"المساء" تتجول في أسواق المواشي ببومرداس

أسعار خيالية حرمت "الزوالي" من فرحة العيد

أسعار خيالية حرمت "الزوالي" من فرحة العيد
  • القراءات: 1082
روبورتاج: حنان سالمي روبورتاج: حنان سالمي

تحديد 60 نقطة لبيع الأضاحي وسوقين للرحمة بخميس الخشنة ويسر

"الفيسبوك" يدخل خط المنافسة ويعرض كباشا بـ 150 ألف دينار

تنظيم سوق الأضاحي أصبح ضرورة

دعوة لإجراء دراسة حول حاجة الأسر من الأضاحي

حددت المصالح المختصة في ولاية بومرداس، 60 نقطة لبيع أضاحي العيد عبر مختلف البلديات. كما تقرر فتح سوقين للرحمة في هذا الشأن، ببلديتي خميس الخشنة ويسّر، فيما يرتقب أن تكون الأسعار في المتناول مقارنة بنقاط بيع أخرى. وحسب ما رصدته "المساء" عبر أسواق ولاية بومرداس، فإن الأسعار المتداولة، هذه السنة، شهدت ارتفاعا بمعدل يتراوح ما بين 8 آلاف و10 ألاف دينار عن الموسم الماضي، في حين يتوقع أن تعرف منحى تصاعديا آخر عشية عيد الأضحى، بسبب نقص العرض.

تباينت أسعار الأضاحي لموسم 2022 من نقطة بيع إلى أخرى، غير أن الملاحظ هو ارتفاع أثمانها بشكل محسوس مقارنة بالموسم الماضي، وهو ما لم يخفه بعض الباعة ممن تحدثت إليهم "المساء" بكل من نقطة بيع على ط.و/24 بالفواعيص ببلدية بومرداس، وعلى نفس الطريق الوطني بمنطقة بن يونس ببلدية زموري، حيث أكد هؤلاء في معرض حديثهم، أن سعر الأضحية قد سجل ارتفاعا بمعدل يتراوح ما بين 8 آلاف و10 آلاف دينار عن الموسم الماضي، لأسباب تعود، بالدرجة الأولى، إلى الوسطاء ممن يتسببون في المضاربة حسبهم، ناهيك عن غلاء أعلاف الماشية، ومنها الشعير والنخالة، إضافة إلى تراجع قيمة العملية الوطنية.

"الفسيبوك" يدخل على الخط

بنقطة بيع بمنطقة الفواعيص، تحدثت "المساء" إلى أحد الباعة الذي لجأ إلى التفريق بين الأضاحي تبعا لأسعارها، ما بين 60 ألفا و75 ألف دج، فيما حددت أخرى ما بين 35 ألف دينار و45 ألف دينار، وهو المعدل الذي يسجل طلبا كبيرا، يقول محدثنا، الذي أشار إلى أن الموسم الجاري عرف زيادة في أسعار الأضاحي بمعدل 5 آلاف إلى 8 ألاف دينار عن الموسم الماضي، مرجعا السبب إلى السماسرة أو الوسطاء، الذين يتحينون مثل هذه المناسبات لفرض منطقهم. كما يؤكد المتحدث في هذا السياق، أن معدل الزيادة عند بعض الوسطاء، يتراوح ما بين 1 مليون و2 مليون سنتيم للرأس الواحد، لذلك فإن الغلاء ملموس جدا.

أما من جملة الأسباب الأخرى فيشير المتحدث إلى الجفاف الذي أثر، بشكل مباشر، على ارتفاع أسعار الأعلاف، ومنها الشعير، الذي بلغ سعره حوالي 7 آلاف دينار للقنطار الواحد، بينما أشار إلى ظاهرة أخرى، ساهمت، بشكل آخر، في بلوغ أسعار الأضاحي سقفا خياليا، وهي مواقع التواصل الاجتماعي، التي دخلت على خط عرض الكباش بأسعار بلغت أحيانا حدود 150 ألف دينار، بعرض صور كباش يتم شراؤها بأسعار تقل بكثير عما عرضت به.. "والغريب أنها تجد مشتريا"، يضيف المتحدث، الذي اعتبر مثل هذا السلوك العشوائي، مثيرا للدهشة، قائلا: "إن مرد ذلك إلى التفاخر والتباهي لا غير..".

ومن جهته، يتوقع بائع آخر أن تعرف أسعار الأضاحي ارتفاعا آخر كلما اقتربت شعيرة عيد الأضحى بمعدل قد يصل إلى حدود 20 ألف دينار، مرجعا السبب إلى تسجيل ارتفاع الطلب مقارنة بالعرض، الذي يشهد هذا الموسم - يقول - قلة في المعروض، قدّره بأزيد من مليون رأس، وهو سبب آخر، جعل البائع، هو أيضا، يصطدم بأسعار الكباش المعروضة بأهم الولايات الممونة، على غرار الجلفة وباتنة والمسيلة، حيث أكد أنه كبائع لكباش العيد منذ سنوات طويلة، لم يسبق له أن صادف ندرة في رؤوس الماشية، مقدرا معدل سعر أضحية العيد (كبش) لموسم 2022، يكون في حدود 50 ألف دينار، وهو السعر الذي يتناسب ـ حسبه ـ مع ميزانية شريحة واسعة من المواطنين بالنظر إلى تفضيل التضحية بكبش في الوقت الذي يعرض السوق بدائل أخرى، مثل النعاج والإبل والبقر. كما أشار محدثنا إلى أنه خلال فترة عيد الأضحى قد يسوق ما يقارب 2000 رأس كبش، يحقق فيها ربحا صافيا، قد يصل إلى حدود 60 مليون سنتيم، ولكنه أشار، في المقابل، إلى أن رأس ماله يزيد عن 7 ملايير سنتيم، مؤكدا في معرض حديثه، أنه كثيرا ما يضطر لبيع رأس الأضحية برأس مالها، مراعيا في ذلك محدودية دخل بعض الأسر، فيما قد يربح 500 دج فقط في أخرى، وهكذا إلى أن يمر موسم عيد الأضحى.

رئيس جمعية المستهلك الواعي: لا بد من تنظيم سوق الأضاحي بشكل جدي

في الموضوع تحدثت "المساء" إلى رئيس الجمعية الولائية "المستهلك الواعي" خالد ديدي، الذي اعتبر الأسعار المطبقة لأضاحي عيد 2022، "غير مبررة تماما"، مطالبا الجهات المختصة بالعمل جديا على تنظيم هذه الشعبة الفلاحية بشكل يضمن تموين السوق بشكل منظم، يخدم كل الجهات. كما اعتبر محدثنا أن غلاء أسعار أضاحي العيد لا يقتصر كظاهرة على الجزائر، حيث أكد زيارته بعض الدول المجاورة كتونس والمغرب، وسجل بها ارتفاعا في أسعار الأضاحي أيضا، ملفتا إلى أن هذه الفترة التي جاءت مباشرة بعد جائحة كورونا وما خلفته من أضرار على الاقتصاد العالمي، كانت من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الاستهلاكية.

ومن الحلول التي تقترحها جمعية "المستهلك الواعي"، استحداث أسواق بيع كباش العيد بفترة تضمن الأريحية للموال والمستهلك، مثمنا في هذا الصدد، قرار فتح أسواق رحمة لبيع أضاحي العيد، "ولكن تأخير فتح هذه الأسواق قد يجعلها لا تؤدي أهدافها"، يقول خالد ديدي، مقترحا على السلطات الولائية لبومرداس، أن تكون السباقة في طرح مبادرة إجراء دراسة حول عدد رؤوس الأضاحي التي تقتينها الأسرة البومرداسية لعيد الأضحى، ومنها طرح الكمية المحددة في أسواق ثابتة، وبأسعار مقننة تفاديا لأي مضاربة، ولكنه اشترط، في ذلك، القضاء على نقاط البيع العشوائية، بفتح أسواق مهيأة مع توفير عامل الأمن، "وبهذا الشكل يتم، تدريجيا، القضاء على الوسطاء، وتكون المساهمة، بشكل كبير، في استقرار أسعار أضاحي العيد"، يختم رئيس جمعية "المستهلك الواعي"، حديثه إلى "المساء".


بسكرة.. تحديد 31 نقطة لبيع أضاحي العيد

حددت مديرية المصالح الفلاحية لولاية بسكرة، 31 نقطة لبيع الأضاحي عبر مختلف البليدات، مع تسخير 25 طبيبا بيطريا للوقوف على مدى الإلزام الصحي للموالين وباعة المواشي على مستوى تلك الفضاءات التي تتوفر على الظروف الصحية المناسبة.

وأفاد محمد أمين حوحو، مدير المصالح الفلاحية، بأن في إطار إنجاح الاحتفال بعيد الاضحى المبارك لسنة 2022، تم اتخاذ إجراءات استباقية من طرف المصالح البيطرية بالتنسيق مع مختلف الفاعلين، لا سيما مديرية التجارة، والبيئة، والشؤون الدينية والأوقاف، والسلطات الولائية، وعلى رأسها الوالي. وأشار إلى وضع إجراءات متعددة، منها القرار الولائي المتعلق بتحديد نقاط بيع المواشي والأضاحي على مستوى بلديات الولاية، لافتا إلى أن كل بلدية ستستفيد من نقطة بيع على الأقل، مطالبا الموالين والتجار بالالتزام بعرض بضائعهم على مستوى تلك الفضاءات، التي تتوفر على الشروط الصحية والنظافة، مشيرا إلى التغطية، وعمل الأطباء البيطريين الذي سيكون دوريا.

وتطرق في معرض إفادته، لأهمية إظهار الشهادات البيطرية بالنسبة للموالين الذين ينقلون مواشيهم إلى خارج الولاية، مشيرا إلى وضع برنامج يتعلق بأيام العيد، حيث تم تسخير الأطباء البياطرة لمراقبة الأضاحي خلال أيام النحر، وتغطية جميع المذابح على مستوى الولاية التي يضمن فيها التغطية الصحية، في انتظار - حسبه - مرافقة مديرية الشؤون الدينية، ودورها من خلال الخطاب الديني في توعية الساكنة، مشيرا إلى فرق التجارة والبيئة حول المحافظة على المحيط وتزيين الأماكن العامة، بالموازاة مع تسخير 25 بيطريا، وفرق مختلطة متنقلة تجوب الأحياء ونقاط بيع الأضاحي.

نور الدين. ع