‘’المساء" تنقل معاناة سوء توزيعه وقلة تدفقه بعدد من الأحياء

حنفيات بالعاصمة لم يزرها الماء منذ شهرين

حنفيات بالعاصمة لم يزرها الماء منذ شهرين
  • القراءات: 1772
استطلاع: زهية. ش استطلاع: زهية. ش

لا يزال العديد من سكان العاصمة، يعانون أزمة عطش حادة، بسبب التذبذب وسوء توزيع مياه الشرب، التي لم تصل حنفياتهم منذ عدة أسابيع، رغم الشكاوى العديدة التي وصلت مصالح شركة "سيال"، نتيجة عدم الالتزام ببرنامج توزيع المياه، الذي تم اعتماده خلال هذه الصائفة، والذي حرم العديد من العائلات من الماء، التي دخلت في رحلة بحث عن هذه المادة الحيوية، منذ شهرين، خاصة على مستوى عدد من الأحياء التي جفت حنفياتها، ولا يصلها الماء إلا نادرا، وهي في انتظار تدخل المصالح المعنية لإنهاء معاناتها.

في جولة إلى بعض أحياء الجهة الشرقية لولاية الجزائر، وقفت "المساء"، على أزمة عطش حقيقية، تواجهها بعض العائلات، منذ اعتماد نظام توزيع المياه الصالحة للشرب بالتناوب، لتخفيف العجز المسجل ومجابهة أزمة العطش، وتلبية الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية، خاصة في فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة.

أحياء لا يصلها الماء في عز الصيف

رغم ضبط البرنامج الخاص بكل بلدية، من أجل التوزيع العادل للماء، فإن الواقع يثبت عكس ذلك. ففي الوقت الذي تستفيد بعض المناطق من الماء يوميا أو يوم بيوم، فإن أحياء أخرى عديدة، تشهد تذبذبا في التوزيع، بل هناك عائلات لا يصلها الماء إطلاقا، ومنها من تقضي ليال بيضاء في انتظاره، إلا أن حنفياتهم جفت، ولم يصلها الماء منذ فترة طويلة، خاصة القاطنين في الطوابق العليا بالعمارات، أو السكنات الفردية، وكذا بعض المناطق المعزولة أو المعروفة بالأحواش، وبمناطق الظل مثلما هو الأمر، ببعض مناطق بلديات الرويبة، الرغاية، هراوة، المرسى، الدار البيضاء وغيرها، حيث لم يصل الماء  إلى بعض السكان لمدة شهر ونصف الشهر، بينما تستفيد سكنات في نفس الأحياء من المياه، حسب برنامج التوزيع المعتمد، نتيجة قلة التدفق التي حرمت الكثيرين من المياه.

حي المحجر بالمرسى، شهران بدون ماء!!

يعتبر حي المحجر ببلدية المرسى، واحدا من الأحياء التي يعاني سكانها مشكل انقطاع الماء عن حنفياتهم كليا لعدة أيام، وبالأخص سكان التقطيعة (,d,E,F) الذين حرموا من هذه المادة الحيوية منذ أكثر من شهرين، الأمر الذي أثار استياءهم، مثلما أكدوا لـ"المساء"، مشيرين  إلى أن الصهاريج التي يعتمدون عليها لم تعد تكفي لسد حاجياتهم، في عز فصل الصيف، مرجعين السبب إلى قلة التدفق التي تحول دون وصول الماء إلى بعض المنازل، ولمدة شهرين كاملين.

في تعليقه على هذه الوضعية، عبر (ن-ش) رب عائلة لـ"المساء"، عن تذمره بسبب عدم تدخل شركة "سيال" لحل المشكل وإنصاف زبائنها، مشيرا إلى أنه يعيش وجيرانه وضعية صعبة جدا، بسبب عدم قدرتهم على توفير ما يكفي من مياه، من أجل النظافة والاستحمام وتلبية حاجياتهم في عز فصل الصيف، عكس بعض الأحياء ببلدية المرسى والبلديات المجاورة، التي يستفيد قاطنوها من الماء بانتظام، إما يوميا أو خلال يوم بيوم.

"شركة" مطالبة بالتدخل

وجه المتحدث نداء للمصالح المعنية، وعلى رأسها شركة "سيال"، من أجل اعتماد نظام يسمح بتزويد بعض سكان حي المحجر ببلدية المرسى، بالماء بصفة منتظمة، خاصة أن البعض لا يصلهم الماء تماما، مما جعلهم يقتنون صهاريج المياه، ويدخلون في رحلة بحث يومية عن هذه المادة الضرورية، وهو ما يستدعي التدخل العاجل لحل هذا المشكل الذي تحول إلى هاجس حقيقي بالنسبة للسكان.

معاناة حقيقية بعين الكحلة في هراوة

من جهته، روى مواطن آخر من حي عين الكحلة ببلدية هراوة، لـ"المساء"، المعاناة التي يعيشها هو وجيرانه، مع هذه الأزمة التي لا تزال قائمة منذ شهرين، فالماء يصل إلى الطوابق السفلية وبكمية قليلة، لمدة ساعة فقط، بينما تبقى الطوابق العليا محرومة، دون أن تتدخل مصالح "سيال" لحل المشكل.

لعل ما كان يحمله هذا المواطن من قارورات ودلاء، من أجل ملئها من منبع مياه يقع بحي القرية، على مستوى الطريق الرابط بين الرويبة وعين طاية، أكبر دليل على معاناة هذا المواطن الذي بدا ساخطا ومتذمرا من أزمة الماء، التي يعيشها وجيرانه، الذين لا ينامون ليلا، ويقضون أوقاتا طويلة في ترقب عودة الماء لحنفياتهم.

منبع القرية لسد العطش

الواضح أن الكثيرين يواجهون نفس المشكل، وهو ما ترجمته الدلاء والقارورات من مختلف الأحجام، التي اصطف أصحابها أمام المنبع لملئها، بعضهم من بلديات شرق العاصمة، على غرار سكان حوش "فادليك" التابع لبلدية هراوة، الذين جفت حنفياتهم منذ شهر ونصف الشهر، مثلما أدلى به أحد السكان لـ"المساء"، والذي لم يكن الوحيد في هذا المكان الذي وجد الكثيرون ضالتهم فيه، حيث تصطف السيارات على جنبات الطريق، وترى أطفالا صغارا ورجالا، وحتى النساء، يحملون قارورات بلاستكية وبأعداد كبيرة، لتعبئتها والعودة بها إلى المنزل، لسد ولو الجزء القليل من حاجياتهم، مثلما قالت لنا امراة صادفناها وهي تضع قارورات الماء في سيارتها.

نفس الصورة تكررت ونحن نعبر إحدى طرق حوش بوجمعة بالرويبة، حيث كان مواطنون يملؤون دلاءهم من حنفيات أحد المواطنين، الذي لم يتردد في الرد على سؤال "المساء"، بخصوص الإقبال على هذه الحنفية، مشيرا إلى أن أزمة الماء دفعت بمواطنين من الرويبة والرغاية، إلى سد حاجياتهم من هذه الحنفية التي تعود إلى سنة 1990، والتي وجد فيها الكثيرون ضالتهم، خاصة مع التذبذب في التوزيع والانقطاعات المتكررة التي تطول أحيانا، بينما ينتظر هو نيل الأجر جراء سد رمق الجيران وعابري السبيل.

خطة عاجلة وآبار ارتوازية لتجاوز الأزمة

اتخذت السلطات المعنية للجزائر العاصمة، إجراءات استعجالية لتجاوز هذه الأزمة الحادة، منها نظام التوزيع بالتناوب، الذي يشهد اختلالا وأحدث اضطرابا، بسبب قلة تدفق المياه، الذي أدى إلى عدم وصول الماء إلى الطوابق العليا، وحرمان العديد من العائلات منه، حيث لا يستفيد في العديد من الأحياء السكنية، إلا القاطنين بالطوابق السفلى ولفترة قصيرة، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهة الوصية لحل هذا المشكل.

ومن بين الحلول التي تم اعتمادها، في هذا الإطار، استغلال موارد غير تقليدية، لتخفيف العجز المسجل ومجابهة أزمة العطش، وتلبية الطلب المتزايد، من خلال حفر آبار إرتوازية على مستوى عدة بلديات بالعاصمة، لتحسين التزود بالماء، في انتظار تدخل شركة "سيال" من أجل تحسين خدماتها، وتخفيف معاناة الكثير ممن لا يصلهم الماء في عز فصل الصيف والحر.