خميس مليانة تتطلع لتكون مدينة محورية وسط البلاد

رئيس البلدية: «سنعيد للمدينة خصوصياتها»

رئيس البلدية: «سنعيد للمدينة خصوصياتها»
  • القراءات: 7663
م .حدوش م .حدوش

تعد مدينة خميس مليانة أكبر مدينة في ولاية عين الدفلى، فهي تتربع على مساحة إجمالية قدرها 49 كلم مربع، بتعداد سكاني يفوق 120 ألف نسمة. المدينة شهدت عدة تظاهرات وطنية، أهمها المعرض الدولي للجزائر سنة 1963. وتميزت بتنظيم الحفل السنوي للزهور، كما عرفت زيارات العديد من الوجوه الشهيرة في مختلف المجالات، غير أنها لم تعد كذلك. وتقهقرت بفعل تواصل الحملات الشرسة للإرهاب الهمجي عليها. وهي اليوم تحاول استعادة مكانتها من خلال تكريس جوانب التنمية بشكل ملفت، وهو ما يكشف عنه السيد ناصر بوجمعة رئيس بلدية خميس مليانة.

السكن أهم معضلة 

عرفت المدينة عمليات نزوح متتالية إبان المأساة الوطنية، فاستقرت على  جنباتها آلاف العائلات في ظروف مزرية للغاية لا تزال انعكاساتها إلى حد اليوم. الأمر الذي أثر على تلبية حاجيات المواطنين من حيث السكن، رغم البرامج الهامة التي استفادت منها البلدية. في هذا السياق، أكدر رئيس البلدية السيد ناصر بوجمعة في لقاء له مع «المساء»، أن عدد طالبي السكن تجاوز 18 ألف منذ سنة 1997، وأن السلطات قامت بتوزيع 1043 وحدة من السكن الاجتماعي سنة 2014، وهي آخر مرة، بينما 950 وحدة جديدة توجد حاليا في طور الإنجاز ومن المنتظر تسليمها قريبا، تقع بحي «عاجة» بالضاحية الجنوبية، في حين أن حصة 800 وحدة مخصصة لإعادة إسكان المواطنين بحي «وادي الريحان» وتنتظر دورها مع حلول السنة المقبلة، كما تعمل السلطات من أجل إنجاز أكثر من ألف وحدة جديدة عبر مختلف أحياء المدينة لتلبية الطلبات الكثيرة. وهناك 1250 وحدة جديدة ضمن برنامج «عدل» في إطار برنامج السنة الجارية، ستنطلق بحي «سيدي المخفي»، فيما لم تستفد البلدية من برامج السكن الريفي لخصوصيتها، فقد تحصلت على إعانات مالية تخص ترميم السكنات، حيث أكد المتحدث استفادة البلدية من 749 إعانة، وتم تحضير قائمة المستفيدين، غير أن مصالح الولاية رفضت 86 من المعنيين، إلا أننا نعمل على إعادة النظر بشأنها ونطمئن بدراسة كل الملفات، والعمل على إحقاق العدل في التوزيع، مع السعي في سبيل الحصول على برامج سكنية أخرى.

التهيئة الحضرية شغلنا الشاغل

يلاحظ الزائر لمدينة خميس مليانة تدهورا فظيعا من حيث العناية بالطرق والمسالك والأرصفة، غير أن الجهود متواصلة منذ أشهر ولا تزال لإعادة ترميم وإصلاح ما خلفته الاعتداءات على المرفق العمومي، حيث أكد السيد بوجمعة أن مصالح البلدية تعمل على تسجيل مشاريع لتهيئة مختلف الأحياء، على غرار حي «الصوامع» بالضاحية الشمالية، خاصة جهته الشرقية. كما أن حي «الحرية» وحي «الوئام» سيكونان على موعد مع إتمام عمليات العناية بهما لصالح السكان. ومكنت الزيارة الأخيرة التي قام بها والي عين الدفلى، السيد عزيز بن يوسف، للبلدية من تسجيل مشروع جديد يتمثل في تهيئة حي «حلايمي» بغلاف مالي قدره 6.5 ملايير سنتيم،  إضافة إلى مشروع آخر بنفس الحي يتمثل في تجديد شبكة مياه الصرف، ينتظر الانطلاق في تجسيده ميدانيا قبل بداية أشغال التهيئة لتفادي الخسائر.

رئيس البلدية كشف عن تسجيل مشاريع أخرى هامة بأحياء كل من «لاكادات» و«شايشي» وحي «البرتقال» وشارع «بوعمراني». وأكد أن الاهتمام انصب مؤخرا على تجديد وإنجاز شبكات الصرف الصحي، حيث انتهت الأشغال مؤخرا بحي «عبابسة» قرب الدردارة وشارع بسعدي والدردارة الشرقية، تبعا لطرحها كانشغالات يومية من قبل المواطنين. مضيفا أن هناك مشروعا ضخما على وشك استلامه، بعد أن انتهت الأشغال به مؤخرا، ويتعلق الأمر بشبكة الصرف على مستوى مسجد «الفتح» والمستشفى، وهما الانشغالان اللذان ظلا مطروحين بحدة من قبل الجميع، حيث كلف المشروع 5.3 ملايير سنتيم. يعد مشكل شبكة الصرف لدى سكان طريق مليانة، أحد أهم الانشغالات، وهو المشروع الذي بلغت نسبة إنجازه 65 بالمائة، ومن المنتظر إصلاح الطريق الذي يعد أحد أهم طرق المدينة، باعتباره يربط بين المدينتين ويعبره آلاف السائقين يوميا.

حي «أول نوفمبر» أيضا انتهت الأشغال على مستواه، وتتعلق بالصرف الصحي، في الوقت الذي سجلت له عملية لتهيئته وكذلك شارع «غيدة» وسط المدينة وحي»الفونال». هذا الأخير الذي تتواصل به الأشغال لتكون في خدمة المواطنين من حيث الاهتمام بالطرق والأرصفة والإنارة العمومية وغرس الأشجار.

مدينة خميس مليانة بحاجة إلى مستشفى جديد

يرى السواد الأعظم من سكان مدينة خميس مليانة، حاجتهم لمستشفى جديد من شأنه التخفيف من متاعبهم مع التنقلات اليومية لمستشفيات كل من البليدة والعاصمة والشلف، ناهيك عن العديد من الحالات المستعجلة خلال الحوادث المرورية، تبعا لكون المدينة مفترق طرق بين الوسط والغرب، مع احتوائها على الطريق الوطني رقم 4 وكذا الطريق السيار. لذلك بات من الضروري تدعيمها بمستشفى جديد للتخفيف عن المستشفى الحالي الذي انتهت صلاحيته الافتراضية بعد مرور 10 سنوات، لأنه بناء جاهز. 

الربط بشبكتي الغاز والماء والنظافة من اهتماماتنا

يقول السيد بوجمعة بأنه لا توجد نقائص من حيث الربط بشبكة الغاز لفائدة مواطني البلدية، خصوصا أن أول بيت تم ربطه بالغاز وطنيا يقع وسط المدينة، وكان آنذاك تابعا لأحد المعمرين. وفي هذا السياق، بلغت نسبة التغطية بالمرفق المذكور 95 من المائة، يقول رئيس البلدية، فيما تتواصل الجهود لتلبية طلبات سكان الأحياء وبعض التجمعات السكانية الجديدة التي تبرز من حين لآخر، تبعا لحركة المدينة اليومية.

أما بخصوص شبكة الماء الصالح للشرب، فأكد المتحدث أنه رغم جهود المؤسسة المعنية، إلا أن الروائح الكريهة عادت لتفرض وجودها بالمياه المجلوبة من سد «سيدي امحمد بن طيبة» ببلدية عريب. معربا عن أمله في تكفل «الجزائرية للمياه» بالانشغال بصفة نهائية، في حين تبقى آمال السكان في تزويدهم 24 ساعة على 24 ساعة، حلما لم يتحقق بعد لدى جميع المواطنين الذين تبقى عليهم مسؤولية الحفاظ على نظافة المحيط، حيث قال رئيس البلدية في هذا الشأن بأن النظافة مسؤولية الجميع، وعلى المواطن لعب دوره من خلال تغيير سلوكه إلى الأحسن، كون المسؤولين يعانون من الرمي العشوائي للنفايات. مؤكدا تعميم السلطات المحلية للحملات التوعوية، الأمر الذي أدى إلى نتائج وجب التنويه بها على مستوى حي «القف» مثلا، وحي «400 مسكن بوادي الريحان» وحي «102 مسكن السلام»، إضافة إلى أحياء أخرى قام سكانها بتحركات غيرت نوعا ما وجه الأحياء إلى الأحسن، على أن تحذو بقية الأحياء حذوها.

البلدية تعاني من نقص في اليد العاملة

رغم شساعتها، تعاني مدينة خميس مليانة من نقص حاد من حيث العمال،  وبخاصة عمال النظافة، فهي لا تتوفر إلا على 8 كناسين للشوارع، الأمر الذي لن يجدي نفعا مهما بلغت جهود هؤلاء. كما أن عمال النظافة لا يتعدى عددهم الـ83، منهم 19 يشتغلون في إطار الشبكة الاجتماعية، غير أن ما عمق المشكل هو إحالة 145 عاملا على التقاعد خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بينما تكون المدارس الابتدائية الـ30 بحاجة إلى ستين حارسا على الأقل، غير أن التقاعد حرم البلدية من 36 منهم، مقابل ذلك تم توظيف اثنين فقط في إطار التعويض. من جهة أخرى، يلاحظ السكان فقدان المدينة للإنارة العمومية وهو مطلب مشروع، يقول رئيس البلدية، غير أن الكثيرين  لا يعلمون أن ورشة الإنارة تسير بشاحنة واحدة فقط. 

مقر جديد للبلدية ومشاريع أخرى مجمدة

ينتظر السكان تدشين المقر الجديد للبلدية بشغف، باعتباره مكسبا هاما يضاف إلى إنجازات المدينة التي خصص من ميزانيتها 36 مليار سنتيم بنسبة 100 بالمائة، حيث انطلقت الأشغال به سنة 2009 على مراحل. المبنى يضم 68 مكتبا وقاعة للمحاضرات وأرضية سفلى للأرشيف مساحتها ألفي متر مربع، و4 طوابق بأحدث التجهيزات ونظام مضاد للحرائق ومصاعد كهربائية. ذلك كله ـ يقول السيد بوجمعة ـ لجمع كل المصالح الإدارية التي كانت مبعثرة، يؤدي موظفون بها واجباتهم تجاه المواطنين في ظروف غير ملائمة، هناك محطة للنقل بالسكك الحديدية ومحطة برية لنقل المسافرين تنتظر انطلاقتها. كما ينتظر السكان افتتاح متوسطة جديدة بحي «عاجة»، حيث بلغت الأشغال 95 من المائة، إضافة إلى ابتدائية هي أيضا في طور الإنجاز بحي 950 مسكنا، كما يطالب المسؤولون برفع التجميد عن مشروعين هامين وهما متوسطة وابتدائية بكل من حي الوئام وحي واد الريحان لتجنب صعوبة استقبال المتمدرسين والاكتظاظ المتوقع مستقبلا.

سنعمل على إنهاء التجارة الفوضوية بعد رمضان

أكد رئيس البلدية أن هذه الأخيرة ستتولى توزيع أكثر من 500 محل تجاري للخضر والفواكه عبر 6 مواقع بأحياء كل من «القف، الحرية، الوزاني، السلام، حلايمي، ومركز المدينة» للقضاء النهائي على ممارسات التجارة الفوضوية التي عمت المدينة، خاصة بساحة «حمادي» المقابلة لمركز البريد وسط المدينة، حيث يتجمع عشرات الأشخاص للاتجار بمخلفت السلع، خاصة الخرداوات والألبسة المستعملة والمنتوجات البحرية وغيرها... وكشف المتحدث عن أن مصالحه بصدد إعداد قوائم لكافة المستفيدين من أجل ترحيلهم إلى المرافق الجديدة بعد رمضان الجاري.

استرجعنا قاعتين للسينما والنادي الثقافي ونعمل على ترقية الرياضة

كانت مدينة خميس مليانة في أوقات مضت، تستقطب مئات الشباب من المناطق المجاورة، لمشاهدة أفلام سينمائية بقاعتيها «الكواكب» و«إيليزي»، غير أن هاتين القاعتين أصبحتا، على غرار العديد من القاعات عبر الوطن مهملتين لأسباب عديدة، لذلك عمدت السلطات المحلية على استرجاعهما وتسليمهما لمديرية الثقافة، في حين خصصت لهما البلدية مبلغ 12 مليار سنتيم لترميمها وجعلهما في متناول الجمعيات النشيطة ثقافيا. كما تم استرجاع النادي الثقافي المحلي لاستغلاله للقاءات الثقافية،  بينما هناك مفاوضات جارية مع بعض المستثمرين لاستغلال المسبح البلدي الذي بداخله رفقة الحديقة العمومية، بعد إجراء دراسة تقنية واقتصادية وعرضها على السلطات المحلية والولائية لإبداء الرأي بشأنها ووضع المرافق المذكورة في خدمة العائلات. من جهة أخرى، تحصي البلدية 19 جمعية رياضية و6 مدارس كروية، أهمها نادي سريع خميس مليانة لتنشيط الحركة الرياضية.

يقول السيد ناصر بوجمعة: «إن كان ولابد، فرغم عدم الاستقرار الذي عرفته البلدية في مجلسها المنتخب ومتاعبها خلال العشرية السوداء التي حتمت التكفل بأولويات أخرى، أهمها اجتماعية، فأنا على رأس هذه البلدية أتحمل كل المخلفات السابقة منذ مجيئي قبل أشهر فقط، ولن تثنيني أية صعوبات في خدمة مدينتي، بل هناك ضغوطات للبقاء في منصبي». 

وأضاف رئيس البلدية أنه سيعمل على استرجاع خميس مليانة بريقها وكل خصوصياتها التي افتقدتها لأسباب متعددة، لتكون فعلا ملتقى حضريا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا في ظل توفرها على كل المؤهلات.