محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد لـ"المساء":

شباب اليوم قادر على المقاومة مثل أبناء نوفمبر

شباب اليوم قادر على المقاومة مثل أبناء نوفمبر
  • القراءات: 1074
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
أكد السيد محمد عباد، رئيس جمعية مشعل الشهيد، في حديث خاص مع "المساء"، أن جيل اليوم ورغم بعض النقائص التي يعاني منها إلا أنه قادر على المقاومة مثل رجال نوفمبر، وهي القناعة التي راودته بفضل احتكاكه المستمر بالشباب سنوات طويلة. وقال إن شاب اليوم يحتاج فقط لمرشد يغرس فيه القيم التاريخية والثقافية ليكون فردا فعالا في المجتمع.

بداية كيف تعيشون الاحتفال بستينية اندلاع الثورة التحريرية؟
هذه المناسبة العظيمة كنا ننسى أن نعطي لها الاهتمام الكافي، خصوصا وإنها كانت فرصة ذهبية لتمرير الروح الوطنية وتوطيدها لدى شباب اليوم، فكان من المفروض أن تعمّها أجواء ثقافية تاريخية عبر تكثيف المحاضرات والندوات المتخصصة حول تاريخ أعظم ثورات العالم، وهذا عبر مختلف المؤسسات التربوية من الابتدائي وصولا إلى الجامعات والمعاهد، وأيضا تنظيم حوارات ونقاشات وسط التجمعات السكانية تهتم بتنظيمها لجان الأحياء، إلى جانب تنظيم مسابقات لمختلف المستويات وغيرها من النشاطات التي من شأنها أن تنمّي روح الاهتمام بالتاريخ لدى مختلف فئات المجتمع وليس المثقفين أو الإعلاميين أو السياسيين فقط، لأن تاريخ الأمة لابد أن يُقدّس من طرف الجميع ويعطى له حقه عبر تخليد الذكرى في مثل هذه المناسبات، ولا يجب أن يبقى الاحتفال يوم 1 نوفمبر فقط وبصفة فولكلورية، وإنما لابد أن تسبقه أيام عديدة لمحاولة ترسيخ الثقافة التاريخية لدى الفرد.

هل تعتقدون أن جيل اليوم قادر على تقدير تضحيات رجال الثورة، وما مدى قدرتهم على تحمّل المسؤولية الوطنية اليوم؟
اعتقد أن مسؤولية تمرير مختلف الثقافات ومنها التاريخية على وجه التحديد، هي مسؤولية الجميع انطلاقا من الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة التربية الوطنية وصولا إلى المجتمع المدني من الأسرة والجمعيات، دون تهميش قطاع الإعلام، فهنا الكل له شطر من المسؤولية تجاه شاب المستقبل، فلكل طرف دور أساسي في مرحلة معينة لابد أن يؤديه بشكل جدي لنصل إلى تنشئة جيل واع بما ضحى من أجله هؤلاء الأبطال. وهنا يمكن القول إنه رغم الخلافات التي قد تحدث بين الشباب وعدم الاتفاق على وجهة نظر معينة في بعض المجالات، إلا إنه إذا وصل الأمر إلى المساس بكرامة الوطن ورمزيته من شهداء وعلم ونشيد وطني وغيره، فسوف تثور ثائرته وتتحرك غيرته ويناضل نضال الأبطال لمواجهة أي تهديد من أي نوع، وقد يكون للبعض حتى وإن كانوا غير مثقفين أو غير حائزين على شهادات عليا، ردود فعل جليلة ومثيرة للإعجاب وجد مؤثرة. هنا نقول إن للشاب الجزائري مؤهلات وقبل ذلك نيّة حسنة لتعلم تاريخيه والتعمّق فيه، ويمكن التماس ذلك من خلال الندوات والمحاضرات التي ننظمها كجمعية، حيث نلاحظ الاهتمام الكبير والحضور الواسع للفئة الشبابية خصوصا إذا  كانت الدعوة مفتوحة للطلاب من مختلف الأطوار.

وهل صحيح أن شباب اليوم يعرف المعنى الحقيقي للحرية؟
هنا نقول إن شباب اليوم عموما، لم يذق مرارة الاستعمار والسجن والاستعباد لذلك لا يمكنه تقدير الحرية بشكل جيد لأنه يفتقد لمعنى "غياب الحرية"، هنا لابد من التفرقة بين الاستقلال والحرية، وشباب اليوم قد يضيع وراء المصطلحين، خصوصا وأن كلمة الحرية بات يُركبّها على أحوال أخرى مثل حرية القيام بما يريده مثل حرية اللباس أو حرية الرفقة أو حرية التنقل، ولم يبق هذا المصطلح منحصرا في حرية "العيش بسلام" مثلما ناضل من أجله الشهداء للوصول إليها، لكن من جهة أخرى لشباب اليوم القدرة على استيعاب ثمن الحرية وتقديرها، وهو على دراية تامة بأهمية الاستقلال وضرورة المحافظة على وحدة الوطن وسلامته.

ولكن كيف تفسرون إذن ظاهرة الرغبة المتزايدة لدى فئة من الشباب في العيش بدول أجنبية؟
إن الشاب المهاجر قد تدفعه بعض الظروف إلى اللجوء لخيار الهجرة سواء شرعية كانت أو غير شرعية، إلا أن ذلك لا يعني تخليه عن وطنيته أو جزائريته، وإنما هو يحاول بذلك رسم مسار مهني مثلا في بلد آخر ربما يرى أنه فشل في تحقيقه في وطنه، فالبعض يعتبر دول أوروبا بمثابة مخرج لبعض المشاكل، وأنها دول تحقق الأحلام، إلا أنهم سرعان ما يصطدمون بحقيقة أن الغربة قد تكون قاسية ومجرد جري وراء أحلام واهية لا غير.