طباعة هذه الصفحة

جواز صلاة العيد في البيت

وقتها وكيفية أدائها

وقتها وكيفية أدائها
  • القراءات: 7386
ع. س ع. س

في ظل انتشار فيروس كوروناحول العالم، وإغلاق المساجد أبوابها في العديد من البلدان، اتجه الكثيرون إلى الصلاة في المنزل، ومنها صلاة الجمعة وصلاة التراويح، وها هي صلاة عيد الفطر على الأبواب، فما هو حكم أدائها في المنزل؟

إذا كان لا شك أن الأولى في صلاة العيد أن تكون في جماعة، فإنه يجوز أداؤها في البيوت، بالكيفية التي تُصلى بها صلاة العيد، لقيام العذر المانع من إقامتها في المسجد أو الخلاء، فقد قال الشافعية، إن صلاة العيد تُشرع للمنفرد والمسافر والمرأة، والاجتماع فيها من السنة.

جاء في المجموع للنووي أن أشهر الآراء وأقطعها إجازة صلاة العيد في البيت، لمن اضطرته الظروف لصلاتها منفردا في بيته على أن يُصليها بصفتها وبلا خطبة بعدها، أي تكون ركعتين كصلاة العيد الطبيعية، باستثناء الخطبة.

جاءت تلك الآراء الفقهية الأربعة استنادا لقول رسول الله صل الله عليه وسلم: إذا أتيتم الصلاة فامشوا وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا، ومن ثمة فمن فاتته صلاة العيد يستحب أن يقضيها، ثم يصليها على صفتها دون خطبة بعدها.

ومن أدلة جواز صلاة العيد في البيت أن من فاتته وأحب قضاءها استحب له ذلك، فيصليها على صفتها من دون خطبة بعدها، وبهذا قال الإمام مالك والشافعي وأحمد والنخعي وغيرهم من أهل العلم. وما روي عن أنس رضي الله عنه أنه كان إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلي بهم ركعتين، يكبر فيهما. وكذلك من حضر يوم العيد والإمام يخطب أن يستمع الخطبة، ثم يقضي الصلاة بعد ذلك حتى يجمع بين المصلحتين.

كيفية أدائها

صلاة العيد ركعتان، تُؤدى بشكل يختلف عن الصلوات المفروضة المعتادة، ووقتها حسب ما اتفق عليه أغلب العلماء بعد طلوع الشمس مقدار رمح إلى زوالها، لتحريم الصلاة وقت الشروق وكراهيتها إلى أن ترتفع، ومن السُنّة أن يُعجّل في صلاة عيد الأضحى ليتمكن الناس من ذبح الأضاحي، أما في عيد الفطر، فمن السُنّة تأخير الصلاة حتى يكون للناس وقت لإخراج صدقة الفطر، بحيث يبدأ المسلم بالركعة الأولى مُكبِرا سبع تكبيراتٍ قبل القراءة، من غير تكبيرة الركوع، وخمس تكبيراتٍ في الركعة الثانية قبل القراءة دون تكبيرة القيام. ويستحب أن يقرأ في الركعة الأولى تبدأ سورة الفاتحةتليها سورة الأعلىأو سورة ق، ويقرأ في الركعة الثانية سورةُ الفاتحةوبعدها سورة الغاشيةأو سورة القمر، وليس بعض السور بأولى من بعض، وأن يجهر فيها بالقراءة.

اختلف العلماء في عدد التكبيرات، فالراجح أنها سبع تكبيرات في الركعة الأولى بتكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس تكبيرات بغير تكبيرة القيام، إلا أن هناك رأي آخر يقول بأن الركعة الأولى سبع تكبيرات دون تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس تكبيرات دون تكبيرة القيام.

حكم صلاة العيد في المذاب الأربعة

بعد بيان حكم صلاة العيد في المنزل، نبين حكمها بشكل عام، خصوصا أن المذاهب الأربعة لم تتفق في حكم صلاة العيد، فيه المذهب الحنفي واجبة وفقا لما يُفتى به في المذهب الحنفي، ودليلهم مواظبة رسول الله عليها من دون تركها ولو مرة واحدة، وصلاة العيد تُقام في جماعة، في حين أن صلاة التطوع لا يُشرع فيها الجمع ما عدا صلاة قيام رمضان والكسوف، والواجب عند الحنفية منزلة بين الفرض والسنّة. - وصلاة العيد في المذهب المالكي والشافعي سنّة مؤكدة، والدليل ما جاء من سؤال الأعرابي لرسول الله بعد أن أخبره عن الصلوات الخمس، فسأله: هل عليه غيرهن؟ قال لا، إلا أن تتطوع، كما أنه ليس لصلاة العيد آذان، فهي لم تجب بالشرع، إلا الصلوات الخمس فإنه يؤذن لها.

أما في المذهب الحنبلي، فصلاة العيد فرض كفاية، لمداومة رسول الله على فعلها ولقوله تعالى: {فصلِ لِربِك وانْحرْ} [الكوثر].