"المساء" ترافق جمعيات تحسّس بمخاطر كورونا بسوق بئر خادم

خرق لقواعد الوقاية وتقرير غير مريح عن المرفق

خرق لقواعد الوقاية وتقرير غير مريح عن المرفق
  • القراءات: 1125
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

قامت ثلاث جمعيات تعمل في قطاع الصحة، أوّل أمس، بحملة تحسيسية، طافت من خلالها بأروقة سوق الخضر والفواكه لبلدية بئر خادم، على خلفية تسجيل عدّة حالات بالعاصمة، تقطن بهذه البلدية، حيث وجدوا هذا المرفق العمومي في وضعية تنبئ بالخطر، كونه يغصّ بالمتسوّقين، ولا توجد بين الأشخاص مسافة الأمان الصحي، وما لاحظته "المساء" التي رافقت الجمعيات التحسيسية، أنّ المتسوّقين والتجار،على حدّ سواء، لا يحترمون الاحتياطات الوقائية، ولا يرتدون الكمامات، معرضين أنفسهم وغيرهم لخطر الإصابة.

استغرب ممثلو جمعية المساعدين الطبيين الجزائريين، وجمعية النفسانيين، وكذا الجمعية الجزائرية للمناجمنت والإداريين، في خرجتهم إلى بلدية بئر خادم، التراخي واللامبالاة من طرف المواطنين، الذين ضربوا عرض الحائط كل النصائح والتوجيهات الخاصة بالوقاية من وباء كوفيد 19، واستمروا عند خروجهم إلى المحلات والأسواق، يتصرفون خارج الأطر الموصى بها من طرف المختصين في الصحة،  والسلطات العمومية، في خروجهم إلى المحلات والأسواق، حسبما نلاحظه منذ بداية الأزمة.

الحالات المسجلة ببئر خادم تنذر الخطر

وكشف، رئيس جمعية المساعدين الطبيين، صادق أبركان الذي كان يتقدّم فرقة التحسيس، عن أنّ تحقيقات اللجنة المكلفة بمتابعة، وباء كورونا، تؤكّد أنّ العديد من الحالات المسجلة بالعاصمة، ثبت إصابتها بالفيروس ببئر خادم، وإن استمرت الأمور على هذا الشكل، فإنّ السلطات العمومية ستتّخذ إجراءات مشددّة، تخصّ غلق المحلات وأماكن التسوّق، وإعادة النظر فيه، وهو ما كان محدثنا يدلي به للمتسوقين والتجار بأجنحة السوق، وكان رفقة أعضاء الفرقة، كلما مر عليهم أشخاص، لا يرتدون كمامات واقية، يستوقفونهم ويشرحون لهم خطورة الوضع، لاسيما بهذه المنطقة.

ووقف السيد أبركان أمام طاولات الخضر والفواكه قائلا للتجار "يا خاوتي عونونا... ضعوا الكمامات، حتى ولو لم تجدوها متوفرة في الصيدليات، أخيطوها في بيوتكم، إنها ليست صعبة، ها أنا ذا أرتدي كمامة مصنوعة في البيت، اتّخذوا أيّ قطعة قماش واصنعوا كمامات، واحموا أنفسهم وأهليكم وبقية الناس من هذا للفيروس القاتل"، مضيفا، لا تتركوا الأمور سائبة، أنتم لا تشعرون بالألم الذي يصاحب المرض، ويفقد الأمل في الحياة، الفرصة في أيديدكم بالنجاة والوقاية، فلا تضيعوها".

تجار يرتدون الكمامات فقط أمام فرق الرقابة

ما لاحظناه بسوق بئر خادم، مثير للجدل، وهو أنّ العديد من التجار، ظهروا بكماماتهم الجديدة، ولم يكونوا يرتدونها من قبل، ويفسر أعضاء فرقة التحسيس، ذلك بكون التجار لا يبالون إلا بتجارتهم ودخلهم المالي، ولا يعيرون الجانب الصحي أي اهتمام، وإذا لاحظت السلطات العمومية تفاقم الوضع، مع تسجيل حالات أكثر في مكان ما، كسوق بئر خادم، فإنها ستذهب نحو تطبيق إجراءات عقابية، تصل إلى التغريم والغلق الكلي للمحلات والأسواق التجارية.

مواطنون يتحجّجون بالندرة وآخرون يتفاخرون بقوّة المناعة

وقد لاحظنا، عند مرافقتنا لفرقة التحسيس، أن بعض المواطنين الذين لا يلبسون كمامات، داخل السوق، ويسألهم أعضاء الفرقة عن السبب، يبرّرون ذلك بندرتها في الصيدليات، ولو كانت في متناول المواطنين، فإنهم لن يتخلوا عن ارتدائها، لكن كان أعضاء الفرقة يردون على هؤلاء المتحججين، بكون الندرة عامة، وأن العديد من مستخدمي القطاع الصحي يقومون بإخاطة كمامات منزلية، ولا ينتظرون وفرتها في السوق، لأن الأمر لا يتطلب التأخير، حسب ما أجاب به القائمون بالتحسيس.

ولم يجد العديد من المتسوقين، الذين استوقفتهم الفرقة، وسألهم أعضاؤها عن سبب عدم ارتداء الكمامة، من جواب إلا بالاعتذار عن تراخيهم،، أو التحجج بالندرة، لكن الأغرب حسبما لاحظنا هو رد أحد المسنين، الذي كان يتسوق رفقة نساء من عائلته، عن سبب عدم استعماله الكمامة، أنّه لن يضعها أبداً، لكونه يتمتع بمناعة ذاتية قوية، ولن يؤثّر عليه الفيروس.

وقال رئيس جمعية المساعدين الطبيين، صادق أبركان، لـ"المساء" إن هذه الخرجة تعد من بين الخرجات العديدة التي تقوم بها الجمعية مع عدّة شركاء آخرين في مختلف ولايات الوطن، حيث تسهم في القيام بعمليات تعقيم لعدة مرافق، والقيام بالتوعية الصحية، وتذكير المواطنين بمخاطر هذا الفيروس، مشيرا إلى أنه سيتم تحرير تقرير زيارة مفصل عن واقع سلوكات التجار والمتسوقين بسوق بئر خادم، وإرساله إلى الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لبئر مراد رايس، الذي سيتخذ، عن طريق  لجنة المقاطعة كلّ الإجراءات اللازمة.