عداد يحيى الحائز على جائزة أحسن حرفي جزائري في صناعة الحلي الفضية:

الاهتمام بالتصميم والنوعية لترقية الحلي

الاهتمام بالتصميم والنوعية لترقية الحلي
  • القراءات: 14614

أكد الحرفي عداد يحيى، الحائز على جائزة وطنية لأحسن حرفي جزائري في صناعة الحلي الفضية لسنة 2014، على ضرورة العمل من أجل تطوير وترقية حرفة صناعة الحلي الفضية، من خلال الاهتمام بالتصميم والنوعية والتفكير في التصدير، معتبرا أن الصناعات التقليدية يمكنها أن تكون وديعة اقتصادية تساهم في الرقي بالاقتصاد الوطني بفضل جهود الحرفيين ودعم الدولة.

قال الحرفي بأن حيازته على هذه الشهادة كان بفضل جهوده وإبداعه،  من خلال إدخال التصميم والتعديل وكذا الاهتمام بالنوعية، مما نال إعجاب الزبائن والمختصين في مجال الحلي الفضية، حيث قال بأنه بدأ يمارس الحرفة من زمن بعيد، ليقرر وبعد تمكنه من ممارسة هذه الصناعة، من  فتح محل منذ 5 سنوات، لأن من يقصدون المحل يجدون ما يريدونه من المجوهرات الفضية المختلفة باختلاف ألوانها وأشكالها التي تعلمها على أيادي كبار  الحرفة.

وأضاف الحرفي أنه تعلم الصنعة بآث يني، مسقط رأسه، وتحديدا بقرية ثوريرث ميمون، إذ أن هذه الحرفة التي ورثها سكان آث يني أبا عن جد، أولت لها أجيال خلت أهمية، ولعل استمرار الصناعة اليوم خير دليل على ذلك، حيث قال بأن شباب وشابات آث يني يعملون على ضمان الحفاظ على الحرفة عن طريق تعلمها ويتتلمذون، ليصبحوا شيئا فشيئا حرفيين بامتياز، حيث لا تفوتهم أية فرصة للتعلم، منوها بأنه تربص لدى أحد القدماء من ممارسي الحرف بآث يني، الحرفي أوراك محي الدين الذي علمه تقنيات وطرق مختلفة في صناعة الحلي.

وأكد السيد عداد أن الحلي الفضية لآث يني حافظت عن مكانتها بفضل احتفاظها بالجانب التقليدي، وكذا مواكبتها للتغيرات ومتطلبات العصر التي فرضت على الحرفي إدخال نوع من التغير والتعديل حتى تضمن الحرفة الاستمرارية، لكن دون أن يفقدها ذلك ميزتها، كما أن إضفاء البصمة العصرية بغية تطوير وترقية الحرفة إلى جانب ما هو موروث، بغرض الجمع بين التقليدي والعصري في صناعة الحلي الفضية، وفتح المجال للإبداع يجلب بدوره اهتمام الزبائن، لاسيما مع إبداع نماذج تساير كل مناسبة وخرجة وأخرى تميز المرأة المتزوجة من العزباء، والتي أنجبت ذكرا وأخرى لا، وغيرها من الأشكال التي جعلت من الحلي الفضية تنافس المجوهرات الأخرى، حيث وجد الحرفي نفسه يبدع لاستقطاب الزبائن بقوة، ليس فقط الذين يعرفون الحلي الفضية وإنما حتى الأجانب الذين يأتون كسياح يعجبون بمختلف الأشكال المزينة بألوان جميلة مستوحاة من الطبيعة.

وتطرق الحرفي إلى المشاكل التي تواجه الحرفيين، في مقدمتها نقص المادة الأولية ووفرتها في السوق السوداء، لكن بأسعار جد مرتفعة، متسائلا كيف أن "اجنيور" لا تملك المادة والاستيراد ممنوع، في الوقت ذاته تتواجد الفضة بكميات كبيرة في السوق السوداء التي يباع الكيلوغرام الواحد بـ13 مليون سنتيم".

وأكد بأن مستقبل الحرفة خاصة بعد قيام الصينيين بتقليد أشكال ونماذج، يتطلب تدخل وزارة التجارة لردع ومنع استيراد هذه المصوغات ووضع حد للمستوردين لها، ليس فقط كونها تهدد الحرفة وإنما لخطورتها على الصحة وتسببها في السرطان، لأنها مصنوعة من الرصاص، مضيفا أنه يجب على الزبون أن يعرف التفرقة بينهما، حيث أن الحلي المقلدة ثقيلة ويتحول لونها إلى الأحمر بعد أيام.