فرصة للمّ الشمل وإقامة «الفدوى»

- 1260

تنتظر العائلات العنابية الاحتفالات بليلة القدر بفارغ الصبر للمّ شمل العائلات، حيث تبدأ ربات البيوت بإرسال دعوات حضور المائدة الرمضانية أسبوعا قبل حلول هذه الليلة المباركة، كما تستغل بعض العائلات إقامة حفل جماعي لإخراج الزكاة وتوزيع الصدقات على الفقراء، كالصدقة على المتوفين وهي سنة حميدة وتقليد سنوي يحافظ عليه سكان مدينة بونة عند نصفية رمضان أو ليلة القدر، ويتم نصب خيمة كبيرة في الشارع لاستقبال الأصدقاء والأهل وحتى عابري السبيل.
يشرف متطوعون على تحضير الإفطار الخاص بهذه المناسبة الدينية، كما يمكن للعائلات أن تدفع مقابل ذلك، حيث تنظّم ما يسمى في اللهجة المحلية «الفدوى» صدقة على الموتى ورحمة عليهم، حيث تقدم الأطباق التقليدية منها الكسكسي أو الثريدة وغيرهما من الأكلات الشعبية المحبوبة، إلى جانب الشوربة والبوراك العنابي، ولواحق أخرى تفتح الشهية، كما تمتد السهرة بتنظيم حلقات الذكر بتأطير من الأئمة، وهي العادة التي لا زالت راسخة في المجتمع العنابي خاصة في المداشر والضواحي، لأنهم يجدون في رمضان فرصة للتسامح ولقاء الأهل.
وفي سياق متصل، تتميّز الاحتفالات بليلة القدر في منطقة عنابة بتحضير حلويات العيد وذلك عن طريق التويزة، حيث تجتمع النسوة في باحة المنزل الكبير الذي يجمع الجيران في الأحياء العتيقة والقديمة لإعداد حلوى الكعك والمقروض العنابي والحلويات العصرية الأخرى، لكن يكون لهذه اللمة نكهة خاصة حيث تقول العجوز حليمة إنّها بركة وخير مع تعليم العازبات فنون الطبخ وإعداد الحلوى التقليدية على أصولها، كما يمكن للجيران معرفة الأوضاع الداخلية لكل أسرة من أجل مساعدة البعض وضمان الفرحة للجميع ليلة عيد الفطر، إذ أشارت سيدة صادفناها بالشارع الرئيسي للمدينة القديمة «بلاص دارم» إلى أنها لا زالت تحافظ على الجيرة وكلّ المناسبات الدينية تقضيها مع جيرانها وأهلها، وفي الأسبوع الأخير من رمضان يتم تحضير حلوى البراج والمقروض والبقلاوة وغيرها، وهي حكر على المسنات اللواتي لهن خبرة في إعداد مثل هذه الحلويات، فيما تحضر الفتيات والمتزوجات حديثا الحلوى العصرية والتي تعتبرها مكملة للحلوى الأصلية.
سميرة عوام