نجد راحة كبيرة في الصيام رغم التعب والإرهاق

❊ رشيدة بلال

يرفع مرضى السيلياك التحدي عند حلول شهر رمضان من كل سنة، من خلال تأمين عدد كاف من الأغذية الخالية من الغلوتين وعيادة الطبيب للحصول على التوجيهات اللازمة للصيام، ورغم أنّ الأغذية لا تسمن ولا تغني من جوع لعدم احتوائها على مصادر الطاقة الكافية إلى جانب ارتفاع تكاليفها وعدم وفرتها بالأسواق، إلا أن الصيام يفرض عليهم أداء هذا الواجب الديني كغيرهم.

احتكت المساء بالآنسة صفية جباري، رئيسة جمعية مرضى السيلياك لولاية الجزائر وعن يومياتها كمريضة في الشهر الفضيل، قالت باعتباري مريضة سيلياك أعاني مثلي مثل أي مريض آخر، أحضر نفسي معنويا لصيام الشهر الفضيل ولا أخفي عليكم أنني أحبذ أخذ إجازتي في شهر رمضان حتى يتسنى لي الصيام، وتضيف غير أن ما يميّزني عن باقي المرضى هو إدراكي الكبير لكيفية التعامل مع المرض والصوم بعد أن تعوّدت عليه، فأنا مصابة به منذ سنة 2008، وتردف أجد راحة كبيرة في الصيام لأنه ينظم أكلي وأستطيع التحكّم في الوجبات، فلا يخفى عليكم أن مرضى السيلياك يخضعون لحمية غذائية خالية من الغلوتين وتوضح أنها في هذا الشهر الكريم تتناول المنتجات الأجنبية لأنها أكثر راحة للجهاز الهضمي وتستهلك الخبز وتعد شوربة الشعيرية والطماطم، وهذه المنتجات تعطيها القوة لتتمكن من الصوم وتستهلك من المنتجات الوطنية الكسكسي لجودته العالية، كما تحرص على تناول التمر مع الرائب الذي يكون ثقيلا على الجهاز الهضمي وتكثر من الفواكه الموسمية التي تعطيها نوعا من الانتعاش. من جهة أخرى، تشير رئيسة الجمعية إلى أنّ شهر رمضان يدفع بعدد كبير من المرضى إلى الغش في حميتهم، بالنظر إلى توفر بعض الأغذية الممنوعة على المريض ويشتهي أكلها مثل قلب اللوز أو طبق اللحم الحلو، غير أن أضرارها تكون كبيرة على الصحة، لذا تنصح بالمناسبة كل المرضى بالتحكم في شهيتهم ليتمكنوا من إتمام الشهر الفضيل دون أي تعقيدات صحية.  وعن يومياتها في الشهر الفضيل كناشطة بالجمعية تقول قبل رمضان كما جرت العادة نتصل ببعض المرضى، ونزوّدهم ببعض المنتجات التي تساعدهم على الصوم ونفتح أبوابنا للاستماع لكل انشغالات المرضى، التي تصب عادة في كيفية الصيام دون الشعور بالتعب، الذي عادة ما يكون مرجعه قلة التغذية، التي لا نشعر بالشبع عند أكلها، كونها مصنوعة من مادة الذرة أو الأرز، ومن ثمة نوصلها إلى الأطباء المختصين الذين يتعاملون مع الجمعية، وبدورهم يتواصلون مع الجمعية لتقديم جملة من الإرشادات عن كيفية التعامل مع الشهر العظيم.

المتحدّثة أشارت إلى أنّ صيام مريض السيلياك لا يطرح أيّ إشكال بالنسبة للمريض الذي يعاني فقط من مرض السيلياك، حقيقة يشعر بالتعب والإرهاق، الأمر الذي يفرض عليه التقليل من الأنشطة والحركة، وتقول غير أن المشكلة التي تطرح عند مرضى السيلياك الذين يعانون من أمراض أخرى مثل مرضى السكري أو الضغط الدموي، هي أننا نحثهم على زيارة أطباء لينصحوهم إما بالصوم أو  استخدام رخصة الإفطار، لكون أجسادهم تكون غير قادرة على الصيام لضعفها.

وردا على سؤال المساء حول ما إذا كان المرضى يمتثلون لتعليمات الأطباء ويفطرون، أشارت محدثتنا إلى أن أكثر المرضى المرخص لهم يرفضون الإفطار ويجازفون بحياتهم من أجل هذا الواجب الديني، غير أن حالتهم الصحية الصعبة تجبرهم على الإفطار بسبب الفشل والإرهاق الذي يصيبهم، وبالمناسبة تحث الجمعية في كل مرة مرضاها على ضرورة استشارة الطبيب والخضوع لفحص جديد ومن ثمة الامتثال لتوجيهات وتعليمات الأطباء.

 

رشيدة بلال

قراءة 2803 مرات