طباعة هذه الصفحة

بلدية بوزقزة (قدارة) ببومرداس

12 منطقة ظل تنتظر مشاريع تنموية مستعجلة

12 منطقة ظل تنتظر مشاريع تنموية مستعجلة
  • القراءات: 1477
 حنان سالمي حنان سالمي

تحصي بلدية بوزقزة (قدارة) بولاية بومرداس، 12 منطقة ظل تحتاج لمشاريع تنموية مستعجلة، لاسيما تهيئة شبكة التطهير وتهيئة الطرقات والربط بالكهرباء ومد الإنارة العمومية. كما تعاني جل المناطق من تذبذب كبير في التزود بالمياه، جعل السكان ينددون بهذه الوضعية في أكثر من مناسبة، ناهيك عن تذمرهم الشديد والمتواصل من نشاط المحاجر التي تسبب دمارا للبيئة والمحيط، وهو ما يتطلب حلولا جذرية لهذا الإشكال الحقيقي.

كشف رئيس بلدية بوزقزة قدارة، كمال اخزرون، عن أن مصالحه أحصت الاحتياج التنموي لـ12 منطقة ظل بالبلدية، التي هي في الواقع عبارة عن قرى ومداشر مترامية بإقليم البلدية. وتتعلق أهم الاحتياجات بالربط بشبكة التطهير، كأهم احتياج تنموي بالنظر إلى خصوصية المنطقة الجبلية، وتباعد قراها الواحدة عن الأخرى، مما يطرح تحديا تنمويا حقيقيا لتغطية الطلب المتزايد للتنمية العادلة.

أغلفة مالية هامة لتهيئة الطرقات وشبكة التطهير

كما يُسجل احتياج كبير في تهيئة شبكة الطرقات، حيث أفاد "المير" في لقاء مع "المساء"، بأن البلدية استفادت مؤخرا، من مشاريع قطاعية وأخرى ضمن المخطط التنموي البلدي، ومنه مشروع قطاعي يخص تهيئة وتقوية الطريق من مفترق الطريق على الطريق الولائي رقم 147، إلى حدود بلدية تيجلابين، على مسافة 5.5 كلم، حيث ستستفيد كل من قدارة مركز وقرى بن حشلاف، بولزازن، وعبد الجليل، من هذا المشروع الحيوي الذي خصص له غلاف مالي بـ5.1 مليار سنتيم. كما أن هناك مشروع آخر يخص تهيئة الطريق البلدي، الرابط بين قريتي بن حشلاف وبنفيسة على مسافة 800 متر، بغلاف مالي قدر بـ1.7 مليار سنتيم.

أما عن مشاريع المخطط البلدي للتنمية، فيضم تهيئة طريق بلدي بقرية أنسة، على مسافة 800 متر بـ1.2 مليار سنتيم، كلها مشاريع توجد حاليا في مرحلة الإجراءات الإدارية لإطلاقها قريبا، حسب ما يؤكده محدثنا، الذي أشار أيضا إلى مشروع التهيئة الحضرية الذي يمس 13 قرية بالبلدية، بتخصيص غلاف مالي من "بي.سي.دي" يقدر بـ500 مليون سنتيم، بلغت نسبة تقدم الأشغال به 20٪، حيث توقف بسبب إجراءات الحجر المنزلي بسبب تفشي فيروس "كورونا"، وأعيد بعث أشغاله وينتظر الفراغ منه في غضون شهرين.

عن مشروع تهيئة شبكة الصرف الصحي، هناك مشروع ضمن المخطط التنموي البلدي لتهيئة شبكة التطهير في قرية بودغاغن، على مسافة 600 متر طولي، لفائدة قرابة 600 مسكن، حيث يحسن هذا المشروع الواقع المعيشي للسكان، ويقضي بذلك على الحفر الصحية، فضلا عن مشروع آخر مماثل على مسافة 300 متر طولي، بقرية امسطاس، على عاتق ميزانية الولاية، يوجد حاليا قيد الإجراءات الإدارية.

في هذا الصدد، قال "المير" اخزرون، إن مصالحه سجلت مؤخرا، الاحتياج التنموي في سياق عملية إحصاء مناطق الظل الموصى بها من طرف وزارة الداخلية، موضحا أن تهيئة شبكة التطهير تأتي على رأس الأولويات، كون المنطقة جبلية والقرى متباعدة عن بعضها، مما يتطلب أغلفة مالية معتبرة لتجسيد هذا المشروع التنموي الحساس، الذي ينتظر منه القضاء على حوالي 100 حفرة صحية، بالتالي تحسين الإطار المعيشي للسكان والمحافظة على المحيط البيئي على السواء. فالبلدية لها سمعة سياحية وتاريخية، كونها عاصمة جبل بوزقزة الذي شهد معارك طاحنة لتحرير الوطن خلال الثورة النوفمبرية، كما أن طبيعتها الجبلية تجعلها تزخر بمناطق سياحية، يمكن تثمينها وإدراجها ضمن السياحة الجبلية، ومنه منطقة بوكردان المعروفة محليا بساحة تجمع القردة، قال محدثنا، إنه سجل مشروعا تنمويا لتهيئة الساحة ببعض الأكشاك الخشبية ومراحيض عمومية وبعض الألعاب للأطفال، لجعلها منطقة جذب سياحي "لكن نطمح لتلقي إعانة مالية من مصالح الولاية، من أجل استكمال أشغال التهيئة"، يقول المير كمال اخزرون.

كما يظهر من بين الاحتياجات التنموية لمناطق الظل المرفوعة مؤخرا، ذكر محدث "المساء" أيضا، إنجاز مساحات لعب جوارية بالعشب الاصطناعي في قرية أولاد زيان، وهو المشروع الذي يتم حاليا إنجازه ضمن ميزانية "بي.سي.دي"، ويوجد مشروع مماثل بقرية بن حشلاف قيد الإجراءات. أما القطاع الصحي، فقد سجل مؤخرا، تهيئة 4 قاعات علاج بحوالي 200 مليون سنتيم على عاتق "افسسيال".

60 مليار سنتيم لتحسين التزود بالماء

لم تنته المشاريع التنموية الخاصة بتحسين الواقع المعيشي لسكان بوزقزة قدارة، حيث تحدث "المير" عن مشروع قطاعي للموارد المائية بقيمة 60 مليار سنتيم، يتعلق بإنجاز الشبكة الداخلية لخزان ماء بمنطقة بونوة في بلدية خروبة، المجاورة لتموين خزان الماء بقدراة مركز، حيث انتهت الشبكة الداخلية، وبقيت أشغال الشبكة الرئيسية لربط الخزانين وباقي الخزانات المتواجدة ببعض القرى بقدراة.

هذا المشروع وصفه "المير" اخزرون، بكونه حساسا ومهما في نفس الوقت، داعيا سكان البلدية بالتحلي بمزيد من الصبر، بهدف القضاء نهائيا على مشكل التزود اليومي بماء الشرب، الذي يسجل حاليا مرة واحدة كل أسبوعين على أكثر تقدير، لاسيما أن البلدية تسجل أيضا مشروعا أخر لتحسين التزود بالمياه، يشمل تجديد قنوات المياه لكل القرى على مسافة 12 كلم، هو حاليا قيد الإنجاز ضمن المخطط التنموي البلدي.

لم نكن لنتحدث عن التنمية ببلدية بوزقزة قدارة، دون التطرق لموضوع حساس يؤرق السكان والسلطات المحلية على السواء، يتعلق بالمحاجر والمقالع التي نظم ضدها سكان البلدية، العديد من الاحتجاجات، بالنظر إلى ما تخلفه من دمار على البيئة وآثار سلبية على الحياة اليومية للسكان، حيث قال "المير" كمال اخزرون، إنه يضم صوته لصوت مواطنيه بالبلدية، داعيا السلطات الولائية إلى التعامل بحزم أكثر مع المستفيدين من المحاجر المخالفين للمعايير المتفق عليها، موضحا أنه خلال 2019، عقد اجتماع ضم ممثلين عن 7 محاجر ناشطة بإقليم البلدية ورئيس بلدية بوزقزة قدارة ورئيس دائرة بودواو، حيث ألزم المستفيدين بالعمل بالاتفاقية المتوصل إليها، والقاضية بتعبيد وتهيئة الطرق التي تتسبب شاحنات المحاجر في اهترائها، ناهيك عن التشديد على استعمال الرش بالمحاجر، من أجل الإنقاص من الغبار المتطاير، مضيفا أن العديد من أصحاب المحاجر لم يلتزموا بهذه الاتفاقية..