نحن مدعوون إلى الاهتمام بباقي العبادات كحرصنا على رمضان

- 1692

نظم المركز الثقافي الإسلامي في إطار نشاطاته الخاصة بالشهر الفضيل، محاضرة حول فضائل رمضان، نشطها فضيلة الشيخ محمد مكركب، تحدث فيها بإسهاب عن فضائل شهر الصيام التي يغفل عنها الصائم، ووجه بالمناسبة دعوة إلى ضرورة الاهتمام بباقي العبادات الأخرى، بنفس الطريقة التي يتم فيها الاهتمام بشهر الصيام لأدائه على أكمل وجه.
ارتأى فضيلة الشيخ مكركب في بداية محاضرته شرح المقصود من كلمة فضيلة، والتي أكد أنها تشير في معناها إلى الخيرات التي أعطاها الله لأمة محمد عليه الصلاة والسلام، وعندما نقول شهر الفضيلة، فهذا يعني أنه شهر البركات ويعتبر بمثابة هبة خص به المولى عز وجل المسلمين دون غيرهم، ليشعروا فيه بالراحة والطمأنينة وحلاوة الإيمان.
الفضيلة الأولى التي بدأ بها الشيخ محمد مكركب محاضرته هي فضيلة السياحة الروحية، حيث وصف الصائم الذي يصوم شهره ويتعبد ويلتزم بكل واجباته بمثابة السائح الذي يسبح في الفضاء ليقترب من الله، وبهذا يكون هذا السائح قد ارتقى في الفضاء الروحي إلى مصاف الملائكة الذين يعبدون الله ولا يعصونه، وهو حال الصائم الذي يجتهد لأداء عبادته على أكمل وجه، لأنه تمكن من إحاطة نفسه برقابة روحية تجعله يحرص كل الحرص على أداء هذه الفريضة كما يجب، مشيرا إلى أن الصائم الذي لا يشعر بأنه بمثابة السائح مدعو إلى مراجعة صيامه ويقيس في ذلك على التجار الذين يلهيهم البحث عن الكسب السريع، فيضيعون المقاصد الشرعية من الصيام ولا يحوزون مع نهاية رمضان على شهادة التقوى لأنهم قاموا بأفعال حرمها الله.
الرقابة من الشهوات، كانت الفضيلة الثانية التي يغفل عنها عدد من الصائمين حسب المحاضر، فالصيام يفترض أنه يمنعنا من الخوض في ما تشتهيه النفس والسؤال الذي يطرح هنا ـ يقول فضيلة الشيخ مكركب ـ؛ هل يعقل أن نصوم رمضان ونحن لا نفقه من الصيام شيئا؟ ولعل هذا ما نلمسه في مجتمعنا، حيث نجد أغلب الصائمين يسارعون إلى الاستفسار عن كل كبيرة وصغيرة لأداء هذه العبادة كما يجب، وهو أمر إيجابي، لكنه من ناحية أخرى يعني أننا لا نزال لا نفقه فقه الصيام، ويضرب في ذلك مثلا فيقول؛ يفترض أن الصلاة تنهانا عن ارتكاب الفواحش، لكن بالرجوع إلى الواقع نجد البعض يصلي ويرتكب الفواحش، وقس على ذلك بالنسبة للصيام، حيث يفترض أن الصيام يقينا من الوقوع في الشهوات، لكن المظهر العام لبعض الصائمين يعطي صورة مغايرة واللهفة التي نعيشها طيلة رمضان دليل على ذلك.
تتمثل الفضيلة الثالثة في الشمولية، حيث أشار فضيلة الشيخ إلى أن شهر رمضان هو شهر الشمولية الذي تجتمع فيه كل العبادات من تصدق وصلاة وتعبد وقيام الليل وصلة الأرحام وتضامن مع الفقراء والمعوزين، وتظهر الشمولية أيضا في تصرف المواطنين الذين يجتهدون في شهر شعبان لإعداد العدة من أجل استقبال هذا الضيف العزيز على قلوبنا، حيث نقف على التحضيرات المادية والروحية»، مشيرا إلى أن فضيلة الشمولية ينبغي أن لا تظل منحصرة بهذا الشهر، بل نحن مدعوون لأن نوجه اهتمامنا إلى كل العبادات الأخرى كالصلاة والزكاة لتحقيق فضيلة الشمولية بكل العبادات.