«المساء» ترافق فرقة المرور بأمن وهران في مهامها

القارئ الأوتوماتيكي للوحات ترقيم السيارات.. آلية جديدة لمحاربة الجريمة

القارئ الأوتوماتيكي للوحات ترقيم السيارات.. آلية جديدة لمحاربة الجريمة
  • القراءات: 3635
رضوان.ق رضوان.ق

تعززت مصالح الأمن في ولاية وهران، بنظام جديد خاص بمراقبة السيارات، باستعمال لوحة ترقيم المركبات، وهو النظام الذي أعطى نتائج هامة خلال شهرين فقط من دخوله الخدمة، ومكّن من استرجاع 45 سيارة كانت محل بحث أمني، في وقت تعمل عدة فرق أمنية بهذا النظام بالتنسيق مع مصلحتي الشرطة القضائية والأمن العمومي لاسترجاع السيارات محل السرقة أو البحث في قضايا مختلفة.

يعد برنامج «القارئ الإلكتروني للوحات ترقيم السيارات» والمعروف اختصارا باللغة الفرنسية بـ»ل.أ.بي.إي»، من بين أهم الأنظمة الأمنية التي تزودت بها مصالح الشرطة، والأمن العمومي بالأخص، على غرار كامل ولايات الوطن، وهو البرنامج المعلوماتي الذي تم استحداثه منذ شهرين فقط، ودخل الخدمة مباشرة بعد نجاح التجارب التقنية والميدانية عليه.

في هذا السياق، كشف عميد الشرطة رئيس المصلحة الجهوية للوسائل التقنية بوهران، أن هذه التقنية الجديدة تعد من بين أهم الوسائل الخاصة بمكافحة الجريمة، عن طرق استغلال البرنامج الإلكتروني لقراءة لوحات السيارات، موضحا أن البرنامج كان محل دراسة ومتابعة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، وأقيمت بخصوصه عدة تجارب تقنية وميدانية، مكّنت من الاطلاع على قوته وفعاليته، وهو ما أدى بالمديرية العامة للأمن الوطني إلى تبني البرنامج وتعميم استعماله بكل ولايات الوطن. وذكر رئيس المصلحة الجهوية أن النظام الجديد الخاص بالسيارات ركّب على مركبات من نوع «فورد» التي جهّزت بالكاميرات والأنظمة التقنية.

4 كاميرات تعمل بزاوية 360 درجة، وبالأشعة ما تحت الحمراء

للوقوف أكثر على أهمية النظام وكيفية استخدامه، شاركت «المساء» في خرجة ميدانية رفقة فرقة وحدة المرور بالمصلحة الولائية للأمن العمومي لولاية وهران، وهي الوحدة التي يرأسها ضابط، فيما كلّف بمهام استخدام التجهيزات التقنية ضباط تلقوا تكوينا خاصا حول البرنامج المعلوماتي.

كشف الملازم الأول للشرطة عبد الهادي بوفريدي الذي رافقنا في الخرجة الميدانية، بأن المصلحة الولائية تملك اليوم عدة سيارات من نوع «فورد فوكيس» زودت كلها بنظام القارئ الأوتوماتيكي للوحات السيارات، موضحا أن الضباط المسؤولين على التجهيزات التقنية والعمل الميداني، تلقوا تكوينا خاصا عن كيفية استخدام التجهيزات وتحميل المعلومات ومختلف التقنيات المتعلقة باستخدام التجهيزات التقنية.

ذكر الملازم الأول للشرطة بأن السيارة مجهزة بـ4 كاميرات مراقبة تعمل بالتزامن، وضعت فوق سطح السيارات بما يعادل 360 درجة، مما يمكن الكاميرات من تصوير وإحاطة كامل المساحة التي تدور حولها، وهو ما يجعل كل السيارات المارة بقربها ومن جانبيها، تحت عدسات الكاميرات التي تعد من آخر التقنيات في مجال كاميرات المراقبة.

كما كشف المتحدث عن أن كاميرات المراقبة الأربعة تعمل يوميا بصفة كاملة، وهي مزوّدة بشاشة حاسوب في مقدمة السيارة، يتم التحكم فيها من طرف المستخدم. كما تقدم شاشة الحاسوب صورتين في نفس الوقت، وتعمل الكاميرات ليلا بصفة كاملة باستخدام الأشعة ما تحت الحمراء، ويمكن للنظام من قراءة أية لوحة سيارة في الظلام الدامس والتعرّف عليها على بعد عدة أمتار.  انطلقت رحلة «المساء» مع الملازم الأول للشرطة بوفريدي من مقر الأمن الولائي لولاية وهران، بعد الحصول على إذن من رئيس المصلحة الولائية للأمن العمومي عميد أول للشرطة إبراهيمي بن اعمر، وبعد تفقّد التجهيزات التقنية ودخول شاشة الحاسوب باستخدام رقم دخول سري، منح لكل مسؤول على سيارة، انطلقت الخرجة الميدانية عبر شارع «محمد بن عبد الرزاق»، وبمجرد الخروج إلى الشارع المقابل لمقر أمن ولاية وهران، شرعت كاميرات المراقبة الأربعة الموجودة فوق سطح المركبة، بإرسال الصور الخاصة بالسيارات التي كانت تمر بجوارها من الجانبين وأمامها، وحتى خلفها، وهي الصور التي كانت تنزل على الشاشة بمعدل صورتين في آن واحد، لتنطلق معها عملية قراءة اللوحات أوتوماتكيا من طرف البرنامج، مع تواصل وصول الصور دون توقف، وهو ما يجعل البرنامج أهم آلية تتزوّد بها مصالح الشرطة لمحاربة الجريمة.

استرجاع 45 سيارة محل بحث في شهرين

كشف الملازم الأوّل للشرطة عن أن دخول السيارات المزودة بهذا النظام مجال الخدمة، ساهم كثيرا في محاربة الجريمة وتوقيف السيارات محل بحث من طرف الشرطة، ومكّن النظام منذ دخوله حيز الخدمة  منذ شهرين فقط من استرجاع 45 سيارة، كانت محل بحث أمني في قضايا سرقات واعتداءات، وكذا محل بحث في ولايات أخرى، فضلا عن السيارات التي تكون في حالة فرار بعد الإبلاغ عنها من طرف المصالح المعنية.

تحيين سريع للمعلومات وكشف في أقل من ثانية

حول عملية اكتشاف السيارات محل بحث أمني، أوضح المتحدث أن كل عمليات إيداع لترقيم السيارات محل بحث أمني، تتم بعد تعميم نشرية البحث، تتزوّد بها كل المصالح المختصة، ويتم على ضوء ذلك التواصل مع المصلحة المتخصصة، ليقوم المكلف بالعمليات على مستوى المركبة، بالحصول على المعلومات حول السيارات محل بحث في نفس اليوم، وإدخالها في نظام المعلومات باستخدام قارئ معلومات أو بطاقة ذاكرة لتدرج ضمن المركبات محل بحث، وهي عملية سريعة ويتم يوميا إدخال ترقيم كل السيارات محل بحث أمني، عبر كامل القطر الوطني، مما يجعل من البرنامج خزانا متنقلا للمعلومات الخاصة بالسيارات محل بحث، كما يمكّن النظام من تخزين المعلومات الخاصة بكل المركبات.

وخلال تواجدنا داخل السيارة رفقة الملازم الأول للشرطة بوفريدي، كشف عن أنّه بمجرد مرور سيارة محل بحث أمني بالجهات الأربعة للسيارات، يتم قراءة ترقيمها، وبمجرد دخول الترقيم تصدر الشاشة صوتا على شكل إنذار، مع خروج نشرية البحث عن السيارة التي تحمل اللون الأحمر، وهي النشرية التي تحتوي على كل المعلومات بخصوص السيارة محل البحث، من ترقيم ونوعية نشرية البحث، وسبب البحث وكذا اسم صاحب السيارة وحتى المصلحة أو الولاية التي تطلب فيها المركبة، ليتم بعدها توقيف السيارة وتحويلها نحو المصلحة القريبة من مكان التوقيف أو الأمن الحضري المختص إقليميا.

قراءة لوحات ترقيم 50 سيارة في الدقيقة الواحدة

عن طريقة توقيف المركبات وسائقيها، كشف المتحدّث عن أنه يتم وفق الإجراءات المعمول بها، موضحا أنه وإلى حدّ الآن، لم يتم تسجيل أية تجاوزات من طرف سائقي السيارات محل بحث، كما لم يتمكن أي سائق من الفرار من عملية المراقبة، من خلال استخدام أساليب خاصة في توقيف المركبات محل البحث، مضيفا أنّ العملية تتمّ بشكل قانوني وفق نشرية البحث، وبمجرد توقيف السيارة وتسليمها للمصالح المختصة وبانتهاء الإجراءات القانونية، يتم إصدار نشرية الكف عن البحث بخصوص السيارة محل القبض، ليتم على ضوئها إدراج المعلومات الجديدة ضمن النظام وتحيينه باستبعاد السيارة المسترجعة من برنامج البحث الإلكتروني بالبرنامج المعلوماتي لمصالح الأمن العمومي.

كما اكتشفنا خلال تواجدنا رفقة فرقة وحدة المرور بالمصلحة الولائية للأمن العمومي لولاية وهران، بأنّ النظام يمكن له قراءة ما لا يقل عن لوحات ترقيم 50 سيارة في الدقيقة، وهو الرقم الذي يبقى يرتفع أو ينخفض حسب عدد السيارات التي تمر بالطريق أو الشارع، مما يجعلها فعالة أكثر في الطرق الكبيرة للولاية والشوارع الهامة المنتشرة حول المدينة.