حديقة "جوزيف بروس تيتو" بباب الزوار

فضاء عائلي يفتقد لأدنى الضروريات

فضاء عائلي يفتقد لأدنى الضروريات
  • 892
 هدى. ن هدى. ن

تستقطب حديقة "جوزيف بروس تيتو" الواقعة ببلدية باب الزوار، أعدادا هائلة من العائلات والشباب القادمين من مختلف بلديات إقليم ولاية الجزائر وحتى من خارجها. ورغم هذا الإقبال المسجّل على الحديقة، إلاّ أنّ فضاءها، يظلّ بعيدا عن الاستجابة  لمتطلبات واحتياجات العائلات، فلا وجود لدورات المياه والإنارة العمومية، والمرافق الخدماتية والتجارية، وهو ما يطرح دور مصالح الولاية في ترقية هذا المقصد الترفيهي إلى مستوى يليق بالذين يختارونه وجهة سياحية لهم.

تتوفّر ولاية الجزائر، على عدد كبير من الحدائق العمومية، وهي منتشرة بشرق وغرب ووسط الولاية، على غرار بلدية الدار البيضاء وباب الوادي والجزائر الوسطى وبئر مراد رايس والحراش وسيدي محمد وبوزريعة والشراقة وباب الزوار. وباتت هذه الفضاءات العمومية، ملاذا محبّذا للباحثين عن الاستراحة والراحة والجوّ الرطب، في ظلّ ما تشهده الولاية على غرار الولايات الأخرى من ارتفاع في درجات الحرارة.

غياب كلي لأدنى ظروف الراحة 

بقدر ما يلاحظ المواطن ويلمس، التحسن المسجل، في ظروف الاستقبال، على مستوى المقاصد السياحية وفضاءات الترفيه والتنزه والمساحات الخضراء والحدائق بالعاصمة، فإنّ العديد من الفضاءات الأخرى، تبقى دون تسيير يذكر، ويطولها الإهمال الواضح، وهي بذلك لا ترتقي إلى ما يبحث عنه ويتطلّع إليه المتردّد عليها. وتعدّ حديقة "جوزيف بروس تيتو" الواقعة بحي 5 جويلية ببلدية باب الزوّار شرق الولاية، إحدى الفضاءات الخضراء، مترامية الأطراف، وهي تتوفّر على مساحات خضراء لا ينقصها التقليم، لكنّها لا توحي لقاصدها والمتجوّل فيها بأنّها فضاء أخضر، لغياب الخضرة بها، كما أنّ للمكان على شساعته، مسالك معبدة، يستغلها ممارسو رياضة الجري والعدو لممارسة هوايتهم المفضلة.

وتتوزّع بالحديقة مساحات شاسعة غير مستغلة، بالشكل الذي يثمن دورها الإيكولوجي، ويجعلها متهيئة، وتستجيب لما تشهده يوميا من تدفق للعائلات. تنتشر بالحديقة، مثلما وقفت عليه "المساء" مجموعة مهترئة من تجهيزات التسلية، وملعب جواري، وقاعة رياضات، ومسبح  شبه أولمبي، وهو مرفق تسيّره مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، وحسب السيد يوسف، وهو صاحب كشك لبيع لوازم البحر، ويعمل  بالفضاء المذكور، منذ ما يقارب أربعة عقود، في تصريح  لـ«المساء" كان الملعب، يستقطب قبل غلقه في 2018، أعدادا هائلة من العائلات والشباب، من مختلف الأعمار، لممارسة السباحة، كما كان، منذ افتتاحه في 2005، مقصدا للأندية والجمعيات الرياضية المتخصّصة في هذا النوع من الرياضة، وهو الآن، بحاجة إلى ترميم وإعادة تأهيل وتفعيل، خاصة وأنّه  كان يضمن مداخيل معتبرة لمصالح ولاية الجزائر.

ولديوان الترقية والتسيير العقاري،"نصيب" آخر في تسيير جزء من الحديقة بحكم تواجد عدد من المحلات التابعة  له بها، وتم تحويل هذه الأخيرة، إلى مرفق رياضي يديره أحد الخواص. الحديقة كفضاء عمومي، تفوق مؤهلاتها الطبيعية، من مساحة وموقع، تلك المتوفرة في الحدائق العامة، وقد أسالت الكثير من الحبر، بسبب الإهمال الذي يطالها. وهي الآن،  حسب السيد  يوسف، بحاجة إلى توفير شروط الراحة  للعائلات والشباب، الذين يقصدونها  للترفيه عن النفس، وقد بادر محدّثنا حسبما لاحظناه، باستقدام فريق شاب لتقديم عروض ترفيهية لصالح الأطفال والعائلات، وحسب إحدى السيدات، كانت تأخذ مكانا، في إحدى الزوايا قبل انطلاق العرض بساعة، فإنّها تتنقل كلّ يوم، من منطقة الحميز خصيصا لحضور ما يقدّمه المهرج من عروض، وتحرص حسب قولها، على المجيئ قبل وقت الافتتاح، حتى تضمن مكانا لها قبل  تدفّق العائلات والأطفال.

تدفق على الفضاء رغم غياب الضروريات

تشهد الحديقة، إقبالا كبيرا من طرف العائلات القادمة من المناطق المجاورة والبعيدة، فئات من مختلف الأعمار، اعتادوا قصد المكان للراحة والترفيه والنزهة وتغيير الجو، لكن غياب مختلف المرافق يظلّ، حسب رأي الكثيرين، دون مستوى تطلعاتهم، والجميع ينتظر فتح أكشاك خدماتية وتجارية لاقتناء ما يحتاجون إليه. وحسب أحد مسيّري قاعة الرياضة المتواجدة بالحديقة، يعدّ السيد يوسف، الشخص المؤهل، للحديث عن هذه الأخيرة، وهو ما لمسناه فعلا من خلال حديثنا معه، انطلق  في العمل، بعربة متنقلة، وبإمكانيات جدّ بسيطة منذ ما يقارب أربعة عقود، إلى أن تحصل، وبصعوبة، يتذكّر تفاصيلها، على رخصة استغلال المكان، وكان ذلك بدعم من المكلف حاليا، بالشبيبة والرياضة على مستوى بلدية باب الزوار.

ويؤكّد محدّثنا، قدرته على إعادة بعث الحياة إلى هذا الفضاء، وإيجاد حلول مناسبة، تلبي احتياجات زوار الحديقة، وتسمح بخلق فضاء، يستجيب لكلّ المقاييس، خاصة وأنّ هناك، العديد من الطلبات لممارسة مختلف النشاطات التجارية والخدماتية. والأمر بالنسبة له، مرتبط بقرار تتّخذه السلطات المعنية، ويضيف، بأنّ لا أحد يعلم الباب الذي يجب طرقه، لطرح الانشغالات والتطلعات والتي من جملتها، غياب الحراسة، ودورات المياه، والإنارة، والمرافق الخدماتية والتجارية.