدي نحو بلدية سيدي موسى والتي تتربع على مساحة 33250 متر مربع، نقطة استقطاب للمواطنين الباحثين عن الراحة، بعد أن كانت، منذ سنوات، مرتعا للنفايات والردوم، والمواعيد المشبوهة.

كما تمت تهيئة حديقة حي الجيلالي ببن طلحة، ضمن مشروع تهيئة المساحات الخضراء، إضافة إلى محور الدوران المقابل لفندق "الفرسان"، حيث أعطت هذه العملية صورة جميلة لمدخل المدينة. ونفس الأمر بالنسبة لحديقة "أول نوفمبر" المجاورة لمقري البلدية والدائرة، وهو نفس المشهد الذي يميز بلدية وادي السمار بعد فتح حديقة بها، وأصبحت متنفسا لسكان مختلف الأحياء، فيما يطالب مواطنو البلدية بتعميم مثل هذه المشاريع، لا سيما بالقرب من السكنات الجماعية، حيث أُهملت المساحات الخضراء، في وقت أكدوا أن المسؤولية ملقاة على عاتق ديوان الترقية والتسيير العقاري، وجانب آخر تتحمله مصالح البلدية.

إقبال كبير على المنتزهات

والملاحَظ بعد فتح المنتزهات والحدائق وأماكن التسلية تزامنا مع افتتاح موسم الاصطياف، تسجيل إقبال كبير من طرف "العاصميين" والولايات المجاورة لها، وذلك منذ الساعات الأولى من اليوم، مصطحبين أبناءهم تزامنا مع نهاية السنة الدراسية، حيث أقبلت العائلات على هذه الأماكن، التي شهدت حركة كبيرة، وأمواجا بشرية على مداخل العديد من المتنزهات، على غرار "حديقة التجارب" بالحامة، ومتنزه "الصابلات" الممتد على طول خليج العاصمة.

وفي جولة استطلاعية قادت "المساء" إلى بعض المنتزهات المتواجدة في قلب العاصمة والبداية كانت من منتزه "الصابلات"، وقفنا على سعادة العائلات، التي عبّرت عن فرحتها وبهجتها بالافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف، حيث أكدت إحدى السيدات التي كانت رفقة زوجها و4 من أولادها، أنها كانت في مأزق مع أولادها الذين أخذوا عطلتهم، ولم يجدوا مكانا يقصدونه من أجل التنزه واللعب. وبعد فتح "منتزه الصابلات" قررت ألا تضيّع أي يوم، فجاءت في يوم الافتتاح، حتى تستمتع رفقة عائلتها، بجمال المكان؛ تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة.

المنتزهات ملجأ للكبير والصغير

أكدت إحدى السيدات كانت رفقة بناتها المتزوجات وأحفادها، أنها تقصد منتزه العاصمة، باعتبارها مسنة، وتحتاج إلى رياضة المشي بشكل يومي، كما طلب منها الأطباء، لأنها تعاني من بعض الأمراض وآلام المفاصل وغيرها، حيث تتجه إما إلى منتزه الصابلات، أو إلى غابة بوشاوي، أو حديقة الحامة من أجل المشي. كما ذكرت أنها تعاني من مرض السكري، وأن المشي يساعدها في القضاء على آلام المفاصل التي تعاني منها. وعبّرت عن سعادتها بقرار رفع الإغلاق، في حين دعت المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر، والالتزام بالوعي، وعدم الاستهتار أثناء السباحة لمنع الحوادث.

الحدائق محل استقطاب

عند زيارة "المساء" حديقتي "الحرية" و"بيروت" بقلب العاصمة، لاحظنا عدة مزايا لهذين المرفقين، على غرار الهدوء والسكينة رغم ضجيج الطرقات ودخان السيارات المحيطة بهما. كما إن التصميم الهندسي للحدائق وشكلها المائل، يجعل الزائر يتخيل أنه يتسلق جبلا، ناهيك عن مناظرها الخلابة والمختلفة، فبمجرد دخول الزائر إلى الحديقتين يلاحظ صخرة عملاقة على شكل شلال، تتوسط بركة من الماء الطبيعي على شكل حوض للأسماك، ومن ثم يصعد السلالم المبنية على الطريقة الرومانية، والتي تحفّها أشجار مختلفة باسقة ممتدة إلى عنان السماء، تنبعث منها زقزقة العصافير التي تعشش فوقها، وفي كل هذا يتأكد داخل هذين الفضاءين، أنهما مقصد للعائلات بامتياز. وأكدت إحدى المواطنات تقطن بالحي المجاور، لـ المساء، أن الحدائق ملجأ العائلات للتنزه وتناول الغداء، والمرح، والهروب من ضغوطات العمل والمشاكل العائلية.

"تونس" و"تيفاريتيمن أشهر الحدائق

تُعد حديقة "تونس" بالأبيار من أشهر الحدائق في العاصمة. ولاحظنا أنها أكبر بقليل من الحدائق سابقة الذكر. كما تحتوي على ألعاب ميكانيكية خاصة بالأطفال، وبعض الحيوانات؛ مثل البط والإوز، حيث عادت الحركة والحيوية إلى هذه الحديقة التي كانت عنوانا للاعتداءات سابقا، لكن عودة النظام والأمن إليها أعادت لها مكانتها وسط حدائق العاصمة، حسب ما أكد لنا أحد الأعوان، وجدناه بمدخل الحديقة، حيث قال لـ "المساء"، إن حديقة "تونس" أصبحت تستقطب عددا هائلا من العائلات، خصوصا في أيام العطل ونهاية الأسبوع، لا سيما بعد عملية التهيئة التي خضعت لها، إذ تغتنم العائلات توفرها على الألعاب لاصطحاب الأطفال؛ قصد المرح، واسترجاع الأنفاس من أجواء الدراسة، ومع ذلك فهي بحاجة إلى حضور دائم لدوريات الشرطة؛ من أجل الحفاظ على الهدوء، وسلامة المواطنين، يقول محدّث "المساء".

وأكد مواطن وجدناه داخل الحديقة رفقة أبنائه، أن حديقة تونس هي منتزه "العاصميين"؛ لما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة، فلا بد للعائلات التي تزور هذه المساحة الخضراء، أن تحافظ على نظافة المحيط، وتعتني بجمال وسحر الطبيعة. ولا يختلف المشهد في حديقة "تيفاريتي" الواقعة في شارع كريم بلقاسم "تيليملي سابقا"، عن باقي حدائق العاصمة؛ حيث تشهد إقبالا معتبرا من العائلات، خصوصا في الفترات المسائية ونهاية الأسبوع، بالنظر إلى احتوائها على ألعاب تستهوي الأطفال، وتنسيهم ضغط البقاء داخل المنازل. وفي كل ذلك سجلت "المساء" عودة الإقبال على المساحات الخضراء والحدائق العمومية من طرف العائلات بعد سنتين من الاختباء والهروب من عدوى فيروس كورونا. وقد ساهم تحسّن الوضع الصحي ورفع مختلف الإجراءات الاحترازية، في تشجيع العائلات على الخروج إلى الفضاء الواسع.