قالمة في ظل تفشي فيروس "كورونا"

إجراءات احترازية، وعي، ووفرة لمختلف المنتوجات

إجراءات احترازية، وعي، ووفرة لمختلف المنتوجات
  • القراءات: 2201
ربورتاج: وردة زرقين ربورتاج: وردة زرقين

دخلت ولاية قالمة كغيرها من الولايات التي سجلت بها حالات إصابة مؤكدة بوباء "كورونا"، مرحلة متقدمة من الاستعداد والتأهب لمواجهة الأسوأ، فيما دعا أهل الاختصاص إلى ضرورة الالتزام بتطبيق التدابير والنصائح الوقائية وعدم الاستهانة بهذا الفيروس الفتاك. ومن أجل حماية الصحة العامة، اتُخذت تدابير وإجراءات مستعجلة، تجندت لها كل المصالح والهيئات بالولاية لمجابهة تفشي هذا الفيروس.

لضبط كافة الإجراءات الوقائية لمجابهة فيروس "كورونا"، وللحد من انتشاره في الأوساط العامة، وفي إطار متابعة وضعية الولاية جراء خطر انتشار هذا الفيروس، ترأس والي قالمة خلال الأيام الماضية، اجتماعا موسعا للجنة الولائية لتعزيز تدابير الوقاية ومواجهة فيروس "كوفيد 19"، حضره مختلف الفاعلين والمتدخلين في كل القطاعات وخصص لتقييم حملات التوعية والتحسيسية، الوقاية والتعقيم، التغطية الصحية وحصر الاحتياجات للتكفل بها، ولتحضير مراكز الإيواء، بالإضافة إلى مخطط النقل الخاص بعمال المؤسسات العمومية، وكذا متابعة التموين وحملة محاربة المضاربة والاحتكار ووضعية وفرة المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، ناهيك عن قرارات الغلق والتوقيف بالنسبة للنشاطات المستقطبة للجمهور والعمل التضامني.

عمليات تعقيم واسعة

أطلقت حملة واسعة لتنظيف وتعقيم بلديات الولاية، في إطار التدابير الاحترازية للحد من خطر تفشي فيروس "كورونا"، باستخدام مواد تعقيم، ونُظمت الحملة بتسخير إمكانيات كبيرة، بالتنسيق بين مختلف الهيئات والمصالح، على غرار الحماية المدنية، البلديات، محافظة الغابات، البيئة، مركز الردم التقني، الجزائرية للمياه، الديوان الوطني للتطهير، الغرفة الفلاحية وهيئات أخرى، حيث مست العملية تعقيم معظم الشوارع الرئيسية والأماكن العمومية، الحدائق، الأحياء، أماكن توافد الجماهير، المحطة البرية، الهياكل الإدارية، مواقف الحافلات، هياكل خدماتية وغيرها، قام خلالها فوج للكشافة الإسلامية بتوزيع 200 كمامة على المواطنين وموظفي وعمال البلدية.

تحويل مركب "الأمومة" إلى مستشفى مرجعي

تقرر تحويل مؤقت لمصلحة طب الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة (الأم والطفل) "معلم محمد" إلى مستشفى "الحكيم عقبي" بمدينة قالمة، وتحويل مستشفى الأمومة بكامل أجنحتها كمستشفى مرجعي للاستقبال والتكفل بالحالات المرتبطة بفيروس "كورونا"، من أجل حصر مختلف الحالات بمكان واحد لتفادي العدوى، جاء ذلك، بعد عقد اجتماع تنسيقي وتقييمي برئاسة الوالي وحضور مديري المؤسسات الاستشفائية، رؤساء المصالح، ممثلي نقابات المستخدمين، الأطباء وشبه الطبيين لمناقشة وتقديم تشخيص للوضعية العامة بالولاية.

كما جندت مديرية الصحة والسكان، خلية أزمة متكونة من 7 أطباء مختصين في الأمراض الصدرية، الأمراض المعدية وأمراض الأوبئة من المؤسسة العمومية الاستشفائية "الأمير عبد القادر" بوادي الزناتي، من أجل التكفل بالحالات المشتبه فيها بفيروس "كورونا"، حيث تسهر خلية الأزمة على استقبال أية حالة إصابة بهذا الداء بالجهة الغربية من الولاية، إذ يعمل الطاقم الطبي وشبه الطبي على مدار 24 ساعة على 24 ساعة.

خلايا لإحصاء المتضررين من الحجز المنزلي

في السياق، عُقدت جلسة عمل ترأسها والي قالمة لتنصيب خلية أزمة متعددة القطاعات للوقاية من فيروس "كورونا"، تضم كافة أجهزة الدولة، مكلفة بالمتابعة ومكافحة انتشار الفيروس والحد منه بالولاية، وتنفيذا لتعليمات السلطات العليا للدولة وقصد تذليل الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذا الظرف التي تعيشه بلادنا، قامت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بتنصيب خلايا بجميع بلديات الولاية لإحصاء المتضررين من الحجر المنزلي، والتكفل بهم لاحقا، ومد يد المساعدة خاصة فيما يتعلق بالحرفيين الذين يعانون من التموين وأشياء أخرى. ودعما لذوي الاحتياجات الخاصة في هذا الظرف، تم تسبيق المنح الخاصة بهم، كما شرعت المديرية في إحصاء العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل المتضررة من إجراءات التعليق الجزئي للنشاط التجاري والنقل.

في نفس السياق، أشرفت السلطات المحلية الأسبوع المنصرم، في إطار الحملة الوطنية التضامنية لمساعدة الأسر المعوزة، وتذليل أثر الحجر المنزلي لمجابهة انتشار فيروس "كوفيد 19"، على إطلاق أول دفعة من القافلة التضامنية، تحمل طرودا غذائية لفائدة الأسر المعوزة القاطنة بمناطق الظل في دفعتها الأولى، حيث تم توجيهها إلى عائلات بمناطق نائية ببلدية الدهوارة بأقصى شرق الولاية.

تعليق النشاط التجاري وغلق الحمامات المعدنية

علقت سلطات بلدية حمام الدباغ جميع نشاطات التسلية والترفيه وبعض التظاهرات الاقتصادية، على غرار "الخيمة العملاقة" و"ربيع الشلال"، التي كان مزمعا تنظيمها بالبلدية السياحية خلال العطلة الربيعية، ولأول مرة يتم تعليق النشاط التجاري بهذه المنطقة السياحية المقصودة في فصل الربيع، وهي بذلك، تشهد حجرا صحيا تاما على مستوى الهياكل الحموية والسياحية، على غرار "الشلال" الطبيعي، مما أثر بشكل مباشر على الحركية الاقتصادية بالمنطقة في ظل غلق المطاعم والمقاهي مؤقتا، وقد انعكس الغلق سلبا على الحرفيين الذين يوجهون نداء للدولة للتخفيف من الضرائب، كما تم غلق الحمام المعدني أولاد علي السياحي أبوابه بعد ظهور أولى الإصابات بالوباء في القرية السياحية التابعة لبلدية هيليوبوليس، بعد تأكيد حالتي إصابة، إحداهما لسيدة مغتربة والثانية لقريبتها قدمتا من ولاية سكيكدة.

المواطنون يبدون التزاما بالحجر الجزئي

أبدى أغلبية مواطني قالمة التزاما بإجراءات الحجر الجزئي الذي يُطبق بالولاية من السابعة ليلا إلى السابعة صباحا إلى غاية 19 أفريل الجاري، واعين بخطورة فيروس "كوفيد 19" الذي اجتاح العالم هذه السنة وسرعة انتشاره، بينما توجد حركة عادية للمواطنين بشوارع المدينة نهارا، ويشهد سوق الخضر والفواكه بشارع "التطوع" بقلب مدينة قالمة، فوضى عارمة بسبب كثرة الاحتكاكات بين المواطنين، مع عدم احترام مسافة الأمن، ناهيك عن عدم ارتداء الكمامات إلا القليل منهم، كما تعمل بعض المحلات وبعض الورشات بشكل عادي وتردد المواطنين عليها، فيما تواصل بعض العيادات الخاصة عملها، والبعض الآخر فضل الاستجابة لإجراء الغلق.

حملات تحسيسية توعوية

تسهر الخلية الولائية للأمن وحفظ النظام العام، على مراقبة مختلف الأحياء للتوعية بمخاطر خرق الحجر على السلامة العامة، في إطار مهمة الحرص على التزام المواطنين بالحجر الصحي الجزئي، حفاظا على أمنهم وسلامتهم من الوباء. من خلال العمل التوعوي التحسيسي، بحث المواطنون على المكوث في بيوتهم وتجنب الخروج إلا عند الضرورة، بتمرير نداءات حملة "الزم بيتك" عبر منابر المساجد بعد رفع الأذان واستعمال مكبرات الصوت لسيارات الإسعاف ومصالح الأمن التي تجوب مختلف شوارع البلديات، وتكون الدعوة موجهة للمواطنين لأخذ الحيطة والحذر والتحلي بروح المسؤولية والتعقل إزاء الإجراءات والتدابير المتخذة لمجابهة انتشار الوباء، كما تنظم قوات الشرطة خرجات ميدانية للوقوف على مدى استعداد المواطنين للحجر الصحي الجزئي لمجابهة فيروس "كورونا".

خرجات ميدانية لمراقبة المحلات

قامت مديرية التجارة بخرجات ميدانية لمراقبة توزيع المواد ذات الاستهلاك الواسع، منها مادة "السميد"، كما قامت بالتنسيق مع مديرية السياحة، بخرجات ميدانية للوقوف على مدى استجابة أصحاب الفنادق للتدابير اللازمة للوقاية من فيروس "كورونا".

لمراقبة المقاهي والمطاعم ومحلات الإطعام السريع، قامت بالتنسيق مع رؤساء الدوائر والأمن الوطني والدرك الوطني ومكاتب حفظ الصحة للبلديات، بخرجات ميدانية للعديد من البلديات، تم خلالها، تقديم نصائح وإرشادات في كيفية استعمال كؤوس وملاعق وصحون ذات الاستعمال الواحد، والحث على رفع الكراسي والطاولات في المقاهي والمطاعم؛ من أجل الوقاية من فيروس "كورونا".

مركب "الشلالة" يستقبل 163 مسافرا

استقبل مركب "الشلالة" الحموي، الأسبوع الماضي، 163 مسافرا قادمين من الحدود التونسية الجزائرية، تم توجيههم مباشرة ووضعهم تحت الحجر الصحي، حيث تم تحويل بعض الفنادق العمومية بالولاية إلى فضاءات لحجر الوافدين إليها من الخارج، مع توفير كل الإمكانيات من إيواء وإطعام وتجنيد فريق صحي يسهر على المرافقة الصحية والنفسية لهؤلاء الوافدين، إذ تم تعقيم كل المرافق الفندقية وغلق كل الحمامات وبعض المرافق الأخرى في حالة احتياجها عند الضرورة.

العملية تندرج في إطار الإجراءات الاحترازية والتدابير المتخذة لمجابهة انتشار فيروس "كورونا" المستجد، حيث خضع هؤلاء الوافدين للمتابعة الصحية من طرف فرق طبية سهرت على متابعة حالتهم الصحية، وتوفير كل الظروف الملائمة أثناء فترة الحجر الصحي، وقد أشرفت السلطات المحلية للولاية عشية الجمعة المنقضية، على انطلاق قافلة لنقلهم إلى ولايات إقامتهم بعد انقضاء فترة الحجر.

ارتفاع أسعار مختلف المواد الاستهلاكية

عرفت أسعار مختلف المواد الاستهلاكية من مواد غذائية وخضر وفواكه بالولاية، ارتفاعا تجاوز 50 بالمائة لبعض المواد واسعة الاستهلاك مع بداية انتشار فيروس "كورونا"، على غرار السميد، البطاطا، البصل، الطماطم، الكوسة وغيرها، وأرجع تجار التجزئة هذا الارتفاع إلى قرار رفع الأسعار في أسواق الجملة، فيما تسبب ارتفاع الطلب بطريقة غير عقلانية في حدوث خلل في التوزيع، مما خلق ندرة في بعض المواد، وأجبر مديرية التجارة على التدخل ووضع حد لمثل هذه التصرفات، وهي العملية التي استحسنها المواطنون. وفي هذا الصدد، دعت مديرية التجارة بقالمة عبر صفحتها لمواقع التواصل الاجتماعي، إلى عدم الهلع والتخزين الفائض عن الحاجة، مؤكدة أن المنتوجات متوفرة.

إنتاج كمامات ومآزر وأحذية وقائية

بالموازاة، فتحت مؤسسات التكوين المهني والتمهين بقالمة في إطار العمل التضامني، أبوابها لإنتاج كمية معتبرة من الكمامات والمآزر الطبية والأحذية الوقائية، وتوزيعها على المصالح الصحية والحماية المدنية، وهي مساهمة رمزية حسب المدير لمحاربة وباء "كوفيد 19"، وتتمثل في خياطة كمامات وبدلات وقائية مع أحذية وقائية ومستلزمات أخرى، حيث عرفت عملية الإنتاج إقبالا كبيرا ومشاركة فعالة للمتربصات بورشات الخياطة، وقد تم تعميم العملية على مختلف مراكز التكوين المهني والتمهين عبر إقليم الولاية، في كل من "صاب علي" و"اومدور عبد الحق" بقالمة، "بن روان محمد" بلخزارة، "مصمودي علي" بهيليوبوليس، و"بلهوان محمد" بحمام الدباغ، فيما تتراوح توقعات الإنتاج يوميا، من 3 آلاف إلى 3500 وحدة يوميا.

36 نقطة مرخص لها لتزويد الفلاحين

أما في إطار محاربة الاحتكار والمضاربة في المواد الاستهلاكية وكذا المنتوجات الفلاحية، فسطرت الغرفة الفلاحية بالتنسيق مع الديوان الوطني المهني المشترك للخضر واللحوم والمديرية الولائية للمصالح الفلاحية، خرجات ميدانية إلى سوق الخضر والفواكه بولاية قالمة لمراقبة الأسعار، وهي المحطة التي سمحت بالتوجه إلى المذابح البيطرية بالتنسيق مع المفتشية الولائية للبيطرة لمعاينة ومراقبة توفر اللحوم ومدى تموين المقصبات، تم خلالها، إحصاء 36 نقطة مرخص لها لتزويد الفلاحين بالمقتضيات اللازمة واحتياجات الفلاحين من المستلزمات المتعلقة بالأسمدة، البذور، الأدوية وغذاء الأنعام.

فتح 8 نقاط لبيع الحمص والعدس

في حين تم فتح 8 نقاط بيع لمنتوج وطني من العدس والحمص موزعة عبر إقليم الولاية، لاقتناء الكميات المحتاجة، حيث حدد سعر الحمص بـ120 دينار للكيلوغرام الواحد، والعدس بـ100 دينار للكيلوغرام الواحد، وتم تحديد نقاط البيع بكل من بلديات قالمة، مجاز عمار، وادي فراغة، وادي الشحم، وادي الزناتي، تاملوكة، عين مخلوف وعين رقادة، على مستوى مخازن تعاونية البقول والحبوب الجافة.

في نفس السياق، دعمت وزارة الفلاحة تعاونية الحبوب بولاية قالمة بحصص إضافية من القمح بنوعه، بهدف توفير مادة الدقيق والفرينة التي كثر عليها الطلب في هذه الفترة، مع تسجيل نقص في توفيرها، بعد الإجراءات التي اتخذتها خلية الأزمة بمقر الولاية، حيث تم وضعها للتكفل بهذا الجانب وسد النقص في هذه المادة، وبلغت الكمية التي استفادت منها الولاية ما يقارب 18 ألف قنطار.