"سوق الرحمة" للأدوات المدرسية ببومرداس

تثمين المبادرة وتخفيضات بـ 25 بالمائة

تثمين المبادرة وتخفيضات بـ 25 بالمائة
  • القراءات: 930
 حنان. س حنان. س

انطلق "سوق الرحمة" الخاص بالدخول المدرسي 2022-2023 في مدينة بومرداس، الأحد المنصرم، ويدوم إلى نهاية سبتمبر الجاري، من تنظيم مديرية التجارة وترقية الصادرات لبومرداس وغرفة التجارة والصناعة "الساحل"، بمشاركة 14 عارضا، يمثلون منتجين ومستوردين وتجار جملة وتجزئة لمختلف الأدوات المدرسية. وحسب الأصداء التي جمعتها "المساء"، فإن الأسعار المطبقة مقبولة مقارنة بباقي الأسواق الأخرى.

تباينت ردود فعل أولياء التلاميذ، بخصوص إقامة سوق الرحمة الخاص بالدخول المدرسي، فمنهم من اعتبر المبادرة طيبة تنقص قليلا من لهيب الأسعار، بالنظر إلى كون مثل هذه الأسواق وجدت من أجل محدودي الدخل، ومنهم من اعتبر الأسعار شبيهة بتلك المطبقة بالوراقات الخاصة، غير أن الملاحظ هو الإقبال الجيد في أول يوم من سوق الرحمة للدخول المدرسي 2022-2023 بمدينة بومرداس، في انتظار تنظيم سوق أخرى مماثلة قريبا في مدينة برج منايل.

تخفيضات تصل لقرابة 25 بالمائة

يشارك في سوق الرحمة هذه، 14 عارضا يمثلون منتجين ومستوردين للأدوات المدرسية من ولاية بومرداس، وكذا تجار جملة وتجزئة، حسبما كشفه لـ«المساء"، ممثل عن مديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية بومرداس، مؤكدا أن الأسعار المطبقة في هذه السوق منخفضة، مقارنة بتلك المتداولة في غيرها من الأسواق بنسبة تتراوح ما بين 20 و25 بالمائة. وأرجع محدثنا ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية هذه السنة، للارتفاع الكبير الذي شهدته المادة الأولية في السوق العالمية، لاسيما الورق، مقابل غياب منتجين لهذه الأدوات، على اعتبار أن المادة الأولية تبقى مستوردة، وهو ما يجعل منحنى الأسعار غير مستقر.

في هذا الصدد، لفت ممثل وحدة شركة "فابس" المنتجة للأدوات المدرسية، الكائنة ببلدية حمادي، إلى أن انعدام مصانع للورق في الجزائر، يحتم استيراد هذه المادة الأولية من الصين والهند وبعض الدول الأوربية، وبما أن البورصة العالمية متقلبة، فإن لذلك تأثير مباشر على المنتج المسوق، مثل الكراريس، قائلا "..رغم ذلك، حرصنا على تطبيق أسعار المصنع في هذه السوق، حفاظا على القدرة الشرائية للمواطن"، مثمنا مبادرة تنظيم سوق رحمة للأدوات المدرسية التي تجمع، لأول مرة، المصنع لهذه الأدوات بالمستهلك بصفة مباشرة، بالتالي العمل على تحسين النوعية وإرضاء الزبون.

واعتبر مشارك آخر يعرض الأدوات المدرسية بمختلف أنواعها، أن تنظيم مثل هذه التظاهرة التجارية تسمح بالوصول إلى زبائن جدد، كونه صاحب مكتبة خاصة بمدينة بودواو. ولفت المتحدث، إلى عدم تسجيل أي زيادة في أسعار الأقلام بمختلف أنواعها، وبالمثل بالنسبة لهامش الربح الذي وصفه بـ«القليل جدا، حيث لا يتعدى 5 دنانير في أحسن الحالات"، مؤكدا أن منح السلطات الولائية لخيم العرض بصفة مجانية، كان وراء هذه النتيجة للحفاظ على القدرة الشرائية للأسر، كما أشار إلى إمكانية خفض سعر حقيبة مدرسية بمستلزماتها لتلميذ الطور الابتدائي بسوق الرحمة، بحوالي 1000 دينار عن الوراقات الخاصة.

كذلك طبقت السيدة فاطمة خياطة، متخصصة في المآزر وألبسة العمل، أسعارا معقولة بالنسبة للمآزر بكل أنواعها، حيث تعرض تلك الخاصة بالفئة العمرية من 5 إلى 12 سنة بـ500 دينار، والخاصة بالفئة العمرية من 12 إلى 18 سنة بـ800 دينار، رغم الارتفاع الكبير لأسعار المادة الأولية من قماش وخيوط وأزرار، مثمنة هي الأخرى مبادرة "سوق الرحمة" للدخول المدرسي الذي يسمح بتقريب المنتج والمستهلك. وبالمثل، طبقت أسعار ما بين 500 و700 دينار بالنسبة للمحافظ، بينما تعرض في خيمة أخرى ما بين 800 و2000 دينار، حسب الحجم والنوعية.

أسعار المستلزمات المدرسية.. نار تلفح الجيوب

بنفس السوق، تحدثت "المساء" إلى بعض أرباب الأسر ممن كانوا بصدد شراء بعض المستلزمات لأبنائهم المتمدرسين، فقالت مواطنة لديها 3 أبناء متمدرسين بالطورين المتوسط والثانوي، إن الأسعار المطبقة إلى حد الآن، شبيهة بتلك المطبقة خارجها، وتحديدا بالنسبة للكراريس، ضاربة مثلا بكراس 96 صفحة المحدد سعره بـ85 دينارا، وكذا سجل من الحجم الكبير المحدد سعره بـ 450 دينار، قائلة "صراحة لم ألمس أي فرق في الأسعار بين هذه السوق وغيرها، كما أن الكثير من الأدوات المدرسية غير متوفرة، وهو ما يجبرنا على التردد على مكتبات خاصة".

بالمثل، أكدت مواطنة أخرى لديها ابن سيجتاز امتحان شهادة البكالوريا، أن الأسعار المطبقة في السوق، نفسها إلى حد ما، لاسيما بالنسبة لمستلزمات الطور الثانوي، فالكراريس من الحجم الكبير يباع بـ450 دينار.. مما يجعلها تؤكد أهمية إعادة النظر في الأسعار المطبقة. أكد مواطن آخر، أنه قدم لسوق الرحمة بمدينة بومرداس من بلدية دلس، خصيصا من أجل شراء مستلزمات مدرسية لأبنائه الثلاثة المتمدرسين في الأطوار التعليمية الثلاثة، حيث حدثنا وهو يرينا قائمة الأدوات المدرسية التي قدم من أجل شرائها، وثمن مبادرة إقامة سوق خاصة بالدخول المدرسي، لكن رغم ذلك، تبقى الأسعار، حسبه،  ملتهبة مقارنة بالسنوات الماضية، مضيفا أنه خصص إلى حد الآن مبلغ 10 آلاف دينار لشراء الأدوات المدرسية، خاصة الكراريس والأقلام.. إلى حين.

من جهتها، أكدت مواطنة لديها 3 أبناء متمدرسين كذلك بالأطوار التعليمية الثلاثة، أنها خصصت 25 ألف دينار لتغطية مصاريف المستلزمات المدرسية، وهو مبلغ أجرة زوجها، مضيفة أنها اقتطعت منها 2000 دينار فقط كمصروف، مثمنة هي الأخرى مبادرة سوق الرحمة، كون الأسعار المطبقة بالوراقات الخاصة باهظة. للإشارة، تعرض حاليا في سوق الرحمة للدخول المدرسي 2022-2023 بمدينة بومرداس، كل المستلزمات المدرسية، بما فيها الكتاب المدرسي والكتب شبه المدرسية، وهو متواصل بشارع "أول نوفمبر"، طريق محطة القطار، إلى غاية 30 سبتمبر الجاري.