سلوكات سلبية ارتبطت بالشهر الفضيل

كل المواعيد مؤجلة إلى ما بعد العيد

كل المواعيد مؤجلة إلى ما بعد العيد
  • القراءات: 877
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

انتشرت في المجتمع مؤخرا ظاهرة جديدة ارتبطت بحلول بعض المناسبات، ومنها شهر رمضان المعظم، حيث يلجأ أغلب المواطنين إلى تأجيل مواعيدهم إلى ما بعد العيد، حتى يخيل إليك أن إنجاز بعض الأعمال محضورة بالشهر الفضيل.

«المساء حاولت من خلال إجراء استطلاع للرأي، البحث في الأسباب التي تدفع البعض إلى تأجيل بعض أشغالهم بحجة الصيام إلى ما بعد العيد، حيث أكدت مواطنة في مقتبل العمر أن سبب التأجيل هو التهرب من إنجاز العمل، وبحكم غياب الحجة تدفع بشهر رمضان، الذي عادة ـ ما تؤكد ـ يعتبر سببا  مقنعا للتأجيل بحكم الصيام وتعطل الأعمال، في حين كشفت مواطنة أخرى تعمل في مجال الخياطة، أن كثرة الطلبات عليها جعلها تؤجل كل أعمالها إلى ما بعد الشهر الفضيل، وتفسر ذلك بعدم قدرتها على العطاء بهذا الشهر، وبالتالي تقول في معرض حديثها إن شهر رمضان الكريم تحول إلى حجة مقنعة لتأجيل بعض المواعيد، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند سعيد موظف بمؤسسة عمومية الذي أكد في معرض حديثه عجزه عن القيام ببعض الأشغال، وبحكم أن شهر رمضان حلّ فليس هنالك أفضل منه للتأجيل.وإذا كان التأجيل في بعض الأحيان، اختيار شخصي، ففي أحيان أخرى يجد المواطن نفسه ملزما بترك بعض أشغاله إلى ما بعد رمضان ملزما لا مخيرا، وهو ما رصدناه على لسان شابة تعمل في مؤسسة عمومية، كشفت عن رغبتها في شراء ثلاجة لوالدتها، غير أن ارتباطها بالعمل من جهة وتأخر التجار في فتح محلاتهم إلى وقت متأخر من اليوم، جعلها تؤجل هذا المشروع جبرا إلى ما بعد رمضان، ليكون لها متسع من الوقت وتعلق رغم أن بائعي الأجهزة الكهرومنزلية لا علاقة لهم بالأكل إلا أنهم يتعمدون عدم فتح محلاتهم مبكرا، الأمر الذي فرض علي التأجيل.

ولا يقتصر الأمر على بعض الأمور الشخصية للمواطنين فقط، بل تعداه إلى بعض المعاملات التي تخص المؤسسات، وهو ما جاء على لسان مواطن في مقتبل العمر أكد أنه قصد مصلحة إدارية لاستخراج بعض الوثاق، فطلب منه الموظف العودة بعد رمضان، بحجة أن مثل هذه الوثائق تتطلب وقتا طويلا، الأمر الذي أثار حفيظته ودفعه إلى تقديم شكوى إلى رئيس المصلحة.

وعن إشكالية تأجيل المواعيد إلى ما بعد رمضان، يرى الأستاذ عبد الرشيد بوبكري مدرب معتمد في التنمية البشرية وعضو مؤسس بمركز إشراق للتنمية البشرية، أن ظاهرة تأجيل بعض الأشغال إلى ما بعد رمضان مرجعها غياب الوعي بالذات والحياة، والذي يصنف في خانة السلوكيات السلبية ويشرح عدم معرفة المواطنين لمتطلبات الحياة وأدوارها التي تستوجب منا استغلال الوقت بشكل فعّال، جعل هذه الظاهرة تستفحل في مجتمعنا.

وردا على سؤالنا حول إهمال بعض المواطنين لماهية الوقت في الحياة، أكد محدثنا أن مجتمعنا اليوم يفتقد لاستغلال الوقت، فالذي يؤجل عمله، يعتقد في عقله الباطن أن تأجيل العمل فرصة لأخذ راحة أكثر حتى لا يتعبه الصوم، مشيرا إلى أن مجتمعنا يفتقر لثقافة التخطيط ويعتمد على المفاجآت في الحياة ومن ثم عندما نجد أنفسنا ـ يقول ـ نعاني من تراكمات تجدنا من جديد نؤجل أعمالنا بدعوى الضغط والتعب والإعياء الذي كان منذ البداية اختيارنا ومن هنا تظهر أهمية التخطيط، فلو أن المؤجل أحسن التخطيط لعمله وصيامه لاستفاد من الاثنين ولكسب أجر الصيام، مشيرا إلى أن المواطنين عموما أوقعوا أنفسهم فيما يسمى بـ«المربع العاجل ما يعني أن كل الأمور عاجلة وكلها مهمة في الوقت الذي كان يمكن أن يكونوا في ما يسمى بـ«مربع المهم غير العاجل حتى يقوموا بأدوارهم في الحياة على أكمل وجه.

 

رشيدة بلال