كشف البروفيسور عبد الوهاب بن قونية، رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن 55 بالمائة من الأطباء الأجانب خارج الاتحاد الأوروبي، الذين يمارسون بأكبر المستشفيات الفرنسية حاليا، هم جزائريون يتحكمون في مختلف التخصصات الطبية، مشيرا إلى أن الجزائر كوّنت عددا هائلا من الكفاءات الطبية يمارس منهم على مستوى أرض الوطن أزيد من 60 ألف بين طبيب عام ومختص.
ودعا المتحدث وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلى مراجعة سياستها في مجال توظيف الممارسين المختصين ببعض المناطق لا سيما ولايات الهضاب العليا والجنوب، وطالب بمنح تحفيزات قصد تشجيع الممارسين وحثهم على الاستقرار بهذه المناطق كتوفير سكن لائق ودائم وأجر معقول ومشجّع لهؤلاء خدمة لسكان هذه المناطق التي تعاني نقصا في مجال العلاج المتخصص.
وأوضح المتحدث أن نقص التشجيع والتحفيزات وظروف العمل اللائقة تسبب في مغادرة عدد كبير من الأخصائيين لأرض الوطن بحثا عن ظروف عمل وعيش أحسن في الخارج، وبالتحديد في أوروبا حيث وسائل وظروف الممارسة الطبية أفضل.
كما دعا الأخصائي السلطات العمومية إلى العمل على توفير مختلف التخصصات العلاجية بالمناطق النائية والجنوبية تحقيقا للتوازن الوطني في هذا المجال، وعملا بمبدأ تكافؤ فرص العلاج والتكفل الطبي والاستشفائي، مشيرا إلى أن النقطة السوداء في الجزائر بصفتها بلدا كبيرا أنها لا تتوفر ولو على مستشفى جامعي واحد مطابق للمعايير.وأما بخصوص نص مشروع قانون الصحة فيرى الأخصائي، أنه لم يأت بالكثير مما كان منتظرا إلا أنه يحبّذ ما جاء في إطار عصرنة القطاع لا سيما توفير ملف إلكتروني لكل مريض.