"المساء" تعود إلى ملف النقل في ليالي رمضان

تراجع الوباء فرصة لاستنشاق "ريحة زمان" ...

تراجع الوباء فرصة لاستنشاق "ريحة زمان" ...
  • القراءات: 924
هدى. ن هدى. ن

سطرت مؤسسات النقل العمومية بالعاصمة هذه السنة، برنامجا خاصا بشهر رمضان الكريم، يتم من خلاله توفير النقل بعد الإفطار لصالح المواطنين، وتمديد أوقات الخدمة إلى الثانية بعد منتصف الليل، بالنسبة لخطوط مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر "إيتوزا"، وإلى غاية الواحدة بعد منتصف الليل بالنسبة لخطوط النقل بـ"التراموي" و"الميترو" والمصاعد الهوائية، وهو الأمر الذي لقي استحسانا لدى المواطنين، بعد سنتين من التوقف عن العمل بمثل هذا البرنامج في رمضان، بسبب جائحة "كورونا".

أدى الاستقرار الصحي في الجزائر، وتراجع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في جميع أنحاء البلاد، إلى بروز بوادر مطمئنة لعودة الحياة الاجتماعية، وحتى الاقتصادية الطبيعية إلى سالف عهدها، خلال شهر رمضان الكريم، وتحديدا بعد الإفطار، فإلى جانب الإجراءات المرتبطة برفع  القيود الصحية عن المساجد، وعودة المصليين بشكل مكثف إلى بيوت الله لأداء صلاة التراويح، وفتح المصليات أمام النساء، تم هذه السنة تمديد ساعات العمل على مستوى وسائل النقل العمومية، منها مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر "إيتوزا" و"التراموي" و"المترو" والمصاعد الهوائية في العاصمة والمدن الأخرى، التي تتوفر على وسائل النقل هذه، منها قسنطينة ووهران وسطيف وسيدي بلعباس وتيزي وزو ورقلة، وهو ما سيسمح للمواطنين بعد 3 سنوات كاملة من الحجر الصحي، ضمت شهر رمضان لسنة 2020 ورمضان 2021، من التنقل بعد الإفطار بأريحية بين مختلف البلديات والأحياء. 

برنامج خاص بعد الإفطار في العاصمة

سطرت وزارة النقل، من خلال مؤسسات النقل التابعة لها، منها "التراموي"  و«المترو"، بالإضافة إلى المصاعد الهوائية المتوزعة خطوطها في عدد من الأحياء بالعاصمة، ومؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر "إيتوزا"، برنامجا خاصا لتمكين المواطنين من التنقل بعد الإفطار، إلى الوجهات المختلفة التي تضمنها اعتياديا وسائل النقل المذكورة. سيعمل كل من "مترو" العاصمة و«التراموي" لولاية الجزائر، على تمديد خدمة النقل عبر مسار خطيهما إلى غاية الواحدة بعد منتصف الليل، كما سيتم توقف استغلال "تراموي" العاصمة لمدة 30 دقيقة وقت الإفطار، حسب مواعيد آذان المغرب، لينطلق في الخدمة وتكون آخر قاطرة له، حسب ما أعلنت عنه المؤسسة، انطلاقا من رويسو إلى درقانة وسط، على الواحدة صباحا وثلاثين دقيقة، في حين تنطلق آخر قاطرة من درقانة وسط إلى رويسو بعد منتصف الليل وعشر دقائق. 

بالنسبة للنقل بالكوابل أو ما يعرف بـ«التيليفيريك"، سيتم تمديد ساعات الخدمة على مستوى المصعد الهوائي لباب الوادي إلى منتصف الليل، خلال أيام العمل وأيام الجمعة، كما تستمر عملية تشغيل المصعد الهوائي لمقام الشهيد إلى غاية منتصف الليل، والمصعد الهوائي لقصر الثقافة إلى السادسة مساء. من جانبها، أعلنت مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر، في إطار برنامجها الخاص بشهر رمضان لهذه السنة، عن تمديد وقت تشغيل خطوطها إلى الثانية بعد منتصف الليل، وسيتم العمل بهذا التوقيت -حسب بيان المؤسسة- إلى ثاني يوم من أيام عيد الفطر المبارك، بهدف توفير وسيلة النقل وتسهيل حركة تنقل المواطنين بين مختلف الأحياء والبلديات، وسيتم في هذا الإطار، توفير 83 حافلة لتغطية 58 خطا بعد الإفطار، خلال أيام الأسبوع والعطلة الأسبوعية وأيام السبت.   

المواطنون يستبشرون خيرا

يؤكد عدد من المواطنين في تصريحات لـ«المساء"، عن ارتياحهم الكبير لما وصفوه بالأمان، بعد انخفاض عدد الإصابات بفيروس "كورونا"، وعودة الحياة الطبيعية إلى البلاد، وما زاد من الاطمئنان لديهم؛ عودة المساجد إلى سالف عهدها ونشاطها الديني. يقول أحدهم بأنه كان يترقب قرار السلطات العليا حول هذا الشأن، ويضيف آخر أن العامل الآخر الذي يبعث الارتياح في النفس؛ توفير النقل بعد الإفطار، وما تجدر الإشارة إليه هنا، أن هذا الانطباع لا يقتصر على الذين يستعملون وسائل النقل العمومية فقط، إنما ح تى على أصحاب المركبات، فالأمر بالنسبة لهم مرتبط بنفسيتهم ومعنوياتهم التي تأثرت سلبا، بفعل الضغط الذي أحدثه هذا الفيروس. يستطرد السيد "ع.ع" موظف، بالقول إن آخر حجر صحي اتخذته السلطات العمومية في إطار محاربة فيروس "كورونا" كان في سبتمبر 2021، ويضيف أنه في إطار الإجراءات الصحية الوقائية التي كانت تفرض على المواطن، كان يُمنع تنقل المواطنين بعد توقيت معين، وهو أمر معلوم لدى الكبار والصغار في السن" -يقول المتحدث-،  "وهو ما أنهك قوانا وأثر بشكل كبير ومباشر على حياتنا اليومية، وفرض علينا واقعا لم يتحمله الكبير ولم يستصغه الصغير".

وبفعل تراجع عدد الإصابات بفيروس "كورونا"، تشهد الحياة اليومية بوادر الانفراج الصحي، ومن ثمة، عودة الحياة الاجتماعية إلى طبيعتها، وما يدفع للاطمئنان في نفسية محدثنا؛ تمكنه من التنقل بعد الإفطار وزيارة الأهل دون أن يجد نفسه مجبرا على الالتزام باحترام وقت محدد لدخول المنزل بعد الإفطار على وجه التحديد، فأجواء رمضان بعد الإفطار بالنسبة له، لها نكهتها وطعمها الخاص، وهذا طبعا، في ظل اندثار المرض، لأن الكثيرين كانوا لا يتوانون عن الخروج في عز الأزمة الصحية. تؤكد سيدة أخرى، أن رمضان السنة الماضية، كان أقل حدة من الذي سبقه من حيث الضغط الذي عشناه والخوف من المرض، قائلة: "كنا نخرج في السهرة مع الأطفال، لكننا كنا نسارع الوقت للدخول إلى المنزل قبل حلول الفترة التي تم ضبطها في إطار الحجر الصحي، والتي كانت محددة خلال شهر رمصان من السنة الماضية بالعاشرة ليلا، وما كان يسجل؛ الحركة الكثيفة للسيارات التي كان يتسارع أصحابها لتدارك الوقت المحدد، وعدم تجاوز العاشرة ليلا، وما دام الأمر تغير هذه السنة" -تضيف محدثتنا- "فإن الأمر يدعو بالفعل إلى الطمأنينة"

يؤكد أحدهم، أنه يتذكر جيدا الإجراءات المرتبطة بالحجر الصحي، خاصة في رمضان، منها غلق المساجد وتعليق نشاط وسائل النقل وعدد من النشاطات التجارية، وحتى الاقتصادية، وكان ذلك مع ظهور "كورونا" وتم استئناف النقل تدريجيا في جوان 2020. موضحا بقوله: "ولم يكن باستطاعتنا قبل ذلك، التنقل بأريحية لزيارة الأهل والأقارب، مثلما اعتدنا عليه في سهرات رمضان، والتي تبقى مميزة ومتميزة في مجتمعنا"، وسيكون، حسبه، إجراء تمديد أوقات عمل وسائل النقل إلى الثانية بعد منتصف الليل، أمر أكثر من مهم بالنسبة للكثيرين. ترى سيدة أخرى، وهي ربة بيت، أن عودة وسائل النقل إلى سالف نشاطها المعروف قبل ظهور "كورونا"، يدفع بالطمأنينة إلى قلبها، ورغم أنها ليست من اللواتي يحبذن الخروج بعد الإفطار من المنزل، إلا أن عودة الحياة إلى طبيعتها، يبعد الخوف عن قلبها الذي شعرت به حينما اضطر الجميع إلى البقاء في المنازل، وفقد الكثيرون عددا من أهاليهم وجيرانهم.

للشباب رأي آخر

الشباب من جهتم، لهم رأي آخر، فتوفير النقل على سبيل المثال، يوفر لهم فرصة التنقل إلى أي مكان يريدون التوجه إليه، ويخصون بالذكر أماكن الترفيه، فـ«بنة رمضان" بالنسبة لهم أمر افتقدوه، رغم أن السنة الماضية، كان لهم فيها متنفس مقارنة بالسنة التي سبقتها.  تؤكد مواطنة أخرى، تعمل بمؤسسة عمومية، أن "الخروج من الأزمة الصحية التي مررنا بها أمر أكثر من مطمئن، لكن الحفاظ على الاستقرار الذي تعرفه بلادنا في هذا المجال، أمر أكثر من ضروري، لأن عدم الالتزام بالتباعد" -حسب رأيها- "قد يجر معه نتائج غير متوقعة، لا قدر الله"، وتؤكد فتاة في مقتبل العمر، أنها لا تثق في "كورونا"، لأنها فقدت والدها بسبب هذا الفيروس، وهي تخاف أن يعود ويظهر بعد إلغاء تدابير الوقاية والسماح للناس بالتواصل بأرحيه، دون الأخذ بأي تدابير تحمي منه، وتضم هذه الفتاة صوتها للذين يصرحون دائما بأن "الشعور التام بالأمان من المرض، يكون عند تسجيل صفر حالة".