"المساء" ترافق عناصر الشرطة في ليالي رمضان

عمل استباقي لتأمين المواطنين وانسيابية في حركة المرور

عمل استباقي لتأمين المواطنين وانسيابية في حركة المرور
  • القراءات: 8115
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

  من "طيبة" إلى "حمزة" حضور مكثف للتشكيلات الأمنية  

التغطية الأمنية تطمئن العائلات  

العمل الاستباقي خفف من حجم المخالفات والاعتداءات  

  لا وجود لحظائر الركن العشوائية

أسهمت التغطية الأمنية المُحكمة ، بقسط كبير في ارتفاع حجم التوافد على أماكن التسوق ببلدتي الحراش وباش جراح، كمنطقتي نشاط واستقطاب للأشخاص والمركبات، على حد سواء، خاصة خلال هذا الشهر الفضيل، الذي تعج فيه الأسواق الشعبية والمراكز التجارية العصرية بحشود كبيرة من المتسوقين، الذين يأتون من كل حدب وصوب، مما جعل مصالح أمن الدائرة الإدارية بالحراش تجسد مخططا أمنيا مدروسا، يضمن سيولة وانسيابية حركة المرور ويؤمّن المواطنين من كل المخاطر، وهو ما وقفت عليه "المساء" في خرجتها مع فصيلة الأمن العمومي بالقاطعة الإدارية للحراش، في الليالي الأخيرة من رمضان، حيث تشهد الشوارع حركة كثيفة بسبب توجه العائلات للتسوق.

ذكر لنا رئيس أمن المقاطعة الإدارية للحراش، عميد الشرطة حسين طارق، الذي استقبلنا بمكتبه بعد الإفطار، قبل الشروع في مرافقة رئيس فصلية الأمن العمومي محافظ الشرطة سعيود محمود، في الميدان، أن "مخططات الأمن العمومي يتم إعدادها بعد دراسة كل العوامل المؤثرة على السيولة المرورية، كحركة المركبات والأشخاص وحجم النشاط التجاري وخصوصيات الظرف الزمني وغيرها"، موضحا بقوله: "هناك أماكن تشهد حركة مرورية كثيفة في أوقات معينة، سواء في الليل أو النهار، من هنا يبدأ تجميع المعلومات ودراسة مخطط التأمين المتوافق مع مهامنا كأمن عمومي لضمان السيولة المرورية وحفظ النظام العام، والتنسيق مع الشرطة القضائية والفرق المتنقلة للشرطة القضائية أيضا، اللتين لهما مخططاتها الخاصة، وتتكامل تشكيلاتها فيما بينها، لخدمة هدف واحد هو حفظ النظام العام وحماية الأشخاص والممتلكات والعمل والتركيز على العمل الوقائي، مع تطبيق الإجراءات الردعية في حينها".

وقال عميد الشرطة إنه "تم تقسيم مهام فصيلة الأمن العمومي بأمن دائرة الحراش، بشكل مدروس يتناسب مع طبيعة إقليم المقاطعة الإدارية، التي تضم أربع بلديات هي: الحراش وادي السمار بوروبة باش جراح وحركة التنقل والنشاط التجاري الموجود بها"، مشيرا إلى أن البلديتين الأكثر استقطابا للمركبات والأشخاص، الحراش وباش جراح، لكونهما تحتويان على أسواق شعبية يومية ومراكز تجارية ذاع صيتها وصار المتسوقون يتوافدون عليها من كل الولايات.

كما أفاد رئيس فصيلة الأمن العمومي، قبل مرافقته في الوقوف على حركة المرور بالحراش وباش جراح، مدينة الحراش تفرغ خلال السهرة من زوارها الذين يتوافدون بكثافة خلال ساعات النهار، وهو ما لاحظناه في الميدان، حث كانت منطقة التسوق ببومعطي خاوية على عروشها، فلا ترى إلا بعض المركبات المارة أو سكان العمارات جالسين للسمر وتجاذب أطراق الحديث. رغم الحركة المكثفة للأشخاص والمركبات بالطريق الرئيسي بباش جراح، انطلاقا من شارع بئر خادم إلى غاية شارع الهندسة العسكرية (حوش حدة سابقاً).

وقد وضعت مصالح الأمن العمومي بالحراش، حسب محافظ الشرطة سعيود محمود، تشكيلا أمنيا استباقيا مقسما على عدة نقاط هامة، حسبما لاحظناه خلال السهرة، يخص التشكيل الأمني الأول مفترق الطرق بالقرب من المركز التجاري "طيبة" المقابل لمكتب البريد الجزائر الثاني، فيما وضع التشكيل الثاني بالقرب من مسجد "أبو عبيدة بن الجراح" المقابل لمحطة المترو، والثالث بالقرب من المركز التجاري "الشاوي"، حيث يغص كل من المسجد بالمصلين والمتاجر بالمتسوقين وتتعقد وضعية المرور خامة ما تعلق بركن السيارات، مما يستدعي وجود أعوان الأمن لضمان السيولة ومنع أي عرقلة مرورية، حيث يستعين أعوان الشرطة بالصفارات لتنبيه أصحاب المركبات، والأجهزة اللاسلكي للتنسيق بين تشكيلة وأخرى، أما التشكيل الرابع فيضمن التغطية على مستوى محطة الحافلات. 

من "طيبة" إلى "حمزة" حركة مكثفة لعناصر الأمن لضمان السيولة

امتطينا سيارة الشرطة، رفقة رئيس فصيلة الأمن العمومي، محافظ الشرطة سعيود محمود، من مقر أمن الدائرة، ومررنا بالطريق الاجتنابي الجنوبي الأول، حيث مررنا بالحاجز الأمني الأول التابع لإقليم اختصاص أمن الدائرة الموجود على مستوى، حيث كانت حركة المرور سلسة وسهلة، لكن أصحاب البدلة الزرقاء كانوا متواجدين بالمكان، لنلج مدينة باش جراح من طريق حي التنس، حيث كانت المركبات تتسارع نحو شارع بئر خادم الرئيسي، المؤدي نحو وسط المدينة، إذ يقف أعوان الشرطة في مفترق الطرق، ينظمون حركة المرور، التي ما تفتأ أن تختنق للحظات، حتى يعيد الشرطي الواقف في وسط الطريق لها الانسيابية المعهودة، حيث يعطي الدور لسير المركبات في الاتجاهات الأربعة بالتناوب.

وعلى مرمى حجر من هذا التشكيل الأمني يقف عناصر الشرطة القضائية، بالقرب من مكتب البريد يراقبون حركة المارة والمركبات ويسهرون على حماية المواطنين من أي اعتداء، خاصة أولئك الذين يقصدون المركز التجاري "طيبة الواقع في بداية الشارع المذكور، حيث أكد لنا محافظ الشرطة أن هذا المكان مؤمّن ليلا ونهارا، لاسيما أن مكتب البريد يشهد خلال ساعات النهار توافدا كبيرا للمواطنين، الذين يأتون لصرف رواتبهم واستخراج أموالهم، خلال هذه الفترة الهامة من الشهر الفضيل.

وما إن سرنا لأمتار قليلة حتى وصلنا إلى تشكيل أمني آخر بمفترق الطرق قبالة مسجد أبو عبيدة بن الجراح ومدخل محطة الميترو، وهما مرفقان يشهدان حركة كبيرة، سواء من طرف المصلين، أو مستعملي خط المترو، الذي خصصت له مصالح الشرطة تشكيلا دائما وقد لاحظنا كيف يقوم أعوان تنظيم المرور بتنظيم بمنع أي ركن عشوائي للسيارات أو توقف معرقل لحركة التنقل، فصفارات التنبيه لا تهدأ والأضواء الومّاضة لسيارات الشرطة باللونين الأحمر والأزرق، توحي بالحضور الأمني القوي في عديد مفترقات الطرق، وبالقرب من أماكن استقطاب الجمهور، مما يزيد في طمأنينة المواطن وفرض احترام قوانين السير والمرور.

ولا يخلو مفترق الطرق بالقرب من المركز التجاري "الشاوي" أيضا من الحضور الأمني، حيث تكثر حركة تنقل الأشخاص ويضطر بعض السائقين إلى التوقف لحمل أو إنزال الركاب، لاسيما أفراد العائلات، التي تقصد المكان للتسوق، حسبما لاحظنا، وكانت مهمة أعوان المرور تسهيل الحركة وضمان السيولة، ومنع أي إخلال بها.

كما لاحظنا بمحطة الحافلات، الواقعة على مرمى حجر من مركز "الشاوي" تشكيلا أمنيا رابعا، حيث كانت حافلات "إيتوزا" تضمن نقل المواطنين خلال السهرة، فيما وفرت مصالح الأمن شاحنة لجر السيارات في حال استعمالها وقت الضرورة، أمام مفترق الطرق قبالة المركز التجاري "حمزة" والمقر القديم لبريد الجزائر     

تراجع في حالات الاعتداء بفضل التغطية الأمنية

وأفاد رئيس أمن دائرة الحراش أن ما يبعث على التفاؤل والراحة أن درجة الاعتداءات التي كانت تطبع بعض الأحياء، خاصة في رمضان، تراجعت، بل وزالت تماما، بفضل جهود الأمن بمختلف فصائلها وتشكيلاتها، مشيرا إلى أن المصالح لم تعد تسجل حالات اعتداء، مثلما كان في السابق، لكون المخططات الأمنية أتت ثمارها، حيث قضت مصالح الأمن على تلك العصابات التي كانت تنشر الرعب وتخل بالنظام العام، مما سمح للعائلات بالخروج في أي وقت للتسوق وقضاء حاجياتها، حتى بتلك البؤر السوداء، التي كانت من قبل مسرحا للاعتداءات، كما هو الحال بسوقي بومعطي وباش جراح.

وأضاف المسؤول الأمني أن الأسبوع الأول من رمضان لم تكن هناك حركة كبيرة للمواطنين، لكن خلال الأسبوع الثاني زادت الحركة، مما جعل مصالح الأمن بالدائرة تحضر تشكيلاتها لضمان تغطية أمنية تستجيب للتغيرات التي تطرأ على حركة تنقل المواطنين خلال الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل، حيث يخرج المواطنون، لاسيما بعد الإفطار، لشراء ملابس العيد، مما يتطلب ضمان سيولة مرورية، وتوفير تشكيلات شرطية وقائية لحماية للأشخاص والممتلكات.

التشكيلات الأمنية الاستباقية تطمئن المواطنين

ليضيف عميد الشرطة قائلا: "إن المواطن عندما يلاحظ تواجد عناصر الأمن بالزي الرسمي في أماكن التسوق والشوارع الرئيسية ويرى مركبات الشرطة بأضوائها ومنبهاتها المتميزة ويسمع صفارات عناصر الأمن العمومي وهم يسهرون على تنظيم حركة المرور وضمان الانسيابية، يطمئن قلبه ولا يحس بالخوف"، وهو ما لاحظناه في باش جراح ليلا، حيث كانت مراكز التسوق تعج بالعائلات. 

وتشهد باش جراح توافدا كبيرا للزوار، باعتبارها منطقة معروفة بمراكزها التجارية، التي ذاع صيتها وروج لها التجار في منصات التواصل الاجتماعي، حيث صارت محجا للناس الباحثين عن السلع ذات الجودة والسعر المعقول، لذلك يقطع عديد المواطنين مسافات طويلة، من العاصمة وضواحيها وحتى من ولايات أخرى للتسوق بهذه المدينة التي صارت تجارية بامتياز.

لا وجود لحظائر الركن العشوائية

ومن ثمرات التغطية الأمنية، بشتى تشكيلاتها، حسب مسؤولي الأمن زوال تلك السلوكات غير القانونية التي يتعمد بعض الانتهازيين ممارستها، كفرض حراسة السيارات وركنها مقابل دفع إتاوات، بغير وجه حق وبطريقة منافية للقوانين، فقد كان باش جراح من المدن التي تحولت شوارعها وحاراتها إلى حظائر عشوائية، تتسبب في كثر من الأحيان إلى حدوث اشتباكات بين أصحاب السيارات والحراس الانتهازيين.

وقال محافظ الشرطة سعيود محمود أن هذه الظاهرة اختفت تمام بباش جراح، بسبب تواجد أفراد الأمن، لاسيما بعد أن تم توقيف العديد منهم، على خلفية شكاوى الضحايا الذين تعرضوا للاعتداء جراء عدم دفع الإتاوات، مشيرا إلى أن حرية ركن السيارات التي استرجعت بفضل جهود الأمن، زادت في اطمئنان زوار المدينة، الذين استأنسوا بحماة الأشخاص والممتلكات، أصحاب البدلة الزرقاء، وزملائهم بالزي المدني.