المخيمات الصيفية ببومرداس تستقبل ألف طفل

أبناء النعامة، غرداية وقسنطينة في شواطئ الكرمة

أبناء النعامة، غرداية وقسنطينة في شواطئ الكرمة
  • القراءات: 1809
حنان.س حنان.س

انطلقت بمركز الترفيه والعطل التابع للجمعية الوطنية للتبادل بين الشباب،  الكائن بالكرمة في بلدية بومرداس، أول دورة للمخيمات الصيفية في الفاتح جويلية الجاري، باستضافة أطفال من ولايتي النعامة وغرداية، إلى جانبهما مخيم من ولاية قسنطينة بمدرسة "محمد الصغير باكور". دورات التخييم  ستستمر إلى غاية 18 أوت القادم، حيث ينتظر استضافة أزيد من ألف طفل مقسمين على أربع دورات، تضم كل دورة قرابة 200 طفل وتدوم 13 يوما. "المساء" زارت المخيمات وقضت بعض الوقت مع ضيوف عاصمة الصخرة السوداء.

كان الأطفال من ضيوف المخيم الصيفي لولايتي النعامة وغرداية يوم زيارة "المساء"، يستمتعون بالشاطئ القريب جدا من مركز الترفيه والعطل، منهم من سبق له أن زار المخيم من قبل، ومنهم من يعانق الأزرق الكبير لأول مرة، كالطفلة أسمهان مامين (12 سنة) من الولاية المنتدبة المنيعة، التي ذكرت بأن دقات قلبها أخذت تتسارع لما رأت البحر أمامها لأول مرة، تقول: "لم أصدق عيني وأنا أرى البحر أمامي، رأيته في التلفاز، وروت لي صديقاتي عنه كثيرا من قبل... إنه كبير وجميل... بل ورائع". تتحدث البنت بكل حيوية وهي تؤكد أن أحسن فقرة في المخيم هي الاستجمام، رغم أنها أول تجربة لها، إلا أنها لم تخف، وهي ترمي نفسها بين أحضان الأمواج.

الاستجمام... أروع فقرة في المخيم

أما الطفلة لجين بوخدير (8 سنوات) من بلدية المشرية، ولاية النعامة، فقالت بأنها ذهلت لما رأت البحر أمامها، تقول: "والله، فوجئت لما رأيت البحر أمامي... كان باردا والأمواج تتلاطم مع بعضها... خفت في البداية، لكنني تشجعت لما رأيت صديقاتي يسبحن". في حين أن البنت سارة عمران (13 سنة) من نفس المنطقة والولاية، تقول بأن الاستجمام تجربة فريدة من نوعها وتكاد لا تمل، وهي ترمي بنفسها وسط الأمواج كل هنيهة. كل الأنشطة في المخيم رائعة، وهو ما يجعلها تملأ وقتها ولا تشعر بالفراغ، بخلاف المنزل، حيث لا مسلي لها سوى التلفاز.

غير بعيد عن مخيم النعامة والمنيعة، التقت "المساء" بأطفال مخيم قسنطينة، حيث يعتبر شاطئ "الكرمة" الأقرب إلى ابتدائية "محمد الصغير باكور"،  التي تستضيف أطفال المخيم، إذ حدثنا الطفل جواد ضياء الدين (9 سنوات) وقال بأنه يزور عاصمة الصخرة السوداء لثاني مرة، وأنه أعجب كثيرا بشواطئها وبالسهرات الليلية المنظمة في المخيم، بينما قال زميله فاتح الدين معتوق (10 سنوات)، بأنه أحب كثيرا الاستجمام بشاطئ الكرمة، كونه "ماشي غارق"، أي أنه غير عميق وأن السباحة أحسن فقرة على الإطلاق. ذكر الطفل لؤي سليمان (10 سنوات) أنه يطأ المخيم الصيفي لأول مرة، وقد تعرف على أصدقاء جدد، ومثل باقي الأطفال، فإن الاستجمام هو أحسن الفقرات بالنسبة له.. وبينما كان بعض أطفال قسنطينة من زوار مخيم "الكرمة" يمرحون بالاستجمام، وآخرون يبنون قصور الرمال على الشاطئ، كان الطفل مهدي لحمر (11 سنة) من منطقة سيدي مبروك البوسكي جالسا تحت الشمسية، لما سألناه لماذا لم يلتحق بأصدقائه للاستجمام، أجابنا بأنه اشتاق لأهله.. وهذا "الإشكال" يتقاسمه معه الكثير من الأطفال الذين يقصدون المخيم على بعد مئات الكيلومترات عن أهاليهم، حيث أكدت المؤطرة دامية لواليش أن بعض الأطفال يبكون عند وصولهم إلى المخيم بسبب اشتياقهم للأهل، وهنا يلجأ المؤطر إلى الحديث إليهم على انفراد وتحبيبهم في المخيم، بفضل الأنشطة التي تكون في انتظاره. لكن المتحدثة بينت كذلك أن بعض الأطفال يأتون للمخيم رغما عنهم، أي أن يكون الوالدان أو أحدهما قد فرض عليه ذلك، لكن سرعان ما ينسون الأمر بفضل الورشات التي يندمج فيها جميع الأطفال، خاصة فقرات المسرح أو المهرج.

البحر يجمع أبناء الوطن الواحد

تحدثنا البنت أروى عاشوري (14 سنة) من المدينة الجديدة بقسنطينة، فتقول بأن ورشة الأعمال اليدوية من أحب الفقرات المحببة لديها، وقالت بأنها تعلمت في المخيم الاعتماد على النفس والانضباط والتجربة والمغامرة، حيث أنها تستمتع إلى جانب الاستجمام بالخرجات الاستكشافية، وهو نفس ما أكدته لميس قارون (13 سنة)، حينما أكدت لنا بأن الاستكشاف يجعلها تتعرف عن قرب على بعض مدن الوطن التي كانت لوقت قريب تسمع عنها أو تدرس فينها. بينما أكد أيمن تليلاني (12 سنة) من بلدية ديدوش مراد، أن المخيم الصيفي من أجمل التجارب التي يعيش أيامها ولحظاتها هذه الأيام،  كونه يخوض التجربة لأول مرة. قال بأن والده كان يصطحبه في الصيف مرة واحدة لشاطئ القل في ولاية سكيكدة، مؤكدا أنه سيعود مرة أخرى الموسم القادم، لكنه إلى حين ذلك، فإنه يستمتع بالبحر دون ملل أو كلل.. يحدث هذا بين أطفال غرداية، النعامة، قسنطينة وبومرداس، اجتمعوا في لهو وزهو على شاطئ لأيام معدودة ـ صحيح ـ لكن أثره يبقى لسنوات بفضل عرى التعارف والأخوة التي تنسج بينهم خلال المخيم..

عن التعب الذي قد يصيب الأطفال في الفترة الصباحية المخصصة للاستجمام، فإن تقسيم ساعات اليوم بين استجمام لساعتين أو ساعتين ونصف الساعة صباحا، وبين القيلولة بعد وجبة الغداء التي تعتبر إجبارية حتى يتمكن الأطفال من استرجاع لياقتهم البدينة بعد فترة استجمام متعبة، حسبما يوضحه عثمان لعزيزي، مدير مخيم ولاية قسنطينة، ملفتا إلى وجود 150 طفلا في هذه الدورة الأولى، تتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة، وأنه من المنتظر تنظيم ثلاث دورات بنفس المؤسسة التربوية، مبينا بأن الأطفال  يوميا على موعد مع حصص تثقيفية من خلال عدة ورشات، منها المسرح وأعمال يدوية، وخرجات استكشافية، لاسيما إلى مينائي زموري البحري ودلس. مؤكدا أن فقرة"الاستجمام" تبقى المحببة لدى الأطفال، وأنه يتم برمجة حصص يومية من العاشرة صباحا إلى منتصف النهار، وأحيانا تضاف حصص أخرى في الفترات المسائية إذا اشتدت الحرارة.

الألعاب الشاطئية في الموعد..

أما إذا سجل تغير في الطقس، وكانت السباحة ممنوعة بفعل الرياح أو التيارات البحرية، فهناك بعض الألعاب التي تمارس على الشاطئ يستمتع بها الأطفال، يقول شعلال بن ملوكة، مدير المخيم الصيفي لولايتي النعامة وغرداية، ومنه السباق أو لعبة الناقلة (وتسمى لعبة البرويطة)، حيث تلعب بطفلين؛ الأول يسير على يديه، بينما يمسك الثاني برجلي الأول ويسرعان إلى بلوغ الهدف. هناك أيضا لعبة" قوارير الماء"، يُطلب فيها من المتسابقين ملء أفواههم بماء البحر، ثم ملء إحدى القوارير به، والأسرع هو الرابح، إلى جانب لعبة "البطة"، حيث يسير المتسابقين كالبط والأسرع هو الرابح أيضا.. إلى غيرها من الألعاب المحببة للأطفال، والتي يتفاعل معها الصغار كثيرا، حسب المتحدث، مؤكدا عدم تسجيل حالات ضربات الشمس أو تسممات غذائية بفضل التوعية المسبقة والمراقبة اليومية للأكل، "الأطفال أمانة بين أيدينا، وهي أمانة ثقيلة جدا، لذلك علينا الانتباه إليهم، خاصة داخل البحر، إذ يتم وضع حبال لتحديد المساحة المسموحة بها السباحة"، يقول محدثنا، مبينا بأن هذه الدورة الأولى تضم قرابة 200 طفل مقسمين على 18 فوجا، يضم كل فوج 11 طفلا، يشرف عليهم مؤطر. كما يضم  المخيم ممرضا مؤهلا لديه صيدلية تضم أدوية الحمى والإسهال وآلام الرأس والمعدة.

 

❊❊ روبورتاج: حنان.س ❊❊