واقع الدخول المدرسي بوهران

الاكتظاظ، قلة التأطير ومشاكل أخرى

الاكتظاظ، قلة التأطير ومشاكل أخرى
  • القراءات: 1014
ج .الجيلالي ج .الجيلالي
افتتحت منذ بداية الشهر الحالي كل المؤسسات التربوية بالولاية أبوابها من أجل تسجيل التلاميذ في مختلف المستويات وذلك بعد التحاق الأعوان الإداريين بمناصبهم لتحضير الدخول المدرسي في أحسن الظروف والأحوال، وبغض النظر عن استفادة بعض المناطق من هياكل جديدة لحل مشكل الاكتظاظ، تبقى مناطق أخرى تنتظر الفرج، والملاحظ أن هذا الموسم سيشهد نقص التأطير الإداري، مما يزيد الطين بلة.
وحسب عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، السيد محمد عوس، فإن تدشين ثانويتين جديدتين بكل من طفراوي وسيدي البشير بإمكانه تسهيل عملية التمدرس لفائدة 1800 تلميذ، خاصة تلاميذ سكان بلدية طفراوي التي تمكنت من استقبال أول ثانوية بها، الأمر الذي يمكن تلامذتها من تجنب عناء التنقل اليومي إلى بلدية وادي تليلات على بعد 15 كلم من أجل تلقي العلم، مثلما هو الشأن لتلاميذ سكان سيدي البشير.
لكن مقابل ذلك فإن واقع القطاع بالبلديات الأخرى لا يبعث على الارتياح، كما هو الشأن في بلدية مرسى الحجاج التي تم العام الماضي تدشين ثانوية جديدة بها، إلا أن التلاميذ هجروها بسبب غياب العديد من التخصصات ووجدوا أنفسهم في نفس الوضعية السابقة ينهضون باكرا جدا من أجل التنقل إلى ثانوية أخرى ببلدية بطيوة على بعد 20 كلم، وما يشكل ذلك من عناء التنقل وانعدام الوجبات الغذائية وغيرها من الأمور المهمة الأخرى التي تعيق جودة تلقي العلوم والدروس وآثار ذلك على التحصيل العلمي وبالتالي النتائج الدراسية في نهاية الموسم الدراسي.
وبغض النظر عن هذه المشاكل العويصة، يطرح ممثلو مختلف النقابات المستقلة الممثلة لمختلف الأطوار الدراسية مشكل نقص التأطير بشكل محسوس سواء في المجال الإداري الذي يبلغ تعداد أعوانه حوالي 12 ألف عون وهو ما بإمكانه تشجيع التسيب واللاانضباط واستفحال ظاهرة العنف داخل حرم المؤسسات التربوية أو المجال الأكاديمي التدريسي الذي يعادل فيه عدد الأساتذة ما لا يقل عن 15 ألف أستاذ رغم توظيف 1145 أستاذ جديد والتحاقهم بمناصبهم العملية الجديدة، إثر نجاحهم في المسابقات التي نظمت لهذا الغرض وما تبعها من دورات تكوينية لحل إشكال التلقين العلمي البيداغوجي.
من جانب آخر، فقد استفادت الولاية من 7 متوسطات جديدة و144 قسم في الطور الابتدائي موزعة على 12 مجمعا مدرسيا، وهي غير كافة كون عمليات الترحيل التي قامت بها مصالح الولاية باتجاه بلديتي وادي تليلات وقديل في الجهة الشرقية من الولاية بالإضافة إلى الأحياء السكنية الجديدة بحي الصباح والسلام والياسمين الواقعة كلها بالجهة الغربية سيرفع من نسبة الاكتظاظ بشكل كبير، حيث بإمكانها أن تصل إلى 70 تلميذا بالقسم الواحد، وهو الأمر الذي يفرض على مديري هذه المؤسسات التربوية العمل بنظام الدوامين وتقسيم القسم الواحد إلى فوجين من 30 إلى 35 تلميذا.
ويبقى الجديد المتميز في الدخول المدرسي لهذا الموسم هو التعزيزات الأمنية التي أقدمت عليها المديرية الولائية للأمن الوطني فيما يتعلق بتعزيز تواجدها قريبا من المؤسسات التربوية، حفاظا على أرواح التلاميذ وحماية لهم من أي تعد والعمل على التجسيد الميداني والعملي على محاربة مختلف الآفات الاجتماعية، حيث يأتي تواجد عناصر الأمن الوطني بالقرب جدا من المؤسسات التربوية التي يكثر عندها تسجيل حوادث المرور كإجراء فعال للتصدي لكل ما من شأنه التشويش على السير الحسن والعادي للدخول المدرسي.