"المساء" ترافق "شرطة المترو" في نشاطها اليومي

احترافية عالية في مواجهة الإجرام وتأمين المسافرين

احترافية عالية في مواجهة الإجرام وتأمين المسافرين
ت: ياسين
  • القراءات: 1882
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

كاميرات المراقبة توثق لحظات تدخل الشرطة في أوقات الطوارئ

19 محطة تحت المجهر والويل لكل من يخل بالأمن أو يعتدي على المسافرين 

مداهمات مفاجئة لحجز الممنوعات وتوقيف المخالفين

الحصيلة السنوية تعكس ارتفاع حجم التدخلات لـ"شرطة المترو"

لا أحد ينكر خصوصيات النقل عن طريق "المترو"، وتميزه عن باقي وسائل النقل الأخرى، سواء من حيث نوعية الخدمات أو التغطية الأمنية، التي تدعمها شبكة كاميرات المراقبة المزروعة في شتى زوايا أروقة الأنفاق ومداخلها، والحضور الشرطي الدائم، مثلما لاحظته "المساء"، التي رافقت إطارات قيادة كتيبة "شرطة المترو" ببعض المحطات، في مداهمة داخل أنفاق "المترو"، والوقوف على طبيعة العمل اليومي، لحفظ النظام العام ومنع كل أشكال الاعتداءات والتجاوزات. 

تعد محطة "المترو" بحي المعدومين من المحطات الكبرى، التي تعرف توافدا كبيرا للمسافرين، وزحمة منقطة النظير، ترافقها تغطية أمنية ومراقبة سلوكات الركاب، والتدخل لحماية الأشخاص وممتلكاتهم وممتلكات مؤسسة "المترو"، بالتنسيق المحكم والدائم مع إدارة مؤسسة النقل هذه، والجهات الأمنية على مستوى أمن ولاية الجزائر.

حضور دائم لأفراد الأمن بـ 19 محطة "مترو"

ما يلاحظه المار بالمحيط الخارجي لأنفاق "المترو" أو داخله، حضور عناصر الأمن بالزي الرسمي، فضلا عن آخرين بالزي المدني، الذين ينتشرون وفق مخطط العمل اليومي، وما يتميز به من أحداث وحوادث، وتنفيذ التوجيهات المقدمة من طرف السلم التصاعدي لمصالح الأمن، كما تتوفر كل محطة على مركز للشرطة، تضم عنصرين من أفراد الأمن بكل مركز، حسبما أكده لنا رئيس كتيبة "شرطة المترو"، ضابط الشرطة الرئيسي عز الدين كرشاوي، الذي أوضح أن الكتيبة تنقسم إلى 3 فصائل، تتناوب على التغطية الأمنية على مدار ساعات عمل "المترو"، بـ 19 محطة، ستضاف إليها لاحقا محطات جديدة بالخطين الجديدين.

وتنتمي كتيبة "شرطة المترو" و«شرطة الترامواي"، إلى جمهرة شرطة النقل التابعة لمصلحة الأمن العمومي لأمن ولاية الجزائر، تم تكوين عناصرها في عام 2010، قبل تدشين هذه الوسيلة الجديدة للنقل الحضري، نهاية أكتوبر 2011، حيث خضع حينها زهاء 400 عنصر للتكوين والتدرب على التدخل، لضمان الأمن داخل أنفاق "المترو" وخارجه بخطوط سكة "الترامواي".

ومن المرتقب أن يتم تكوين المزيد من أفراد الأمن، حسب الضابط الرئيسي عز الدين كرشاوي، الذي رافقنا خلال الزيارة وأطلعنا على يوميات عمل أفراد الأمن، ومن بينها المداهمات التي ينفذونها بين الحين والآخر، والتدخلات عند الضرورة، باستعمال كافة الإمكانيات المادية والبشرية، مفيدا أن توسيع خط "المترو" نحو براقي والمطار الدولي، يتطلب توفير كادر بشري أيضا، لضمان التغطية الأمنية بهذه الوسيلة الحديثة.

مداهمات فجائية لحجز الممنوعات وتوقيف المخالفين

وقد حضرت "المساء"، جانبا من المداهمة التي قام بها عناصر الأمن في محطة المعدومين، حيث استغل أفراد الشرطة، توافد موجة من المسافرين للقيام بالمراقبة وتفتيش الأشخاص المشبوهين، وقد تم توقيف بعضهم واقتيادهم إلى مخفر الشرطة داخل بهو "المترو"، حيث ضبط بحوزة بعضهم، مخدرات وأقراص مهلوسة، مخبأة بإحكام داخل ملابسهم.

وأكد مسؤول الكتيبة، أن أفراد الشرطة صاروا يمتلكون الخبرة في اكتشاف الأشخاص المشبوهين، من خلال الحركة ولغة الجسم، وحتى أولئك الذين يتظاهرون بالبراءة، لإبعاد الشبهة عنهم، يمكن استدراجهم واكتشاف ما بحوزتهم من الممنوعات، من مخدرات ومهلوسات وأسلحة بيضاء، أو يكونوا ضمن الأشخاص المبحوث عنهم، إذ يتم تحويلهم إلى مصالح الشرطة القضائية، وتنقيط آخرين، وحسب قائد كتيبة شرطة "المترو"، فإن مثل هذه المداهمات التي يتم تنفيذها بين الحين والآخر، تكلل بنتائج إيجابية، تعد عملا روتينيا اعتاد عليه عناصر الشرطة، لضمان الأمن وحماية الأشخاص والممتلكات.

حصيلة سنوية تعكس ارتفاع حجم التدخلات

حسب جدول بياني لحصيلة نشاط جمهرة "شرطة المترو" و"الترامواي"، تحصلت "المساء" على نسخة منه، فإن حجم التدخلات ارتفع خلال السنوات الأربع الأخيرة (من 2020 إلى 2023) بشكل محسوس، بالنظر إلى ارتفاع عدد مستعملي هذه الوسيلة، علما أن "المترو" أصبح الملاذ الوحيد لعدد هائل من المسافرين، ومنهم أصحاب السيارات التي يركنونها في الضواحي، للتخلص من متاعب الزحام المروري والتأخر عن مواعيد العمل والدراسة.

وذكرت الحصيلة، أن عدد المسافرين عبر خط "المترو" خلال السنة المنقضية 2023، فاق 43 مليونا و263 مسافر، أي بمعدل يفوق 118 ألف مسافر يوميا، أما عدد المسافرين عبر خط "التراموي"، فتجاوز 20 مليونا و122 ألف مسافر، بمعدل يتعدى 55 ألف مسافر يوميا، حيث تعكس هذه الأرقام حجم التدفق الكبير للمسافرين على الخطين المذكورين.

وتفصل الحصيلة، أن مصالح "شرطة المترو" سجلت ارتفاعا لافتا في التدخلات، حيث قفز عدد الأشخاص الموقوفين الذين بحوزتهم مخدرات، من 179 شخص عام 2020، إلى 574 شخص في عام 2022، ثم إلى 617 شخص في 2023، فيما ارتفع منحى عدد الأشخاص الذين بحوزتهم أقراص مهلوسة، خلال السنوات المذكورة، من 97 شخصا إلى 379 شخص، ثم إلى 563، وازداد عدد الأشخاص الموقوفين المبحوث عنهم من 49 شخص، إلى 163 شخص، ثم إلى301.

أما بخصوص تدخلات الشرطة لتقديم يد المساعدة أو الإسعاف، فقد قفز من 242 تدخل سنة 2020، إلى 471 في 2022، ثم إلى 494 تدخل في 2023.

حرص ومراقبة مشددة في أوقات الذروة

عندما تغص عربات "المترو" بالمسافرين ويمتلئ بهم بهو الانتظار على حافة السكة المكهربة، يزداد تركيز أجهزة المراقبة، سواء من طرف مستخدمي شركة "المترو" أو عناصر الأمن، التي تدقق في حركات وتصرفات الخارجين والداخلين إلى أروقة "المترو"، خاصة عندما تتشكل الزحمة وتكاد تلتصق أجساد المسافرين في بوابات الدخول والخروج، وما يعتريها أحيانا -لاسيما في أوقات الذروة- من اكتظاظ، يتطلب حيطة وحذرا شديدين، لمنع كل التصرفات المشبوهة أو غير اللائقة.

وذكر لنا مسؤول فصيلة "شرطة المترو" بمحطة المعدومين، أن عوني الأمن بمركز الشرطة المقابل لشبابيك اقتناء التذاكر، عندما يلاحظون من خلال كاميرات المراقبة لديهم، حصول تدفق ملحوظ للمسافرين النازلين من العربات أو المتجهين نحوها، يكونون على أهبة الاستعداد للتدخل في أي طارئ، يتعلق بملاحقة مشبوه أو معتد أو لص تسلل إلى العربات. في مثل هذه الحالات، يتلقى أفراد الشرطة توجيهات من قاعة التنسيق والإرسال بالرويسو، للقيام بمهمة التفتيش أو القبض على مشبوهين أو متورطين في عمليات سرقة، فيتم دعم الفصيلة بعناصر من الشرطة بالزي المدني، الذين يتوزعون على المحطات، حسب المهام الموكلة إليهم، للقبض على المتورطين ومنع كل أشكال التجاوزات.

قاعة الإرسال والتنسيق عين ساهرة

وقد أطلعنا رئيس كتيبة "شرطة المترو"، بقاعة التنسيق والإرسال لـ"شرطة المترو" بمقر المؤسسة في رويسو، على تسجيلات توثق عمليات التدخل، عند حدوث مثل هذه التجاوزات، حيث أطلعنا الضابط مسؤول القاعة على حادثة سرقة في وضح النهار، أقدم من خلالها شابان على الاعتداء على رجل مسنّ، كان يستعمل السلالم للدخول إلى بهو "المترو"، حيث أسقطوه أرضا وجردوه من أمواله، ليتم في الحين التبليغ عنهم والقبض عن أحدهم في محطة أخرى، بعد أخذ مواصفات لباسه ووجهه، بفضل كاميرات المراقبة، التي ترصد أي تحركات في مدخل أو أروقة "المترو"

وتعد قاعة الإرسال والتنسيق ـ"لشرطة المترو" بمقر المؤسسة في رويسو، قلعة المراقبة الرئيسية التي يتم من خلالها، الاطلاع على كل الصور الحية على المباشر لحركة المسافرين في كل أركان المحطات 19، من الحراش إلى ساحة الشهداء، ومن حي البدر إلى عين النعجة، بفضل 700 كاميرا وضعتها مؤسسة "مترو الجزائر"، وتتشاركها مصالح الشرطة، لضمان التنسيق الأمني والحماية الداخلية للأشخاص والممتلكات.