"المساء" تزور الوحدة الجوية للأمن الوطني بالدار البيضاء

14 مروحية و56 طيارا لضمان التغطية الجوية في الزمن الآني

14 مروحية و56 طيارا لضمان التغطية الجوية في الزمن الآني
  • القراءات: 1151
❊❊ نسيمة زيداني  ❊❊ ❊❊ نسيمة زيداني ❊❊

تقديم الدعم الجوي لقوات الشرطة، التعرف على الأشخاص والسيارات بالتنسيق مع مركز القيادة والسيطرة، ضمان المراقبة الجوية للتظاهرات الرياضية والثقافية، وتأمين الوفود الرسمية، إلى جانب استطلاع يومي لحركة المرور والتعرف على النقاط السوداء، هي المهام الموكلة للوحدة الجوية للأمن، حسبما كشفت عنه الزيارة الاستطلاعية التي قامت بها "المساء" للوحدة بالدار البيضاء، مؤخرا، إضافة إلى حقائق أخرى في عالم مثير نسردها في هذا الاستطلاع.

عالم رائع حقا اكتشفناه ونحن ندخل لأول مرة إلى الوحدة الجوية للأمن الوطني، والأروع فيه طاقمه الشاب المتميّز بإتقان واحترافية عمله، مما يجعل من الوحدة مفخرة جهاز الشرطة لمساهمته في مكافحة الجريمة ليلا نهارا، وتجنب مجازر رهيبة في الطرق وتحفظ النظام العام وتحمي أرواح الأشخاص والممتلكات، خاصة بعد تعزيزها بمعدات ذات تكنولوجيا حديثة،  لرفع فعالية تدخل قوات الشرطة المنتشرة في الميدان.

تعليمات صارمة قبل الإقلاع

مهنة الشرطة الجوية ليست بالهينة مثلما يعتقد البعض، حيث لاحظت "المساء" أنها دقيقة جدا وأي خطأ قد يكلف قائد المروحية خسائر جسيمة.

دقائق فقط قبل إقلاع الحوامة، يتخذ كل قائد احتياطاته؛ "لا تكونوا قريبين جدا من المركبات أو الأشياء المفخخة"، "لا مجال للتقاعس، والخطأ سيعرض حياة الآلاف من الأشخاص للخطر"، هي من بين تعليمات قيادة الوحدات الجوية لطاقم المروحيات، قبل إقلاع إحدى الحوامات من المديرية بالدار البيضاء.

تولي هذه الوحدة، حسب  مدير الوحدة العميد الأول للشرطة، عبد المجيد يحياوي، أهمية كبيرة للتكوين في مجال تخصصاتها، حيث أجرى موظفوها تكوينا عالي المستوى داخل الوطن وخارجه. مؤكدا في نفس السياق، أن صيانة العتاد والحوامات تتم بأيد جزائرية، وهو شرف للجزائر والمديرية العامة للأمن الوطني.

حوامات متطورة وتحكيم للعقل والضمير

الملفت للانتباه بالوحدة؛ الحركة الكثيفة للطيارين والتقنيين وضباط الوحدة الجوية، حيث لم نكن نتصور العدد الهام من جنود الخفاء الذين يقفون وراء كل عملية إقلاع أو مراقبة. ونحن نتجول في أرجاء المديرية، لفتت انتباهنا الأجهزة الدقيقة والتكنولوجيا جد المتطورة في مجال الطيران والملاحة الجوية.. الكل منشغل بعمله، ويحكّم فيه عقله وضميره المهني والاحترافية ويغيب عنه الخمول وقلة التركيز، لأن لا مجال للخطأ.

أكد السيد يحياوي لـ«المساء"، تنفيذ 1468 مهمة بمقدار 1643 ساعة طيران، مقابل 575 مهمة و680 ساعة طيران منذ بداية سنة 2018، وستبلغ ـ حسبه ـ ساعات الطيران في نهاية عام 2018 بين 1600 و1700، حيث تعمل حوامات المديرية من خلال الكاميرات المزودة بها، على إرسال صور آنية إلى مقر المديرية العامة للأمن الوطني ومركز القيادة والسيطرة، وكذا مختلف الوحدات العملياتية المتنقلة للشرطة.

مصالح الوحدة الجوية عبارة عن شبه مطار مهيأ

الزائر لمختلف مصالح الوحدة الجوية، يجدها عبارة عن شبه مطار مهيأ، به قاعة استقبال شرفية، ومخابر ومستودع المروحيات الموجهة للتصليح والصيانة، ومدرج الإقلاع والهبوط.

في هذا السياق، قال السيد يحياوي بأن الوحدة التي تأسست سنة 2016 تضم 56 طيارا و132 تقنيا في مختلف التخصصات ذات الصلة بمجال الطيران. كما تتوفر على 14 مروحية، منها 10 مروحيات مزودة بكاميرات محمولة، وأربع مخصصة لنقل عناصر التدخل والاتصال.

يضيف محدثنا أن من خصائص حوامات الشرطة، أنها مزودة بنظام كاميرات مراقبة يضمن التغطية الجوية في الزمن الآني، وتستطيع التحليق لمدة ثلاث ساعات وبسرعة قصوى قدرها 150 عقدة بحرية، أي ما يعادل 285 كلم في الساعة، وهي مجهزة بأحدث التقنيات، أهمها نظام إرسال رقمي عصري يضمن التغطية الأمنية لكامل إقليم الجزائر العاصمة وأجزاء الولايات المجاورة.

قاعة العمليات.. قلب الوحدة النابض 

محطة أخرى توقفنا عندها خلال جولتنا المثيرة، وهي قاعة العمليات.. القلب النابض للوحدة، حيث يتم بها استقبال جميع الصور والفيديوهات، حسبما كشف عنه يحياوي، بواسطة نظام الاستقبال الآني للفيديو، والتي تقوم بدورها بإرسالها عن طريق الألياف البصرية أو حزمة الترددات الهرتزية إلى مركز القيادة، والتنسيق لأمن ولاية الجزائر، وكذا مقر المديرية العامة للأمن الوطني بصفة آنية، من أجل تمكين القيادات المسؤولة عن القطاع بمتابعة الأحداث واتخاذ الإجراءات اللازمة والقرارات المناسبة في الوقت المناسب.

كما قمنا بزيارة قاعة مخصصة لتخزين ومعالجة تسجيلات الفيديو عن مختلف الأحداث التي تخضع لإعادة النظر والتدقيق، لاسيما استخراج الدلائل والقرائن عندما يتعلق الأمر بعمل إجرامي، مثل التعدي على الأشخاص أو تسجيل مخالفات مرورية من قبل سائقين متهورين، أو أحداث الشغب التي تحدث بعد المقابلات الرياضية المختلفة.

مهام كبرى 

من المهام الموكلة للوحدة الجوية بجهاز الأمن الوطني، حسب نفس المسؤول، تقديم الدعم الجوي لقوات الشرطة، التعرف على الأشخاص والسيارات، بالتنسيق مع مركز القيادة والسيطرة، ضمان المراقبة الجوية للتظاهرات الرياضية والثقافية وكذا تأمين الوفود الرسمية، إلى جانب استطلاع يومي لحركة المرور والتعرف على النقاط السوداء.

تتوفر الحوامات على كشاف البحث مدعم بالأشعة ما تحت الحمراء، بالإضافة إلى نظام رسم الخرائط الرقمي وثلاث شاشات ومكبرا صوت يمكن ربطهما بشبكة راديو الشرطة. كما يمكن التحليق ليلا بفضل مناظير ليلية، مما يساعد طياري الوحدة على القيام بمهامهم أثناء هذه الفترة بسهولة.