"الكاراشات"، "عش الغراب" و"القولف" ببوهارون:

شواطئ عذراء تنتظر من يخدمها

شواطئ عذراء تنتظر من يخدمها
  • القراءات: 2191
 أحلام.م أحلام.م

تقصد الكثير من العائلات القاطنة ببوهارون شواطئ السعيدية العذراء الثلاث؛ "القولف"، "عش الغراب" و"الكاراشات" المتواجدة قرب بعضها البعض والتي تتميز بجمالها الطبيعي الخلاب.

فأول ما يشد انتباه زائر المكان؛ الصخور الممتدة على طول الشواطئ الثلاثة التي تغازلها الأمواج في مد وجزر يزيدها جاذبية ويقصدها الشباب بكثرة نظرا لصعوبة تخطيها من طرف كبار السن من الجنسين، فالبنسبة للشباب الكثير منهم يتحدى صلابة الصخور وأحجامها الكبيرة ليتخطى من شاطئ إلى آخر، في حين يكتفي كبار السن والسيدات الحوامل بالجلوس في شاطئ عش الغراب، خاصة أن الطريق إليه سهل من خلال استعمال الأدرج التي أهلتها البلدية للسكان وعشاق البحر، علما أن لهذه الشواطئ الثلاث تاريخا زاخرا، فشاطئ الكاراشات كان المكان المفضل لمطرب الشعبي الراحل الباجي البحري الذي كان يجلس في مكان مخصص له ولسنوات ولا يزال يلقب إلى يومنا بغار الباجي البحري، في حين كان يجلس الرئيس الراحل هواري بومدين ـ رحمه الله ـ في أعالي السعيدية لمشاهدة جبال شينوة، حسبما أشار إليه سكان المنطقة في حديثهم إلينا.

كما يوجد بقلب صخور الكاراشات منبع مياه طبيعية عذبة يشرب منها أهل المنطقة ومحبي البحر، وهي باردة تطفئ عطش الصيف، وما يميز المكان أيضا هو جماله الخلاب، حيث تجتمع تضاريس الصحراء بجمال الساحل، إذ شاهدنا جرفا يشبه إلى حد كبير جرف الشيخ أمود بجانت في قلب الطاسيلي، إلا أن أكثر ما يرهق قاصدي المكان قلة النظافة وانعدام أماكن مخصصة لشراء الماء أو بعض المواد الغذائية، حيث أشار الشاب جلال محرش، القاطن بالكراشات والذي فتح كشكا صغيرا هناك لتقديم بعض الخدمات للزوار أن المكان يعاني من قلة النظافة، حيث حمل على عاتقه رفقة شقيقه وابن عمه مسؤولية تنظيف المكان، إلا أن الشاطئ كبير ويحتاج إلى من يهتم به يوميا وفعليا وأضاف أنه حاول من خلال كشكه الصغير تقديم يد المساعدة للزوار الذين كثر عددهم، إلا أنه يتمنى الحصول على رخصة من البلدية لمزاولة نشاطه التجاري بأريحية ومساعدة العائلات بتأمين بعض الحاجيات الضرورية لها".