ستتعزز قريبا بجسر لحماية الأطفال

600 زائر لـ"غابة بن عكنون" يوميا

600 زائر لـ"غابة بن عكنون" يوميا
  • القراءات: 2081
❊❊ رشيدة بلال ❊❊ ❊❊ رشيدة بلال ❊❊

تستقبل غابة بن عكنون التي افتتحت سنة 2014، أكثر من 600 زائر يوميا خلال العطل، أغلبهم من العائلات، يحجون إليها من مختلف بلديات العاصمة وحتى من خارج الولاية، بعد أن تمت تهيئتها وتزويدها بمجموعة من المرافق الضرورية، مثل محلات بيع الأكلات الخفيفة وبعض الهياكل الترفيهية، وهو ما جعلها تخطف الأضواء من الفضاء الترفيهي "الصابلات" وغابة "بوشاوي"،  بشهادة المشرف على الغابة، السيد رشيد كشاد، مسؤول وحدة بن عكنون.

رغم أنه تم فتح غابة بن عكنون سنة 2014، غير أنها لم تكن معروفة لدى الزوار، وبحكم موقعها الإستراتيجي المطل على الطريق السريع المحاذي للمركب الرياضي "محمد بوضياف"، كان من السهل الترويج لها، حيث لم تمض سنة على افتتاحها حتى تدفقت عليها العائلات من كل بلديات العاصمة، حسب المكلف بتسيير الغابة، السيد كشاد الذي أكد في معرض حديثه، أن ما حفز العائلات على التردد عليها، عنصران هامان يتمثلان في الأمن بالدرجة الأولى، حيث يتم السهر على ضمان راحة الزوار داخل الحديقة، من خلال فريق يعمل طيلة الأسبوع، إلى جانب توفير كل الفضاءات الضرورية التي يحتاج إليها الزائر من مراحيض ومحلات لبيع المشروبات والمأكولات، إلى جانب المرافق الموجهة لتسلية الأطفال بالمجان، فضلا على نظافتها بالنظر إلى حرص الفريق العامل فيها على إبقائها نظيفة طيلة اليوم، والعمل من جهة أخرى على توعية العائلات بضرورة رمي النفايات في الأماكن المخصصة لها، مشيرا إلى أن ما يشجع العائلات على اختيار هذه الغابة دون غيرها، لقضاء وقت ممتع مع الأطفال، وقوعها بين أحضان الطبيعة، حيث تتوفر على مجموعة من الأشجار الظليلة، وهو ما جعلها تخطف الأضواء عن بعض الفضاءات الترفيهية الأخرى،  بشهادة الزوار.

استقبال الزوار ليل نهار 

من أهم الميزات التي جعلت العائلات تختار غابة بن عكنون دون غيرها من الفضاءات الترفيهية، التي تعودت عليها مثل "الصابلات" وغابة "بوشاوي"، كونها لا تغلق مطلقا أبوابها، حيث تظل مفتوحة للزوار على مدار الأسبوع ليلا نهار، الأمر الذي أتاح الفرصة لكل راغب في قضاء وقت ممتع بها، والتجول فيها في الوقت الذي يختاره، حيث يقصدها الشباب والشابات لممارسة الرياضة.

بالمناسبة، تم ـ حسب المشرف على الغابة ـ تخصيص مساحات خاصة للراغبين في ممارسة رياضة الجري، كما استقبلت طيلة شهر رمضان بعض العائلات التي اختارت الإفطار خارج المنازل خاصة، وأن الحديقة مزودة بالإنارة والمرافق التي تؤمن لقاصديها الاستمتاع بوقتهم، وأضاف محدثنا "كما احتضنت أيضا طلبة البكالوريا الذين اختاروها من أجل المراجعة في جماعات، بالنظر إلى هدوئها أو للظفر بفسحة للاسترخاء والابتعاد عن القلق والتوتر"، ويضيف "بحكم أننا نعيش هذه الأيام على وقع بداية العطلة الصيفية، فالأكيد أن هذه الغابة ستشهد زحمة كبيرة خاصة بالنسبة للعائلات المقيمة بالبلديات المجاورة،  نظرا لاحتوائها على مرافق لتسلية الأطفال، يجري تعزيزها تزامنا والعطل ببعض الألعاب التي يحبونها، مثل "الطوبوغون" والمسبح المائي والبساط النطاط"، موضحا أن شهرة الغابة تعدتها إلى الولايات المجاورة، يشرح "نشهد أيضا تدفق العائلات من بعض الولايات المجاورة، مثل بومرداس وعين الدفلى، البليدة والبويرة، حيث يأتي الزوار في شكل عائلات لاكتشاف هذا الفضاء الجيد من باب الفضول، أو في شكل جمعيات لممارسة بعض الأنشطة في الهواء الطلق لفائدة أعضائها، كتقديم مسرحيات في الهواء الطلق أو تنظيم أنشطة ترفيهية مختلفة".

جسر لتجنّب الحوادث وتسهيل الوصول

يقول المشرف على الغابة "تتربع غابة بن عكنون على مساحة 12 هكتارا، الأمر الذي جعل تهيئتها تحتاج إلى عمل دؤوب ومستمر، وعلى الرغم من تزويدها ببعض المرافق، إلا أن الإقبال الكبير عليها جعل أمر تزويدها بمرافق إضافية ضروري، مما دفعنا إلى إبرام عقود شراكة مع بعض الشركاء لتزويدها ببعض المرافق الموجّهة لتسلية الأطفال، مثل نصب بعض الهياكل الترفيهية الجديدة وجلب الأحصنة الصغيرة التي عادة ما تعطي نوعا من الحياة داخل هذا الفضاء الترفيهي، فضلا عن أنها حيوانات يحبها الأطفال، إلى جانب تزويدها بمجموعة من الطيور المختلفة التي تزيد من جمالية الغابة وترضي محبي هذه الكائنات"، مشيرا إلى أن الإشكال الوحيد الذي كان يطرح بشدة، هو ركن السيارات على الطريق السريع، في ظل غياب حظيرة تابعة للغابة، بالنظر إلى موقعها المطل على الطريق السريع، وبالنظر إلى تسجيل وقوع بعض الحوادث غير المميتة، خاصة أن العائلات تأتي مصحوبة بالأطفال، أوجدت مصالح الولاية المشرفة على هذا الفضاء الترفيهي حلا نهائيا، من خلال تجهيز العدة لإنشاء جسر يربط بين حظيرة ركن السيارات التابعة للمركب الرياضي "محمد بوضياف"، وبين غابة بن عكنون وبهذه الطريقة، يقول "نضع حدا نهائيا لمعاناة الزوار الذين يجدون صعوبة في ركن سياراتهم ويرغبون في قضاء وقت ممتع بهذه الفضاء".

غياب الحس المدني يزعج العاملين

رغم أن مصالح ولاية الجزائر ساهمت في خلق فضاء ترفيهي جديد لقي إعجاب العائلات، بعدما أصبح يفضّل أغلبهم التردد عليه، إلا أن غياب ثقافة الحفاظ على نظافة المحيط يؤثر إلى حد ما على الغابة، حيث أشار مسير الغابة إلى أنه رغم تزويد كل ركن من أركانها بحاويات رمي القمامة، غير أن البعض يتعمّد إلقاء نفاياته أرضا، وبحكم أنّ القضية مرتبطة بالتربية ومدى وعي الزائر بأهمية الحفاظ على محيطه نظيفا، يقول محدثنا "بادرنا إلى جانب التحسيس بأهمية الحفاظ على المكان نظيفا، بتكليف الفرق العاملة في الغابة، بتنظيفها ثلاث مرات في اليوم لإبقائها دائما نظيفة"، مشيرا إلى أن من بين الإجراءات التي تم اتخاذها لحماية هذا المتنفس الطبيعي؛ منع استعمال الشيشة وحرمان العائلات أو الشباب من إشعال النار لتحضير بعض الأطعمة، على غرار الشواء. موضحا أنه حرصا على حماية الأطفال من التعرض لبعض الحوادث جراء اللعب والجري، تم تخصيص فريق مكلف بتقديم الإسعافات الأولية عند وقوع أي حادث. بالمناسبة، أشار مسير الغابة إلى حرصهم الدائم على تطهير الغابة من بعض التصرفات غير الأخلاقية، حيث يشدد فريق من الحراس على معاينة الغابة طيلة اليوم، بهدف الإبقاء على الطابع العائلي لهذا الفضاء.

متنفس جديد يجمع بين الطبيعة والترفيه

وقفت "المساء" لدى تجولها بالغابة، على حالة الرضا والسعادة التي ارتسمت على وجوه العائلات التي اختار بعضها افتراش الأرض، بينما اختار آخرون الجلوس إلى الطاولات المقدمة بالمجان، والتي أعدت خصيصا للراغبين في تناول وجبة الإفطار أو احتساء الشاي. وفي دردشتنا مع سيدة كانت رفقة أطفالها من سكان بلدية دالي إبراهيم، أكدت أنها كانت في أول الأمر تزور غابة بوشاوي، وبعد أن تم افتتاح هذه الغابة وزيارتها نالت إعجابها، خاصة أنها فضاء يجمع بين الترفيه في قالب طبيعي، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه لدى سيدة أشارت في معرض حديثها، إلى أنها من سكان بلدية بوزريعة، وبحكم أن الغابة قريبة منها، تختار يوميا التنقل إليها رفقة بنتيها، حيث تمضي كل اليوم فيها، لاسيما أنها تتوفر على المرافق الضرورية، كالمراحيض ومحلات بيع الأكل، مشيرة إلى أن أكثر ما أعجبها في الغابة، بقاؤها مفتوحة، وهو ما حفزها على تحضير وجبة العشاء في المنزل وتناولها بين أحضان الطبيعة.

من جهته، حدثنا مواطن آخر قائلا بأنه من مدينة عين وسارة، ويزور الغابة لأول مرة بعد ما سمعه عنها وعن نظافتها وجمالها وهدوئها، موضحا في السياق، أنّ وجود مثل هذه الفضاءات الترفيهية في مختلف البلديات، يمنح للعائلات التي لا تجد مكانا تقصده في العطل فرصة التنزه، لأن مثل هذه الفضاءات تعد متنفسا للباحثين عن الهدوء والسكينة في الوسط العمراني.

 

❊❊ رشيدة بلال ❊❊