من المنتظر أن يحل وزير الصحة والسكان، عبد المالك بوضياف بقسنطينة الأسبوع القادم لتدشين مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي حكيم ابن باديس (في 28 من شهر جويلية الجاري). المصلحة تجددت كليا وتجهزت بأجهزة جد متطورة، كما باتت توفر 180 سريرا لاستقبال الحوامل من كل ولايات الشرق الجزائري.

للتذكير، المصلحة تم غلقها في شهر جويلية من العام الماضي بقرار من وزير الصحة بعد فضيحة من العيار الثقيل طرد تبعا لها البروفيسور بركات، رئيس المصلحة، حيث بثت قنوات تلفزيونية مظاهر مقززة لوضع مترد من الفضلات والأوساخ تتعارض تماما مع أدنى شروط النظافة، بل والإنسانية. الوزير اتخذ قرارا فوريا بغلق المصلحة وتحويل طاقمها وعمالها وطبعا الحوامل إلى مستشفى الخروب. وحدد الوزير مدة الترميم بألا تتجاوز أربعة أشهر، لكن تم بعد ذلك تغيير عملية الترميم إلى تهيئة شاملة وكاملة . وهو ما يفسر تأخر آجال تسليم المصلحة. والذي سببه أيضا عملية التجهيز وإجراءاتها التي تطلبت وقتا، مثل التجهيزات الجديدة الخاصة بالتوليد وهي أسباب موضوعية تطلبت المدة اللازمة والتي استغرقت سنة كاملة، وإن رآها البعض طويلة نسبيا مقارنة بالموعد الذي حدده وزير الصحة. إضافة إلى ما سبق، فإن أسبابا أخرى إجرائية أسهمت في مراجعة آجال التسليم، حيث تم تغيير مكتب الدراسات الذي تكفل ببداية الدراسة والأشغال. المكتب لم يساير التكنولوجيا المتطورة واستبدل بمكتب دراسات آخر. لكن ما يقلق مدير المستشفى وحتى الوزير هو عدم التوصل إلى استخلاف كفاءة أخرى لتعويض البروفيسور بركات عبد المجيد لتسيير أمور المصلحة، وإن كانت الاحتمالات وشبه إجماع حاصل على أن الطبيب المساعد منار لحمر الذي يقود المصلحة بالنيابة بإمكانه قيادة وتولي هذه المسؤولية. بعض المصادر ذكرت لجريدة "المساء" أن الدكتور منار غير متحمس لتولي هذا المنصب الثقيل في مصلحة كبيرة، كلفت خزينة الدولة أكثر من 60  مليار سنتيم، والخطأ فيها ممنوع. 

بن مهيدي عبد الكريم مدير مستشفى الخروب  80بالمائة من الولادات تأتي من خارج ولاية 

يقول مدير مستشفى محمد بوضياف بالخروب أنه عرف ضغطا رهيبا بسبب تحويل مصلحة الولادة التابعة للمستشفى الجامعي بقسنطينة في 28 جويلية 2015 إلى مستشفى الخروب بعد القرار الحاسم الذي اتخذه وزير الصحة بموجب ما سلف ذكره. بهذا الدمج سجلنا صعوبات وضغوطات كبيرة، يكفي القول أننا سجلنا في شهر واحد (1200) ولادة عادية و (5) آلاف ولادة قيصرية. هذه الأرقام تؤكد الضغط الرهيب الذي عانينا منه، والحمد لله لم نسجل خسائر في الأرواح. سيتم التحويل التدريجي بداية من هذا الأسبوع على أن يكون التحويل النهائي قبل زيارة الوزير. نحن نعمل بسرعة كبيرة لاحترام الموعد.. أعطيكم بعض الأرقام التي تؤكد أننا عملنا تحت ضغوطات كبيرة فمساحة المستشفى لم تصمم لاستقبال هذا العدد الهائل  للحوامل من أغلبية ولايات الشرق الجزائري كون المستشفى ليس مهيأ لهذه الأرقام. لكننا تحملنا المسؤولية بالرغم من ذلك، والدليل أنها كانت أحسن بكثير من السنوات الماضية. المتحدث يضيف قائلا "أضفنا 160 سريرا ليصبح العدد إجماليا 240 سريرا. زيادة عن  طاقم المستشفى الجامعي المقدر عددهم حوالي 400 مستخدما من أطباء وقابلات وإداريين. الآن لدينا 60 ولادة طبيعية يوميا والعشرات من الولادات القيصرية، كما جهزنا جناحا كاملا للاستعجالات لفائدة مصلحة الولادة وجناحا للطب الداخلي  بثلاث غرف للعمليات من أصل 4 غرف...إلخ، لكن أريد أن أؤكد أن 80 بالمائة من عدد الولادات التي يشهدها المستشفى، تأتي من خارج ولاية قسنطينة، مضيفا أن هناك مواطنين غير محترمين فمنهم من يعتدي على الأطباء وأحدهم موجود رهن الحبس بسبب اعتدائه على طبيب. في سياق حديثه، أكد بن مهيدي أن حالة المستشفى تحتاج إلى عمل كبير مباشرة بعد مغادرة كل الطاقم لأن المساحات الخضراء تأثرت كثيرا نتيجة نوم الزوار عليها. 

إفاريقيات يضعن مواليدهن بمستشفى الخروب

وضعت 3 إفريقيات مواليدهن بمستشفى الخروب في ظروف عادية منذ بداية السنة الجارية. ويسمح لذويهن بطبيعة الحال بالزيارة كغيرهم من الجزائريين. نحن نخشى وواعون بمشكل كبير في احتمالات أن ينقل بعض الحوامل الإفريقيات أو حتى المرضى منهم أمراضا معدية وهو ما يتطلب اليقظة والمتابعة المستمرة. هناك إجراءات تتخذها إدارة المستشفى بإعلام النائب العام والمصالح المختصة حول الأفارقة القاصدين للمستشفى من أجل وضع موالدهن، وتنطبق عليهن القوانين بحجز المولود في البداية ومتابعته.