"المساء" تستطلع أحوال سوق الرغاية الشعبي

زحمة ونفايات وركن عشوائي للسيارات..لكن أرحم من غيره

زحمة ونفايات وركن عشوائي للسيارات..لكن أرحم من غيره
  • القراءات: 1009
زهية. ش زهية. ش

يعرف السوق المغطى بالرغاية، شرق العاصمة، توافدا كبيرا للمتسوقين القادمين من بلدية رغاية ومختلف البلديات المجاورة لها، على غرار الرويبة وعين طاية وهراوة وحتى بعض المناطق الواقعة في ولاية بومرداس المجاورة، بحثا عن مشتريات بأسعار منخفضة، بالنظر للارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الخضر والفواكه، حيث تخطت عتبة 100 دينار، ما عدا البصل، وهي السمة الغالبة على جل أسواق العاصمة.

يشهد السوق المغطى الواقع ببلدية الرغاية، حسب ما لاحظناه، خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها "المساء"، إنزالا كبيرا من قبل المستهلكين، منذ بداية رمضان، حيث ارتفع عدد الوافدين على هذا السوق، الذي تتوفر فيه مختلف المستلزمات، من خضر وفواكه ولحوم وتمور، بحثا عن سلع بأسعار منخفضة، مقارنة ببعض الأسواق المتواجدة بالبلديات الأخرى، على غرار الرويبة التي تعرض فيها الخضر والفواكه بأسعار جد مرتفعة، سواء بالسوق المغطى أو على مستوى الطاولات المتواجدة بالقرب منه، إذ يلمس زبائن سوق رغاية انخفاضا ولو طفيفا في الأسعار، يصل إلى 10 دينار أو أكثر في الكيلوغرام، وبلغ سعر البطاطا التي يكثر عليها الطلب 100 دج للكيلوغرام، بينما بلغت في أسواق أخرى 130 دج للكيلوغرام. كما تشهد أسعار اللحوم انخفاضا طفيفا مقارنة ببعض المحلات، التي حددت سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم أو الخروف بـ 1800 دج.

زبائن يقتنون حاجياتهم بكميات قليلة بسبب الغلاء

لعل توفر السلع بكثرة وتنوعها، سواء داخل السوق المغطى أو على مستوى الطاولات، خارجه، جعله وجهة مفضلة للكثيرين من "الزوالية"، وحتى متوسطي الدخل الذين يفضلونه عن باقي الأسواق، حتى وإن اقتضى الأمر التنقل بمركباتهم من مختلف الأحياء والجهات ومن ولايات مجاورة، كبومرداس، خاصة أنه يوفر كل ما يطلبه الزبون وبأسعار منخفضة نوعا ما، فأي شيء يطلبه المشتري يجده متوفرا، سواء الخضر والفواكه، أو اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، والعديد من السلع التي صففت بشكل يجلب انتباه الصائمين، الذين لاحظنا اقتناء بعضهم لحاجياتهم بكميات قليلة، وحسب الحاجة، لتأثرهم بغلاء الأسعار، مثلما أكدته لنا سيدة، اعتادت اقتناء حاجياتها من سوق رغاية، مشيرة إلى أن الظروف التي يعيشها المواطنون من غلاء، فرضت عليهم ترشيد استهلاكهم وعدم التبذير الذي ينهى عنه الدين الحنيف، وهو الرأي الذي شاطرها فيه عمي محمد، الذي اكتفى هو الآخر باقتناء قليل من لحم الغنم، يكفي عائلته لإعداد طبق الشوربة، مثلما قال، خاصة أن سعر اللحوم مرتفع، إذ بلغ سعر الكيلوغرام الواحد في سوق الرغاية 1650 دينار، بينما لمسنا انخفاضا في سعر الجزر، الذي بلغ 50 دينار للكيلوغرام، والكوسة بـ 100 دينار.

التجار يتبرؤون من انتشار النفايات

ما يلفت الانتباه في سوق الرغاية؛ انتشار النفايات في بعض الأماكن، حيث ينتظر مرتادو السوق، أن يتم القضاء على مشكل الرمي العشوائي للنفايات، منها الكرتون، والأكياس البلاستيكية وبقايا الخضر والفواكه، وحتى بقايا اللحوم، من عظام وأمعاء وأحشاء الدجاج وأرجلها، التي يتخلص منها أصحاب المحلات المجاورة بطريقة فوضوية بمدخل السوق، لاسيما في الجهة السفلى المحاذية للمركز التجاري، مخلفين بذلك أكواما كبيرة من النفايات وروائح كريهة تنتشر على بعد أمتار، الأمر الذي يستاء له كل من يرتاد هذا المرفق، حيث يتم خلال هذه الأيام من شهر رمضان، التكفل بهذا المشكل ورفع النفايات، ولو جزئيا، في خطوة اعتبرها بعض من تحدثنا إليهم "إيجاببة"، معبرين عن أملهم في أن تستمر حملات التنظيف والحفاظ على النظافة بمحيط السوق، واتخاذ إجراءات ردعية ضد التجار الذين لا يحترمون أماكن رمي النفايات، وبقايا سلعهم القابلة للاسترجاع.

من جهتهم، تبرأ بعض تجار السوق المغطاة، من التهم المنسوبة إليهم، والمتعلقة بالرمي العشوائي للنفايات الناجمة عن بقاء سلعهم، مؤكدين أن كل تلك النفايات سببها التجار الفوضويون، الذين احتلوا مداخل السوق، وأصبحوا يتسببون في عرقلة مرورية كبيرة، ويتخلصون من النفايات بطريقة عشوائية، وهو الوضع الذي يزعج كثيرا التجار أصحاب المحلات النشطين داخل السوق، لأن ذلك يساهم في شل الحركة التجارية، ونفور الزبائن من ولوج المحلات التجارية.

ضيق حظيرة السوق مشكل يؤرق التجار والمتسوقين

دعا الوافدون على السوق وزبائنه، مصالح بلدية الرغاية ومسير هذا السوق الشعبي، إلى توسيع حظيرة ركن المربكات، التي لا تستوعب العدد الهائل من المتسوقين، الذين يضطرون في غالب الأحيان، إلى العودة دون اقتناء حاجياتهم، بسبب غياب مكان يركنون فيه سياراتهم، لاسيما أن كل المساحات، بما فيها تلك المتواجدة بالأحياء، وعلى جنبات الأرصفة، تمتلئ عن آخرها، وهو الوضع الذي يتسبب في عرقلة مرورية كبيرة على مستوى المدخل الخلفي للسوق.

في هذا الصدد، أشار بعض رواد السوق من أصحاب المركبات لـ"المساء"، إلى أن حظيرة ركن السيارات الموجودة داخل السوق ضيقة جدا، وأصبحت لا تستوعب العدد الكبير للمركبات، خاصة خلال رمضان وفي عطلة نهاية الأسبوع، إذ يتجه عدد كبير من المواطنين للتسوق، وهم مرغمين على ركن مركباتهم في الحظائر العشوائية، مقابل دفع مبلغ لا يقل عن 100 دينار مهما كانت مدة التوقف، في ظل غياب البديل، وبنفس الأسعار المعتمدة داخل حظيرة السوق المغطاة القانونية.

في تعليقهم على هذه الوضعية، ذكر بعض التجار الناشطين بالسوق، أنهم طالبوا مسير السوق ومنذ سنوات، بإيجاد حل لمشكل ضيق حظيرة ركن المركبات، بعد أن استحال عليهم الركن داخل الحظيرة قرب طاولات سلعهم، مؤكدين أن هناك الكثير من النقائص يجب الوقوف عليها من قبل الجهات الوصية، على غرار غياب التهيئة والتنظيم داخل السوق المغطى، لاسيما غياب النظافة وضيق المساحة، وتدهور وضعية الأسقف والأرضية.

التجارة الفوضوية تكتسح المكان

يشتكي تجار سوق الرغاية للخضر والفواكه، من جهة أخرى، من الانتشار الكبير للتجارة الفوضوية في محيطه، تفاقمت تزامنا مع الشهر الفضيل، حيث يعرض التجار الموسميون مختلف السلع والمواد الغذائية، في طاولات توضع أمام مداخل السوق، إلى جانب المركبات المتنقلة التي يركنها أصحابها بالقرب منه، محدثين فوضى ويحولون دون دخول الزبائن للسوق، الأمر الذي يرفضه التجار القانونيين الذي يطالبون بتدخل السلطات، لحماية نشاطهم من التجارة الموازية التي استفحلت في رمضان.