"المساء" تستطلع أسعار المواشي ببومرداس

ارتفاع في أثمان الأضاحي في موسم ميزه الجفاف

ارتفاع في أثمان الأضاحي في موسم ميزه الجفاف
  • القراءات: 1340
حنان سالمي حنان سالمي

تسجل أسعار الأضاحي بأسواق الماشية بولاية بومرداس، ارتفاعا محسوسا قدره بعض التجار بـ 30 بالمائة، مقارنة بالموسم الماضي، لأسباب حصروها عموما في ارتفاع الأعلاف التي عرفت من جهتها ارتفاعا يصل أحيانا إلى 100 بالمائة. فيما يتوقع البعض انخفاضا في الأسعار باقتراب عيد الأضحى، فيما يرى البعض الآخر، أنها مرشحة للزيادة أكثر. وقد تم في نفس السياق، اعتماد 62 نقطة بيع عبر مختلف بلديات الولاية بأسعار "معقولة"، مع تسخير كل المذابح قصد ضمان السير الحسن لعملية النحر وسط البروتوكول الصحي المعتمد.

تسجل أسعار الأضاحي بأسواق الماشية بولاية بومرداس، ارتفاعا محسوسا قدره بعض التجار بـ 30 بالمائة، مقارنة بالموسم الماضي، لأسباب حصروها عموما في ارتفاع الأعلاف التي عرفت من جهتها ارتفاعا يصل أحيانا إلى 100 بالمائة. فيما يتوقع البعض انخفاضا في الأسعار باقتراب عيد الأضحى، فيما يرى البعض الآخر، أنها مرشحة للزيادة أكثر. وقد تم في نفس السياق، اعتماد 62 نقطة بيع عبر مختلف بلديات الولاية بأسعار "معقولة"، مع تسخير كل المذابح قصد ضمان السير الحسن لعملية النحر وسط البروتوكول الصحي المعتمد.

كشفت جولة لـ"المساء"، من خلال بعض نقاط بيع الأضاحي المنتشرة بكثرة هذه الأيام باقتراب عيد الأضحى المبارك، عن معدل سعر الأضحية التي يطلق عليها لدى العامة "الثنيّ" لهذه السنة الذي بلغ حدود 50 ألف دينار، وهو السعر الذي يراه المستهلك مبالغا فيه، بينما يؤكد الموالون والتجار أنه معقول بالنظر لعدة أسباب، أهمها ارتفاع أسعار الأعلاف الذي مرده الجفاف وشح الأمطار بالدرجة الأولى..

أسعار مقبولة في موسم استثنائي

أكد أحد مربي المواشي، بمنطقة بن تركية ببلدية بودواو في الموضوع، أن أسعار المواشي تتزايد عموما السنة تلو الأخرى، ولكن بمعدل مقبول يرضي جميع الأطراف سواء البائع أو المستهلك، مشيرا إلى أن الموسم الجاري يعد استثناء حقيقيا بسبب الجفاف المستمر منذ أشهر، والذي انعكس سلبا على أسعار الأعلاف والتبن وتغذية المواشي بشكل عام. ويفصل المتحدث في هذا الصدد، فيقول "إن كبش التسمين الموجه للتضحية أوالذبح، يأكل تحديدا العلف الذي يعد من أجود أنواع التغذية الموجهة لمواشي التسمين ومنها الكباش، ولكن بلغ سعر القنطار الواحد منها مؤخرا 6 آلاف دينار، وقد يقفز إلى 7 آلاف دينار، بينما وصل سعر الخرطال إلى حدود 1700 دينار وسعر التبن (البوطة) 1000 الى 1200 دينار..."، وهي أسعار قدرها محدثنا، بكونها مرتفعة تنعكس بشكل مباشر على أسعار الأضاحي التي أصبحت اليوم معروضة ما بين 37 ألف دينار إلى 63 ألف دينار، معتبرا هذه الأخيرة مقبولة بالنظر للمعطيات المذكورة، وأضاف عليها اليد العاملة الموسمية والمراقبة البيطرية لضمان عيد أضحى بدون أخطار صحية.

ونشير في هذا الصدد، إلى أن معدل الأسعار المذكور مفصل كالتالي: الخروف 37 ألف دينار والثْنَي 46 ألف دج، بينما يصل سعر الثني الخشن إلى 63 دج، وهو المعدل الذي يسود أيضا بنقطة بيع أخرى بنفس المنطقة، حيث أكد لنا تاجر مواشي آخر يعرض بالزريبة، ما يزيد عن 50 رأسا، كما تعرض الأضاحي بمعدل سعر يتراوح ما بين 46 ألف دج إلى 63 ألف دج، مؤكدا أنه قصد سوق الجملة لولاية الجلفة قبيل أيام لشراء عدد من الرؤوس وإعادة بيعها بسوق بن تركية في بودواو التي تعد من أشهر نقاط البيع بكامل الولاية، إلا أنه اصطدم بركود السوق بشكل ملحوظ، مقارنة بالموسم الماضي الذي عرف تقييدا في حركة البيع والشراء عموما بسبب تفشي جائحة كورونا، معترفا، بارتفاع الأسعار بـ30 بالمائة بمعدل يتراوح ما بين 6 آلاف إلى 7 آلاف دينار في كل رأس، غير أنه دعا إلى تحري الأسباب قبل أن يتم اتهام التاجر باستغلال شعيرة الأضحى للربح السريع.

متحدثا في هذا الصدد، عن الموجة الاستثنائية للجفاف التي تضرب الوطن، وأدت بشكل مباشر إلى ارتفاع تغذية المواشي بمعدل قال إنه "غير مقبول" تماما يصل لبعض المواد الى 100 بالمائة وقد يتجاوزه، ومنه سعر حزمة واحدة من التبن (البوطة) التي قفز سعرها من 350 دج خلال العام الماضي ليصل هذا العام الى 900 دج وأحيانا 1000دج، بينما تضاعف سعر الشعير من 2600 دج خلال عام كورونا مثلما سماه- إلى 5600 أو 6 ألاف دينار في هذه السنة، وبالمثل ارتفع سعر النخالة البيضاء من 2200دج إلى 4000 دج "بالرغم من أننا في موسم الحصاد ومن المفروض أنها مادة متوفرة"، -يضيف محدثنا- مرجعا الأسباب الى شح الأمطار من جهة، وأيضا الى المضاربين ممن يتحينون الفرص لشراء الأعلاف، وإعادة طرحها بأسعار خيالية في غياب الرقابة على حد تعبيره-.

أسعار ثابتة وخسائر غير متوقعة

ومن جهته، حدثنا موال من ولاية تيارت، يعرض رؤوسا من الكباش بنقطة بيع أخرى بنفس البلدية، مؤكدا الطرح القائل بأن الجفاف وارتفاع أسعار التغذية والأعلاف قد أثر بشكل كبير على السعر النهائي للأضاحي المعروضة في أسواق التجزئة، داعيا الجهات المعنية، إلى التدخل وضبط الأمور حتى لا تخرج عن السيطرة، لاسيما وأن الفلاح المربي أضحى في الآونة الأخيرة معرضا للخسائر، بما قد يجعل نسبة كبيرة منهم يغيرون النشاط، مرغمين بما قد يزيد في تعقيد الوضع.

وقال المتحدث، إنه توارث مهنة تربية كباش التسمين في نطاق العائلة بولاية تيارت، وأنه لم يسبق له وأن عايش وضعا استثنائيا مثل السائد هذه السنة بسبب الجفاف، وكذا بسبب غلاء الأدوية والمراقبة البيطرية وانعدام الدعم لفائدة المربين على حد قوله-. كما أضاف أنه يواجه خسائر غير متوقعة منذ قرابة السنة بعد نفوق أزيد من 300 خروف بسبب مرض مجهول، ولصعوبات مالية، لم يستطع تعويضها خاصة وأن الموال يلجأ لتربية الخرفان موسما كاملا من أجل طرحها في الأسواق خلال عيد الأضحى "لكن الواقع اليوم مر بأتم معنى الكلمة"، مضيفا، أن تراكم الخسائر في الرؤوس وفي الأعلاف والأدوية جعله يقرر عدم مواصلة مهنته هذه. أما عن نقطة البيع ببودواو، فيؤكد أنه يعرض بها قرابة 40 رأسا من الكباش من نوع "الثنيّ الخشن" بسعر ثابت قدره بـ57 ألف دينار، والسبب حسبه- يعود إلى الموازنة في العرض المقدم على المستهلك، والملاحظ، بأن كل تلك الرؤوس بحجم واحد وكلها "نقية" أي بصوف بيضاء توحي بأن المربي صاحب مهنة ضليع في تربية المواشي.

في نفس السياق، حدثنا فلاح مربي آخر، عن صعوبات أخرى يواجهها الفلاح قصد طرح الأضاحي خلال فترة محددة لا تزيد عن أسبوعين في السنة بمناسبة عيد الأضحى، حيث أكد أن انحسار السوق على هذه الفترة فقط عبارة عن خسارة مخفية لا يتم الحديث عنها، فالواقع يشير اليوم إلى تفضيل العائلات التضحية بعجل خلال الأعراس والأفراح ما سبب خسارة السوق بشكل فعلي. كما لفت كذلك إلى خسائر مسجلة في كراء المراعي التي تتناقص السنة تلو الأخرى، إضافة إلى خسائر في اليد العاملة، لكون الزريبة تحتاج إلى أعوان لحراستها طيلة ساعات اليوم، ناهيك عن ارتفاع أسعار الأعلاف وانحسار الدعم في 7 قناطير فقط في كل 100 رأس من الأغنام، كما لفت المتحدث، إلى أن الكباش تأكل تلك الكمية في يومين فقط، مؤكدا رفضه القاطع للقول السائد بأن الفلاحين يستغلون المناسبات لرفع الأسعار، فحتى التبن المخصص لتفريشه بالزريبة، أكد أنه اضطر مؤخرا إلى تقديمه كعلف لخرفان العيد -كما قال- مشيرا في الأخير إلى أن كل تلك الخسائر، يغفل عنها المستهلك الذي تقدم له عدة خيارات بأسعار تخدم جميع الميزانيات "ولكن المحير حقيقة، أن المستهلك يختار خروف بـ68 ألف دينار، ويريد أن يدفع حقه بسعر 30 ألف دينار وهذا "غير معقول"، مضيفا، أن الأصل في هذه الشعيرة الدينية هو التضحية بخالص النية وليس شراء عيادة فوق القدرة المالية للأسرة.

مواطنون: اعتدنا ارتفاع الأسعار خلال كل عيد

تحدثت "المساء" في سياق جولتها الاستطلاعية، مع عدد من المواطنين، ممن تقدموا إلى نقاط البيع لاقتناء العيادة، فاتفق أغلب المتحدثين على أن الارتفاع كبير في الأسعار، حيث أكدوا أنهم ألفوا مثل هذه الممارسات مع اقتراب مثل هذه المناسبات، فأحدهم قال إنه تردد على عدة أسواق بكل من هراوة، والبرايدية، وخروبة،... وغيرها من الأسواق.. حيث تراوحت الأسعار بها ما بين 50 ألفا و60 ألفا. قائلا إنه سينتظر إلى عشية عيد الأضحى، فالمعروف أن الأسعار تنخفض عادة مثلما ألفنا ذلك في سنوات سابقة. بينما أكدت مواطنة أخرى، ترددت على نقاط البيع ببن تركية في بلدية بودواو مع زوجها لاختيار أضحية العيد، أن الأسعار عموما مرتفعة ولكن الأضحية مهمة بها نتقرب إلى الله، ومثلما نواجه مناسبات عدة طيلة السنة، فكذلك ينبغي ادخار مبلغ الأضحية قبيل العيد من أجل فرحة الأطفال. أما مواطنة أخرى، فاعترفت كذلك بارتفاع الأسعار في المعيشة اليومية بشكل عام، ولكنها أبدت بعض المرونة لما قالت بأن السبب وراء غلاء سعر الأضحية، عادة ما يعود الى غلاء الأعلاف ومصاريف أخرى تدخل في تربية الخرفان.

62 نقطة بيع و41 فرقة بيطرية

أكد مدير المصالح الفلاحية ببومرداس، سمير زاوش، اعتماد 62 نقطة لبيع للأضاحي بأسعار معتمدة عبر بلديات بومرداس، وتيجلابين، وقورصو، وقدارة، والثنية، وبني عمران، وسوق الأحد، ويسر، وسي مصطفى، وشعبة العامر، وتيمزريت، وجنات، ولقاطة، وبرج منايل، والناصرية، ودلس، وبغلية، مع تجنيد 41 بيطريا من مكاتب النظافة بالبلديات وبالمقاطعات الفلاحية، يسهرون على عملية المراقبة، إضافة إلى فتح كل مذابح الولاية لتسهيل عملية النحر، وضمان الرقابة الصحية للعملية ضمن البروتوكول الصحي المعتمد في إطارمواجهة فيروس كورونا "كوفيد-19"