بلدية طفراوي (وهران)

ضعيفة تنمويا .. قوية في مواجهة التحديات

ضعيفة تنمويا .. قوية في مواجهة التحديات
  • القراءات: 6905
ج. الجيلالي ج. الجيلالي

يكفي بلدية طفراوي فخرا أنه يتم على مستوى المدرسة العليا للطيران التي تقع داخل إطارها الجغرافي تكوين أكبر عدد من الطيارين في الجزائر وأجودهم رغم أنها من البلديات ذات الطابع الفلاحي التي يعوّل عليها كثيرا في توفير مختلف المنتجات الفلاحية التي من شأنها تحقيق الاكتفاء الذاتي للولاية والمساهمة الفعّالة في توفير المزيد من مختلف المنتوجات لفائدة عدد من الولايات الغربية بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها. 

ومن هذا المنطلق، وقصد توفير العديد من ظروف العمل لهذه البلدية، يرى رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية طفراوي السيد مهني الوافي بأن أهم ما امتازت به العهدة الماضية على مستوى هذه البلدية هو الاستقرار الكبير، زيادة على أنها لم تعرف على مستواها أي مشاكل اجتماعية لاسيما ذلك المتعلق بالسكن الاجتماعي الإيجاري الذي استفادت منه البلدية وتم توزيعه على السكان في إطار الشفافية المطلقة، الأمر الذي مكّن 320 مواطنا محتاجا من الاستفادة من السكن بدون تسجيل لا احتجاجات ولا مشاكل من طرف المواطنين الذين تيقنوا بأن توزيع هذه المساكن تمت في إطار الاحترام الصارم للقانون.  

ورغم المشاكل التي مازالت تعرفها البلدية في مجال التنمية، فقد تم في إطار البرنامج البلدي للتنمية إنجاز مجمع مدرسي من ستة أقسام لفائدة التلاميذ  لتفادي التنقل الطويل وما يسببه من معاناة للأطفال والأولياء على حد سواء، إضافة إلى إنجاز وحدة للحماية المدنية لتمكين أعوانها من التدخل الفوري في حال حدوث أي طارئ خاصة وأن البلدية كما أسلفنا ذات طابع فلاحي بامتياز الأمر الذي جعل المنتخبين يفكرون جيدا في هذا الموضوع.

المحيط المعيشي إلى تحسن

أما في مجال الصرف الصحي وتجديد قنواته، فقد أنجزت مصالح البلدية بشكل كلي على مستوى منطقتي حمو علي والكحايلية بميزانية فاقت بالنسبة للأولى 1.2 مليار سنتيم وبالنسبة للثانية أزيد من مليار سنتيم، كما استفادت البلدية من عملية أخرى تتعلق بتهيئة مدخلها الشرقي بغلاف مالي فاق 1.2 مليار سنتيم من أجل توفير الإطار المعيشي اللائق بالبلدية ومختلف قراها ومداشرها.

الجانب الصحي هو الآخر شهد إنجاز قاعة للعلاج بحي 18 فيفري بعد أن خصصت للعملية أزيد من مليار سنتيم .

الثانوية أراحت التلاميذ والأولياء

في الجانب التربوي، سبق لبلدية طفراوي أن استفادت من ثانوية بسعة 800 مقعد بيداغوجي الأمر الذي مكّن تلامذتها من تفادي التنقل إلى مقر دائرة وادي تليلات وما يصاحب ذلك من متاعب في ظل انعدام النقل المدرسي، وفي هذا  الشأن، يؤكد رئيس البلدية السيد الوافي مهني بأن استلام هذا المرفق التربوي ساهم كثيرا في تسجيل نتائج إيجابية في شهادة البكالوريا خلال العام الماضي، علما بأن هذه الثانوية تعد الوحيدة على مستوى البلدية وقد انتظرها الأولياء والتلاميذ لأزيد من عشريتين كما أن التدفئة المركزية متوفرة بجميع المؤسسات التربوية الواقعة في إقليم البلدية.

مشاريع رياضية في الأفق

وفي المجال الرياضي، يؤكد رئيس البلدية بأن العمل جار لمطالبة الولاية بإنجاز مركب رياضي على مراحل إلا أن الأولوية تعطى دائما للملاعب الجوارية التي تم تهيئة أربعة منها بشكل كلي، بالإضافة إلى العمل على إنجاز ثلاثة ملاعب أخرى والتفكير في تسجيل مسبح نصف أولمبي لفائدة سكان البلدية كونها بعيدة عن  البحر وبالتالي فإن التنقل إلى الشواطئ ليس بالأمر الهين ولا السهل للجميع الأمر الذي جعل مصالح البلدية تفكر في ضرورة العمل على إنجاز مسبح لفائدة أبناء البلدية ومواطنيها.

وفي الجانب الصحي، يعمل مسيرو بلدية طفراوي على إنجاز عيادة متعددة الخدمات توفر التغطية الصحية للسكان طوال أيام الأسبوع بدون انقطاع،

وعملا بتعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية الخاصة بتقريب الإدارة من المواطن، تم على مستوى منطقتي حمو علي والكحايلية إنجاز ملحقتين إداريتين، بالإضافة إلى مقر جديد للحالة المدنية ببلدية طفراوي نفسها.

أما في مجال الإنارة العمومية وغاز المدينة، فقد تم خلال العام الماضي تجديد كلي للأعمدة الكهربائية بكل من الكحايلية وطفراوي وسيدي غانم والقرايدية بالإضافة إلى استفادة أزيد من 2000 مسكن على مستوى البلدية من غاز المدينة لاسيما على مستوى منطقة حمو علي والكحايلية وطفراوي باستثناء منطقة سيدي غانم التي تبقى الأقل حظا من التنمية المحلية، والتي تؤكد ولاية وهران بشأنها أنها ستكون في دائرة الاهتمام في البرامج التنموية القادمة لاسيما في مجال غاز المدينة وماء الشرب والنقل.

المواطنون متفائلون

يذكر أننا أثناء القيام بهذا التحقيق الميداني، إلتقينا بالكثير من المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية والمستويات المهنية الذين أجمعوا على أن هناك الكثير من المشاكل التي تواجه سكان البلدية الذين ثمنوا العمل الذي يقوم به المنتخبون وعلى رأسهم رئيس البلدية السيد مهني الوافي لإخراجها من الحالة التي توجد فيها وجعلها قطبا فلاحيا بامتياز من شأنه أن يعطي إضافة للتنمية المحلية وبالتالي توفير الكثير من مناصب الشغل لفائدة أبناء المنطقة وفي هذا المجال، قال أحد المواطنين المحتاجين إلى السكن الاجتماعي بأنه رغم عدم حصوله على السكن الذي ينتظره منذ أزيد من عشرين عاما إلا أنه مقتنع بأن الذين استفادوا من حصة الـ320 مسكنا كلهم من المحتاجين الحقيقيين وأنه لم يتم منح أي مسكن لمن ليس في حاجة إليه. ويقول مواطن آخر «هذه الشفافية في التوزيع مكّنت من الحفاظ على الاستقرار طوال العهدة الانتخابية»، مؤكدا أنه كان من المعارضين لرئيس البلدية الحالي غير أنه أصبح الآن من أكبر المدافعين عنه كونه مكن البلدية من تحقيق قفزة نوعية في مجال التنمية المحلية خاصة بعد أن استفادت أزيد من 2000 عائلة من غاز المدينة وتجنيب المواطنين البحث اليومي على قارورة الغاز التي يتضاعف سعرها خلال فصل الشتاء. وفي هذا الشأن يقول المواطن المتقاعد، فقير محمد بأنه لم ير تحسنا للوضع البيئي ببلدية طفراوي قبل أزيد من 15 سنة كما يراه الآن، مضيفا أن رئيس البلدية الحالي يعتمد الديمقراطية التشاركية في تسيير شؤون البلدية خاصة في السكن الإجتماعي تفاديا للبلبلة ومظاهر الشغب التي تميز كل عملية توزيع للمساكن الاجتماعية على المستوى الوطني، حيث مرت العملية ببلدية طفراوي بسلام  الأمر الذي أدهش بقية رؤساء البلديات على مستوى الولاية حتى والي الولاية السابق الوزير الحالي للأشغال العمومية والنقل السيد عبد الغني زعلان الذي ضرب بمسيري هذه البلدية المثل في أحد اجتماعات الهيئة التنفيذية واعتبر ما قامت به مصالح بلدية طفراوي يجب تعميمه كطريقة عمل على باقي البلديات.

يجب رئيس بلدية طفراوي فيقول إن أكبر اهتماماته هو تمكين مواطني بلديته من مختلف الامتيازات خاصة الشباب من خلال تحقيق مختلف احتياجات السكان لاسيما على مستوى منطقة سيدي غانم التي ستكون غابتها منتجعا سياحيا كونها تملك الكثير من المقومات التي تجعلها تستقطب الزوار كما هو شأن بغابة المسيلة ببلدية بوتليليس أو غابة الشريعة بولاية البليدة أو منتجع تيكجدة السياحي بولاية البويرة، مضيفا أن السلطات تفكر فى إنجاز مسبح وملعب بلدي بالإضافة إلى التوصل إلى توفير السقي لأكثر من 4000 هكتار من الأراضي الفلاحية، بطريقة تقتصد فيها مياه الري وتزيد من المردود الفلاحي، يضاف إلى مشروع النشاط المنطقة الصناعية التي يجري العمل على تجسيده ميدانيا.