لتعلم الوصفات على أصولها

فتيات يدخلن المطبخ لأول مرة في رمضان

فتيات يدخلن المطبخ لأول مرة في رمضان
  • القراءات: 4048
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يدفع شهر رمضان بالكثيرات إلى محاولة التفنن في الأطباق من حيث النوع والشكل، لاسيما بعدما أصبح الكثيرون يربطون هذه المناسبة بنوعية الأكل المحضر للإفطار، حيث يدفع الفضول العديد من الفتيات خلال هذه الأيام إلى تعلم أطباق جديدة، سواء على الأنترنت أو بالتقرب من المتقدمات في السن. نحن هنا بصدد الحديث عن بعض الشابات اللائي يدخل المطبخ لأول مرة خلال الشهر الفضيل.

أجواء تعود مع كل رمضان، كنوع من «الهوايات» التي تشغل بها بعض الفتيات وقتهن خلال هذه المناسبة، إذ يحاولن من خلالها استغلال ما يتوفر في المطبخ لتجربة وصفات جديدة، في حين تبحث البعض منهن عن جلب الأنظار نحو ما تقدمه وتتفنن فيه من أطباق جديدة تزين بها سفرة الإفطار.

يبقى تعلم فنون الطهي من الأشياء التي لا بد أن تجيدها الفتاة، لاسيما في عالمنا العربي الذي كثيرا ما توصف الفتاة التي تجيد أمور البيت، ومنها الطبخ،  بـ«الشاطرة» التي فور ما تتعلم أسس الطبخ تتسارع الأسرة في البحث لها عن عريس، هذا الأخير الذي عادة ما يشترط عند الزواج امرأة تجيد الطبخ، أحيانا لدرجة لا يهمه ما تجيده من أشغال أخرى، عملا بالمثل القائل «أسرع طريق إلى قلب الرجل هو المرور على المعدة»..

ورغم الانتقادات التي تتلقاها الفتاة من أفراد أسرتها، خاصة الرجال منهم، إلا أن الأم تشجعها دائما على دخول المطبخ وتجربة أطباق وأنواع مختلفة من الأكلات التقليدية وعجن مختلف أنواع العجائن، كنوع من الرسالة التي تحملها الأم من أمها إلى بناتها، فكثيرات هن من يلجان إلى تشجيع بناتهن على دخول المطبخ في سن مبكرة، ويدفعنهن إلى تجربة الطبخ مرارا إلى أن ينجحن فيه، ولا تهمهن نوعية النتيجة في بداية الأمر، إلا أن الأهم في ذلك الوصول إلى الإتقان والتفنن فيه في مرحلة معينة من «تربصهن».

في حين أن أخريات لا يحثن مطلقا الفتاة على دخول المطبخ، ويعتقدن أنها لا تزال صغيرة ولا تجيد الطبخ، مما يجعلها فيما بعد تحاول جادة تعويض ما فاتها بالبحث عن وصفات جديدة وتجربتها، ويعد شهر رمضان من المناسبات التي تغتنمها أكثر الفتيات «للتربص» في المطبخ، هذا ما أكده لنا الاستطلاع الذي أجرته «المساء» وسط العديد من الفتيات بالعاصمة.

في هذا الصدد، تقول هناء 25 سنة، بأنها لا تجيد الطبخ مطلقا، فبحكم أن أمها هي التي تمسك بزمام أمور المطبخ منذ الصغر، لم تجد فرصة للتعلم أيا كان من أصول هذا الجزء المحدد من البيت، حيث كانت تهتم في صغرها بباقي أشغال البيت ما عدا المطبخ، بسبب والدها الذي لم يكن يرغب في تناول أي طعام ما عدا أكل أمها، مشيرة إلى أن هذا الأمر جعلها لا تبادر أبدا إلى محاولة الطبخ وتحضير أي طبق، وها هي اليوم مقبلة على الزواج بعد بضعة أشهر، مما دفعها إلى دخول المطبخ خلال شهر رمضان لتعلم بعض وصفات الطبخ.

من جهة أخرى، أوضحت سارة 23 سنة، أنها نظرا لكونها أصغر الفتيات بين أخواتها، كانت «مدللة» البيت، لم تكن تقوم بأي شيء، فأخواتها الثلاث هن اللواتي كن يتكفلن بكل أعمال البيت بما في ذلك الطبخ، مما جعلها لا تتقن أبسط الوصفات، واليوم تستغل فرصة شهر رمضان لتعلم مختلف الأطباق على أيادي أخواتها.

وعلى صعيد آخر، أوضحت الكثيرات ممن مسهن استطلاعنا، أن رمضان هو الشهر الذي تبدع فيه المرأة في المطبخ، إذ أن الأجواء خلاله تتطلب تحضير أطباق تقليدية، ومن المعروف أن تلك الأطباق هي الأصعب مقارنة بالمأكولات العصرية، هذا ما يجعل الفتيات خلال شهر رمضان يقبلن على المطابخ لتعلم الطبخ على أصوله.