عروض ترويجية لـ "السياحة العلاجية"

الصحراء وجهة الجزائريين والأجانب

الصحراء وجهة الجزائريين والأجانب
  • القراءات: 2002
هدى. ن هدى. ن

شكّل المعرض الدولي للسياحة والأسفار الذي احتضنته الجزائر مطلع شهر أكتوبر الجاري، حسب تصريحات العديد من المشاركين من محليين وأجانب لـ"المساء"، متنفسا للانطلاق في النشاط السياحي بعد سنتين من الإغلاق بسبب جائحة كورونا. كما لمست "المساء" في هذا الصدد، تركيز المتعاملين المحليين للسياحة، على إعادة إحياء وتفعيل السياحة الصحراوية في البلاد. ووقفت على ولوج السياحة العلاجية مجال النشاط، فضلا عن سياحة الأعمال، واعتماد الجزائر أول وكالة سياحية أجنبية من جمهورية الصين الشعبية، تروّج لتبادل السياح بين الجزائر وهذا البلد وعدد من دول العالم. 

تميز المعرض الدولي للسياحة والأسفار، في طبعته الواحدة والعشرين، بمشاركة عدد كبير من العارضين المحليين والأجانب، وتنوع العروض الترويجية في الداخل والخارج، وهو ما استقطب اهتمام المتعاملين السياحيين من أصحاب الوكالات المحليين والأجانب، حيث كانت هذه التظاهرة اقتصادية بامتياز، وفرصة للمشاركين من أجل الاحتكاك فيما بينهم، واستحداث فرص شراكة وتبادل. ومثلما كانت الفرصة للترويج للمقاصد السياحية الوطنية، كانت، كذلك بالنسبة للأجانب، فرصة للاحتكاك بنظرائهم الجزائريين والمشاركين من 31 دولة، خاصة أن هذه التظاهرة السياحية الدولية، جاءت بعد سنتين من تراجع النشاط السياحي عبر العالم، على خلفية انتشار جائحة "كوفيد-19". وأكد عدد من المشاركين في تصريحات لـ "المساء"، "تنفّسهم الصعداء" لعودة النشاط السياحي رغم تعثراته بعد سنتين من الإغلاق بسبب جائحة كورونا، سواء بالنسبة للمتعاملين السياحيين الجزائريين أو الأجانب، حيث منحت التظاهرة فرصة للكثيرين لعقد صفقات عمل وشراكة وتبادل بين الخبرات والوفود السياحية، وهو ما من شأنه فتح آفاق جديدة لجميع المشاركين.

فرصة للتعريف بالثقافة السنغالية

وفي جولة "المساء" عبر أجنحة العرض، توقفت عند جناح دولة السنغال. وحسب ممثلة القطاع السياحي في هذا البلد، فاطمة عائشة، فقد أكدت في تصريح لـ المساء، أن صالون السياحة في الجزائر يُعد فرصة للتقرب من المتعاملين من مختلف أنحاء العالم، وكذا عرض المنتوجات التقليدية لبلادها، والتعريف بالحرف السنغالية من لباس تقليدي وكل ما له علاقة بالتزيين والأكسسوارات والأحذية، مضيفة أن الثقافة السنغالية متنوعة وثرية، وتحظى باهتمام  الجزائريين. وقالت المتحدثة بوجود اقتراحات للتبادل الثقافي بين البلدين، وهو أمر يعمل على التقارب وإقامة جسور ثقافية بينهما، ولذلك فهي تحرص، حسب تعبيرها، على المشاركة سنويا في مثل هذه التظاهرات الدولية، التي تلقى تجاوبا من قبل الجزائريين، واهتماما بالغا بكل ما تعرضه من منتوج  ثقافي، وبالتالي فإن المشاركة في هذه التظاهرة تظل بالنسبة لها، "حدثا هاما ومهما" للترويج السياحي. 

اهتمام محليٌّ وأجنبي بالسياحة الصحراوية

يؤكد ممثل شركة "آفاق سفرللسياحة، مهدي حليس لـ "المساء"، أن توجُّه الشركة التي يمثلها، هو الترويج للسياحة الجزائرية، التي تتوفر ـ حسبه ـ على العديد من المقاصد والوجهات والمؤهلات السياحية المتنوعة، منها الجبلية، والصحراوية، والحموية والساحلية. وحسب المتحدث، تروّج شركته الكائن مقرها بمنطقة بئر خادم بالعاصمة، للسياحة الصحراوية. وتستضيف الوكالة السياح المحليين والأجانب في جنوبنا الكبير. وتعمل على برمجة جولات سياحية في الصحراء. وتضمن لهم المرافقة والإقامة بفندق "بالم هاوس" الواقع بمنطقة كرزاس، وتحديدا بين منطقة بني عباس وتيميمون، وهو فندق مدعم من قبل الدولة، لتشجيع السياحة الصحراوية، حيث يضم 14 غرفة مجهزة.

ويفيد ممثل وكالة "آفاق سفر" بأنه يتم التحضير لإبرام عقود عمل لتنظيم رحلات سياحية إلى الصحراء، بناء على الطلبات العديدة التي وصلتها، وهو ما يشجع على إحياء السياحة الصحراوية، خاصة أن هذا المقصد يظل محل اهتمام السياح المحليين والأجانب. كما سجلت الوكالة ـ حسب ممثلها خلال هذه الطبعة ـ اهتمام التونسيين بالسياحة الصحراوية. وذكر المتحدث أن القطاع شهد قبل جائحة كورونا، اهتماما محليا وأجنبيا بالوجهة الصحراوية الجزائرية، لكن ما فرضته الجائحة آنذاك، حال دون تجسيد أي عقد. وبعودة الأمور إلى طبيعتها ـ يقول ـ سنقوم بتفعيل مختلف العقود، والانطلاق في تنظيم الرحلات، خاصة أن الموسم هو موسم السياحة الصحراوية.... ويعلق محدثنا قائلا إن الجزائر بلد جميل، وله مؤهلات سياحية هامة، وعدد كبير من المنتجات السياحة هي، الآن، بحاجة إلى التعريف بها، وتطويرها، وتثمينها".

قمة "أسكرام" تستقطب سياحا من شتى بقاع العالم

ذكرت مديرة وكالة "أضوضا" للسياحة والاكتشاف لجين تنهنان، في تصريح لـ "المساء"، أن وكالتها الكائن مقرها بولاية تمنراست، تنظم رحلات سياحية ما بين  الطاسيلي والهقار وجنات. وتشهد مناطق الجنوب ـ حسبها ـ تدفقا كثيفا للسياح، حيث تُعد منطقة "أسكرام" الواقعة بالولاية، الوجهة المحبذة للسياح المحليين والأجانب؛ لكونها تنفرد بأفضل غروب وشروق للشمس في العالم.

وتفيد محدثتنا بأن السياحة الصحراوية تشهد رواجا وإقبالا كبيرين مع نهاية شهر سبتمبر إلى غاية شهر مارس من كل سنة. وتتحول صحراء الجزائر إلى وجهة يقصدها السياح من مختلف ولايات الوطن ودول أوروبا، على حد قولها. وأشارت السيدة تنهنان إلى توفر المرافق السياحية، ومراكز الإيواء ذات الخصوصية الصحراوية لاستقبال السياح، منها الفنادق، على غرار فندق "تاهات" المعروف، بالإضافة إلى مواقع التخييم والشاليهات، وهو ما يزيد ـ حسبها ـ من متعة اكتشاف الصحراء، واستكشاف نمطها المعيشي ذي الخصوصية المتميزة التي لا توفرها إلا الجزائر.

الأسفار والسياحة العلاجية تدخل بقوة

تُعد الميسر المعتمد للمواعيد والأسفار الطبية "إنوفايشن واي كونسيلتينغ"، شركة جزائرية متخصصة في السياحة العلاجية، معتمدة من قبل منظمة عالمية أمريكية "جي أتش أي"، متخصصة في هذا المجال. وهي، في الأصل، إحدى المؤسستين التي تملك الأهلية لمنح الاعتماد والشهادة المؤهلة لممارسة السياحة العلاجية في العالم. وانطلقت الشركة في العمل، حسب السيدة وسام بن عرب مكلفة بالزبائن في تصريح لـ "المساء"، منذ 4 سنوات، ولديها أكثر من 100 شريك عبر العالم، يمثلون مؤسسات صحية في كل من تركيا وإسبانيا وفرنسا وتونس ومصر والأردن... وغيرها من الدول.

وتفيد المتحدثة بأن الشركة التي تمثلها، تُعد أول مسهل معتمد في كل إفريقيا، انطلقت في العمل في 2018، وتعمل على الربط بين المرضى والأطباء والمؤسسات الصحية، وتبحث عن أحسن المختصين بأفضل الأسعار. وتؤكد المتحدثة وجود طلب على الخدمة في  مختلف التخصصات. وتتكفل مؤسستها بحجز الموعد الطبي، والمساعدة على طلب التأشيرة والحصول على أحسن الأسعار والاستقبال عند الوصول، والمرافقة والإقامة، فضلا عن التكفل بخدمات النقل والترجمة. ويتم، في ذلك، الاعتماد، أولا، على الملف الطبي للمريض، بهدف إرساله إلى الشركاء من مؤسسات صحية وأطباء. ويتم التفاوض لتمكين المرضى من أحسن الأسعار. وبمجرد ما يقبل المريض بالسعر ورأي الطبيب، تتكفل الشركة بتحديد الموعد الطبي، والتنقل، والإقامة الطبية. 

ومن جانب آخر، طورت الشركة أرضية رقمية "دكتو طبيب"، الهدف منها - حسب المتحدثة - هو تطوير المؤسسات الطبية في الجزائر، لربط المرضى بالأطباء، وتحديد المواعيد الطبية عن بعد. ويرتكز مبدأ عمل الأرضية الرقمية على أخذ المواعيد الطبية عبر الخط لصالح المرضى والأطباء، لتسهيل عمل الطبيب في تنظيم وقته في عيادته الطبية من جهة، وتمكينه من الاطلاع على الملف الطبي للمريض، والتواصل مع زملائه الأطباء حول حالة المريض. وتسعى الشركة - حسب ممثلتها - لعصرنة مؤسساتنا الصحية، وتكييفها مع المعايير الدولية، وتشجيع السياحة العلاجية في الجزائر، واستقطاب الأجانب، وجعلهم يقصدون الجزائر للعلاج. 

"شاينا بلاديوم هولداي" أول وكالة سياحية أجنبية معتمَدة في الجزائر

تُعد الوكالة السياحية الصينية "شاينا بلاديوم هولداي"، حسب ممثلتها السيدة ميلي في تصريح لـ "المساء"، أول وكالة سياحية أجنبية معتمدة في الجزائر، تعمل على تنظيم رحلات سياحية إلى الصين، وأخرى من الصين إلى الجزائر. كما تعمل على استقطاب السياح الأجانب إلى الجزائر، وتنظم جولات سياحية في جنوبنا الكبير. وتؤكد المتحدثة وجود فرص عديدة لتنظيم رحلات سياحية بين الصين والجزائر، لتمكين السائح الجزائري من اكتشاف الصين، وتمكين السائح الصيني من اكتشاف الجزائر، كما يتم تنظيم رحلات أخرى إلى عدد من الدول.

"سياحة الأعمال" أول فندق متخصص في الجزائر

يمثل فندق "حياة ريجانسي ألجيرز إيربورت" الواقع بجوار مطار الجزائر الدولي، نموذجا أول من نوعه في الجزائر، وهو مرفق سياحي متخصص في مجال الأعمال. وحسب المسؤولة التجارية عن الفندق في تصريح لـ المساء، فإن هذا الأخير يُعد فرعا من فروع مجموعة فنادق أمريكية، يقع مقر مكتبها الرئيس في شيكاغو الأمريكية، تم تدشينه في أفريل 2019، وهو من صنف 4 نجوم. ويضيف المصدر أن الزبائن الرئيسيين للفندق هم رجال الأعمال الذين يقصدون الجزائر في إطار العمل، وممثلو المؤسسات والشركات الأجنبية. وفضلا عن توفير الإقامة، يتم، كذلك، توفير الفضاءات لعقد الاجتماعات، وتنظيم الملتقيات  والمحاضرات. مؤشرات عديدة، تعكس الاهتمام بقطاع السياحة، وتوحي بإمكانية النهوض به، وتثمين دوره، وجعله بفضل ما تتوفر عليه الجزائر من مؤهلات ومنتوجات سياحية متنوعة، محركا هاما للتنمية المحلية، وأحد دعائم الاقتصاد الوطني.