سرقة أغطية البالوعات تشوه تجارة النفايات الحديدية

أخطار ظاهرة.. واستنزاف صامت

أخطار ظاهرة.. واستنزاف صامت
  • القراءات: 2997
المراسلون المراسلون

ظاهرة سلبية خطيرة ظهرت في السنوات القليلة الماضية لها من الأخطار المادية والمالية ما لا يمكن توقعه ولا حصره إلا بعد فوات الأوان، ولها من الأخطار المحدقة بمستعملي الطريق من مارة وأصحاب مركبات سواء داخل الأحياء أو خارجها بالطرق الوطنية والطرق السريعة ما يضع سارقي هذه البالوعات في خانة المجرمين والقتلة، والشواهد على ضحايا سرقة هذه البالوعات كثيرة، وتحدث في كل ربوع الوطن، ويكفي متابعة أخبار الحوادث في وسائل الإعلام ليدرك حجم خطورتها.

ورغم ضحايا هذه الظاهرة البغيضة من الأطفال والشيوخ وحتى عناصر الحماية المدنية الذين يتدخلون لإسعاف من يقعون فيها، فإن انعكاساتها المالية على الهيئات المعنية بها كبيرة جدا حيث يتراوح سعر الواحدة من هذه الأغطية بين 50 إلى 120 ألف دينار جزائري، خاصة إذا علمنا أن جهات من الوطن تستفحل بها هذه الظاهرة كالبويرة مثلا التي سجلت سرقة 400 وحدة سنويا، وقسنطينة بـ74 وحدة في 2018.

ومادامت هناك ظاهرة سلبية، فلابد من أن توجه أصابع الاتهام إلى المتسببين فيها، وهما طرفان ”سارق” و«مستلم”، فأما السارقون فهم جامعو النفايات اللاهثين وراء الربح السريع، والمستلمون الذين يعملون على رسكلة هذه النفايات من دون التحقق من مصدرها،، وليس غريبا أن يشير المتتبعون لهذه الظاهرة الخطيرة إلى وجود ”عصابة أغطية البالوعات” طرفاها الجامعون للنفايات، والمؤسسات التي تشتريها منهم لتحولها، ويؤكدون على أن الظاهرة بدأت بظهور مؤسسات النفايات الحديدية...!

 ع.أ


على الرغم من الحملات التحسيسية بولاية البويرة

400 غطاء ومشبك بالوعة يُسرق سنويا

باتت ظاهرة سرقة أغطية البالوعات خلال السنوات الأخيرة، عبءا ثقيلا على ديوان التطهير بولاية البويرة، الذي يضطر لتخصيص ميزانية ضخمة لتعويضها، حيث تشير الإحصائيات إلى تعرض أزيد من 400 غطاء بالوعة صرف صحي للسرقة سنويا، فيما تتعالى النداءات لوضع حد لما سمي ”مافيا النفايات الحديدية”، التي تقف وراء استنزاف الملايين سنويا، لم تنفع معها الحملات التحسيسية التي تنظمها مصالح الديوان عبر مختلف المؤسسات التربوية لتحييد الأطفال عن مخططات هذه العصابات.

يواجه الديوان الوطني للتطهير بالبويرة، عجزا سنويا في مجال تعويض أغطية البالوعات والمشابك التي تتعرض للسرقة بعدما فاقت قيمة المسروقات مليار سنتيم. وتسعى إدارة الديوان إلى تحمّل عبء هذه الظاهرة حسب الإمكانيات المالية المتوفرة؛ بمعدل 5 إلى 6 أغطية ومشابك شهريا من أصل أزيد من 400 غطاء ومشبك تعرضت للسطو، وتتراوح القيمة المالية للواحد منها بين 15 و40 ألف دج، حسب السيد نوال أمين رئيس مصلحة الاستغلال بالديوان.

وأكد المتحدث أن الديوان يسعى جاهدا لمحاربة الظاهرة عن طريق تكثيف حملاته التحسيسية لتوعية المواطن بتداعيات ظاهرة سرقة أغطية البالوعات وتأثيرها على مستوى تدخلات الديوان مع دعوتهم للمحافظة على شبكة التطهير.

مافيا النفايات الحديدية تستغل الأطفال

لجأت عصابات سرقة الحديد المنتشرة مؤخرا عبر مختلف مناطق الوطن، إلى استغلال الأطفال في السطو على أغطية البالوعات ضمن نشاطها لجمع كل ما هو عنصر حديدي، بغية كسب كميات ضخمة من هذا المعدن بأقل الأثمان، لإعادة تدويرها واستغلالها لصناعة منتوجات جديدة بتكلفة بسيطة. فعصابات سرقة النفايات الحديدية التي أسالت أسعار الحديد لعابها تنتشر عبر مختلف ولايات الوطن، فهي تقتني آلاف الكيلوغرامات من الحديد بسعر لا يتعدى 100 دج للكيلوغرام الواحد في الوقت الذي يتراوح سعر غطاء البالوعة الواحدة بين 15 دج و40 ألف دج بالنسبة للمشبك، حسب مصالح الديوان، التي اشتكت من تنامي الظاهرة التي تسجل ضد مجهول؛ لعدم تمكن مصالح الأمن من تحديد هوية من يقف وراءها.

ديوان التطهير يستنجد بأطراف أخرى

من جهته، أكد السيد اعمر خندريش مدير الديوان الوطني للتطهير بولاية البويرة، أن الديوان يقف عاجزا أمام المبالغ الضخمة المطلوبة لتعويض أغطية البالوعات المسروقة سنويا، والتي باتت تستنزف ميزانية الديوان التي لا تكاد تكفي لدفع أجور عماله وضمان مستوى التدخلات، وهو ما دفع بإدارة الديوان إلى التقدم بطلب تسجيل عدة مشاريع على مستوى مديرية الري والبلديات، للمساهمة في تعويض هذه الأغطية المسروقة بشكل متكرر؛ حماية للمواطن والمركبات، وسعيا إلى تحسين مستوى الخدمات التي يقدمها الديوان.

للإشارة، يشرف الديوان على تسيير شبكة التطهير عبر 32 بلدية من أصل 45 ضمن شبكة يفوق طولها 1200 كلم، خاصة أن مشاريع التطهير كانت معنية بالتجميد لعدة سنوات، وتنتظر برمجة مستعجلة للتكفل بالعجز المسجل رغم قلة مداخيل الديوان ضمن اتفاقياتها مع البلديات.

مدينة البويرة الأكثر تضررا

تُعتبر عاصمة الولاية من بين البلديات الأكثر تضررا من ظاهرة سرقة أغطية ومشابك بالوعات الصرف الصحي، حيث ارتفعت حصيلة المسروقات سنويا إلى ما لا يقل عن 100 غطاء ومشبك خاصة بالأحياء البعيدة عن الرقابة، وهي الصورة التي يقف عليها المتجول عبر شوارع وأحياء المدينة، التي باتت أغلبها تفتقر لهذه الأغطية، وما يشكله هذا من خطر على حياة السكان والأطفال بصفة خاصة، والمركبات التي يهددها غياب هذه التجهيزات من على حافة الطريق، وهو الخطر المحدق بسكان أغلب بلديات الولاية في ظل عدم جدية التحقيق لكشف وتوقيف المتورطين.

قضية سقوط عون الحماية المدنية

أسالت قضية سقوط عون الحماية المدنية محمد عاشور قبل أزيد من شهر، الكثير من الحبر بعدما وجهت أطراف عديدة أصابع الاتهام إلى افتقار البالوعة التي سقط بها للغطاء الواقي، وكانت وراء فقدان العون أزيد من 17 يوما كاملة، فيما أكد مدير ديوان التطهير أن العون سقط على مستوى فوهة لجمع مياه الواد التي تصب على مسافة 200 متر في القناة الرئيسة للشبكة، في الوقت الذي دعا إلى ضرورة التصدي للظاهرة لحماية أرواح الأبرياء من السقوط في هذه الحفر.

ع. ف. الزهراء


تَسبّب تخريبها في الفيضانات الأخيرة

عنابة تسطر برنامجا لمواجهة عصابات سرقة أغطية البالوعات

تواجه بلديات عنابة منذ سنوات ظاهرة سرقة البالوعات من طرف مجهولين. وتُعد عملية تحطيم وسرقة هذه البالوعات من النقاط السوداء التي تسببت في الفيضانات الأخيرة، وهو الملف الذي وضعه الوالي توفيق مزهود على طاولته، وخصص له غلافا ماليا معتبرا لربط الأحياء المتضررة من انعدام البالوعات، خاصة منها المتواجدة بالبلديات الكبرى بالولاية، على غرار البوني، عنابة مركز، الحجار، برحال وغيرها.

اتخذت الجهات المحلية بالتنسيق مع المصالح الأمنية إجراءات ردعية ضد الأشخاص الذين يعتدون على شبكة البالوعات، من خلال سرقتها وتحويلها إلى أسواق الخردة لعرضها للبيع بمبالغ رمزية، وهو الملف الذي أخذته مصالح الأمن بعنابة بعين الاعتبار بسبب الشكاوى العديدة التي تلقتها من البلديات المتضررة من هذه السرقات. فقد قامت الجهات الأمنية بعدة مداهمات للنقاط السوداء التي تُعرض فيها المسروقات، حيث تم استرجاع عدد كبير من أغطية البالوعات التي وُجهت للبيع في الساحات العمومية، وأخرى كانت معروضة للبيع في سوق الخردة، فيما تم خلال السنة الماضية، توقيف 4 أشخاص ينشطون منذ أشهر في سرقة الحديد ومشتقاته، منها البالوعات، وتم إيداعهم الحبس.

من جهتها، تكبدت البلديات المتضررة من هذه السرقات، خسائر فادحة، خاصة أن المنحرفين يعملون على تخريب شبكة الصرف الصحي، ومن ثم تنفيذ سرقات أغطية البالوعات التي تتم في الليل وبالأحياء التي تغرق في الظلام، وعليه فإن بلدية عنابة تخصص سنويا أكثر من ملياري سنتيم لتعويض هذه الأغطية، وهو ما زاد من متاعبها المالية.

أما مصالح بلدية الحجار فتعاني هي الأخرى من مشكل سرقة البالوعات من طرف عصابات مجهولة، حيث تخصص ذات الجهة غلافا ماليا يتم اقتطاعه من ميزانية البلدية لتنصيب البالوعات لامتصاص مياه الأمطار الراكدة.

سرقة أغطية البالوعات وراء الفيضانات الأخيرة

أجمع العديد من المنتخبين المحليين بعنابة، على أن التأخر في تجديد شبكات الصرف الصحي يعود إلى ضعف الميزانية، خاصة أن هناك أحياء يتم تجديد البالوعات بها سنويا، وهو ما يثقل كاهل المسؤولين، كل هذا انعكس سلبا على وضعية الأحياء التي تعرضت للفيضانات مؤخرا، خاصة أن تخريب نصف البالوعة أو سرقتها كاملة يكون وراء ركود المياه في الشوارع، ومن ثم عدم قدرة تجميع الماء الذي يتسرب إلى المنازل، وعليه فإن الفيضانات الأخيرة سببها كذلك سرقة أغطية البالوعات، ومن ثم اهتراؤها؛ مما يتطلب حقيقة تضييق الخناق على هؤلاء اللصوص الذين يستغلون ظرف الليل لسرقة أغطية البالوعات. وأضاف أحد المنتخبين أن الغلاف المالي الذي خُصص مؤخرا لحماية عنابة من الفيضانات والمقدر بـ 360 مليار سنتيم، سيتم اقتطاع جزء منه لشراء البالوعات الفولاذية وتجديد شبكة الصرف الصحي، والتي ستوزع على بلديات الحجار، البوني، عنابة مركز، العلمة، ذراع الريش وغيرها.

مخطط استعجالي لمحاربة سارقي البالوعات

تم الإعلان مؤخرا عن مخطط لحماية الأحياء والبلديات من ظاهرة سرقة أغطية البالوعات في إطار برنامج حماية عنابة من الفيضانات والذي دخل منذ أسبوعين حيز التنفيذ، وعليه تعوّل الجهات المحلية على هذا المخطط لمواجهة السرقات والحفاظ على الشبكات الخاصة بامتصاص مياه الأمطار. كما تم تنصيب لجان أحياء تقوم بالتنسيق مع الأمن بمراقبة عملية التخريب التي يقوم بها مجهولون، مع توسيع حملات التحسيس والتوعية في وسط المواطنين لمنع العصابات من السطو على كل ما هو حديد أو فولاذ؛ لأن ذلك يكبّد الدولة خسائر فادحة.

من جهتها، أطلقت مصالح الأشغال العمومية هي الأخرى، مشروع إعادة تجديد ربط البلديات ذات الميزانية الضعيفة، بشبكات الصرف الصحي. وقد خصصت للعملية 16 مليار سنتيم، منها ما هو موجه للطرقات وتبليط الأرصفة بعد عملية حفر واستقدام بالوعات جديدة، ويتم تعبيد الممرات حتى لا تبقى ورشة مفتوحة تشل حركة المرور.

سميرة عوام


سكيكدة

مافيا سرقة أغطية البالوعات تعرّض حياة المواطنين إلى خطر الموت

تعرف ظاهرة سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي بما فيها الأغطية الحديدية للخطوط الكهربائية المتواجدة بأعمدة الكهرباء العمومية تفاقما رهيبا بمدينة سكيكدة وضواحيها، وهذا حسب المعاينة التي وقفنا عندها سواء على مستوى العديد من الأحياء السكنية بالمدينة الجديد أو القديمة، أو على مستوى الطرق خاصة منها الطريق السفلي لنهج سكيكدة، وكذا على امتداد الطريق المزدوج عند مخرج مدينة سكيكدة داخل إقليم بلدية حمادي كرومة وفي غيرها من الأماكن، ممّا جعل العديد من المواطنين يدقون ناقوس الخطر بسبب ما قد يتعرّض له سواء الراجلون أو المركبات، من أخطار قد لا تحمد عقباه جراء بقاء حفر تلك القنوات بدون أغطية وقائية، ناهيك عن الخسائر المالية التي تتعرّض لها الخزانة العمومية.

وحسب رئيس بلدية سكيكدة السيد محمد بوقروة، فقد كشف للمساء عن تعرّض ما لا يقل عن 150 غطاء فولاذي من أغطية بالوعات مجاري تصريف المياه للسرقة سنويا، مما يكبد خزانة البلدية ما يعادل أكثر من 150 مليون سنتيم سنويا، معترفا في ذات الوقت باستفحال الظاهرة بشكل مقلق للغاية، الأمر الذي دفعه لطلب من مصالح البلدية المختصة بضرورة تلحيم تلك الأغطية حتى لا تتعرض مجددا للسرقة التي تتم عادة تحت جنح الظلام، مؤكدا على ضرورة أن يتحلى المواطن بروح المدنية الحقة، من خلال تبليغه عن كل محاولة سرقة وذلك تفاديا لما قد يعرض بالدرجة الأولى أرواح المواطنين لأخطار غير محمودة العواقب. من جهته، اعترف رئيس بلدية حمادي كرومة السيد عبد العزيز فرّاح خلال حديثه مع ”المساء” إلى تفاقم الظاهرة بشكل ملفت للنظر، معتبرا أن سرقة تلك الأغطية الفولاذية لبالوعات قنوات الصرف الصحي بالسلوك غير حضاري وغير مسؤول والإجرامي النابع عن عدم الإحساس بالمسؤولية اتجاه الآخرين بتعريض حياة المواطنين للخطر، محمّلا المسؤولية بالدرجة الأولى للصوص وفي المرتبة الثانية للأشخاص الذين يقومون بشراء تلك المسروقات.

أما عن أسباب بقاء العديد من تلك الحفر بدون أغطية، فقد أرجعها مير بلدية حمادي كرومة إلى الإشكال القانوني الذي قد تقع فيه البلدية التي لا يمكنها إعادة اقتناء أغطية جديدة، وذلك إلى غاية الانتهاء من الإجراءات القانونية القضائية، ومن ثمّ ـ كما أضاف ـ فالعديد من رؤساء البلديات يخافون الوقوع في إشكال ما يسميه في لغة القانون بتبديد الأموال العمومية.

من جهتها، تأسّفت السيدة سعيود فريال مديرة الأشغال العمومية لولاية سكيكدة، عن تفاقم ظاهرة سرقة الأغطية الحديدية لبالوعات قنوات الصرف الصحي، بالخصوص تلك التابعة لقطاعها، مما يكلّف الخزانة العمومية خسائر مالية جد معتبرة على اعتبار أن القيمة المالية لبالوعة واحدة حسب حجمها ونوعيتها يتراوح بين 35 و50 ألف د.ج. وحسب المعلومات التي جمعناها من العديد من مصادرنا الخاصة، فقد أرجعت تفاقم تلك الظاهرة الخطيرة، إلى نشاط عصابة متخصّصة تعرف بعصابة الأغطية الحديدية، تقوم باستعمال مركبة وفي جنح الظلام بسرقة تلك البالوعات، لتقوم ببيعها لأصحاب بعض ورشات التحويل والتدوير سواء على مستوى المدينة أو على مستوى بعض الولايات المجاورة كعنابة وقسنطينة بأسعار تتراوح ما بين 50 إلى 100 د.ج للكيلوغرام الواحد، ليقوم هؤلاء ـ وهم أيضا عصابة تنشط بطريقة غير شرعية ـ بإذابتها، ومن ثمّ إعادة بيعها بأسعار تفوق بكثير سعر الشراء. ليبقى دور المواطن أكثر من ضرورة للتبليغ عن مافيا البالوعات، حتّى يتسنى للمصالح الأمنية المختصة التدخل في الحين لوضع حد لنشاط مثل تلك العصابات التي تعرّض حياة الناس إلى أخطار، كما حدث بالعديد من أحياء سكيكدة منها سقوط شيخ في بالوعة بحي الإخوة علوش يبلغ من العمر67 سنة نجم له كسور على مستوى الأرجل، وكذا سقوط طفل في حي الإخوة بوحجة أدت إلى وفاته وغيرها.. كما يتحتّم على الجهات المختصة من بلدية ومصالح مديرية الأشغال العمومية وديوان التطهير عدم ترك حفر قنوات الصرف بدون أغطية، فيما يتحتّم على مصالح الأمن تكثيف الدوريات بالخصوص في الليل.

بوجمعة ذيب


كبدت الخزينة العمومية أموالا طائلة

ظاهرة سرقة أغطية البالوعات تستفحل بوهران

فتحت المصالح الأمنية بوهران تحقيقات حول ظاهرة سرقة البالوعات والحاويات البلاستيكية وذلك بأمر من والي وهران، وهي الظاهرة التي تقف وراءها عصابات وشبكات معروفة بتسمية ”شبكات النفايات الحديدية” والتي لا تزال مختلف المصالح الأمنية تفكك العديد منها.

فقد تمكنت مصالح الدرك الوطني مؤخرا من توقيف شخص كان بصدد سرقة حاويات بلاستكية، وبعد الحصول على إذن بتفتيش منزله، عثر على كمية كبيرة من الكوابل النحاسية. كما شهدت معظم البلديات تواصل عمليات السرقة التي لا تزال تطال البالوعات الحديدية الخاصة بالصرف الصحي ومختلف الشبكات وكذا الحاويات البلاستيكية.

وأكد مصدر من بلدية وهران أن الظاهرة لا تزال تتسبب في خسائر كبيرة لبلدية وهران على اعتبارها المتضرر الأكبر من الظاهرة التي مست حتى بعض الشوارع الرئيسية، وقامت البلدية بإيداع عدة شكاوى ضد مجهول بخصوص الظاهرة لفتح تحقيق في الموضوع.

فقد تجاوز عدد الحاويات والبالوعات المسروقة 500 حالة، يتم تعويضها كل مرة لتجنب وقوع مشاكل مرورية خاصة ما تعلق بالحاويات التي لم تسلم منها مختلف المؤسسات العمومية على غرار مؤسسة اتصالات الجزائر والترام واي وشركة سيور. وقد قامت بلدية وهران خلال العام الماضي بتخصيص غلاف مالي قدره 800 مليون سنتيم في ميزانيتها الأولية لاقتناء الحاويات البلاستيكية والبالوعات الحديدية، فيما قامت مصالح مديرية البيئة بتوزيع 10 آلاف حاوية، أضيفت إليها 1700 حاوية تم توزيعها مؤخرا، وهي الحاويات التي تبقى عرضة للسرقة والتخريب.

وسبق أن كشفت حصيلة أولية قدمتها مصالحة قسم الطرق والمرور ببلدية وهران عن أرقام خطيرة بخصوص ظاهرة سرقة أغطية بالوعات وقنوات صرف مياه الأمطار وأغطية قنوات الصرف الصحي الحديدية حيث سجل سرقة 300 بالوعة وحاوية بلاستيكية دون الأرقام الخاصة بالمندوبيات البلدية على غرار المندوبيات البلدية سيدي الهواري، الحمري، ابن سينا والبدر التي تعد الأكثر تضررا من ظاهرة سرقة أغطية البالوعات بسبب انتشار عصابات سرقة الحديد أو ما يعرف بـ« شبكات الحديد” التي فرضت سيطرتها على بعض المناطق بمدينة وهران وامتد نشاطها لباقي البلديات المجاورة حيث يتم اختيار بعض المناطق المعزولة لسرقة أغطية البالوعات ولا يقتصر أعمال التخريب والسرقة على بالوعات البلديات، بل امتد إلى كل أنواع البالوعات الحديدية.

كما أمر والي وهران السيد مولود شريفي بتشكيل لجنة تفتيش للتحقيق في قضية سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي وصرف المياه وذلك بعد تقارير وصلت الوالي حول اختفاء أغطية البالوعات عبر عدة مناطق ببلديات الولاية والتي ساهمت في إغراق الشوارع في السيول خلال تساقط الأمطار بعد أن سدت المجاري بسبب الأتربة.

رضوان.ق


تلمسان

تفشي ظاهرة سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي بالمناطق الحدودية

لم تتمكن السلطات المختصة بتلمسان من وضع حدّ لظاهرة سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي ومياه الأمطار، التي تم وضعها في إطار مشروع تأهيل قنوات الصرف الصحي، حيث تشن الشبكات المتخصصة في عمليات السطو على تجهيزات المنشآت العامة، وعلى وجه الخصوص أغطية بالوعات الصرف الصحي والكهرباء والهاتف، فضلا عن الأسلاك النحاسية. فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن تسجيل شكاوى عن حالات هذه السرقة التي تفشت مؤخرا بشكل ملفت للنظر بالمناطق المعزولة لبلديات الولاية، وتلك الموجودة في مواقع خلفية أو غير مأهولة، حيث تعمد هذه الشبكات إلى اقتلاع الأغطية الحديدية وهي لا زالت في طور التهيئة، وذلك بغرض بيعها. هذه الظاهرة جعلت عددا من الشوارع والأزقة تبدو خالية تماما من هذه التجهيزات وتنجم عنها حوادث متعددة بعد أن تتحول إلى حفر تصطاد المارة والسيارات، مؤدية بذلك إلى تدهور حركة السير ليلا بسبب انعدام رؤية الفتحات التي تمت سرقت أغطيتها من قبل ”مافيا” النفايات الحديدية، كما أسمتها الجهات المختصة.

وتستغل هذه الشبكات انعدام الإنارة العمومية لسرقة العديد من أغطية البالوعات من مختلف المسالك، مما جعل معظم الممرات تشكل خطرا على الراجلين ومستعملي الطريق ليلا، وتهدد حياة الأطفال، خاصة وأن قطر البالوعات يتسع لابتلاع شخص كامل، وقد يؤدي به إلى الموت أيضا، فما بالك عندما يتعلق الأمر بطفل وحفرة بعمق أمتار وخطرها على المركبات، لاسيما أن عددا معتبرا منها متواجد على مستوى الطرق الرئيسية والثانوية التي تعج بحركة السير، وأخرى قريبة من المؤسسات التربوية وإدارات عمومية تعرف حركة معتبرة. وتزداد خطورة هذه البالوعات المنزوعة الأغطية خلال فصل الشتاء نتيجة امتلائها بالفضلات والأتربة، فتسد المجاري، أو يلجأ السكان إلى غلقها للتخفيف من خطرها بوضع أحجار عجلات مطاطية أو خشب لتنبيه مستعملي الطريق حتى لا يقعوا في فخها.

وليست الأغطية الحديدية التي تغطي فوهات المجاري هي وحدها التي تتعرض للسرقة، فهناك أغطية الكهرباء والهاتف، فضلا عن الأسلاك النحاسية التي تمر عبر مسار البالوعات والتي يتم نهبها هي الأخرى مما يسبب قطع الكهرباء وخدمات الهاتف عن السكان.


يصل سعر القطعة إلى 5 ملايين سنتيم

سرقة أكثر من 500 غطاء حديدي

سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي أصبحت ظاهرة منتشرة بتلمسان لارتفاع سعر الحديد الذي يتراوح بين 2000 و4000 دج للطن الواحد، وهذا ما أكده أحد المواطنين الذي يشتغل في جمع وإعادة بيع النفايات الحديدية، لأن تكلفة البالوعات ـ حسبه ـ مرتبطة بسعر الحديد في الأسواق العالمية، حيث تختلف أوزان الأغطية من حيث النوعية، فبعضها يتراوح بين 30 و50 كيلوغراما وهو ما يعني بلغة الأرقام أن سعر الغطاء الواحد لا يقل حاليا عن 50 ألف دينار ويتجاوز 10 ملايين سنتيم للغطاء الواحد. وأشار المصدر في حديثه لـ«المساء” إلى أن اللص لا يجد أي عناء في سرقة الغطاء، فكل ما يحتاجه هو قضيب حديدي لرفعه، لذلك زادت الكميات المسروقة بعدد من هذه البلديات خاصة الحدودية منها وفي مقدّمتها بلدية مغنية التي سرق بها أكثر من 500 غطاء حديدي بدرجات متفاوتة، حيث تستغل مافيا سرقة النفايات الحديدية الوقت المناسب في الفترة الليلية خاصة من فصل الشتاء ما بين منتصف الليل إلى غاية الثالثة أو الرابعة صباحا، لاسيما في الأماكن القليلة الحركة وبعض الأزقة التي تنعدم فيها الإنارة العمومية لسرقة العديد من أغطية البالوعات. وبعد تفاقم الظاهرة، دعا العديد من المهندسين المختصين استبدال أغطية البالوعات بأخرى مصنوعة من الخرسانة للحدّ من ظاهرة السرقات التي استمرت وزادت في الفترة الأخيرة.

  ل. عبد الحليم