فضل ختم القرآن وآدابه

فضل ختم القرآن وآدابه
  • القراءات: 1921

تلاوة القرآن الكريم لها مرتبة عظيمة وجليلة في سلم الطاعات، وحِرص المسلم على تلاوته في مواسم الخير، واغتنام الأزمنة والأمكنة الفاضلة يعد من الأعمال المستحبة، وبذلك يتبع خطوات السلف في تعظيم القرآن وحرصهم على تلاوته في رمضان وفي غيره.

وقد ورد في وصف المؤمن الذي اعتاد على ختم القرآن والبدء به من جديد بعد كل ختمة بأنه كالحال المرتحل الذي يبدأ بأوله مع انتهاء آخره، والحري بالمؤمن أن يغتنم ختمه للقرآن الكريم، ويدعو الله سبحانه، إذ ترجى استجابة الدعاء بعد الفراغ من ختم القرآن.والمؤمن ينال شفاعتَين بختم القرآن في شهر رمضان، شفاعة القرآن بالصلاة فيه، وشفاعة الصيام، وهما كاجتماع جهادَين، جهاده بالقيام وتلاوة القرآن وصبره على ذلك، وجهاده بالصيام، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلّم: "الصيامُ والقرآن يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقول الصيام: أي ربِ إِنَي منعته الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِعنِي فيه، ويقولُ القرآن ربِ منعته النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ"، فالصيام يمنع العبد من اقتراف المعاصي كما يمنعه من الأكل والشرب وغيرها من الشهوات، أما القرآن فيمنع العبد من النوم ليلاً، لاجتهاده في قراءته، والقيام به.ويستحب ختم القرآن في أوقات مُحدّدة، سواء في رمضان، أو في غيره، إذ يستحَب أن يكون في الصلاة حال ختم القارئ وحده، بأن يكون في ركعتَي الفجر وسنة الفجر، وفي سنّة المغرب، وقِيل باستحباب أن تكون الختمة في أول النهار مرة، وفي أول الليل مرة، وإن كانوا جماعة يختمون القرآن معاً، فإنهم يختمون في غير الصلاة والجماعة، ويُستحَب أن تكون الختمة في أول النهار، أو في أول الليل، في حين يرى بعض العلماء أن الختمة في أول النهار أفضل، وإن ختم أحدهم القرآن، أو ختِم جماعة، فإنه يستحَب للمسلم أن يحرص على حضور الختمة، ليحضر الدعاء.

كما يستحب للمسلم أن يصوم يوم ختمه للقرآن، إذ يرى السلف أن اجتماع الصيام مع ختم القرآن أقرب إلى استجابة الدعاء، والدعاء عقب ختمة القرآن مستحب استحباباً مؤكداً، فيدعو للمسلمين والمسلمات، ويدعو لنفسه بالصلاح، والتقوى، والعفة، وغيرها من أبواب الخير، فيبدأ دعاءه بالثناء على الله سبحانه وتعالى، ثمّ يدعو بالأدعية المتعلقة بفضل القرآن وأهله، ثميختار من الأدعية الجامعة ما يناسب حاله، والأمر في ذلك واسع، وعلى الداعي أن يبتعد عن التقيد بأدعية معينة لاعتقاده بأنها أدعية شرعية راتبة، كأدعية الأذكار، وإن استطاع عند ختم القرآن أن يجمع أهله ويدعو وهم يؤمنون وراءه، ففي ذلك فضل استحبّه الفقهاء، إذ كان أنس بن مالك رضي الله عنه يجمع أهله ويدعو لهم كلما فرغ من ختم القرآن.