«الصاروخ»، «لاباتري» و»الفالكون» تتصدر قائمة الأكثر طلبا

عودة الألعاب النارية إلى الشوارع وأسعار تصل إلى 2000 دج

عودة الألعاب النارية إلى الشوارع وأسعار تصل إلى 2000 دج
  • القراءات: 4045
❊ رضوان.ق ❊ رضوان.ق

تشهد أحياء ولاية وهران وشوارعها الرئيسية، مع بداية العد التنازلي للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، انتشار طاولات بيع المفرقعات التي عادت إلى الواجهة، رغم الإجراءات المعلن عنها بخصوص منع عرض المفرقعات في الشوارع، فيما تحولت عدة طاولات في الأسواق الشعبية إلى شبه معارض لكل أنواع المفرقعات، بأسعار وصلت إلى 2000 دج للواحدة.

مع حلول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تعود في ولاية وهران  ظاهرة بيع وترويج المفرقعات، وهي الظاهرة التي تبقى تكتسح معظم ولايات الوطن، رغم الإجراءات المعلن عنها بخصوص منع عمليات ترويج المفرقعات، وحجز كميات كبيرة منها سنويا، إلا أنها تبقى تتحدى كل هذه الإجراءات، وسط تساؤلات عن الأطراف التي تقف وراء عمليات الترويج الكبرى، ونقل المفرقعات التي لا يمكن أن تصل إلى الجزائر سوى عبر البحر. قامت «المساء» خلال اليومين الماضيين، بجولة عبر عدة أسواق شعبية وأحياء كبرى تعرف سنويا بعرض الألعاب النارية والمفرقعات وتلقى إقبالا كبيرا وتصرف عليها الملايين.

سوق المدينة الجديدة الشعبية، التي تعتبر أكبر سوق في ولاية وهران، كانت وجهتنا الأولى، حيث تحولت فيه بعض الطاولات الخاصة ببيع الخضر والفواكه إلى عرض الشموع ومختلف منتجات الزينة الخاصة بالاحتفال، فيما كانت تعرض بعض أنواع المفرقعات الصغيرة بكميات قليلة، وهو ما أكده أحد الباعة بالقول إن سوق المدينة الجديدة تخضع لمراقبة دورية من مصالح الشرطة، تقوم في كل مرة بمصادرة المفرقعات، لذلك يفضل الباعة عرض منتجات أخرى غير المفرقعات والألعاب النارية.

غير أن المتحدث، أكد أن عمليات بيع المفرقعات تتم عادة بعد الساعة الخامسة مساء، حيث تعرض كميات كبيرة من المفرقعات مع توقف دوريات الشرطة، موضحا أن بعض المحلات في سوق المدينة الجديدة تحولت إلى البيع بالجملة وبالملايين لصالح بعض الباعة بالتجزئة من سكان الأحياء الشعبية.

وعن كلفة شراء المفرقعات، أكد المتحدث أنها لا تقل عن 20 مليون سنتيم لأصغر طاولة، فيما تتجاوز 50 مليون سنتيم لدى بعض الباعة، خاصة بالأحياء الشعبية الكبرى التي تبقى خارج مراقبة المصالح الأمنية.

تنافس بين الأحياء وبث المعارك على «الفايسبوك»

كانت وجهتنا الثانية «محي الدين»، المعروف محليا بحي الكميل سابقا، وهو من بين الأحياء المعروفة ببيع المفرقعات، وتمكن خلال السنوات الماضية من الحصول على لقب الحي الأكثر احتفالا بالمولد النبوي الشريف، بسبب الاستعمال المكثف للألعاب النارية ليلة المولد، إلى جانب أحياء ابن سينا، والبلاطو وحي ليسكور، الذي تم فيه العام الماضي، تنظيم احتفالات صاخبة عرضت بمواقع التواصل الاجتماعي وكشفت عن الحجم الكبير للألعاب النارية المستخدمة، والتي تقدر بالملايين.

تحول الاحتفال إلى معارك وشبه حروب بسبب حجم المفرقعات المستعملة ودوي الانفجارات التي أرجعها المتحدث، إلى التنافس بين الأحياء، لاكتشاف الأحياء الأكثر تميزا في الاحتفال بليلة المولد، باستعمال أكبر قدر من المفرقعات والألعاب النارية.

وخلال تواجد «المساء» في حي ابن سينا المعروف بحي «بتيلاك»، أطلعنا شاب على شريط فيدو تم تصويره العام الماضي، خلال ليلة الاحتفال بالمولود النبوي الشريف، وأظهر الفيديو حجم المعارك التي دارت بالحي واستعملت فيها كل أنواع المفرقعات والألعاب النارية والمقذوفات، حيث ظهر من بين المتعاركين أطفال صغار،  فيما غطى الشباب وجوهم باستعمال القمصان، وأكد الشاب أنه يتم حاليا الإعداد لمعركة أكبر، حسب وصفه لليلة المولد النبوي. 

صرف 20 ألف دج على المفرقعات

في نفس السياق، كشف أحد الباعة أن عمليات شراء كبيرة تتم سرا، يقوم بها بعض الشباب من محبي الألعاب النارية، وهي عمليات قد يصل مبلغ الشراء فيها إلى 10 آلاف و20 ألف دج، فيما تتم العمليات الأخرى بمبالغ تقدر بين 300 و5000 دج. ولم يخف المتحدث أن بعض أولياء الأطفال يقومون شخصيا بشراء الألعاب النارية لأبنائهم، ولا يقتصر الأمر عليهم فحسب، بل حتى الأمهات يطلبن أنواعا محددة من المفرقعات.

وعن أنواع المفرقعات التي تبقى محل طلب من الشباب، اكتشفنا أن الأنواع والتسميات لم تتغير في السنة الجارية مقارنة بالعام الماضي، وأرجع المصدر ذلك إلى أن الطلب الكبير على بعض الأنواع في العام الماضي، والمداخيل التي حققها الباعة، جعلت مروجي المفرقعات يبقون على نفس الأنواع والتسميات.

تأتي في مقدمة التسميات منتوج «داعش» المعروف بقوة تفجيره،  والذي يعرض بمبلغ 2000 دج، وكشف المصدر عن أن قوة المفرقعات تحدد ثمنها، فكلما كانت قوتها أكبر يرتفع سعرها، فيما تحل في المرتبة الثانية من حيث الطلب والمبيعات مفرقعة «لاباتري» التي يصل سعرها إلى حدود 2500 دج، وهي الأكثر مبيعا مقارنة بـ»داعش»، لأنها تحدث انفجارا ضخما وأسعارها في متناول الكثير من الشباب والعائلات. أما الأنواع الأكثر طلبا والأقل سعرا، فيتعلق الأمر بمفرقعات «الصاروخ» المعروضة بمبلغ 600 دج، و»الفالكون» بـ500 دج، وهي أسعار لم تمنع العديد من المواطنين من اقتنائها تلبية لرغبات أبنائهم.

يشار إلى أن مختلف مصالح الأمن في ولاية وهران، لم تكشف  عن أية عملية حجز للمفرقعات، في وقت قامت نفس المصالح خلال العام الماضي، بحجز ما يناهز المليوني مفرقعة، في عملية نوعية تمت بالميناء الجاف في ولاية وهران، بعد اكتشاف حاويتين من المفرقعات.

قامت مصالح الشرطة أيضا، في إطار حملة واسعة للحد من ظاهرة انتشار وبيع المفرقعات والألعاب النارية، على مستوى الأسواق والأماكن العامة التي تعرف رواجا كبيرا، تزامنا مع إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف سنة 2016، بتوقيف 81 شخصا من باعة المفرقعات، حرر ضدهم إجراء قانوني، أحيلوا بموجبه على الجهات القضائية بتهمة ترويج وبيع منتجات ممنوعة وغير مرخصة. جاءت العملية في إطار حملة قامت بها مصالح الشرطة، وبلغ عددها 55 عملية، تم من خلالها حجز 85872 وحدة من المفرقعات بمختلف الأنواع.

رضوان.ق