فضاءات ترفيهية وسياحية توفرها منطقة باب الوادي

500 وافد على مسبح "الكتاني" يوميا

500 وافد على مسبح "الكتاني" يوميا
  • 1209
 هدى. ن هدى. ن

تتوفّر منطقة باب الوادي الواقعة وسط العاصمة، على عدد من مقاصد الترفيه والتنزه منها شواطئ البحر، والكورنيش المطلّ على واجهة البحر على امتداد البصر، فضلا عن الحدائق العامة وفضاء التسلية المخصّص للأطفال، وهو ما جعلها وجهة سياحية بامتياز وزادها هذه الصائفة مسبح "الكتاني" المدشن حديثا بعد إعادة تهيئته، إقبالا كبيرا للزوار والمواطنين، حيث تتراوح سعة التدفق عليه حسب تقدير القائمين على تسييره بين 400 الى 500 مصطاف يوميا. تستمر بلدية باب الوادي، في استقطاب أعداد هائلة من العائلات التي اعتادت اختيار المنطقة كوجهة للترفيه والتنزه والاستجمام وحتى التسوق.

وارتفعت هذا الموسم نسبة التدفق على المنطقة بشكل أكبر وظاهر للعيان بعد زوال خطر كورونا، وما كانت تفرضه من تدابير وقائية، أدت الى غلق المنتزهات والشواطئ والمرافق العامة على مستوى الولاية وغيرها من ولايات الوطن. وحسب تصريح إحدى السيدات، لا يتوقف الحي الشعبي العريق عن استقطاب محبي جوّه المميّز، فكلّ فترة من السنة لها ميزتها الخاصة. وتصف محدثتنا نفسها بالتي تفتقد حيها وتحن إليه، بعد انتقالها الى بلدية بئر توتة للإقامة لكنها لا تتخلى عن جوّه، وتعود -حسب تعبيرها- الى مسقط رأسها من أجل التبضع تارة والجلوس في حديقة "طالب عبد الرحمان" تارة أخرى، للاستمتاع بالمنظر الخلاب الذي توفّره هذه الحديقة المطلّة على البحر.

حديقة "طالب عبد الرحمانمكتظّة على مدار السنة

وتتوزّع الحدائق العامة على عدد من أحياء بلدية باب الوادي، وأشهرها حديقة "طالب عبد الرحمان" المقابلة للبحر، هذه الأخيرة تكتظ على مدار أيام السنة بالعائلات المقيمة بالمنطقة، وتلك التي تقصدها للتبضع والتنزه والاستجمام في شواطئها خلال موسم الاصطياف. وصادفنا عند نزولنا بالحديقة انهماك أحد أعوان النظافة في تنظيف هذا الفضاء وتجديد مياه النافورة التي تتوسّطه، وهو ما أدى الى تنقل جميع من كانوا جالسين في الكراسي إلى جنبات الحديقة هنا وهناك. ومن الجموع نسوة كنّ برفقة أبنائهنّ الى جانب رجال وشبان، الجميع كان ينتظر ويترقب انتهاء العامل من عمله، حتى يتنقلوا لشغل الكراسي بيضاء اللون المتوزعة بالحديقة.

وسائل النقل سهّلت قدوم المواطنين إلى الشواطئ

تتوافد عائلات كثيرة على مختلف أماكن الاستجمام المتوفرة بالجهة السفلى لإقليم البلدية، وما زاد من سهولة التنقل إليها توفّر وسائل النقل من حافلات النقل العمومي والخاص وحتى سيارات الأجرة، وهذا دون الحديث عن السيارات النفعية الخاصة التي يجد أصحابها مكانا لركن سياراتهم في الموقف الواقع تحديدا بمحاذاة موقف الحافلات. وما يثير الانتباه هو أنّه بمجرد توقّف الحافلات ينزل تقريبا جميع الركاب ويتجهون مباشرة نحو الشاطئ أو المسبح أو أماكن التبضّع والتسوّق.   

وتختار مجموعة أخرى من السياح، الاستجمام بشواطئ باب الوادي المحروسة وعلى رأسها شاطئ الكتاني، الذي يعجّ منذ الساعات الأولى من النهار، بأعداد هائلة من الأطفال والشباب والكهول من مختلف الأعمار. وأكّدت سيدة لـ"المساء" كانت رفقة مجموعة من الأطفال لا يتعدى معدل أعمارهم 10 سنوات، وهي جالسة عند مدخل شاطئ الكتاني، أنّها من سكان منطقة بني مسوس، وتأتي كل يومين أو ثلاثة أيام إلى هذا الشاطئ رفقة أحفادها، مضيفة أنّها تجد في المكان الراحة والجوّ الصيفي المميّز، كما أنّها تجد المتعة في الجلوس على الشاطئ، وهي تشاهد أحفادها يستمتعون بمياه البحر، وهو الأمر الذي شاطرها فيه الأطفال الذين كانوا برفقتها، حيث أكّدوا لنا بصوت واحد "نحب البحر ونقصده، لأنّنا نحبّ السباحة كثيرا...".

مسبح بمعايير جديدة

ما يميّز حي باب الوادي العتيق هذه الصائفة، هو افتتاح مسبح الكتاني يوم الفاتح جوان في حلّة جديدة، واختير تاريخ الافتتاح من قبل مصالح ولاية الجزائر ليكون مصادفا لعيد الطفولة. المسبح الذي كان خارج الخدمة منذ 2019، بسبب وباء كورونا، وتصدع وتدهور هياكله وأحواضه، بات اليوم في وضعية جيدة من حيث التهيئة، وما يوفّره من خدمات بالمجان لصالح المتردّدين عليه من العائلات والأطفال. وحسب مغتربة كانت برفقة أسرتها بالمسبح، فإنّها وجدت في المكان الراحة والظروف الملائمة، وباتت تقصده بمعدل يومين في الأسبوع، مضيفة أنّ المسبح يوفّر جميع ما يحتاج إليه قاصده، وهو في مستوى تطلّعات الجميع خاصة وأنّ المرافق الضرورية بالنسبة لها متوفّرة منها دورات المياه والحمام.

ويشهد المسبح يوميا، من الساعة العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء، تدفق أعداد هائلة من العائلات والأطفال القادمين من مختلف بلديات العاصمة، وحتى من ولاية البليدة التي تبعد عن العاصمة بأكثر من 47  كيلومترا، وتتراوح سعة هذا التدفق ـ حسب تقدير القائمين على تسييره ـ بين 400 الى 500 مصطاف يوميا. ويفيد مسؤول النظافة والصيانة بالمسبح السيد شنيب، في تصريح لـ"المساء" بأنّ المتردّدين على مرفق الاستجمام يجدون كامل الظروف الملائمة والضرورية منها دورات المياه وأماكن تغيير الملابس، فضلا عن توفّر الحمام، وهي خدمات مجانية يوفّرها هذا المرفق الذي يعمل تحت إدارة مجمع المركب الأولمبي "محمد بوضياف".

والمسبح في حلته الجديدة وما يوفّره من مزايا للمتردّدين عليه عرف هذه السنة، بعد غلق دام أكثر من 3 سنوات، اعتماد تخفيضات في سعر تذاكر الدخول وحسب السيد رفيق بوطابة، مكلف ببيع التذاكر في تصريح لـ"المساء"، فإنّ سعر تذكرة الدخول انخفض من 400 دينار كانت معتمدة في الماضي، إلى 200 دينار بالنسبة للكبار، ومن 200 دينار إلى 100 دينار بالنسبة للأطفال وهو أمر استحسنه معظم قاصدي المسبح. وتؤكّد إحدى الفتيات من بلدية القصبة، كانت برفقة صديقتها أنّ السعر المعدّل لتذكرة الدخول يجعلها تقصد المكان كلّ يومين، وتجد في هذه الفرصة متعة كبيرة لا توصف. ويبلغ العدد الاجمالي لأحواض السباحة بالمسبح، 5 أحواض، واحد منها مخصّص للرجال، سيدخل مجال الخدمة هذا الأسبوع، وثان مخصّص للنساء و3 أحواض أخرى مخصّصة جميعها للأطفال، حسب الفئات العمرية، ويتم تغيير وتجديد مياهها كلّ يومين، ويتم في ذلك ضخها بمياه البحر، وهو ما يعطي للجميع فرصة السباحة في ظروف صحية جدّ آمنة.