فتح 4 أسواق تضامنية في رمضان

حملة واسعة لمحاربة التجارة الموازية بالعاصمة

حملة واسعة لمحاربة التجارة الموازية بالعاصمة
  • القراءات: 2503
زهية.ش زهية.ش

كثّفت مصالح أمن ولاية الجزائر هذه الأيام، نشاطها بالعديد من بلديات العاصمة، لتطهيرها من التجارة غير الشرعية التي استفحلت أكثر مع بداية العد التنازلي لشهر رمضان المعظم، حيث تم تجنيد عدد معتبر من الأعوان، للحد من نشاط التجار الفوضويين، وتحرير الأماكن العمومية والأرصفة،  وحتى الأسواق الشعبية من هذه الظاهرة التي تنعكس سلبا على الاقتصاد الوطني ونشاط التجار أصحاب المحلات.

عادت هذه الأيام مظاهر الشد والمد بين أعوان الأمن والتجار الفوضويين، الذين انتشروا بكثرة في العديد من الأماكن التي احتلوا أرصفتها وطرقها لعرض مختلف السلع، خاصة بالقرب من الأسواق الشعبية التي تشهد توافدا كبيرا للمواطنين من العاصمة وخارجها، بمناسبة اقتراب شهر رمضان الذي يعتبره الكثيرون فرصة لا تعوض للربح الوفير.

استنفار ضد باعة بلكور وحسين داي

تعد المقاطعة الإدارية لحسين داي، واحدة من المناطق التي تكثر فيها هذه الظاهرة طوال العام، وبالضبط في شارع "محمد بلوزداد" المعروف بحي "بلكور" سابقا، حيث تشن المصالح المعنية حربا على الباعة الفوضويين، لمنعهم من عرض سلعهم فوق الأرصفة، وعرقلة حركة المرور، وإحداث فوضى عارمة أو الرمي العشوائي للنفايات، وغيرها من المظاهر السلبية التي تشوه المنظر الجمالي للمنطقة وتمس بصحة المستهلك.

من جهة أخرى، تقوم المصالح بالقضاء على هذه الظاهرة على مستوى شارع "محمد الطاهر سنوسي"، المعروف بـ"سينما ليتوال"، بعد أن انتشرت فيه بشكل ملفت للانتباه، من خلال عرض الباعة مختلف الخضر والفواكه واحتلالهم جزءا من الطريق، حارمين المارة من حقهم في استغلاله، وتعريضهم بالتالي للخطر، بسبب ضيق المسلك الذي يتقاسمونه مع المركبات، فضلا عن انتشار النفايات في مختلف الأماكن على مستوى هذا الشارع الذي يعود إليه نشاط هؤلاء الباعة كلما غابت عناصر الأمن، التي لم تتوان أيضا في شن حملة واسعة على التجارة الموازية، التي انتشرت بشكل كبير في باب الزوار، التي تعد هي الأخرى نقطة سوداء فيما يخص النشاط الموازي الذي يميز عدة أماكن، رغم التدخل المنتظم للمصالح المعنية.

شد وجذب بباش جراح

تواجد عناصر الأمن، مثلما لاحظنا في باش جراح بكثرة، جاء نتيجة للانتشار الرهيب للتجارة الموازية، خاصة بالقرب من المركز التجاري "حمزة"، نتيجة التوافد الكبير للزبائن من مختلف بلديات العاصمة وخارجها، مما جعلهم يظهرون بالزيين الرسمي والمدني، على امتداد الشارع الذي ينشط فيه الباعة الفوضويون الذين وجدوا صعوبة كبيرة في التحكّم فيهم، بسبب عددهم الذي تضاعف هذه الأيام مع اقتراب رمضان، إذ يعرضون مختلف السلع من ألبسة وأوان ومختلف اللوازم التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، بعد أن احتلوا الأرصفة، وحتى جزءا من الطريق، ووضعوا أعمدة للطاولات المستعملة وبعض العربات التي تحمل مختلف الأواني ولوازم المطبخ، والشاحنات التي يقوم أصحابها بعرض الخضر والفواكه على متنها.

وجد أعوان الأمن صعوبة كبيرة في إبعاد التجار بسبب كثرتهم، وجاء عدد كبير منهم من خارج العاصمة ومن ولايات أخرى، لممارسة نشاطهم بباش جراح التي تشهد إقبالا مكثفا للزبائن، خاصة العنصر النسوي، وهو ما أحدث فوضى كبيرة على مستوى هذا الشارع، بينما عبر الكثير من الباعة عن غضبهم، لما يواجهونه من متاعب في ممارسة نشاطهم، مطالبين السلطات بإيجاد البديل حتى يتمكنوا من تأمين لقمة عيش عائلاتهم، حيث تضامن معهم بعض المواطنين الذين عبروا بدورهم عن رفضهم إزالة هذه السوق التي أصبحت قبلة الكثيرين، نتيجة الأسعار المعقولة لمختلف السلع، ووفرة وسائل النقل المؤدية إليه، خاصة الميترو الذي وفّر لهم الوقت والراحة معا. 

بدورهم استحسن عدد من التجار من أصحاب المحلات، ما تقوم به مصالح الأمن في سبيل محاربة النشاط الموازي، مؤكدين أنهم أصبحوا ضحايا هذه الظاهرة التي تكبّدهم خسائر جمة، بسبب وجود هؤلاء "الطفيليين" الذين يكسبون أرباحا طائلة دون دفع الضرائب، خلافا لأصحاب المحلات الذين يدفعونها، إلى جانب تكاليف الكراء والكهرباء، مما جعل الكثير منهم مهددا بالإفلاس، خاصة التجار المتواجدين بمحاذاة الأسواق اليومية، الذين لا يوفرون أي مدخول، بسبب إقبال المواطنين على التجار الفوضويين بشكل كبير، غير مبالين بمخاطر المواد الاستهلاكية المعروضة للبيع الصحية، على غرار الطماطم المصبرة، العنب، البرقوق المجفف و«الفريك" التي تعرض فوق الرصيف، دون احترام شروط الحفظ.

الغريب أن السوق الموازية تحولت إلى وجهة مفضلة للكثيرين، رغم أن بعض السلع معروضة بشكل عشوائي ولا تخضع للرقابة، في فوضى عارمة زادت حدتها السيارات التي تزاحم المارة وتحد من حركتهم، متسببة في اكتظاظ رهيب تتفاقم حدته من يوم لآخر.

حسب بعض المصادر، فإن بعض الباعة الفوضويين، خاصة ببلديات باش جراح، حسين داي، الحراش، بلوزداد وباب الوادي، عادوا إلى ممارسة نشاطهم غير الشرعي، رغم استفادتهم من المحلات التجارية التي قامت مصالح البلدية بتوزيعها خلال الأشهر الماضية، بحجة تواجدها في أماكن معزولة ولا تلقى الإقبال من الزبائن.

4 أسواق تضامنية لمواجهة المضاربين

مقابل ذلك، سيتم على مستوى ولاية الجزائر، فتح أربعة أسواق تضامنية تحسبا لشهر رمضان الكريم، ضمن البرنامج التضامني لمساعدة مختلف الفئات على اقتناء مختلف السلع والمواد الغذائية، تكون على مستوى بلديات براقي وبئر توتة والرويبة وباب الزوار، لتمكين المواطنين من اقتناء المواد الغذائية العامة والخضر والفواكه واللحوم والأجبان بأثمان تنافسية وفي متناول الجميع، حسبما أوضحه الأسبوع الفارط سيد علي بوكروش،   منسق مكتب الجزائر العاصمة للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين.

أشار المنسق إلى انطلاق خلال الأسبوع الجاري، حملة تحسيسية تحت شعار "الراحمون يرحمهم الرحمان" لفائدة تجار سوق الجملة للمواد الغذائية بالسمار، وسوق الجملة للخضر والفواكه بالكاليتوس، وأصحاب المذابح واللحوم الحمراء ومنتجي الحليب ومشتقاته، من أجل الحث على ضرورة مراعاة القدرة الشرائية للمواطنين، والعمل على استقرار الأسعار الخاصة بمختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك.

أما الهدف من هذه المبادرة التي تنظم كل سنة في نفس الفترة، فهي تلبية طلبات المواطنين التي تزداد خلال فترة رمضان، من خلال نصب مئات الخيم لبيع مختلف السلع واسعة الاستهلاك ويكثر عليها الطلب من قبل المواطنين، من مواد غذائية عامة وخضر وفواكه، بالتعاون مع تجار سوق الجملة للمواد الغذائية بمنطقة السمار، الذين سيبيعون مباشرة جميع السلع بأثمان في متناول المواطنين، بما فيهم ذوو الدخل المتوسط.

يتم حاليا التنسيق مع مصالح ولاية الجزائر، بهدف إنشاء أسواق أخرى من هذا النوع في مختلف بلديات الولاية، تحسبا لشهر رمضان، بهدف محاربة المضاربين الذين يتسببون كل سنة في التهاب أسعار المواد الضرورية بمناسبة الشهر الكريم.

❊❊ استطلاع: زهية.ش ❊❊