"قربوعة" تستعد لعيدها الأربعين في الخروب بقسنطينة:

المتوسطة التي نزل بها علماء "النازا" وسجلت اسمها في الفضاء

المتوسطة التي نزل بها علماء "النازا" وسجلت اسمها في الفضاء
  • القراءات: 4151
استطلاع: زبير.ز استطلاع: زبير.ز

مجهود تربوي مشهود به، نشاطات ثقافية وعلمية ورياضية تصنع تميزها بين نظراتها من المتوسطات في قسنطينة وعلى المستوى الوطني. هي إكمالية عبد الحميد قربوعة ببلدية الخروب بقسنطينة، انتزعت لنفسها مكانة بين أشهر المتوسطات عبر الوطن. بل امتد صدى سمعتها حتى خارج الحدود نظير نشاطاتها المتنوعة في مختلف المجالات. لكن أيضا لما تحققه سنويا من نتائج دراسية مبهرة ومغرية للأولياء والأساتذة على حد سواء. الأولياء يبحثون عن متوسطة بصرامة "قربوعة". والأساتذة لاسيما الإناث منهم يبحثن عن الاستقرار والكرامة والاحترام والانضباط وحسن المعاملة. ليس سهلا التوفيق بين الدراسة وضغطها من جهة وتعدد النشاطات التي باتت تتميز بها والتي أضحت محط اهتمام العديد من الهيئات الوطنية وحتى الدولية في شكل المؤسسة التعليمية البريطانية التي أبرمت توأمة تعاون مع المتوسطة لتحسين اللغة الإنجليزية داخل المتوسطة، أو تلك الاتصالات مع وكالة الفضاء الأمريكية "النازا" التي أصبح اسم متوسطة "قربوعة" مدرجا في سجلات تعاملاتها المعرفية كمؤسسة تتوق إلى الانفتاح على العلم والباحثين. هل ثمة تتويج وفخر وتميز أبلغ من اختيار هذه المتوسطة لتمثيل ليس المؤسسات التربوية في قسنطينة وفي الجزائر فحسب، بل اختيرت لتمثل إفريقيا بأسرها في مسابقة التلوث البيئي الضوئي. واختيرت الخروب كمنطقة دراسة بالتنسيق مع جمعية الشعري. كما سجل تلميذها منيب سعيداني ضمن المكتشفين للأجرام السماوية أو الكويكبات الجديدة وأطلق اسمه على اسم جرم صغير. "نازا" خصت المتوسطة بعدد من الزيارات قام بها علماء فلك بالتنسيق مع جمعية الشعرى الجزائرية، لعلم الفلك، قصد تطوير المعارف العلمية والفلكية بين تلاميذ هذه المؤسسة التربوية التي تركز على 3 عناصر في عملها، أولها: التربية، ثم التعليم وبعدها تحسين السلوك وترجمة المعارف المحصلة في تصرفات المنتمين إليها سواء من طاقم إداري، طاقم تربوي، عمال وموظفين وتلاميذ وحتى أوليائهم الذين يعدون حلقة مهمة في النجاح الذي عرفته المؤسسة منذ سنوات، وهي تستعد هذه السنة وبالضبط في الفاتح من شهر سبتمبر بالذكرى الأربعين عن تأسيسها. كما شرفت إكمالية عبد الحميد قربوعة بلدية الخروب بشكل خاص وولاية قسنطينة بشكل عام، حيث حصدت عدة ألقاب وطنية في عدد من الرياضات الفردية وحتى الجماعية. هي ميزة أخرى تتميز بها هذه المؤسسة التربوية من خلال تشجيع الكفاءات وتفجير الطاقات في مجال الرياضة، واضعة في اعتبارها أن المؤسسات التربوية تعد خزانا للمواهب في مختلف المجالات. والاعتناء بهذه المواهب سيمكن من صنع أبطال في مختلف التخصصات. هو الأمر الذي يدعو المؤسسات التربوية الأخرى إلى تبني هذه السياسة التي ستعود حتما بالخير على البلاد.

تتربع مؤسسة قربوعة عبد الحميد التي تقع بقلب مدينة الخروب على مساحة 3950 مترا مربع. منها 1602 متر مربع مبنية، تضم 22 حجرة للدراسة، 6 منها عرفت توسعة سنة 2011، و6 مخابر للعلوم الفيزيائية والتكنولوجيا، علوم الطبيعة والحياة والإعلام الآلي والأنترنت. كما تضم المؤسسة قاعة مطالعة، ناديا للمتعلمين، قاعة للرياضة، إضافة إلى هياكل تربوية أخرى مثلما هو موجود في أية مؤسسة تربوية. تحمل المؤسسة اسم الشهيد عبد الحميد قربوعة المولود بتاريخ 1934 بالخروب، والذي ترعرع في هذه المنطقة ودرس بقسنطينة قبل أن يلتحق بالنضال سنة 1955، حيث شارك في العديد من المعارك، قبل أن يسقط شهيدا بساحة الوغى سنة 1957 بمنطقة جبل الوحش، وتوجد رفاته بمقبرة الشهداء بالخروب.

مدير المؤسسة كحيلي أحمد: التكوين القاعدي أساس مشروعنا الكبير

السيد أحمد كحيلي، مدير إكمالية عبد الحميد  قربوعة (ودون مبالغة هو الأكثر احتراما وتقديرا في الخروب وبين الأسرة التربوية لما يتميز به من تواضع ولكن أيضا التصاقا بمؤسسته وتلاميذه وأساتذته وإطارات قربوعة) كشف في لقائه بـ”المساء" عن أن مشروع مؤسسته يدخل في إطار مشاريع المؤسسات المسطرة من أجل النهوض بقطاع التربية وجعلها تساير مختلف المنظومات التربية عبر العالم. مضيفا لمراسل الجريدة، أن مؤسسته تركز على التكوين القاعدي وعلى الثقة بين أعضاء الجماعة التربوية التي تضم ـ حسبه ـ الطاقم الإداري، التربوي، التلاميذ وأولياءهم وكذا المحيط الاجتماعي والاقتصادي وأبعد من ذلك الوصاية التربوية وكيفية خلق الانسجام والتكامل بين كل هذه الأطراف، وقال أم مؤسسته تحقق في هذا المجال نتائج حسنة من سنة إلى أخرى.

ويرى السيد أحمد كحيلي أن المدرسة تسترجع عافيتها بتفاعل التلاميذ بالدرجة الأولى، ثم الأساتذة والفريق التربوي، فالطاقم الإداري والعمال المهنيين الذين وصفهم بحجر الزاوية، مضيفا أن مؤسسته فخورة كونها ربحت ثقة الأولياء والمحيط الاجتماعي من جيران المؤسسة، والذين أصبحوا يدافعون عنها ويحافظون عليها وكأنها جزء منهم.

نحاول ترجمة العلم والمعرفة إلى سلوك

تعتمد إكمالية عبد الحميد قربوعة، حسب المسؤول الأول عن تسييرها، في مشروعها الطموح، على عدة نقاط، على رأسها التركيز على جانب الأخلاق، ثم العلم والمعرفة من خلال المحافظة على نسب النجاح العالية، فالسلوك، المهارات والممارسة في الحياة المدرسية. وتسعى المؤسسة من أجل ترجمة جانب العلم والمعرفة إلى سلوك يومي في حياة التلميذ وتحويل الأخلاق إلى حافز للمواطنة الحسنة، حتى يكون التلميذ عند تخرجه من هذه الإكمالية بمثابة مواطن صالح صغير وهي أسمى غاية تسعى إلى تحقيقها مؤسسة قربوعة عبد الحميد.

اعتبر السيد كحيلي أحمد أن مشروع مؤسسته الذي انطلق سنة 2000، بدأ في قطف الثمار، حيث أكد تسجيل تحسن في الأخلاق لدى التلاميذ المنتمين لهذه المؤسسة، مع تحسن النتائج المدرسية وحتى بداية تحسن الملمح الخاص بالتلاميذ، خاصة في السنة الأخيرة من المرحلة المتوسطة، حيث يصبح كل تلميذ له شخصيته الخاصة به تؤهله إلى بداية مرحلة الثانوي دون أية صعوبة.

ويرى أن جانب النشاطات المكملة للشق التعليمي والدراسي له أهمية كبرى في حياة التلاميذ. مضيفا أن المؤسسة ركزت في استراتيجيتها على تنمية هذا الجانب وتشجيعه بالإمكانيات المتاحة لها. إذ يعتبر أن النشاطات الثقافية، العلمية والرياضية التي تستغل وقت الفراغ في الناحية الإيجابية، من بين نقاط القوة والاعتزاز التي تفتخر بها مؤسسته، وهي رافدا من روافد النجاح في المدرسة وتساهم في تكوين وصقل شخصية التلميذ المتعلم.

التلميذ عنصر فاعل في مجالس الأقسام

مدير إكمالية قربوعة عبد الحميد تحدث بعد ذلك عن مدى أهمية إشراك التلاميذ في الحياة المدرسية. مؤكدا أن إدارته تفتح الباب للمتعلمين الذين يعتبرون طبقة موازية للطبقات الأخرى في المؤسسة، من أجل طرح أفكارهم عبر الحوار ومجالس الأقسام. كما يشاركون فعليا، حسب المدير، في التكفل ببعض الجوانب على غرار التطوع لتسيير المطعم المدرسي. ويتحول التلميذ إلى فاعل وعامل داخل المطعم في خدمة زملائه وتأطيرهم وهي خطوة من أجل تربيتهم على العمل الصالح والنافع بعيدا عن الكسل وثقافة الاستهلاك فقط. مضيفا أن المؤسسة تعرف منحى تصاعديا مشجعا للظواهر الإيجابية على حساب الظواهر السلبية.

الانشغال الذي رفعه مدير المتوسطة هو كثرة الرغبات والطلبات المتزايدة للالتحاق بإكمالية قربوعة عبد الحميد. يفسر ذلك بالصرامة الموجودة فيها ونسبة النجاح العالية. مضيفا أن إدارته تتعامل بعقلانية مع كل الطلبات المقدمة من طرف أولياء التلاميذ لتسجيلهم بهذه المؤسسة. وأن هناك دراسة عادلة لكافة الملفات مع وجود أولوية للموظفين والأساتذة بالمؤسسة وقطاع التربية، وكذا لموظفي الدولة المحولين إلى الخروب في إطار مهامهم الرسمية.          

حققنا نسبة نجاح مقدرة بـ82% في شهادة التعلم المتوسط.

وصف مدير إكمالية عبد الحميد قربوعة بالخروب نسبة النجاح في شهادة التعليم المتوسط التي حققتها مؤسسته هذه السنة، بالمشرفة والمشجعة، بعدما بلغت 82 %، وتعدت بكثير النسبة الوطنية المقدرة بـ54 % والنسبة الولائية المقدرة بـ63. مضيفا أن مؤسسته جاءت في المراتب الـ15 الأولى من بين 160 متوسطة عبر تراب الولاية، وأن هذه النسبة جاءت في ظل تسجيل عدد كبير من المترشحين والمقدر بـ170 مترشحا، على عكس بعض المؤسسات التي احتلت المراكز الأولى والتي لا تضم عددا كبيرا من المترشحين خاصة في المؤسسات التعليمة الخاصة التي تضم في أحسن الأحوال 20 مترشحا، وبذلك تكون نسبة النجاح فيها عالية.

أكد السيد كحيلي أحمد أن المؤسسة تسجل نتائج إيجابية من سنة إلى أخرى ، حيث كشف عن نسبة 80 % كإجازات في مختلف السنوات التعليمية، حصل أصحابها على معدلات تساوي أو تفوق الـ12 من 20، مثمنا الدور الكبير الذي يقوم به الطاقم التربوي خاصة الأساتذة، حيث قال بأن هناك من الأساتذة، وفي خطوة تشجيعية للتلاميذ، من يشتري الهدية من جيبه الخاص ويمنحها للتلميذ في آخر الفصل.

المئزر الموحد لتجاوز الفوارق الاجتماعية في الدخول القادم

تستعد إكمالية قربوعة عبد الحميد إلى إطلاق المئزر الموحد مع الدخول المدرسي المقبل، حسبما كشف عنه المدير أحمد كحيلي الذي تحدث أيضا عن فكرة إطلاق اللباس الموحد بالتنسيق مع أولياء التلاميذ في خطوة لتجاوز كل الفوارق الاجتماعية بين التلاميذ. المشروع في طور الدراسة وهناك إمكانية إشراف شركة تركية مختصة في صناعة الألبسة على تجسيد المشروع على أرض الواقع خلال الدخول المدرسي المقبل، شأنه شأن الدرج المدرسي. سيكون لكل تلميذ درج بسعر 2000 دج في أربع سنوات، يمكّنه من وضع كتبه وأدواته المدرسية ويحتفظ بالمفتاح عنده مع وجود نسخة عند الأستاذ.

تمنى مدير الإكمالية في أخر حديثه لـ«المساء" أن تعمم التجربة الناجحة التي تخوضها مؤسسته على جميع المؤسسات التربوية عبر الولاية وحتى عبر الوطن. يجب أن يعم الخير وتصل الرسالة إلى كل التلاميذ، حتى تكون المدرسة هي القاطرة التي تغير وتأتي بمشروع مجتمع جديد، معتبرا أن الاستثمار في العنصر البشري أحسن مورد لتطور أي بلد.

الأستاذة سعيدة عيساوي، رئيسة نادي علم الفلك: ربطنا علاقة مع "نازا" وكويكب يحمل اسم تلميذ من مؤسستنا

يعد نادي علم الفلك بإكمالية عبد الحميد قربوعة الذي تأسس سنة 2012، من أبرز النوادي على المستوى الولائي وحتى الوطني. لقد تمكن النادي في فترة وجيزة من ربط علاقات مع مؤسسات علمية عالمية كبيرة مختصة في علم الفلك، ومن أكبر بلدان العالم وعلى رأسها وكالة الفضاء الأمريكية "نازا" التي أرسلت وعبر تنسيق مع جمعية "الشعرى" لعلم الفلك بقسنطينة، العديد من علمائها وحتى رواد الفضاء إلى هذه المتوسطة فكان اللقاء جد رائع بين التلاميذ الشغوفين بهذا العلم وعدد من الأسماء المشهورة في المجال.

باحثون وعلماء فضاء نزلوا ضيوفا على .. "قربوعة"

حسب الأستاذة سعيدة عيساوي المختصة في تدريس مادة اللغة العربية والمشرفة على النادي الفلكي خلفا للأستاذة بوراس سميرة، فإن إكمالية قربوعة تشرفت باستقبال رائد الفضاء الماليزي شيخ مضفر شاكور الذي تبادل مع التلاميذ تجربته في الفضاء وخبرته في الميدان. كما تشرفت المؤسسة باستقبال عالم الفلك الفلسطيني سليمان بركة المختص في حماية البنية الأرضية من الأشعة الشمسية والذي كسر الحصار المضروب على غزة وجاء إلى الجزائر. كما تشرفت المؤسسة بزيارة العالم الجزائري عبد الرحمان الزغبي الذي يعمل لـ«نازا"، وكذا العالمة البلجيكية "ياي نازي" التي قدمت شرحا مبسطا حول الكواكب، والعالم الأمريكي ذو الأصول جنوب إفريقية حكيم أولوشي الذي قدم مداخلة عن الانفجار العظيم "البيغ بانغ".

تركت هذه الزيارات أثارا إيجابية في نفوس التلاميذ، خاصة من هواة علم الفلك الذين عبروا عن افتخارهم بالانتماء إلى هذه المؤسسة التربوية، والذين أكدوا أن طموحهم زاد في الذهاب بعيدا في هذا التخصص ولما لا الالتحاق بـ«النازا" ضمن الطاقم العلمي في المستقبل أو العمل بمرصد فلكي جزائري، وهي أمنية العديد من المنتمين إلى هذا النادي.   

يرتكز النادي الذي يملك صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" على مبدأ العمل في إطار المجموعة، مع احترام الرأي الأخر ولو كان مخالفا. وكذا نشر التوعية والتعريف بأهمية علم الفلك الذي تقوم عليه العديد من العلوم. وقد تحصل على رسالة تشجيع من الولايات المتحدة الأمريكية بعدما شارك في مسابقة التلوث الضوئي التي أطلقتها وكالة "نازا" لعلوم الفضاء. مثلت الإكمالية قارة إفريقيا باقتراح من جمعية "الشعرى"، وقد تم خلال هذه التجربة قياس نسبة التلوث الضوئي بمنطقة الخروب وبالتحديد على مستوى المؤسسة، وكانت نسبة التلوث في المستوى الثاني ضمن السلم الذي يضم 7 مستويات والمستوى السابع يكون صافيا تماما ولا يوجد هذا المستوى إلا في ولاية تمنراست، حسب تأكيد التلميذة فرقاني ضحى التي قالت بأن التلوث الضوئي يؤثر على رؤية الأجرام السماوية. كما يؤثر على النباتات في عملية التركيب الضوئي وحتى الحيوان والإنسان، وهو نفس الأمر الذي شاطرها فيه التلميذ أكرم الذي اقترح استبدال المصابيح العادية بمصابيح "لايد"، للاقتصاد في الطاقة من جهة والتخفيض من مستوى التلوث الضوئي من جهة أخرى.

وقالت الأستاذة سعيدة عيساوي بأن النادي شارك في تجربة أخرى أطلقتها وكالة "نازا" من أجل اكتشاف الأجرام السماوية أو الكويكبات الجديدة. وقد تعرف التلميذ منيب سعيداني من متوسطة قربوعة عبد الحميد على كويكب سمي باسمه، وهو مسجل في وكالة الفضاء الأمريكية.    

قسم رياضة ودراسة للتنس الطاولة حصد البطولة الوطنية: تفكير في إنشاء قطب جهوي لـ"الطاولة"

 حقق المدرب بن نوي سفيان، المشرف على رياضة تنس الطاولة بالخروب نتائج جد مشجعة في هذه الرياضة، واستطاع فريق الخروب الفوز بالبطولة الوطنية في فئة الأصاغر تحت إشراف الأستاذ المدرس بإكمالية قربوعة عبد الحميد. والذي يشرف أيضا على تدريب فريق البراعم بقاعة المتوسطة، بعدما وفرت الإدارة كل الإمكانيات لهذه الرياضة واتصلت بمديرية التربية، بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، من أجل بداية التحضيرات انطلاقا من مرحلة الابتدائي ومنذ السنة الأولى ابتدائي، وصولا إلى مرحلة المتوسطة، أين يواصل اللاعبون تدريباتهم بعد دخولهم الإكمالية.

"قربوعة": الأولى وطنيا وصدرت أبطالها إلى أوروبا

يقود المدرب بن نوي الذي خاض تجربة احترافية بالعربية السعودية كمدرب فريق إكمالية قربوعة منذ 10 سنوات، تجربة ومجهود مكنه من الفوز مع هذا الفريق الذي يمثل الخروب وقسنطينة بالعديد من الألقاب الوطنية، آخرها بين سنتي 2015 و2016، وعلى رأسها كأس الجزائر لموسمين على التوالي، تعد تشكيلته رقم واحد على المستوى الوطني. كان فضل إكمالية قربوعة كبيرا في احتراف عدد من اللاعبين في هذه الرياضة وعلى رأسهم سامي خروف الذي يحمل ألوان المنتخب الوطني ومحترف بنادي مونبيليه الفرنسي. وكذا اللاعب عليوة عبد الرحمان الذي يحمل ألوان المنتخب الوطني في صنف الأواسط والذي تخرج من إكمالية قربوعة بمعدل أكثر من 17.

هذه النتائج الباهرة المسجلة بإكمالية قربوعة عبد الحميد في تنس الطاولة، جعلت الفدرالية الوطنية للعبة تفكر في إنشاء قطب جهوي لهذه الرياضة داخل الإكمالية من أجل التكفل بكل المواهب الشابة في هذه الرياضة عبر الشرق الجزائري.

وفرت إدارة الإكمالية كل الظروف المادية والمعنوية لفريق تنس الطاولة، من خلال توفير قاعة التدريبات، التجهيزات، اللمجة والوجبات الغذائية وكذا اللباس الخاص بالتدريبات، حيث أخذت المؤسسة على عاتقها التكفل بهذا الفريق الذي يشرف المنطقة. 

"الطائرة" بالمتوسطة أخرجت أربع لاعبات محترفات في السنة

أكد الأستاذ جمعة عبد العالي، مدرب كرة الطائرة بمؤسسة قربوعة عبد الحميد، أن مستوى هذه الرياضة تحسن كثيرا، بعدما تم استلام مشروع القاعة الرياضية السنة الفارطة. معتبرا أن الوسط المدرسي خزان هائل ويضم مواهب كبيرة، إذا تم استغلالها بالطريقة الصحيحة، ستحدث ثورة في الرياضة الجزائرية.

وحسب المدرب جمعة عبد العلي، فإن بداية التدريب تكون من السنة الأولى متوسط وإلى غاية الرابعة، وقد تم تمديدها إلى غاية المرحلة الثانوية من أجل الحصول على نتائج جيدة ومتابعة المواهب الصاعدة المكتشفة بالمرحلة المتوسطة، وبذلك تكوين مجموعة تستطيع اللعب في النخبة، متسائلا عن عدد الرياضيين الذين سيدعمون الساحة الرياضة الجزائرية في حال قدمت كل مؤسسة تربوية رياضيا واحدا في المستوى المطلوب.

كما نجح المدرب جمعة عبد العالي الذي يخوض تجربة مشروع رياضة ودراسة بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، في تكوين مجموعة من اللاعبات من المستوى العالي خلال تحضيرات سنة فقط . التحقت أربع لاعبات منهن بفريق نادي الكرة الطائرة لقسنطينة، كما استدعيت لاعبة منهن إلى الفريق الوطني في فئة الصغريات، لكن عائلتها منعتها من ذلك هذه السنة والفرصة لا تزال قائمة من أجل أن تلتحق خلال السنة المقبلة. 

يضم مشروع دراسة ورياضة، في اختصاص كرة الطائرة، أربع فرق في المؤسسات التربوية الإكمالية، بكل من الخروب، عين السمارة وقسنطينة، ويرى المدرب جمعة عبد العالي أن التجربة إذا عممت على باقي الإكماليات ستكون النتيجة باهرة.

تجربة جواز السفر وحلم المشاركة في مسابقة دبي للمطالعة

نجحت إكمالية قربوعة عبد الحميد في غرس ثقافة المطالعة في ذهنية تلاميذها، من خلال إطلاق مشروع جواز سفر، وهو مشروع حسب الأستاذة ميمون المختصة في تعليم اللغة العربية، رائدا يهدف إلى تحفيز التلاميذ على المطالعة. يمكن لكل تلميذ استطاع مطالعة عدد من الكتب أو 50 صفحة من كتاب في مختلف التخصصات، المشاركة في المسابقة حاملا معه جواز سفره الافتراضي المعد من طرف المؤسسة التربوية، ويعرض ملخص ما فهم من المادة التي طالعها وسبب اختيار عنوان الكتاب ومعلومات عن دار النشر وغيرها ويعرض كل هذا على لجنة مختصة في التصفيات بين مؤسسات التربوية داخل الولاية لتنتقل المسابقة إلى بين الولايات والفائز يتوج بسفر إلى دبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في المسابقة الدولية لتحدي القراءة العربية. وقد تمكنت تلميذة من مؤسسة قربوعة الوصول إلى المسابقة النهائية بالجزائر العاصمة، لكنها لم تفز وتركت المركز الأول لتلميذ من ولاية قسنطينة سيمثل الجزائر في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى.

اعتبرت الأستاذة ميمون أن هذه المبادرة تهدف إلى إرجاع العلاقة الوطيدة التي كانت في الزمن الجميل وفي الماضي بين الكتاب والتلميذ على أساس أن خير الجليس هو الكتاب. كما تساهم في إنشاء علاقة حب بين التلميذ وصفحات الكتاب. مضيفة أن كل مشارك في هذه المسابقة هو فائز سواء تأهل أو لم يتأهل. وقالت بأن مؤسستها التربوية خصصت حصة مطالعة لكافة التلاميذ وتركت لهم الحرية في اختيار الكتب. وقد ساعد هذا الأمر على زيادة المقروئية داخل المؤسسة، في انتظار تخصيص قاعة مطالعة حسب المواصفات المعمول بها، ستكون جاهزة خلال الموسم المقبل.

الأستاذة ميمون أكدت أن الأولياء شاركوا بفعالية في إنجاح عملية المطالعة التي انطلقت بشكل رسمي منذ 3 سنوات بتخصيص حصص قارة كل أسبوع لفائدة التلاميذ، حيث يساهم الولي من جيبه الخاص، باقتناء الكتاب الذي يريد ابنه مطالعته دون تحديد العنوان من طرف المؤسسة التربوية.

كما أبدت الأستاذة ميمون إعجابها الكبير بتفتح التلاميذ في مؤسسة قربوعة عبد الحميد على الثقافات الأخرى، من خلال التوجه إلى المطالعة باللغات الأجنبية زيادة على اللغة العربية، معتبرة أن هذا الأمر جد مشجع وأن المطالعة لها دور كبير في بناء شخصية التلميذ.

سبتي رمسياء، حائزة على شهادة التعيلم المتوسط بمعدل 18.12: لم أتلق دروسا خصوصية وأشكر أساتذتي بالأكمالية

أكدت التلميذة سبتي رميساء، صاحبة المركز الثاني في شهادة التعليم المتوسط بإكمالية عبد الحميد قربوعة والتي نجحت بمعدل 18.12، أن هدفها هو المواصلة بنفس الوتيرة، معتبرة أن المعدل الذي حصلت عليه هو نتيجة عمل طيلة الأربع سنوات في الطور الإكمالي، وقالت بأنها كانت تسعى إلى النجاح بمعدل 19 أو أكثر لكن ظروف المرض خلال اجتياز الامتحانات منعها من ذلك.

وقالت روميساء في دردشة مع "المساء" أنها تحب مادتي الرياضيات والعلوم الطبيعية كما تحب أيضا مادة اللغة الفرنسية. مضيفة أنها لم تتلق أية دروس خصوصية خلال مشوارها الدراسي، وأن تفوقها كان بفضل مجهودها الشخصي ومجهود الأساتذة في متوسطة قربوعة، والذين قدمت لهم كل الشكر دون أن تنسى عائلتها التي وقفت معها خلال مشوارها الدراسي منذ الابتدائي. مؤكدة أن النجاح يكون بالدرجة الأولى من خلال المراجعة وكذا تنظيم الوقت والعمل طيلة السنة وعدم انتظار تاريخ الامتحان فقط من أجل المراجعة، كما يفعل معظم التلاميذ.

لم تبد رميساء أية ميول لمهنة معينة في المستقبل، حيث أكدت أن الأولوية في الوقت الحالي هي الحفاظ على نفس المستوى خلال المرحلة الثانوية ومن بعدها سيكون لها الوقت الكافي للتفكير بعد نيل شهادة البكالوريا.

بدت روميساء حزينة على مفارقة إكمالية قربوعة عبد الحميد التي قالت عنها بأنها وجدت فيها كل الظروف الملائمة من أجل الدراسة وتحقيق نتائج إيجابية، خاصة في ظل النشاطات العديدة التي تنظمها المؤسسة، معتبرة أن هذه هي سنة الحياة ويجب احترامها.

الأستاذة بونعاس دليلة: سأغادر المؤسسة والدموع في عيني

بدت الأستاذة بونعاس فريدة مختصة في تدريس مادة العلوم الفيزيائية بمتوسطة قربوعة عبد الحميد، جد متأثرة كونها ستحال على التقاعد في الموسم الدراسي المقبل وأن مشوارها المهني انتهى مع نهاية هذا الموسم الدراسي بعد 28 سنة من العطاء في مؤسسة قربوعة عبد الحميد. وقالت الأستاذة بونعاس في حديث لـ«المساء" والدموع تنهمر من عينيها؛ إنها ستشتاق إلى أجواء الأقسام وإلى التلاميذ. كما عبرت عن أسفها عن مفارقة زميلاتها وزملائها بالتدريس. وعادت بنا إلى سنوات خلت عندما التحقت بمؤسسة قربوعة عبد الحميد سنة 1988 وهي لا تزال عروسا، وقالت بأن التاريخ لو يعيد نفسه ستختار من جديد إكمالية قربوعة عبد الحميد لمزاولة مهنتها. 

أستاذة الفيزياء والتكنولوجيا والإعلام الآلي أكدت أن ظروف العمل بمؤسسة قربوعة عبد الحميد، تبقى مثالية بالنسبة لها وجد ملائمة. مضيفة أن هناك تكامل بين الفريق التربوي والإداري لفائدة التلاميذ. وقالت بأن ظروف العمل تنعكس على أداء الأستاذ ومن ثمة على تحسين النتائج في نهاية السنة للتلميذ والمؤسسة، وقالت بأن الصرامة والعمل الجاد ميزة المؤسسة التي تضع شعارا هو تقدير التلاميذ بأخلاقه وعمله.

ووجهت الأستاذة بونعاس رسالة إلى زملائها الأساتذة تحثهم فيها على الصبر والاحترام المتبادل لتهيئة ظروف ملائمة للعمل مع التحلي بالجد والصرامة في العمل. كما توجهت الأستاذة عبر صفحات "المساء" برسالة إلى التلاميذ بإكمالية عبد الحميد قربوعة، تحثهم فيها على الاجتهاد، خاصة أن كل الظروف أصبحت مهيأة لهم من أجل التحصيل العلمي، وقالت بأن التلاميذ محظوظون في هذه المؤسسة التي يتطوع فيها الأستاذ من أجل تقديم دروس استدراكية خلال أيام العطل ونهاية الأسبوع.

محيمود هادية: أستاذة الفرنسية التي "تشرع" لحسن السلوك وتهذيب الألفاظ

أكدت الأستاذة محميود هادية، مختصة في تدريس اللغة الفرنسية، أن مؤسسة قربوعة تعتمد على شعار التربية قبل التعليم. مضيفة أنها في هذا الصدد باشرت مشروعا منذ أربع سنوات من أجل تهذيب ألفاظ وسلوكات التلاميذ وتقديم أسس المعاملات الصحيحة حتى لا يجرح تلميذ زميله في القسم أو في المؤسسة.

ووصفت الأستاذة هادية النتائج المحققة في هذا الصدد بالمشجعة. وقالت بأن التلاميذ أصبحوا في هذه المؤسسة يتنافسون حول السلوكات الصحيحة والألفاظ الجميلة، خاصة بألفاظ التحية كالترحاب والشكر في ظل الانتشار الرهيب للألفاظ النابية والكلام الفاحش في المجتمع وخارج أسوار المؤسسة. 

وتأسفت صاحبة مشروع اللفظ السوي، عن ظاهرة عدم الاهتمام باللفظ في حديث العامة أو ما أسمته بكلمة "عادي" التي تنم ـ حسبها ـ عن عدم مبالاة وإهمال وكذا عدم احترام في التعامل مع الآخر. معتبرة أن هيئة التلميذ داخل المؤسسة أمر مهم جدا والمؤسسة المنضبطة هي التي تفرض على التلميذ التقيد بمظهر خارجي محترم بعيدا عن صيحات الموضة التي لا تمت لمجتمعنا بأية صلة.

وقالت الأستاذة هادية بأن مراقبة التلاميذ بإكمالية قربوعة تتم منذ دخوله باب المتوسطة وانطلاقا من الحاجب الذي يراقب المظهر الخارجي للتلميذ ويخبر بأي تجاوز، حيث يتم إخطار التلميذ وتنبيهه في المرة الأولى من أجل الاستدراك في سلوكه أو مظهره قبل إنذاره والاستنجاد بالأولياء كمرحلة أخيرة. مضيفة أن هناك تفاهم كبير من طرف الأولياء في ظل الضوء الأخضر الذي تمنحنا الإدارة من أجل تصحيح السلوكات الخاطئة من جهة، ومن جهة أخرى تشجيع التلاميذ الخجولين القادمين خاصة من المناطق النائية.

الأستاذة ابن زاوي دلال، رئيسة النادي الصحي: نسعى لزرع ثقافة صحية بين التلاميذ

أكدت الأستاذة بن زاوي دلال، معلمة مادة العلوم الطبيعية، أن النادي الصحي له دور مهم جدا في متوسطة عبد الحميد قربوعة، مضيفة أن فكرة إنشاء هذا النادي راودتها السنة الفارطة بمشاركة زميلتها الأستاذة فوغالي. واعتبرت أهمية هذا النادي من أهمية الجانب الصحي للتلاميذ، حيث قالت بأن النشطاء في هذا النادي يقومون بالتوعية والتحسيس حول أهم المشاكل التي تصادف التلميذ خلال مرحلة المتوسط وعلى رأسها آفة التدخين التي تبدأ في هذه المرحلة.

كما يحسس النادي، حسب الأستاذة ابن زواي، من أخطار تناول بعض المواد الغذائية أو الإفراط في تناولها، على غرار المشروبات الغازية وأثرها السلبي وكذا بطاطا "الشيبس"، حيث يقوم أعضاء النادي من مختلف السنوات بنشر المعلومات عبر المجلات الحائطية وكذا عبر صفحة "الفايسبوك" الخاصة بالنادي. ويساهم أعضاء النادي الذين لهم لباس خاص بتأطير زملائهم في المطعم من خلال محاربة السلوكات السيئة، على غرار إخراج الطعام من المطعم والأكل في ساحة المؤسسة وكذا تحفيز زملائهم على رفع بقايا الأكل ورميها في مكانها المحدد دون انتظار عامل المطعم.

يقوم النادي أيضا بنشاطات بيئية من خلال حملات غرس الأشجار، حيث يقوم أعضاء النادي بجمع الأموال من جيبهم الخاص لشراء أشجار وزرعها في فيناء المؤسسة لتزين المحيط وكسر روتين الجو الدراسي بهذه النشاطات التطوعية.