طباعة هذه الصفحة

المجلس الشعبي الولائي للعاصمة راسل شرفة بخصوص الملف

"عراقيل إدارية" حرمت آلاف التلاميذ من الإطعام المدرسي!

"عراقيل إدارية" حرمت آلاف التلاميذ من الإطعام المدرسي!
  • القراءات: 1501
استطلاع: زهية. ش استطلاع: زهية. ش

يشتكي رؤساء بلديات العاصمة وغيرها من بلديات الوطن، عراقيل إدارية ومشاكل غياب المؤطرين المؤهلين، حالت دون تقديم خدمات في المستوى بالمطاعم المدرسية، التي توقف العديد منها عن النشاط، وحرم التلاميذ من وجبة ساخنة في عز فصل الشتاء، خاصة ببعض البلديات والأحياء النائية، مما يستدعي تدخل الجهات الوصية للنظر في هذا الملف، وتمكين التلاميذ، خاصة المعوزين، منهم من الوجبة، التي خصصت لها وزارة الداخلية والجماعات المحلية ميزانية ضخمة، هذا الوضاع دفع بالمجلس الشعبي الولائي للعاصمة إلى مراسلة الوالي يوسف شرفة، للنظر في هذا الملف، وحل المشاكل العالقة لإعادة النشاط للمطاعم المتوقفة.

لا يزال العديد من التلاميذ بولاية الجزائر، محرومين من وجبة ساخنة في المطاعم المدرسية، التي توقف بعضها لأسباب وعراقيل إدارية، بينما لم تتمكن بعض البلديات من توفير هذه الخدمة للتلاميذ الذين يدرسون في مؤسسات لا تتوفر على مطعم، بسبب غياب أرضية إنجاز هذه الهياكل، مما حرم عددا كبيرا من التلاميذ من الوجبة، خاصة القاطنين في الأحواش ومناطق الظل المتواجدة في عدة بلديات، والذين يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بمؤسساتهم التربوية، وهو ما يتطلب استفادتهم من وجبة ساخنة، لاستحالة عودتهم إلى البيت من أجل تناول وجبة الغذاء، حيث تحول عدد من المطاعم بالعاصمة إلى هيكل بدون روح، مثلما لاحظناه في الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها.

4 آلاف تلميذ  دون وجبة ببرج الكيفان

وتعد بلدية برج الكيفان، شرق العاصمة، أحسن دليل على حرمان التلاميذ من الوجبة، بعد توقف المطاعم المدرسية الثمانية عن العمل إلى حد الآن، ليبقى التلاميذ القاطنين في مؤسسات بعيدة عن مقرات سكناتهم، دون وجبة غداء، وهو ما ينعكس سلبيا على الظروف العامة للتمدرس، خاصة في فصل الشتاء، فرغم قلة عدد المطاعم مقارنة بعدد المتمدرسين الموزعين على 41 مدرسة ابتدائية، تم توقيف المطاعم الثمانية التي كانت تعمل، مثلما أكده رئيس البلدية قدور حداد لـ«المساء”، مشيرا إلى أن عددا معتبرا من المدارس بحاجة إلى مطاعم، غير أن مشكل نقص المساحات التي تنجز فوقها هذه المرافق، والغلاف المالي حالا دون توفير هذه الخدمة لتغطية كافة المدارس الابتدائية، مضيفا أن ثلاثة مطاعم ستفتح أبوابها للتلاميذ، منها مطعم استلم مؤخرا، وآخر سيستلم قريبا، وثالث تنطلق به الأشغال بمدرسة ”قايدي محمد”، ستكون جاهزة خلال السنة الدراسية الحالية، من بين 41 مدرسة ابتدائية.

فيما يخص غلق المطاعم المدرسية خلال السنة الدراسية الحالية، أوضح ”مير” برج الكيفان، أن هذا المشكل تسبب فيه أمين الخزينة، الذي اتخذ قرارا تعسفيا وحرم التلاميذ من الوجبة إلى حد الساعة، برفضه دفع مستحقات الممونين، الذين توقفوا عن تموين المطاعم، مشيرا إلى أن المجلس الشعبي البلدي رفع تقريرا لوالي العاصمة يوسف شرفة، والوالي المنتدب للدار البيضاء، من أجل النظر في هذا القرار التعسفي، الذي حرم التلاميذ من الوجبة، مؤكدا أن والي ولاية الجزائر اتخذ قرارا بهذا الخصوص، وأرسل لجنة للتحقيق في الملف وتوقيف أمين الخزينة، في انتظار استئناف العمل وفتح المطاعم أمام التلاميذ في الأيام القادمة.

نقص العمال يهدد نشاط المطاعم بسيدي موسى

أما بلدية سيدي موسى، فتضم ثمانية مطاعم مدرسية، من أصل 15 مدرسة، حيث تقدم وجبات لأكثر 3200 تلميذ، بميزانية قدرت بحوالي 2.4 مليار سنتيم، غير أن مدارس أخرى تتطلب إنجاز مطاعم لفائدة تلاميذ الأحواش والقاطنين في مناطق بعيدة عن مقرات سكناتهم، على غرار مدرسة ”الشهيد سي بلعيد” التي ستستفيد من هذا المرفق، بعد إنجاز مطعم مدرسي، انتهت الدراسة الخاصة به، في انتظار انطلاق الأشغال قريبا، ليكون المطعم جاهزا السنة الدراسية القادمة لفائدة تلاميذ مناطق الظل، الذين يتنقلون حاليا إلى منازلهم لتناول الغذاء أو اقتناء بعض المأكولات غير الصحية والباردة، في غياب المطعم، على غرار زملائهم المتواجدين بستة مدارس أخرى، لا تزال بدون مطاعم إلى حد الآن، منها مدرستين بحاجة ماسة لمطعم، وهما مدرسة ”لاسبر اسماعيل” بوسط المدينة، تضم تلاميذ من مناطق الظل، ومدرسة  ”اوشون” بحي زواوي، حسب ما أشار إليه رئيس بلدية سيدي موسى، علال بوثلجة، لـ”المساء”، الذي أكد أن المعاناة الكبيرة والمشكل المطروح بحدة بالمطاعم المدرسية، يكمن في نقص اليد العاملة وغياب إلى حد الساعة عمال متخصصين في المطاعم، حيث يتم الاعتماد على عاملات النظافة لطبخ وتحضير الوجبة، أو الحراس العاملين في إطار الشبكة الاجتماعية، مما يهدد بتوقف نشاط المطاعم في أية لحظة، كون العمال مؤقتين وعاملين بعقود منتهية المدة.

حسب المتحدث، فإنه من الضروري والمستعجل، التفكير في إحداث مناصب لعمال المطاعم، في مدونة عمال البلدية حتى يكونوا عمال موجهين مباشرة للمطاعم، لا يتوقفون عن العمل بصفة مفاجأة، تدفع في غالب الأحيان إلى الحاق عمال لا علاقتهم بالطبخ بالمطاعم، لضمان استمرار النشاط وعدم حرمان التلاميذ من الوجبة، التي أكد بوثلجة على ضرورة التفكير في مراجعة سعرها، الذي لا يتعدى 45 دينارا للوجبة، بالنظر لأسعار السوق الحالية، حيث تتطلب ـحسبه- دراسة دقيقة لإعادة النظر في سعر الوجبة ولو بنسبة قليلة، والتي كانت 75 دينارا قبل أن تتراجع إلى 45 دينارا.

طباخة واحدة لـ1500 تلميذ ببولوغين

من جهته، خصص المجلس الشعبي البلدية لبلدية بولوغين، ميزانية قدرت بخمسة ملايين دينار للمطاعم المدرسية التي بلغ عددها أربعة مطاعم، حسب رئيسها توفيق لوكال، الذي أشار في تصريحه لـ«المساء”، إلى أن 1500 تلميذ يستفيدون من وجبات ساخنة، تقدم وفق احترام البروتوكول الصحي، من خلال تقليص عدد التلاميذ من ستة في طاولة واحدة إلى ثلاثة تلاميذ، غير أن الهاجس الذي يتقاسمه جل رؤساء البلديات هو نقص في عدد العمال، حيث تقوم طباخة واحدة بإعداد الوجبات لهذا العدد الكبير من التلاميذ، بمساعدة عمال من الشبكة الاجتماعية، وينتظر، حسب المتحدث، أن يتم فتح مطعم خامس بمدرسة ”الفجر 1”، التي أصبحت جاهزة لتقديم وجبات ساخنة للتلاميذ خلال هذه الأيام، بالإضافة إلى مشروع مسجل بمدرسة ”كنزة شريف صحراوي” يوجد في طور الإنجاز، بينما تبقى مدرسة الهضاب في أعالي بولوغين هي الأخرى، بحاجة إلى مطعم، لتوسيع الاستفادة إلى عدد أكبر من المتمدرسين.

مطعمان فقط في 15 مدرسة بخرايسية

إذا كان تلاميذ بعض البلديات يستفيدون من وجبة ساخنة، وبأعداد معتبرة، فإن عددا كبيرا من تلاميذ بلدية خرايسية محرومون من هذه الخدمة، رغم أن الكثير منهم يقطنون في مناطق ظل ويقطعون مسافة طويلة للالتحاق بمؤسسات تربوية، على غرار مدرسة ”شرشالي بوعلام” التي يتطلب بها إنجاز مطعم للتلاميذ الذين يقطنون في أماكن بعيدة عن مقرات سكناتهم، حيث يوجد بالبلدية مطعمان فقط في 15 مدرسة ابتدائية، وهما مطعم بمدرسة ”عميود” يقدم 550 وجبة ساخنة، وآخر بمدرسة ”شيخ علي” بـ430 وجبة ساخنة، ومطعم مبرمج للإنجاز بحيي السلام وسيدي سليمان، مثلما أكده رئيس لجنة البيئة والصحة بالمجلس الشعبي البلدي مولود دراجي لـ”المساء”، مشيرا إلى أن عدد المطاعم يبقى ناقصا، خاصة بمدرسة حي لعروسي حمو، التي تحتاج إلى مطعم، مضيفا أنه يتم الاعتماد على عمال الشبكة الاجتماعية، عوضا من عمال دائمين ومختصين.

6 مطاعم مغلقة إلى حد الآن بجسر قسنطينة

من جهتهم، يبقى تلاميذ عدة مدارس ببلدية جسر قسنطينة محرومين من وجبة ساخنة، بسبب غياب مطاعم بمؤسساتهم، حيث تتوفر هذه المنطقة على 46 مدرسة ابتدائية، 16 منها فقط تتوفر على مطاعم، من بينها حوالي خمسة مطاعم مغلقة إلى حد الآن، بسبب نقص الموارد البشرية منها الطباخات، مما يستدعي منح البلدية رخصة استثنائية لتوظيف عمال للمطاعم، وفتحها للتلاميذ، خاصة في هذا الفصل البارد، إلى جانب زملائهم في البلديات المجاورة، على غرار بلدية بئر خادم التي تضم 6 مطاعم في 23 مدرسة ابتدائية، في انتظار إنجاز مشاريع مطاعم أخرى، وبناء في كل مدرسة مطعم خاص بها، مثلما أشار رئيس البلدية جمال عشوش لـ”المساء”، بينما عصفت المطاعم المدرسية بـ«مير” عين البنيان الذي دفع فواتير خاصة بهذا الملف.

أما ببلدية الرغاية، فتقدم وجبات للتلاميذ على مستوى سبعة مطاعم مدرسية، حيث يستفيد 1700 تلميذ من هذه الخدمة، غير أن عددا كبيرا من التلاميذ يبقى بدون وجبة، بسبب غياب الأرضية التي تنجز عليها المطاعم، وهو نفس الانشغال الذي يعاني منه الكثير من التلاميذ على مستوى بلدية رويبة، خاصة بالنسبة للقاطنين بالأحواش الذين يقطعون مسافة بعيدة من أجل الالتحاق بالمدرسة، مثلما هو الأمر بالنسبة لتلاميذ حوش ”لاصلاص”، الذين يدرسون بمدرسة ”محمد سرحان” التي لا تتوفر على مطعم مدرسي، كما ذكر أولياؤهم لـ«المساء”، مشيرين إلى أنهم يتناولون وجبة باردة وغير صحية، مما يقتنونه من المحلات القريبة، لاستحالة عودتهم إلى البيت في منتصف النهار، وهو مشكل يشترك فيه العديد من أولياء تلاميذ مناطق الظل بولاية الجزائر.


رئيس لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي لـ”المساء”:

اقترحنا لجنة ولائية لتسيير المطاعم المدرسية

أكد رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني، بالمجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، زهير ناصري، لـ”المساء”، أن عددا كبيرا من المطاعم المدرسية على مستوى بلديات العاصمة معطلة، وتوقفت عن تقديم وجبة ساخنة للتلاميذ، رغم أهمية هذه الخدمة التي يستفيد منها المتمدرسون في المرحلة الابتدائية.

كشف المتحدث أن المجلس الشعبي الولائي راسل والي ولاية العاصمة يوسف شرفة، بخصوص هذا المشكل الذي حرم آلاف التلاميذ من وجبة ساخنة، خاصة أن منهم القاطنين في مناطق نائية وبعيدة عن مؤسساتهم التربوية، مضيفا أنه، فيما يخص بلدية عين البنيان التي تم توقيف رئيس بلديتها، في الفترة الأخيرة، بسبب فواتير تخص المطاعم المدرسية، وبعد صدور حكم نهائي ضده في مجلس قضاء تيبازة وتعيين نائب له كرئيس للبلدية، سيتم حل الإشكال في بداية الأسبوع الأول من شهر جانفي، وتفتح المطاعم أبوابها من جديد، وهو ما ينطبق -حسبه- على بلدية برج الكيفان التي نظر والي العاصمة في ملفها، بينما يبقى المشكل قائم ببلدية الدويرة بسبب الممونين.

في هذا الصدد، أكد ناصري، أن المجلس الشعبي الولائي للعاصمة، اقترح لجنة ولائية يترأسها الأمين العام للولاية، تكون مختصة في تسيير المطاعم المدرسية ومتابعة من رؤساء البلديات، كون تعليمات رئيس الجمهورية واضحة بخصوص هذا الملف، وتتمثل في تقديم وجبات ساخنة للتلاميذ، خاصة في هذا الفصل البارد، فضلا عن الميزانية الضخمة التي خصصتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية فيما يخص المطاعم المدرسية.