مدير مركب الصنوبر للخدمات والترفيه بقسنطينة لـ"المساء":

سأنجز "بحرا صغيرا" ومدرسة للسباحة

سأنجز "بحرا صغيرا" ومدرسة للسباحة
  • القراءات: 2365
روبورتاج / محمد بوحصان روبورتاج / محمد بوحصان

أضحت شركة الصنوبر للخدمات والترفيه بمفترق الطرق عين الباي بقسنطينة، والتي تتربع على مساحة 10 آلاف متر مربع الوجهة الأولى والرئيسية للرياضيين وللعائلات بقسنطينة وما جاورها من بلديات تابعة لولايات مجاورة لممارسة الرياضة والترفيه والاستجمام بعيدا عن ضغط المدينة وضجيج السيارات، الوجهة الأولى للعائلات والفرق الرياضية التي تزايد عددها بشكل ملفت للنظر مع تطور الخدمات في هذا المركب الترفيهي بامتياز الذي يتوفر على عدة قاعات خاصة بمختلف الرياضات منها رياضة كمال الأجسام والكاراتي، ومكان خاص بالنساء للتجميل والسونة والتدليك ومسبح للكبار نصف أولمبي (25 مترا) وآخر للأطفال تم فتحه منذ شهر أفريل الماضي ومضمار لتحضير السباقات القصيرة، إضافة إلى حمام وكل مرافق الرفاهية، ومطعم من 3 نجوم وقاعة للحفلات...

 صاحب المركب السيد سوالمية مصطفى جاء بفكرة المشروع من تونس لسد الفراغ الذي تعاني منه قسنطينة، كاشفا أنه يعتزم بناء فندق بـ30 غرفة يكون تحت تصرف الزوار، مبرزا الصعوبات التي عطلت توسيع مشروعه، حيث أشار إلى أن المسؤولين لا يولون أولوية على الأقل لهذه الخدمات أوالرياضات. وتكاد العناية تولى فقط لكرة القدم لكنه استدرك قائلا أنه يعرف ماذا سيعمل في مجاله ولن يعطي انشغالا أكبر وغير مفيد لما يراه الآخرون، بل سيعمل دون هوادة على تحقيق ما خطط له من إنجاز هذه الخدمة العمومية التي هي بالتأكيد لصالح الجميع لاسيما سكان ورياضيي قسنطينة وما جاورها على الخصوص. قسنطينة لا تتوفر على مثل هذه الخدمات الترفيهية. وتزداد متاعب القسنطينيين كل صيف بالبحث عن وجهات سياحية وترفيهية هي أصلا تكلفهم الكثير خصوصا بالنسبة للعائلات الكبيرة العدد. فالولاية لا تتوفر على مسابح، وما وجد منها مغلق أو لم يكتمل إنجازه على غرار المسبح الأولمبي بمركب الشهيد حملاوي الذي فتح أبوابه العام الماضي استثنائيا لشهر واحد قبل أن يعاد غلقه!؟. أو مثل المسبح الأولمبي بمدينة علي منجلي الذي ابتلع الملايير ولم تنته أشغاله.

تجدر الإشارة إلى أن مدير الشباب والرياضة لولاية قسنطينة كان قد كشف بأن مديريته بحاجة إلى 5 ملايير سنتيم لإكمال المشروع. وأمام هذا النقص الواضح للمسابح وأماكن الترفيه، لم يجد الأطفال مكانا للسباحة غير نوافير مفترقات الطرق أمام مرأى الجميع، كما هو الحال بالنسبة للنافورة المتواجدة قبل مدخل مطار المدينة. وأخطر من ذلك السدود والمستنقعات والبرك المائية والأودية التي تبتلع سنويا في عديد الولايات المشابهة لوضع قسنطينة (غير ساحلية) والتي لا تتوفر على مسابح، العديد من الضحايا خاصة  من الأطفال الذين تزايد تعدادهم كل صيف حار.   

صعوبات وعراقيل في الواجهة

كشف السيد سوالمية عن مواجهته لصعوبات تحول دون أداء عمله على أكمل وجه وتحقيق منفعة وخدمة عمومية أفيد للجميع من شأنها أن تسد النقص المسجل في منتجعات السياحة والترفيه والرياضة والاستجمام في قسنطينة ... صاحب مركب الصنوبر المتواجد في مدخل عاصمة الشرق على الطريق المؤدي إلى باتنة والمتواجد أيضا على مشارف المدينة الجديدة علي منجلي بجامعاتها الجديدة وعلى مقربة من مطار قسنطينة وكذا قاعة "زينيت" يقول إنه اصطدم بمتاعب بيروقراطية وعدة عراقيل إدارية تعطل إنجاز مشروعه الكبير، وتعود بعض تلك المتاعب في نظره إلى غياب ثقافة رياضية أو عدم ترسخها في ذهنيات وممارسات المواطن بشكل عام وبصيغة دائمة ومستمرة كما هو الشأن في العديد من بلدان العالم. وأوضح صاحب المركب الترفيهي السيد سوالمية مصطفى أن إطارات التسيير والمدربين، وعلى الخصوص إدارة ضبط البرامج والمواعيد تواجه على الدوام مثل تلك الصعوبات الناجمة عن انعدام الانضباط واحترام المواقيت من طرف الزوار والزبائن المسجلين ما يترتب عنه إخلال في البرمجة والتنظيم وهي كثيرا ما يتسبب في مشاكل تسفر عن تداخل يشبه الفوضى بسبب عدم تقيد والتزام البعض بالمواعيد والمواقيت المحددة، كالرياضي الذي يمارس الرياضة مرة في الشهر ولا يحترم المواعيد، ربما لا يعلم أن الرياضة ينبغي متابعتها باستمرار. ويقول المتحدث "الدولة مهتمة كثيرا بكرة القدم والجميع يبحث عن الأموال من الخزينة العمومية، من ذلك أن المسبح الأولمبي بعلي منجلي ـ كما ذكر سلفا ـ يتخبط في مشاكله منذ حوالي 4 سنوات رغم ما صرفته الدولة لحد الآن من عشرات الملايير ولم يكتمل بعد ومدير الرياضة بالولاية يطالب بـ 5 ملايير سنتيم أخرى لتكملته، وهذا غير معقول – كما يقول – السيد سوالمية، مؤكدا أن جهود الدولة يجب أن تذهب في مجالات أخرى. لو كان مركب الصنوبر تابعا للدولة، الكل سيأتي إليه باستمرار لكن غياب ثقافة الاستثمار ببلادنا تجعل المواطن ينظر إلى الخواص بنظرة جمعهم للأموال فقط وهذا شيء خاطئ. يقول: "نحن في المركب نأتي بالمادة الأولية من خارج الوطن تصحبها صعوبات كبيرة، زيادة على الآلات التي نجلبها من دول أوروبية. المسبح ليس لعبة أطفال إذ لابد من سياسة واضحة لتسييره بمساعدة مختصين مع توفير لوازمه من مادة "الكلور" ومواد تنظيف أخرى.. نصرف أموالا كبيرة من أجل النظافة على الخصوص والصيانة بشكل عام. فالنظافة ذات أولوية إلزامية بالنسبة إلينا والتهاون ممنوع وأي تقصير مرفوض. هناك أمراض خطيرة قد تأتي منها ومواد الصيانة والتنظيف يحتكرها القليل من أصحاب "المونوبول"، فهم من يستوردونها ويتحكمون في أسعارها. لدينا آلات خاصة بكمال الأجسام معطلة كلفتنا الكثير من الأموال.. بحثنا عمن يصلحها لكن دون جدوى ونضطر إلى شراء آلات أخرى لفرض النظام والاستمرارية بالمركب ولو تكبدنا الخسائر.  

الأموال تذهب لكرة القدم على حساب الرياضات الأخرى

يرى سوالمية أنه من بين الأمور التي أثرت كثيرا على الرياضة ككل ببلادنا، الاهتمام الكبير والمبالغ فيه للدولة تجاه كرة القدم وجعل هذه اللعبة هي كل شيء لتبقى الرياضات الأخرى مهملة بشكل عام وتنتظر الفرج. العناية تمنح بأفضلية لـ«الجلد المنفوخ" المفضل لدى الجميع. علينا تغيير الذهنيات والممارسة وتحديد الأولويات بالتساو . أنظروا إلى ما توليه البلدان الأوروبية وعلى الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وبلدان أوروبية شرقية. لقد تمكنت من خلال تشجيع تلك الرياضات من حصد الشهرة والألقاب لبلدانها . وأسهمت تلك الانتصارات والنتائج في مداخيل اقتصادية وسياحية لا تحصى . علينا بتغيير العقليات ـ يقول ـ لأن الجميع يجري وراء كرة القدم لأجل الأموال فقط...".  

 عدة فرق كبيرة ومسؤولين زاروا المركب

زارت مركب الصنوبر العديد من الفرق الرياضية المعروفة التي تنشط في القسم المحترف الأول منها شباب قسنطينة، وفاق سطيف وفرق عاصمية، إضافة إلى جمعية الشلف، شباب باتنة، مولودية قسنطينة و وزراء وولاة في زيارات عادية، إضافة إلى أحزاب سياسية وجمعيات مختلفة. 

  مشروع لإنجاز  "بحر صغير" وفندق

في المستقبل، هناك مشروع لإنجاز مسبح كبير للجنسين على شكل "بحر صغير" للرفاهية وسيكون مفخرة قسنطينة، لتطوير المركب – يقول السيد سوالمية -  "أطمح لتقديم خدمات أحسن لزوارنا ودائما غايتنا إرضاء كل من يأتي إلينا لأن المواطن يعاني كثيرا من هذا الجانب وذلك يتطلب منا مجهودات كبيرة، زيادة على التفكير في إنجاز فندق بـ 30 غرفة داخل المركب لتسهيل مهمة زوارنا وتوفير كل ما يحتاجونه وخاصة الفرق الرياضية. سيكون مسبحا تحفة وبدرجة امتياز .  

نملك أبطالا من ذهب وبرونز.. وسنؤسس مدرسة للسباحة 

فريق الجمعية الرياضية مستقبل قسنطينة التابع للمركب في رياضة «الكاراتي"، تمكن من فرض نفسه تحت طاقم تدريب ذو مستوى عال. الجمعية تقوم بتكوين كل الفئات في أحسن الظروف. كل المشاركات في البطولة الوطنية في المستوى، وأصبح النادي خزانا حقيقيا للفريق الوطني في رياضة "الكاراتي" تقريبا  لكل الفئات. لدينا بطل تحصل على ميداليتين برونزيتين في باريس وطوكيو سنة 2013. وتم تكريم هذا الرياضي ويدعى عبعوب من طرف والي ولاية قسنطينة والسلطات المحلية، إضافة إلى أبطال في البطولة الجزائرية. لقد تحصلنا على 3 ميداليات ذهبية والجمعية تقوم بتدريب أكثر من 120 رياضيا ورياضية وفي بداية شهر سبتمبر القادم سيقوم المركب باعتماد مدرسة للسباحة.