تعرض للتخريب والحرق خلال العشرية السوداء

4.2 مليار دج لتهيئة وبعث المنتجع السياحي «الأرز» بثالة غيلاف

4.2 مليار دج لتهيئة وبعث المنتجع السياحي «الأرز» بثالة غيلاف
  • القراءات: 1565
❊❊ س.زميحي  ❊❊ ❊❊ س.زميحي ❊❊

كشف مدير السياحة والصناعات التقليدية لولاية تيزي وزو، رشيد غدوشي، عن تخصيص 4.2 مليار دج لتهيئة المنتجع السياحي «الأرز» الواقع بثالة غيلاف، بضواحي بوغني، جنوب تيزي وزو. المشروع السياحي الذي يقع على ارتفاع يزيد عن 1600 متر عن سطح البحر، أسندت عملية تهيئته لمؤسسة تركية ينتظر أن تباشر الأشغال هذه الأيام، مما سيسمح باستغلال المنتجع من جديد وبعث السياحة الجبلية بهذه الناحية من الولاية.

ذكر غدوشي رشيد لـ»المساء»، بأن منتجع ثالة غيلاف بمرافقه المختلفة من إطعام، فضاء للنشاطات وفندق «الأرز»، بقي مغلقا يواجه التدهور والإهمال لسنوات، بعد تعرضه خلال العشرية السوداء لعملية التخريب والحرق، حيث استحوذت الجماعات المسلحة على المناطق السياحية الجميلة في الولاية واتخذتها مواقع لها، على اعتبارأنها تمتاز بإطلالة مميزة تهيمن على المناطق الجبلية المجاورة، وهو ما كان وراء تخلي السكان عن هذه المناطق وهجرها بسبب الخوف السائد آنذاك، لتختفي فيما بعد جميع لوحات الإشارة التي تدل على وجود منتجع في هذه المرتفعات الجبلية التي يزيد علوها عن 1600 متر عن سطح البحر.

وأضاف غدوشي أن المنتجع ظل عبارة عن جسد بدون روح لسنوات، إلى أن قررت مديرية السياحة والصناعات التقليدية العمل على بعثه من جديد، خاصة بعد عودة الأمن إلى الولاية عموما والمنطقة خصوصا، وهو ما من شأنه استغلال المؤهلات السياحية لهذا المركب السياحي الذي يعد «رئة السياحة» بالولاية من جهة، ومن جهة أخرى تطوير السياحة الجبلية.

المنتجع الذي يتوسط جبال جرجرة يقع على بعد كيلومترات من منطقة بوغني، جنوب الولاية. كان في وقت مضى قبلة لعشاق الطبيعة والباحثين عن مكان هادئ للاستمتاع بالجمال الطبيعي الذي لا مثيل له، إلى جانب ممارسة رياضة التزلج، التسلق، القفز بالمضليات وغيرها. إلى جانب توفره على خدمات ومرافق مختلفة تستجيب لمطالب قاصديه من محبي الطبيعة والسياح، لكنها تعرضت للتخريب والحرق، مع سرقة مختلف التجهيزات، لتبقى مرافق ومنها فندق «الأرز»، دار الشباب، المطعم المطل على الغابة والجبال، محطة التزلج، المصعد الهوائي وغيرها من المرافق، مجرد ذكرى لزمن جميل، وبعد فترة من الزمن، دخل الجيش المنطقة وحول المنتجع إلى ثكنة عسكرية، وينتظر أن تغادر المكان   بعدما تحل المؤسسة التركية إلى الموقع لمباشرة أشغال التهيئة.

مؤسسة تركية لتهيئة فندق «الأرز» واستعادة 550 سريرا في الأفق

وقع اختيار قطاع السياحة والصناعات التقليدية على مؤسسة تركية، من أجل إنجاز أشغال تهيئة فندق «الأرز» بمنتجع ثالة غيلاف، واستعادة الفندق لخدماته وعودته لاستقبال عشاق الطبيعة والسياح من جديد، حيث يوفر 550 سريرا، إضافة إلى مرافق وتجهيزات مختلفة، منها مصلحة الإطعام التي تضم 710 أماكن، وغيرها من الخدمات التي من شأنها دفع السياحة الجبلية  إلى الأمام.

ستعزز هذه الأسرة الجديدة من حظيرة الإيواء في الولاية التي تضم حاليا 1800 سرير فقط، وهو عدد قليل لا يمكنه استيعاب الطلب المسجل، مما ترتب عنه عجز المؤسسات الفندقية التي تضمها الولاية، حيث أنه ومع إعادة استغلال الفندق، مصلحة الإطعام وفضاء النشاطات، ستصبح الجهة الجنوبية للولاية قطبا سياحيا بامتياز، لتعود السنوات الذهبية من جديد، حيث كانت السياحة الجبلية مزدهرة في هذه المناطق التي تزخر بجمال طبيعي خلاب ونادر. كما ستعزز من حظيرة الإيواء في الولاية.

ينتظر تغير وجه المنتجع إلى ما هو أحسن وأفضل بعد 15 شهرا، ليفتح أبوابه في حلة جديدة لاستقبال عشاق الطبيعة والسياحة الجبلية، الذي يعيد بالكثير بالنسبة لهذه المنطقة الجنوبية والولاية ككل، على اعتبار أنه يشكل وديعة اقتصادية ستساهم في تطوير المنطقة وإنعاش الحياة في جميع الأصعدة. علما أن المنتج سيوفر نحو 200 منصب شغل لأبناء المنطقة، كما ستعرف المنطقة حركة اقتصادية وتجارية، إلى جانب فك العزلة عنها.

قاصد هذا المنتجع سينبهر حتما بجمال الموقع، التحفة المعمارية التي تلامس السماء وتتوسط بقعة خضراء جميلة، تحلق في سمائها الزرقاء النقية، طيور بمختلف الأشكال، والقردة تتجول هنا وهناك، منظر لا مثيل له، يسحر العين ويلامس القلب العاشق للطبيعة والجمال الرباني، حيث توجد أشجار كثيفة من مختلف الأصناف على حواف الطريق الجبلي المؤدي إلى المنتجع، يخيل لمن لا يعرف المكان أنه بجبال»الألب»الأوروبية، حيث يتوسط سلسلة جبلية تزيد الموقع جمالا عندما تكسوها الثلوج، حيث وبمجرد الوصول إلى قمة المنتجع يسود شعور بالراحة والاطمئنان، بفضل الهدوء الذي يخيم على الموقع وهوائه المنعش الذي يخلج الصدور، لدرجة تفضل البقاء وعدم العودة إلى عالم الضجيج والاكتظاظ، هكذا كان موقع ثالة غيلاف في وقت مضى يعج بالسياح، ليفقد بريقه بين ليلة وضحاها، لكن عاد الأمل من جديد ليطرق باب المنتجع الذي ينتظر استعادة زمنه الجميل بعد أن يتم تهيئته، وفقا لما يتماشى مع متطلبات العصر والسياحة. 

عصرنة المنتجع... أشغال ذات نوعية ومقاييس تحافظ على البيئة

عرض مكتب الدراسات «مؤسسة تسيير السياحة مركز»، مشروع عصرنة منتج ثالة غيلاف الذي تعرض للتخريب في عام 1995 من طرف الجماعات الإرهابية، حيث أكد أن الأشغال ستكون ذات نوعية باعتماد إمكانيات مواتية، ستسمح باستعادة مرافق المنتجع لحلتها الهندسية الجميلة التي تلائم طبيعة الموقع،  مع التفكير في عزل حراري صوتي، وغيرها من الأشغال المنتظرة التي تضمن إعادة استغلال المنتجع من جديد واستعادة سياحه وزواره الذين فقدوهم لسنوات.

خلال زيارة قام بها الوالي محمد بودربالي إلى المنتجع، قدم مكتب الدراسات «أو جي تي مركز» الأشغال التي ستعرفها عملية تهيئة وترميم مرافق المنتجع التي تشمل فندق «الأرز» مطعم العلو، فضاء التسلية ومركز النشاطات، المسبح وغيرها التي سيتم عصرنتها لما يستجيب لمتطلبات الزبائن والسياح ويلائم طبيعة الموقع والمنتجع، حيث ستتم عملية تهيئة وتعديل المشروع بشكل يضمن تدعيمه بفضاءات تزيد من دفء الموقع، منها الفضاءات الخارجية كالشرفة، فضاءات اللعب، وكذا تهيئة مطعم العلو الذي يتواجد على علو 1650 مترا عن سطح البحر، ويقع على بعد 3 كلم من فندق «الأرز»، ووفقا للمخطط، ينتظر تهيئة الشرفة المحيطة بالمطعم لتكون شرفة الشمس محمية، تزيد من جمال الإطلالة ويتم استغلالها بشكل جميل يخدم السياحة والموقع. كما عرضت عملية تهيئة المسبح الذي يتوسع فندق «الأرز» الذي أنجز على شكل حرف «ل»، حيث سيتم اعتماد مواد طبيعية كأحجار وغيرها من أجل الإبقاء على الطابع الجبلي للمنتجع.

كما تضمن مخطط التهيئة الحلة الجديدة التي تصبح عليها غرف النوم التي توفر في مجملها 550 سريرا، إذ هناك شقق وشقق دوبلاكس، ينتظر تزيينها وفقا لنمط عصري ومرحب، مع التركيز على عزل صوتي وحراري واعتماد الحطب في تزيين المحيط، إلى جانب تدعيم الغرف بحمامات، وتهيئة غرف لذوي الاحتياجات الخاصة، مع مخرج خاص بهذه الشريحة وقاعات الجلوس وغرف عادية.

عرض مكتب الدراسات، مخطط تهيئة مركز النشاطات المنجز على بعد أمتار من الفندق، ومطعم العلو، المركز الذي يدخل ضمن مشروع توسيع المنتجع أنجز عام 1977، سيخضع هو الآخر لعملية التهيئة، بعدما تعرض لعملية التخريب سنة 2002. كما ستتم عملية تهيئة شرفة الردهة وفضاء الاستقبال من أجل منع تسرب مياه الأمطار، وهو ما سيزيد الموقع جمالا.

دعا الوالي إلى أهمية إعادة تهيئة هذا المنتجع السياحي الساحر والخلاب، مؤكدا على أن ثالة غيلاف بمرافقها السياحية، منطقة سياحية بامتياز من الطراز العالي ومعروفة على المستوى الوطني، حيث كانت تحتوي على مرافق في المستوى، غير أنها تعرضت للتخريب خلال العشرية السوداء، مما أفقد المنتج نشاطه، لكن ومع عودة الاستقرار والأمن إلى الولاية عامة، والمنطقة خاصة.  بفضل جهود قوات الجيش والأمن، فإن المنطقة ستنتعش مرة أخرى بفضل عملية التهيئة المبرمجة بهذا المنتجع، خاصة أن المال موجود، متفائلا بعودة المكان إلى سابق عهده، ليكون قبلة سياحية وقطبا اقتصاديا، خاصة أنه سيخلق ما يقارب 200 منصب شغل.

شددت محافظة الغابات على ضرورة حماية البيئة والمحيط في عملية التهيئة، مؤكدين على أن الموقع فريد من نوعه، حيث يضم أشجار نادرة، منها شجرة «الأرز» الوحيدة من نوعها في الجزائر توجد بثالة غيلاف فقط، إلى جانب وجود خزان مائي «حيزار «الذي يمول 6 سدود و386 منبعا مائيا.

❊❊ س.زميحي  ❊❊