"المساء" ترصد أجواء مخيمات الأطفال في بومرداس

استجمام ورحلات.. وفرصة للابتعاد عن إدمان الهواتف

استجمام ورحلات.. وفرصة للابتعاد عن إدمان الهواتف
  • القراءات: 761
حنان سالمي حنان سالمي

 تخصيص 3 مراكز لاستقبال 1500 طفل من ذوي الهمم

 برامج لاستكشاف المعالم السياحية

 المخيمات الصيفية...فرصة لحفظ القرآن وتعلم معنى التطوع

سخرت ولاية بومرداس خلال الصيف الحالي، 20 مدرسة و3 مراكز لاستقبال أطفال الوافدين من حوالي 20 ولاية من ولايات الهضاب العليا والجنوب، حيث وضعت في هذا الشأن، برنامجا لفائدة أزيد من 2200 طفل، لتمكينهم من فرصة التخييم بإحدى بلديات بومرداس العشرة الساحلية، عبر أفواج. وضمن هذا البرنامج تقرر استقبال حوالي 1500 طفل من ذوي الهمم من ولايات أدرار والمدية وبسكرة، في المراكز التابعة لمصالح النشاط الاجتماعي.

تشكل المخيمات الصيفية لصالح ولايات الهضاب العليا والجنوب، فرصة متجددة لأطفال هذه الولايات للاستمتاع بنسائم البحر. ولئن كان الاستجمام من أهم الفترات الترفيهية ضمن برنامج هذه المخيمات، فإن تنظيم رحلات استكشافية لأهم المعالم السياحية والثقافية سواء بولاية بومرداس، أو العاصمة الجزائر لا تقل أهمية هي الأخرى، حيث تسمح للأطفال باستكشاف متحف المجاهد ومقام الشهيد، وزيارة خاصة لحديقة التجارب بالحامة التي تعد من جهتها رحلة قائمة بحد ذاتها وتجربة لا تنسى.. وبعيدا عن كونها مخيمات للراحة والترفيه فإن أهدافها تربوية بالدرجة الأولى. المساء زارت المخيم الصيفي لأطفال الجمعية العليمة والثقافية "شبابنا" لولاية سطيف الذين يخيمون حاليا بمدرسة "أول نوفمبر 1954" بحي 800 مسكن ببلدية بومرداس، قضت معهم بعض الوقت وعادت بالتالي.

تخييم.. استجمام.. رحلات وحفظ للقرآن

بالمخيم الصيفي لجمعية "شبابنا" بالمدرسة المذكورة، تحدثنا إلى السيد رشيد بن عزيز رئيس المخيم الذي أكد أن ولاية بومرداس تستقبلهم لرابع مرة، وفي كل زيارة يكتشفون معالم جديدة تترك لديهم ذكريات جميلة. محدثنا لفت كذلك إلى حفاوة استقبال البومرداسيين للضيوف القادمين من ولايات الوطن، خاصة بعض الباعة والتجار ممن يسألون عن ولاية الزوار للترحيب بهم. كذلك تحدث عن توفر عامل الأمن مما أضفى طمأنينة كبيرة لديهم، حيث أكد مكوث أعوان الشرطة بالقرب من المخيم بما يزيد في الأريحية في التنقل. أما عن أهم الأنشطة التي يتضمنها المخيم، فإن أهم فقرتين على الإطلاق تتلخصان صباحا في الاستجمام بشاطئ النورس المحاذي لحديقة النصر، وبعد العصر في حفظ ومراجعة القرآن، حيث أكد الأستاذ بن عزيز بأن الجمعية تنظم سنويا مخيمات قرآنية بمناسبة العطل المدرسية والموسم الصيفي، إضافة إلى تنظيم دورات لتحفيظ القرآن. كان ذلك بكل من القل بولاية سكيكدة، ثم زيامة منصورة بولاية جيجل وحاليا بمدينة بومرداس، ثم بإحدى ولايات الغرب الجزائري خلال أوت المقبل، سواء ولاية مستغانم أو تلمسان.

محدثنا لفت إلى أن تفشي جائحة كورونا خلال 2020 و2021، أثر بشكل كبير على التخييم بالنسبة لأطفال الهضاب العليا وباقي الولايات بسبب الظرف الصحي الاستثنائي العالمي، موضحا بأن الطلب كان كبيرا هذه السنة لذلك فإن طلبات التخييم أرسلت لأكثر من ولاية بغية السماح لأكبر عدد ممكن من الأطفال للاستفادة من هذه التجربة. علما أن عدد الأطفال بمخيم شبابنا بمدرسة أول نوفمبر 1954 يصل إلى 120 من بينهم بعض المؤطرين. كما ذكر المتحدث بأن برنامج الرحلات الاستكشافية يضم كذلك رحلة لحديقة التجارب بالحامة، والمتحف الوطني للمجاهد ومقام الشهيد..

المخيم.. فرصة للابتعاد عن إدمان الهواتف الذكية

كانت زيارة مخيم شبابنا فرصة للتقرب من الأطفال والتحدث معهم، وقد حظيت المساء باستقبال حار من طرف هؤلاء ممن لم يترددوا في مقاسمتنا وقتهم والحديث عن أهم ما أعجبوا به بولاية بومرداس، حيث شكل استكشاف معالم عاصمة الجزائر المؤقتة "الصخرة السوداء"، من بين أهم المحاور التي تضمنها البرنامج المخصص للأطفال بالمخيم، حيث قال كل من محمد جوادي وانس جوادي ومحمد معاوي وكلهم في عمر 11 سنة، أنهم يزورون ولاية بومرداس لأول مرة وأنهم أعجبوا بشواطئها وبكورنيش الواجهة البحرية. وأعجبوا كذلك بالمناظر السياحية للمدينة، بينما اكتفى وسيم عبد الإله صاحب 8 سنوات وهو أصغر طفل بالمخيم، بالتأكيد أنه أعجب بالبحر...وفقط، لما سألناه إن كان يريد العودة إلى المنزل أجاب بنعم، ولما سألناه إن كان يفضل المكوث أمام البحر أيضا أجاب بنعم.. ربما كان يفضل الاثنين معا، وهو ما حذا بالأستاذ عبد العزيز للتأكيد بأن مدة التخييم بالنسبة للأطفال الصغار محددة بأسبوع فقط مراعاة لاحتياجهم للأهل، بينما تصل المدة لدى البقية إلى 10 أيام أو 15 يوما، حسب الأفواج.

التخييم بالنسبة لكل من قصي بوطالبي وزين الدين لكحل وكليهما أبناء 17 سنة، كان في بداية الأمر صعبا بسبب إجبارهما على التخلي عن الهاتف الذكي، حيث قال قصي لنا إنه مدمن على الألعاب الالكترونية وأن هاتفه الذكي لا يفارقه 24 ساعة في اليوم، إذ لفت إلى أن أمر التخلي عن هاتفه في البداية كان صعبا للغاية، ولكنه بدأ يعتاد على الأمر شيئا فشيئا بالنظر الى أهداف الاجتماعية للمخيم. وبالمثل أكد زين الدين أن الأيام الأولى من المخيم دون هاتف ذكي "كانت سامطة، ثم اعتاد على الجو الأخوي بفضل التأطير، بينما لفت لؤي كداد أيضا صاحب 17 سنة، إلى أن تعويض سويعات اليوم ببعض الألعاب الاجتماعية مثل الشطرنج و"الدومينو" وكذا لعبة السهام وغيرها، وهو نفس ما أكده لنا عبد المومن بوجلال ذو 17 سنة أيضا لما قال إنه بعد مرور الأيام الأولى للمخيم..بدأنا نتخلى شيئا فشيئا عن الهاتف الذكي ونهتم أكثر بالجماعة"، كما لفت كل هؤلاء الشباب إلى أن المخيم الصيفي قد بعث فيهم روح المسؤولية..التطوع والاعتماد على الذات. كما نشير إلى أن كل هؤلاء الشباب مقبلون على اجتياز البكالوريا العام المقبل، قالوا إن التخييم فرصة لهم لشحذ الهمة واستقبال عام دراسي بإرادة وعزيمة قويتين. كما نشير إلى أن كل الأطفال ممن تحدثنا إليهم من حافظي القرآن الكريم بصفة متفاوتة ومنهم من يحفظ 60 حزبا.

20 مدرسة و3 مراكز للتخييم خلال 2022

من المنتظر أن تستقبل ولاية بومرداس حوالي 2200 طفل من ولايات الهضاب العليا والجنوب خلال فترة التخييم شهري جويلية وأوت 2022، وحسب المكلف بملف التخييم بمديرية السياحة لبومرداس محمد ديدي، فإنه تم تخصيص 20 مدرسة ابتدائية موزعة عبر 10 بلديات ساحلية بومرداس، بودواو البحري، زموري، لقاطة، جنات، سيدي داود وبلدية دلس التي تستضيف أيضا أطفالا معاقين بالمركز المتخصص في الحماية. وأكد محدثنا أن المديرية تلقت حوالي 500 طلب للاستفادة من التخييم من عدة ولايات بالهضاب العليا والجنوب، وهو ما كان متوقعا يضيف - بعد سنتين من الإغلاق بسبب تفشي جائحة كورونا، ما حذا بالسلطات الولائية لوضع لجنة خاصة مكلفة بدراسة ومتابعة حملة المخيمات العائلية والمؤسسات التربوية برئاسة الأمين العام.

بالإضافة إلى المؤسسات التربوية المخصصة للتخييم، تم كذلك تخصيص 3 مراكز تابعة لمديرية النشاط الاجتماعي بكل من بلدية تيجلابين حيث خصص المركز النفسي البيداغوجي ومركز الصغيرات النفسي التابع لبلدية الثنية، كذلك تم تخصيص مدرسة الأطفال المعوقين بصريا الكائنة ببلدية برج منايل لنفس الغرض. هذه المراكز الثلاثة تحديدا موجهة لاستقبال قرابة 1500 طفل من أبناء الجنوب والهضاب العليا للاستمتاع بالعطلة الصيفية ببومرداس. وبشيء من التفصيل فإن هؤلاء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، يؤطرهم 77 مؤطرا خلال الفترة الممتدة من 15 جويلية إلى 20 أوت، حيث يستقبل المركز المتخصصة في الحماية بدلس 95 طفلا من ولاية بسكرة للتخييم مدة 37 يوميا يؤطرهم 17 مؤطرا، بينما يستقبل المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا  بالصغيرات ببلدية الثنية 913 طفل من ولاية المدية في إطار المخطط الأزرق، مقسمين على أفواج بتأطير خاص من طرف 46 مؤطرا، ويستقبل المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا  بتيجلابين 40 طفلا من ولاية أدرار يؤطرهم 14 مؤطرا، حسب توضيح مديرية النشاط الاجتماعي لبومرداس.